أجنحة الأحلام تظلّ محلّقة
هبة زقّوت، فنّانة تشكيليّة فلسطينيّة من قطاع غزّة، ارتقت وابنها شهيدين في قصف الكيان الصهيوني لبيتهم في ظلّ حرب الإبادة والتهجير الّتي يشنّها على القطاع، بذريعة محاربة «حركة المقاومة الإسلاميّة – حَماس» وفصائل المقاومة، إثر العمليّة العسكريّة الّتي استهدفت منطقة ما يُسَمّى «غلاف غزّة» في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023، الّتي راح ضحيّتها حتّى نشر هذه المادّة ما يزيد عن 2329 شهيدةً وشهيدًا و9042
جريحةً وجريحًا.
تتناول هبة في رسوماتها الزاخرة بالألوان فلسطين، إنسانًا ومكانًا، هويّة وقضايا. نجد لديها تركيزًا على مدينة القدس، وكذلك على المرأة الفلسطينيّة في حالات مختلفة. في فيديو تعريفيّ بتجربتها، تقول هبة إنّها تستعين بالفنّ من أجل التعامل مع الانفعالات السلبيّة وتفريغها، النابعة من تجربتها الغزّيّة، مكانًا محاصرًا ومستهدفًا عسكريًّا، مليئًا بالأحداث السياسيّة المولّدة للضغوطات والتحدّيات.
كتب خالد جهاد عن أعمال الفنّانة الشهيدة هبة: "يُحْسَب للفنّانة هبة زقّوت محاولتها الحفاظ على خطّ يميّز أعمالها ورسوماتها، وطريقة تشبه بيئتها وتعبّر عنها في ظلّ عدم توفّر الألوان ومستلزمات الرسم بالشكل الكافي، نظرًا إلى الوضع الإنسانيّ الصعب الّذي يعيشه سكّان قطاع غزّة، لكنّه يؤكّد على أنّ الموهبة الحقيقيّة لا تهزمها الصعوبات، وأنّ أجنحة الأحلام تظلّ محلّقة، ولا يستطيع أحد أن يعتقلها".
كما كتب جهاد: "ولا يمكننا إغفال التصاق الأنثى بلوحات هبة زقّوت وتحويلها إلى بطلة رئيسيّة فيها (...) تظهر المرأة بزيّها التقليديّ الفلسطينيّ تارة حزينة ومنتظرة، وتارة متفائلة، وتارة قويّة ومناضلة برغم القيود والحصار، في إشارة إلى جدار الفصل العنصريّ، وأيضًا في إشارة إلى واقع الأسيرات الفلسطينيّات في السجون الإسرائيليّة، اللواتي يحلمن بحياة طبيعيّة بعيدًا عن واقع يصادر أحلامهنّ. كما ترصد في لوحاتها الأمومة بحنانها والتصاقها بأطفالها وأيضًا بخوفها عليهم".