الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثمانية وثلاثون - ٢٩ يناير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثمانية وثلاثون - ٢٩ يناير ٢٠٢٤ - الصفحة ٦

خبير في شؤون غرب آسيا لـ«الوفاق»:

العدو الصهيوني أمام إنهيارات متعددة وعلى صعد مختلفة

 

حميد مهدوي راد
بعد مضي نحو أكثر من 115 يوماً على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، وبالرغم من الهجمات الوحشية الاجرامية، الجوية، البرية، والبحرية للعدو الصهيوني على المواطنين في غزة، لم يستطع العدو الصهيوني الوصول لأهدافه المحددة من قبل قادته المهزومين، وبالرغم من أن العدو الصهيوني ادعى منذ البداية أن الحرب على غزة لن تستغرق أكثر من اسبوعين وأنه سيتمكن من تحرير جميع أسراه بأقل الخسائر، وأنه سيقضي على قدرة حماس لوجستياً وعسكرياً، إلا أنه وبفضل ثبات وصمود أهل غزة وتكتيكات قوى المقاومة لم يتمكن هذا العدو من تحقيق أي من أهدافه. ولبحث آخر التطورات في قطاع غزة حاورت صحيفة الوفاق الخبير في شؤون غرب آسيا حسين رويوران وفيما يلي نص الحوار:
كم من الأهداف استطاع العدو الصهيوني تحقيقها منذ بدايه الحرب على غزة وحتى الآن؟
اذا أردنا أن نقيم مدى قدرة الكيان الصهيوني على تحقيق أهداف الحرب التي أعلنها يمكن أن نقول أنه لم يحقق أية أهداف، قد تكون هناك نسبة بسيطة له في إستهداف المقاومة أو في اكتشاف الانفاق أو تدميرها ولكن الأهداف المعلنة من قبل الكيان الصهيوني هو إزالة حماس، فهذا لم يحدث حتى الآن ولا زالت المقاومة تقوم بعمليات كبيرة. وقد يكون ما حصل بالأمس الذي قتل فيه نتيجة لذلك 24 عسكريا صهيونيا، يعكس أن المقاومة لا زالت تعمل بقوة في الميدان، وحسب ما أعلنت المقاومة أنه لحد الآن هي لم تدخل إلا 20 أو 30 بالمئة من قواتها في الميدان، وانها جاهزة للدفاع عن قضيتها لأشهر بسبب وجود القوات والامكانات العسكرية، وهذا يعكس أن هناك فشل ذريع إسرائيلي في تحقيق الاهداف سواء فيما يتعلق بوقف إطلاق الصواريخ أو إطلاق سراح الاسرى أو القضاء على حماس والمقاومة في فلسطين، حيث لم يتحقق أي هدف من هذه الأهداف.
ما الذي ينتظر نتنياهو والكيان الصهيوني بعد إنتهاء الحرب؟ هل سيواجهون مشاكل برأيكم؟
هناك مسألتين، أولا بعد الحرب ماذا يمكن أن يحدث؟ عادة في الحرب الكلاسيكية، مثل أمريكا تضرب اليابان بقنبلة ذرية أو قنبلين واليابان تستسلم، ففي الحرب الكلاسيكية هناك انتصار كامل وهناك هزيمة كاملة، وفي الحرب غير المتكافئة ليس هناك انتصار كامل بل نسبي وليس هناك هزيمة كاملة بل هزيمة نسبية، وهذا يعني ان لا المنتصر استطاع ان يحسم بالكامل ولا المهزوم فقد القدرة على العمل، فماذا يمكن ان يحدث؟ هناك حوار يتم بين المنتصر والمهزوم على قاعدة ان المنتصر يحقق بعض شروطه. في حرب تموز 2006 القرار 1701 جاء وكانت الهدية من المقاومة أن أوقفت العمليات وفرض على الكيان الصهيوني ان يتراجع الى الخط الازرق وهذا هو تقريبا كان جزء من نتائج الحرب، الآن ماذا يمكن ان يحدث؟ ضمن نتائج الحرب، في تصوري ان موضوع الضرب على "اسرائيل" وموضوع حق تقرير المصير من قبل الفلسطينيين هو موضوع مهم وقد تكون هناك استحقاقات اخرى ستفرض على الكيان الصهيوني نتيجة هذه الحرب، اما فيما يخص المسؤولين الحاليين في الكيان من دون شك انّ هناك صورة جديدة ستكون في "اسرائيل"، الائتلاف الحاكم سينهار، ونتنياهو سيحاكم على اساس الملفات السابقة والملفات التي طرحت جديداً وسيدخل السجن والكثير من المسؤولين ايضا هم سيكونون في معرض محاكمة سياسية او قانونية نتيجة لما حدث في السابع من اكتوبر ومن هنا، سيكون تغيير للمشهد السياسي في الكيان المؤقت نتيجة للحرب وهناك سقوط لبعض القوى وصعود لبعض القوى الاخرى وهذا كله يأتي على خلفية الهزيمة التي مني بها الكيان في عدم تحقيق أهدافه.
شهدنا الأسبوع الماضي هجوم عوائل الاسرى الاسرائيليين على لجنة الكنيست، كما نشهد الكثير من المظاهرات في بيت المقدس، فما مدى تأثير هذه الضغوط الداخلية على مسار الحرب وتأثيرها على حدوث وقف لاطلاق النار؟
كانت هناك عدة مؤشرات، المؤشر الاول هو مقتل 24 عسكري صهيوني، عادة هناك نظرية المصاريف والاهداف او الميزانيات والاهداف. إن الكيان الصهيوني يريد اطلاق سراح الاسرى، يقال ان الاسرى قد يكونوا 100 – 130 شخصا. فكم يجب ان يقتل من الجيش الصهيوني حتى يتحرر هؤلاء، في يوم واحد قتل 24 شخصا فهل من المعقول ان تصرف "اسرائيل" 500 قتيل من اجل انقاذ 100 شخص؟ هذا غير منطقي ومن هنا العدد الكبير من القتلى يعكس أن الاستراتيجية التي يقود بها الكيان الصهيوني المعركة لاطلاق سراح الأسرى، غير مجدية ويجب ان يتوقف هذا اولا. الموضوع الثاني هو هجوم عوائل الاسرى على الكنيست. إن هؤلاء يشكلون ضغطا حقيقيا على الكيان الصهيوني وعلى الحكومة، ونتنياهو شخصيا ليس أمامه وأمام الحكومة الصهيونية إلاّ التعامل مع هذا الواقع ولا يمكن تجاهله، وضمن هذه الرؤية وفي حالة الحرب هناك شئ يسمى التعبئة تحت راية العلم، يعني أن تكون هناك معارضة كبرى في "اسرائيل"، سياسية، وكذلك من قبل عوائل الاسرى. وهذا الشيء يشير الى أن المجتمع الصهيوني مفكك ولا يمكن ايجاد حالة تعبئة تحت راية العلم حتى في فترة الحرب وهذا يعكس الشروط الاجتماعية القائمة داخل المجتمع الصهيوني.
منذ حوالي أسبوع قدمت أفريقيا الجنوبية شكوى في محكمة لاهاي ضد الابادة الجماعية من قبل الكيان الصهيوني. فإذا قررت هذه المحكمة ادانة ومحاکمة الكيان الصهيوني فهل يمكن لهذا الضغط أن يؤدي إلى إنهاء الحرب وما مدى تأثيره؟
أولا هناك صورتان مهمتان تعكسان حقيقة ما يحدث في الحرب، الصورة الاولى لمحور المقاومة كله دخل في الصراع مع الكيان الصهيوني. والكثير كان يشكك ولكن رأينا دخول حزب الله واليمن والمقاومة الاسلامية في العراق ودخول سوريا وهذا يعكس ان محور المقاومة في صراعه مع الكيان الصهيوني استطاع ان يرتقي الى عمل جماعي امام هذا الكيان، في المقابل الكيان الذي كان العالم كله والغرب بالتحديد مسخر في خدمته وخدمة اهدافه وجرائمه وانتهاكاته للكثير من القوانين الدولية، بدأ الآن يظهر انهيارا في هذه الجبهة، يعني بعبارة ادق ان محاكمة "اسرائيل" في المحكمة الدولية مهم لأن هذا الإنهيار سيؤدي الى انهيارات اخرى. الآن هناك الكثير من المحامين يعملون ضمن اطار موضوع محاكمة "اسرائيل" على الجرائم التي ارتكبتها في محاكمة الجرائم الدولية icc، والآن هناك من ذهب الى سويسرا لبدء محاكمة "اسرائيل" على نقضها معاهدات جنيف الاربعة والبروتوكولين الاضافيين هما معاهدات ضمنتها الحكومة السويسرية وهي تحاكم من ينقضهما على المستوى الدولي، ومن هنا نشهد إنهيارات متعددة تحدث والمظاهرات التي تجري في لندن وواشنطن والغرب والزيارات التي حدثت تعكس أن الكيان الصهيوني اليوم ليس كما كان بالامس، ففي الامس كان مطلق اليد يستطيع ان يقوم بما يريد، اما الآن فهو يواجه تحديات حقيقية ستؤدي الى انهيار صورة الكيان والضغط عليه بشكل كبير وما يقوله الآن مسؤولو الكيان من انهم يرفضون حل الدولتين وان "اسرائيل" تمتد من النهر الى البحر الى آخره كما قال نتنياهو أنه سيزيد الطين بلّة، لأنه نقض للقانون وللقرار 242 ونقض للعديد من القرارات الدولية وهذا كله سيشكل تحديا وضغطا على النظام الصهيوني.
لقد أشرتم الى عمليات اليمنيين والمقاومة اليمنية، فما هو موقف أمريكا من هذه العمليات؟
موضوع اليمن هو مناصرة للمقاومة في فلسطين ومتى ما توقف الاجرام الصهيوني توقفت عمليات اليمن، واليمن اعلن صراحة انه لن يستهدف الا السفن المتجهة الى الكيان الصهيوني ولكن امريكا جاءت وقامت بضرب اليمن بداعي دعم الكيان الصهيوني في هذا الموضوع. يعني المواجهة بين اليمن وامريكا في تصوري أن الخاسر الاول هو أمريكا لأن اليمن أولا لا يمتلك الكثير الآن ليخسره، وثانياً اليمن يستطيع ان يهدد المصالح الامريكية على مساحة شبه الجزيرة العربية وضمن هذا الاطار امريكا الآن تواجه أيضا هجوما حقيقيا على قواعدها في العراق وفي سوريا، وكل هذه الامور تجعل امريكا تدفع ثمنا كبيرا جدا مقابل الاثمان التي تدفعها في اليمن. كما لا تستطيع أمريكا أن تؤمن الملاحة البحرية هو تحدي حقيقي لقوة دولية كبرى كأمريكا خاصة ان اليمن استطاع ان يتحدى امريكا وان يغرق بعض القطع البحرية الامريكية، وكل هذا يعكس أن هذه المعادلة فيها خسارة كبيرة لامريكا بعكس الطرف اليمني الذي لم يخسر كثيرا في هذه المعادلة بل كسب تعاطفا كبيرا على المستوى اليمني اولا وعلى المستوى الافريقي والمستوى الاسلامي ثانياً.
ماذا عن تحولات الجبهة الشمالية؟
الآن ثلث الجيش الصهيوني في الشمال، وهو يتحمل ضربات كبيرة جدا من قبل حزب الله، الاسرائيليون لا يخفون ان حزب الله دقيق في ضرباته ويمتلك اسلحة أدق من الاسلحة الموجودة لدى المقاومة في غزة، وهو قد قام بعمليات آذت الكيان بشكل كبير جدا، فهل يستطيع الكيان الصهيوني ان ينهي هذه الحالة؟ بالطبع لا يمتلك الكيان القدرة على انهاء هذه الحالة. نعم هو بمواجهة تهديد بأن يمكن ان تفتح عليه جبهة ولا اتصور أنه قادر على ذلك لأن الكيان الآن في غزة يعاني من أزمة فما بالك ان يأتي ويفتح جبهة لبنان خاصة ان حزب الله يمتلك مخزونا كبيرا جدا من الصواريخ الدقيقة ويستطيع ان يشل الحياة في كل فلسطين المحتلة بشكل كامل، وهذا ما يجعل المعادلة تتغير بشكل كبير لغير صالح الكيان الصهيوني. من هنا كل ما يقوله المسؤولون العسكريون الاسرائيليون حول الجبهة الشمالية هو للاستهلاك وليس للقيام بعمل عسكري ضد حزب الله.
يدعي الاسرائيليون أنهم لن يسلموا غزة للحكومة وسيحافظون على غزة محتلة ويروون سيناريوهات مختلفة، فبرأيكم كيف سيكون مصير غزة وقوى المقاومة بعد انتهاء الحرب؟
اولا حق تقرير المصير هو حق حقيقي ينص عليه القانون الدولي ومن يحدد مستقبل غزة هم أهل غزة وليس غيرهم ومن هنا الكلام الذي يطرحه الكيان الصهيوني بأنه سيبقي على سلطة صهيونية على غزة غير صحيح. يعني أن الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يقوم بهكذا عمل وفي تصوري انه قد لا تكون المقاومة إذا أردنا الآن ان نعيد بناء غزة يجب ان تكون قادرة ان تتعامل مع العالم في حين ان المقاومة هي في القائمة السوداء لبعض الدول من هنا فأن وجود فريق يحكم غزة ترضى عليه المقاومة ويستطيع ان يجمع الاعانات لإعادة بناء غزة ضمن تنسيق مع المقاومة، أتصور هكذا سلطة ممكن ان تكون سلطة محمود عباس بما تحمله من افكار وتوجهات سياسية لا يمكن ان تكون في غزة ولكن أن تكون هناك سلطة في غزة تتعامل مع المقاومة، ففي تصوري هذا ممكن، أي أن يكون باعتبار ان أفراد المقاومة هم بالاساس ليسوا طلاب سلطة بل يريدون ان تكون هناك سلطة لا تتعامل مع الكيان الصهيوني وأن تكون في خدمة المجتمع في غزة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي