مقابلة مع المهندس عبدالرضا يعقوب زاده مصدّر شاشات مراقبة العلامات الحيوية «سعادت» إلى 50 بلد

العلامات الحيوية للشعب

أجرى الحوار:
بجمان عرب
الوفاق/خاص - وكنت قبل ذلك أصرف النقود التي حصلت عليها كهدايا زواج وقد قمت بببيع بعضاً من الذهب لأتمكن من سد حاجاتي اليومية، وقامت أختي أيضاً بمساعدتي ماديا ومعنوياً، وكانت دائماً بجانبي وتساندني، ولكن للأسف شاء القدر أن أخسرها بسبب إصابتها بالسرطان عام 1998م. لم يمض على توظيفي ستة أشهر حتى قاموا بإرسالي إلى اليابان للمشاركة في دورة تدريبية. وقد كان البعض مخالفاً لإرسالي أنا شخصياً، لكنني كنت قد أصبحت على اطلاع بجميع أمور الشركة. في شهر نوفمبر ذهبت لشركة التوزيع وكان في ذلك الوقت قد تم ادخال الحاسوب الشخصي حديثاً فقمت بشراء واحد وتشكيل دورة تدريبية لكل الشركة، وتمكنت من إثبات وتطوير نفسي هناك، وفي العام التالي في 1992م قاموا بإرسالي إلى اليابان.  وبما أنه في ذلك الوقت كانوا يقومون بشراء شاشات العرض من اليابان، وفي كل مرة يتم فيها الشراء يتم تخصيص حصة لتعليم 5 أشخاص، فقد قمنا بالضغط عليهم، وقد قال اليابانيون أن أكثر الأشخاص فضولاً في هذه الدورة هو أنتم، فقد كنا نسأل كثيراً لدرجة أنهم قالوا أن هؤلاء المعلمين الذين أتوا لتدريبكم لايستطيعون الإجابة على كل أسئلتكم فهم أيضاً لايعرفون إجاباتها كلها، لكننا كنا مصرّين جداً.
لقد قمت أنا والمهندس السيد اسلاميان الذي كان نائب رئيس الشركة في ذلك الوقت وحاصل على ماجستير في مجال الالكترون من امريكا بطرح جميع أنواع الأسئلة وأدقها عليهم، فكانوا يقولون لماذا تقومون بطرح كل هذه الأسئلة؟ فللاجابة على بعضها يجب أن تدخلوا دورة R&D، وقاموا بتمديد دورتنا أسبوعاً آخراً وضمنا إلى دورة R&D التي كانت تقام في مكان آخر، وقالوا أن المجموعة الوحيدة التي وصلت إلى دورة R&D هي أنتم؛ فنحن هدفنا تعليمكم الإصلاح وليس الصناعة، والآن نقيم للأجانب دورات تعليمية للإصلاح فقط وليس هناك لزوم ليفهموا كل شئ عن تصميم الأجهزة. وقد قام اليابانيون بسؤالنا لماذا نستفسر عن كل التفاصيل ونطرح الكثير من الأسئلة؟ فقلت أننا نريد إصلاح هذه الأجهزة، عندما قلت ذلك بدأ المعلم بالضحك، وقال هل أنتم في ايران تريدون إصلاح لوحاتنا هذه؟ فقلت نعم وما المضحك في الأمر؟
فقاموا بالضحك أكثر وقالوا وهل لديكم القدرة على إصلاحها في إيران؟ وسأل أحدهم ساخراً: هل لديكم تفاح في بلدكم؟ وهل لديكم ماء؟ لقد قاموا برسم صورة سيئة لهم في أذهانهم عن إيران، فقد كانوا يسألوننا أسئلة غريبة.
وقد كان هناك معلماً أمريكياً سألني: لماذا تقوم بطرح كل هذه الأسئلة؟ فقلت أنني أسأل لأتمكن من إصلاح هذه اللوحات. فقال وما هو مجال دراستك؟ فقلت أنني حائز على ماجستير في الالكترونيات، فوقف مذهولاً وقال أنا لدي بكالوريوس فقط وأنت هنا لديك ماجستير؟ لماذا تدرسون الماجستير؟ فهل لديكم شئ لتصمموه أوتصنعوه في إيران؟ فقلت لا. فقال لماذاً إذن تدرسون كل ذلك، وكان يقصد أنه لماذا تدرسون البكالوريوس، فنيل الدبلوم كافياً لكم. وقد كانت مثل تلك المواقف تؤثر بنا كثيراً وتزعجنا ولكنها كانت تحفزنا كثيراً وتشجعنا على إثبات قدراتنا.
تكاليف باهظة للتحكم في الزبائن
الغريب في الأمر أنهم قاموا بحساب اللوحة الواحدة بعشرة آلاف دولار لنا، وتلك اللوحات قد تلفت اثنتان من داراتي المتكاملة (IC)، فقلنا وما الذي يجعلنا ندفع عشرة آلاف دولار بهذه؟ وكذلك قاموا بحساب شاشات العرض غير الملونة بـ 25 ألف دولار. وكانت إذا تعطلت إحدى اللوحات الأم فيها فإنهم كانوا يقدرونها بخمسة آلاف دولار، ولم يكن بإمكاننا دفع خمسة آلاف دولار فهذا السعر باهظ جداً؛ ولكم أن تتخيلوا أنني كنت أتقاضى شهرياً مئة دولار خلال الدورة التدريبية التي شاركت فيها في اليابان، فالفارق شاسع جداً.
يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي