الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وواحد وثلاثون - ٢٠ يناير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وواحد وثلاثون - ٢٠ يناير ٢٠٢٤ - الصفحة ۲

الكيان وامريكا يخسران المعركة أمام محور المقاومة

تتمة المنشور في الصفحة 1
ويواجه الكيان الصهيوني أزمة داخلية معقدة وذلك لأن جبهات المقاومة دمرّت فكرة "إسرائيل الملاذ الآمن" كما تم نسف مشروع "إسرائيل" الكبرى من النهر إلى النهر وهذا ما جعل فكرة طرد الفلسطينين وتوسيع الاستيطان في أراضيهم والأراضي العربية المجاورة فكرة مستحيلة.
عند البدء بعملية طوفان الأقصى تم الهجوم على مستوطنات غلاف غزة مما اضطر "إسرائيل" لنقل المستوطنين إلى وسط الأراضي المحتلة في تل أبيب والمدن الأخرى وبعد فتح جبهة الجنوب من قبل حزب الله اضطرت "إسرائيل" مرة أخرى إلى إجلاء المستوطنين من شمال الأراضي المحتلة إلى الوسط. وعلى الرغم من أن القادة الصهاينة أكدوا جميعهم على نيتهم يتهجير سكان قطاع غزة وتسويتها بالأرض واحتلالها بشكل كامل وبناء مستوطنات جديدة في قطاع غزة إلا أن المعارك تشير إلى أنّ حماس والقسام منتشرة في جميع القطاع وهي لا تزال مسيطرة على المشهد ولا تزال تطلق الصواريخ من شمال قطاع غزة التي ادّعت "إسرائيل" أكثر من مرة أنها تسيطر عليها بشكل كامل، وهذا ما يعرّض مستوطنوا الوسط كذلك إلى الخطر والرغبة بالهجرة خارج "إسرائيل" وإلى الأبد وذلك لإدارك هؤلاء المهاجرين الإسرائيليين، الذي استوطنوا في أرض ليست لهم، بأنه لا مكان آمن في "إسرائيل" وبأن المصير الحتمي هو عودة أصحاب الأرض الأصليين إلى أرضهم.
لا يقتصر الفشل الصهيوني وانعدام الأمن على حدود الأراضي المحتلة بل يتعداها إلى خارج الحدود فها هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية تضرب عناصر الموساد وتُفشل مخطاطاتهم كاملة في سوريا وأربيل في العراق. لقد أثبتت عملية حرس الثورة الاسلام "وإنا من المجرمون لمنتقمون" بأنّه لا مكان آمن للموساد الإسرائيلي ومخططاته الإرهابية التي يرسمها للمنطقة. بشكل واضح ولا يدعو إلى اللبس استهدفت إيران مركزاً للموساد في أربيل وذلك لإنه يعتبر مسؤول عن تصدير النفط إلى "إسرائيل" وهو غطاء الموساد الصهيوني ومسؤول عن حمايتهم ودعمهم وتنفيذ مخطاطاتهم الإرهابية التي كان أخرها تفجيرات مدينة كرمان الإيرانية.
واحتراماً للعلاقات الودية والتاريخية بين العراق وإيران فقد قدمت إيران معلومات مخابراتية كاملة عن أنشطة جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد في إقليم كردستان العراق. وتأتي هذه الخطوة في سياق تسليط الضوء على ضرورة منع توسع الإرهاب الإسرائيلي إلى بلدان المنطقة وضرورة التعاون المشترك في مكافحة هذا الأخطبوط المسمى الموساد.
وتطبيقاً لمبدأ وحدة ساحة المقاومة وضرورة تفعيلها جميعاً لوقف الإعتداءات على قطاع غزة وتطبيقاً لمبدأ "الحصار مقابل الحصار" فقد فرضت انصارالله في اليمن سيطرتهم الكاملة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب ومنعوا عشرات السفن التجارية المتجهة إلى "إسرائيل" من عبور البحر الأحمر وذلك تسبب بإغلاق الميناء الإسرائيلي الحيوي "ميناء إيلات" وكذلك فقد أبلغت العشرات من الشركات الملاحية الجانب الإسرائيلي بالتوقف عن الإبحار إلى موانئها.
وفي تغير دراماتيكي وتاريخي فالسفن التجارية اليوم ترفض مرافقة البحرية الأمريكية لها وذلك لإن ذلك يعرضها للتوقيف من قبل الجيش اليمني كما أن أغلب السفن التجارية التي ترغب بالعبور تصرّح للبحرية اليمنية بشكل لا يدع مجال للشك بأن هذه السفن ليس لديها أي صلة ب"إسرائيل".
هذا الحصار الخانق دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى شن ضربات جوية ضد مواقع للجيش اليمني هذه الضربات جاءت بنتيجة عسكرية عكسية لأن أنصار الله اليوم مصرون أكثر من أي وقت مضى على ربط وقف استهداف السفن المتجهة إلى "إسرائيل" بوقف الحصار والإبادة الجماعية ضد شعب قطاع غزة كما أن احتوائهم لهذه الضربات فرض معادلة ردع يمنية جديدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وهذا بالضبط ما دفع الولايات المتحدة إلى إدراج انصارالله على قائمة الإرهاب.  ما لا يدركه الأمريكيون هو أن العقوبات والتصنيفات الكاذبة لم تؤثر بانصارالله أبداً كما أن تصنيف الجيش اليمني كمنظمة إرهابية بسبب دعمه لغزة يعني تصنيف الشعب اليمني في الشمال والجنوب كإرهابيين لإنهم موحدون ومتفقون على دعم موقف أنصار الله في الانتصار لأهل غزة.  ختاماً، يبدو بأنّ فصائل المقاومة التي تختلف في الطريقة والأدوات متفقة على الهدف الأصلي وهو إنهاء الحرب على قطاع غزة وقطع الشريان الاقتصادي الإسرائيلي والتعجيل بإنهاء الاحتلال بشكل كامل وإخراجه من الجغرافية السياسية لمنطقة الشرق الأوسط.

البحث
الأرشيف التاريخي