ربيع بهمن
الوفاق/ خاص
مازن البعيجي
هناك، ومن وراء القضبان ولهيب السياط والحيف والظلم والاستبداد، وحيث عتمة الظلام الذي يلف المستضعفين والفقراء والمحرومين، في زمن أخذ يعد ذلك المكلف نفسه ليكون من جنود السماء وجنديّ للمهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، رجل من قم أتخذ من التوكل على الله سبحانه وتعالى سلاحا أوحدا ، فقد كان خارج أسوار نفسه فاعطته تلك الحرية العقلية مقاليد ومفاتيح كل سجون الكون، ليكسر القيود قيداً قيداً من معاصم المؤمنين وعشاق الشهادة، حتى غدا غيمة ماطرة محملة بالغيث على قدر حاجة تلك الأرض الصحراء، والتي أضر بها العطش للحد الذي بيعت قيم واستُبدلت مبادئ ونواميس، فكان عام ١٩٧٩م ربيعا للقلوب، ودواءً للصدور، والنجدة العاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن خيّم الحزن والقهر والضيم على قلوب المسلمين في كل بقاع الأرض.
غيمة هو من تحكّم بالهواء الذي يسوقها وكمية المياه التي تصلح أن تلامس وجه التراب، فصال جوال العارف العملي ومن تسيد على كرسي القيادة الإلهية بنيابة حقيقية عن الغائب المنتظر المكلف لصنع نواة الحضارة الإسلامية، لكن لظروف يعلمها رب العزة والكرامة أسندت تلك المهمة الى رجل قم والى نائبه المبارك الخامنئي المفدى، فوطأت اقدامه المباركة أرض إيران التي ما ترك شاه العمالة والخيانة شيء فيها إلا ونال منه لتكون دولة العشاق حراسا على مصالح أمريكا وإسرائيل الكيان الصهيوني المؤقت، فتمت كلمة ربك ووعده الصادق على يدي من تكلم به العلماء الكبار والعظماء من مدرسة أهل البيت عليهم السلام خير الكلام واعمقه على الإطلاق يقول الإمام الخامنئي المفدى «نعم ومَن ذا الذي لا يَعرف إمامنا الخُميني(قدس) الكبير، بَل ومَن ذا الذي يَعرفه حَقّ المَعرفة؟ إنّ كلماتي وعباراتي عاجزة عن أن تُقدّم تَعريفاً دَقيقاً لهذه الحقيقة الساطعة والجَوهرة الناصعة» بهذا التعريف استقبلت إيران هذا الرجل العظيم والعارف الخطير، لتبدأ رحلة الكرامات والخدمات وتغيير الحال لكل إيران الإسلامية، ربيع شمل كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأمنية والفضائية والعسكرية وقطاع السياحة والسياحة العلاجية والدينية والترفيهية، لتقفز إيران إلى أولى أرقام قوائم الدول الناجحة والمتقدمة علميا في كل مناحي التقدم العلمي والبحوث، والتعداد في مقام صعب المقال، حتى أصبحت قطب رحى دوران المقاومة والمعسكر الحسيني واليد البيضاء على كل المستضعفين في البلاد وخارج البلاد، ليصبح الجواز الإيراني والجنسية الايرانية حلم الأحرار إذ تغير وجه إيران دولة الفقيه من نظام الشاه العميل إلى نظام الفقيه النائب عن المعصوم والبديل..
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت ٦٩ .
جهاد كان من نوع آخر، وكان من فكر متطور عن سابقه من المناهج المسالمة تحت شعارات في عمق فلسفتها الاستسلام! بحيث انيطت كل دعاوى الثأر بالمنتظر الموعود! ولم تدفع ثقافة بعينها إلى تبني خيار التصدي حتى مع دفع الأرواح اثمانا من أجل الخلاص، وهذا ما جعل الامام الخُميني(قدس) العزيز اليقظ أن يختط له منهجا ثوريا شجاعا تعهد فيه عن من يسأل عن اسالة الدماء من يتحملها؟! والسؤال ممن عبر عنهم الامام الخميني(قدس) في علمهم وتحصيلهم حيث قال: «يا فلان انت بحر من العلم ولكن عمقك شبر» وقال من يسأل عن الدماء يوم القيامة انا سأجيبه عنها وأنها كيف وبأي حجة صرفت!
مدرسة هي التي كانت وراء عظماء نقشوا على وجه التأريخ النقي جميل مآثرهم وتشهد لهم اليوم قبابهم وارتال الزائرين وقوافل العاشقين سليماني والمهندس والصماد ومغنية وغيرهم سيركب ذات مركبهم كلهم من ثمار بهمن والثائر فيها .