مجریات زيارة بهيار صنعت المعرفية في إصفهان

لا يمكن عمل المونتاج غداً

حميد رضا ميري
كاتب
الوفاق / خاص-  الآن مثلا هذه العقبة ستكون الجراحة، وعندما يعلم أنه قد تم تركيب مصابيح إنارة إيرانية في غرف العمليات بمستشفى الزهراء، يغمد نصله وينقل المصباح إلى موقف المستشفى للحد من المتاعب! وتماماً مثل مخللات الجدات اللذيذة، فكلما تقدمت شركة بهيار بالسن، كلما أصبحت أكثر ملائمة.
دارت الأرض دورتها الـ1388 واصبحت شركة بهيار شركة رسمية مسجلة، يبحثون عن الغد والغد لايمكن تجميعه، فالغد العلمي يحتاج للصناعة، وتم اطلاق وحدة التحقيق والتطوير، وكان نائب المستشار العلمي الرئاسي يخطط لبناء مسرع خطي. الرجال والنساء والأطفال يقفون بعصبية ويتحملون التعب والألم في أجسادهم، ينتظرون دورهم في محطة العلاج الإشعاعي بالمستشفى، فالبلاد تعاني من مشكلة. وصناعتها مشكلة بحد ذاتها وعدد الشركات التي تملك المعرفة التقنية لتصنيعها تعد على أصابع اليد الواحدة، وهو من المشاريع التي تتلألأ عيون بهيار عند رؤيتها، وقد قدمت ثلاث شركات مقترحات للمعاون العلمي، من طهران ومن كيش ومن أصفهان. ولا نعلم الكثير عن مصير طهران وكيش؛ لكن أصفهان لديها موهبة خاصة في صناعة التاريخ. فقررت شركة بهيار العثور على أحد تلك الأجهزة وفي ذلك العام، بلغ حجم مبيعات الشركة 60 مليوناً.
كان سعر شراء المسرع الخطي من شركة سيمينس أو فيرينت يكلف 600 مليون دولار في ذلك الوقت. يتحول الحجر الاقتصادي في المعداد إلى اللون الأخضر، لكن حصان بهيار قد تدرب جيداً على العدو هذه السنوات، ويريد القفز فوق الحاجز. كانوا يذهبون إلى المستشفيات للحصول على إذن فكانوا يفضلون خراب أجهزتهم على الاستفادة من الهندسة العكسية ويرفضون دائماً، وكانت المشافي التي طوابير مرضاها لا انتهاء لها، إذا تعطلت أجهزتها فعليهم الانتظار شهر أو أكثر حتى يأتي مهندسو الشركة الاجنبية المصدرة بعد التوسل لهم عدة مرات ويصلحونها خلف أبواب مغلقة، فما الذي أصابهم؟! وفي النهاية يحصلون على جهاز معطل بقيمة 40 مليون تومان، وهذه هي عادة بلدنا. وإن فتح الجهاز هو مجرد بداية القصة؛ فمثلاً، ماذا كان عليهم أن يفعلوا بأنابيب المسرع التي تلعب دور قلب الجهاز؟ وهي عبارة عن أسطوانات نحاسية تبدو أشبه بأجزاء من السفن الفضائية. لقد كانت كيفية عمله موضع شك، فما بالكم من كيفية صنعه.
السؤال الذي استغرقت الاجابة عليه أربع سنوات، الجواب الذي بمجرد الدخول إلى شركة بهيار يرحب مجسمه بالزوار، فقد دخلت بهيار فجأة علم المعدات الطبية وتم صناعة المسرع الخطي، وانتهى العمل. إلا إذا كنتم تسكنون في ايران وعليكم المحاولة على جبهتين، العقوبات الخارجية والاضطرابات الداخلية. دخلنا عام 1392 وتم تجهيز الجهاز لكن البلد لا تملك البنية التحتية لاختبار جهاز ووتر فانتوم D3، وكان عرق أعضاء بهيار لم يجف بعد ولم يهنأوا بنوم، وسوف يستغرق الأمر عامين آخرين لبناء جهاز اختبار المسرع الخطي. ومن المثير للاهتمام أنه من صنع شركة بهيار نفسها.
وأخيراً، بعد نصف ساعة من دوي صوت تصفيق الطلاب في أذن بهيار. الصوت الذي سيسكت قريباً جداً، لأن بهيار وصلت للتو إلى قمة دماوند وكما قلنا، بهيار لديها حلم الفضاء! لذا عليكم أن تنتظروا بقية القصة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي