في عام 1976 صدر القرار الرسمي؛

يوم طرد الاتحاد الآسيوي «إسرائيل» من كأس آسيا

في سبعينيات القرن الماضي تكاتفت مجموعة من الدول العربية، على رأسها الكويت ولبنان لمواجهة الاحتلال الصهيوني من المشهد الرياضي. ما القصة؟
كلّ الأعين شاخصة نحو فلسطين وغزة وحرب الاحتلال الغاشم عليها، طوال الفترة الماضية كانت الأصوات والتظاهرات ووسائل التواصل الاجتماعي تشهد نصرة لفلسطين ليس لها مثيل من قبل، وكأنّ ضمائر كثيرة نائمة صحت من بعد سبات عميق وطويل.
وفي الميدان وقف اليمن عزيزاً شامخاً في الغطرسة والتكبّر، وكذلك كانت الجبهة الشمالية لفلسطين، إذ سطّر المقاومون في جنوب لبنان ملاحم صمود وعزة، كلّ هذا على طريق القدس وفي درب غزة وفلسطين، وكذلك هو ميدان الرياضة، جزء من المعركة في وجه الاحتلال، ومسرح للمواجهة ورفض التطبيع والاستسلام.
ومنذ أن ظهر "سرطان" منطقة شرقيّ المتوسط الذي يمثّله الاحتلال الصهوني، كانت الجبهات مشتعلة ومتباينة، فحتى جبهة الرياضة شهدت مواجهة ضد الاحتلال ورفضاً للاعتراف به، حتى طرد من بطولة آسيا، التي افتتحت الجمعة (12 كانون الثاني/يناير 2024) بنسختها الـ18 في قطر، حيث حضرت فلسطين، وأدى قائد منتخب فلسطين مصعب البطاط قسَمَ البطولة بدلاً من القطري حسن الهيدوس حيث يؤدي قائد المنتخب المستضيف القسم.
لا للاحتلال.. رفعت راية المواجهة
في العام 1954 أخذ الكيان المؤقت يبحث عن الشرعية، فدخل الاتحاد الآسيوي في العام 1954، عندها كانت الدول العربية منشغلة بخروجها من الانتدابين البريطاني والفرنسي، ليبدأ الكيان الغاصب في تحقيق سلسلة من الإنجازات الرياضية عبر وصافة كأس آسيا مرتين (1956 و1960)، واستضافة المسابقة والفوز بها عام 1964 إضافة للتأهّل لكأس العالم 1970، حيث كان على دراية بأهمية الرياضة في التسويق وبناء الصورة والتأقلم مع الشعوب المحيطة.
لكن ذلك لم يدم طويلاً، ففي العام 1964 دخل لبنان وإلى جانبه الكويت إلى عضوية الاتحاد الآسيويّ لكرة القدم، ثم انضمت البحرين عام 1969، وانضم العراق والأردن وسوريا عام 1970، ثم السعودية في 1972 وبعدها قطر من ثم الإمارات في العام 1974.
الانسحاب أمام فرق تمثل الكيان الصهيوني
وبدأت المنتخبات والأندية العربية تدريجياً بالمشاركة في البطولات الآسيوية التي لعبت فيها فرق تمثل هذا الاحتلال، وبداية كانت المواجهة ورفض التطبيع من خلال الانسحاب، ففي العام 1970 وقع نادي الهومنتمن اللبناني في مواجهة ضد "هابوعيل تل أبيب"، فجاء القرار اللبناني التاريخي بالانسحاب من نصف نهائي دوري الأبطال، وفي العام التالي وصل إلى نهائي دوري الأبطال فريق يمثل هذا الكيان اللقيط إلى جانب فريق الشرطة العراقي، فانسحب الفريق الذي يمثل "أسود الرافدين" رفضاً للتطبيع.
المواجهة في ميدان الرياضة
بدأت المواجهة في ميدان الرياضة نصرةً لفلسطين وإحقاقاً للحقّ، لم ترضَ الفرق العربية أن تستمر فرق تمثل الكيان الصهيوني في حصد الألقاب، ورفضت الانسحاب أمام كيان غير مرحّب به في آسيا. ولم تعد فكرة الانسحاب كافية، ليكون الخيار هو المواجهة وطرد هذا الكيان اللقيط والذي يمثل خلية سرطانية في قلب الامة الاسلامية والعربية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. خرج رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم حينها، أحمد السعدون، ليقود حملة لطرد الكيان المحتل من الاتحاد الاسيوي، واستهل حملة لدعوة الدول العربية الآسيوية كافة للانضمام إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من أجل تشكيل موقف موحّد إزاء الكيان الصهيوني.انضم حينها إلى السعدون كل من لبنان، البحرين، العراق، الأردن وسوريا ما بين 1969 و1970، بعدها قطر والإمارات عام 1974.
الوحدة في الموقف العربي أطاحت بالكيان المحتل
كانت الوحدة في الموقف وصدور الطلب الرسمي من الاتحاد الكويتي لكرة القدم إلى الاتحاد الآسيوي من أجل طرد الكيان الصهيوني خلال الألعاب الآسيوية عام 1974، ليتمّ تجميد عضوية الكيان الصهيوني حتى إشعار آخر.وفي عام 1976، خلال مؤتمر كوالالمبور، صدر القرار الرسمي بطرد الكيان الصهيوني من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في قرار صوّت عليه بالإيجاب 17 دولة في مقابل 13 دولة صوّتت من أجل بقاء هذا الكيان الغاصب، في حين امتنعت 6 دول عن الإدلاء بصوتها.بعد هذا القرار سعى هذا الكيان اللقيط إلى طرد أحمد السعدون من كلّ المؤسسات الرياضية في القارة الآسيوية، معتبراً إياه العدو الأول للرياضة في كيانهم.
الكيان الصهيوني؛ 14 عاماً بدون فعاليات رياضية
لكن السعدون بقي ثابتاً وخرج هذا الكيان المحتل للاراضي الفلسطينية من الأنشطة الرياضية للاتحاد الآسيوي، ليظل بعيداً عن الأنشطة حتى قبول عضويته في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في العام 1992. وما زال رياضيون كثر حول العالم يرفضون التطبيع الرياضي حتى يومنا هذا، ويسطّرون تاريخاً مليئاً بالمواقف المشرّفة في أكبر المحافل الرياضية.

البحث
الأرشيف التاريخي