کمال ثریا اردکاني أمين المجلس الدولي للسياحة للوفاق:
«سياحة المقاومة».. جولات موجهة نحو التعريف بالهوية
سهامه مجلسي
اصبحت السياحة في العالم هذه الايام صناعة تتضمن الكثير من المجالات ويزداد الاختصاص فيها يوما بعد آخر، حيث عرضت الجمهورية الاسلامية الايرانية نموذجا أطلقت عليه اسم «سياحة المقاومة». واصبحت «سياحة المقاومة» في ايران فرصة لزيارة المواطنين لجبهات الحرب التي شهدت سوح المعارك في مواجهة الحرب العدوانية التي فرضها النظام الصدامي ومعرفة الملاحم التي سطرها ابناء الشعب الايراني في تلك المرحلة دفاعا عن الوطن. يسعى هذا النوع من السياحة في سياق الجذب العالمي للأحداث التاريخية إلى تحديد وإعطاء هوية للأحداث جنباً إلى جنب مع السرد الصحيح وإعادة سرد العادات والتقاليد والسياحة في مناطق الجذب التاريخية والطبيعية ونقلها إلى المجتمع وهي واحدة من الأدوات الفعالة في إدخال روح التضحية بالنفس للشعب الإيراني. إن سياحة المقاومة تعتبر فرعا لسياحة الحرب، بهدف توجه السياح الأجانب إلى مناطق الحرب، والتي يمكن ان تحقق العديد من الفوائد للبلاد، بهذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حواراً مع کمال ثریا اردکاني أمين المجلس الدولي للسياحة في ايران وفيما يلي نص الحوار:
كيف اصبحت المقاومة جزء من السياحة؟
سياحة المقاومة هي نفسها سياحة الحرب، ولزيارة مناطق الحرب والأحداث التاريخية الهامة، ليتم تعريف سياحة المقاومة بشكل جيد، وهي سياحة شائعة في العالم، أي أن سياحة المقاومة في الواقع لها سردية وهوية تعبّر عن أحداث وشخصيات المقاومة بالإضافة إلى العلامة والموقع، وتعكس روح المقاومة التاريخية في وجود الإيرانيين في عصور مختلفة من التاريخ، أي أنها لا تعرف فترة محددة، وبشكل عام فهي تتضمن فعلياً 3 أجزاء، الأول الشخصيات التاريخية للمقاومة في إيران، والثانية مكان الأحداث، والأماكن التي تعتبر أحداثا مهمة، واما الثالثة هي مناقشة رواية مقاومة الشعب ضد الاستعمار الأجنبي، المقاومة التي قدمناها كانت لها أمثلة واضحة في إيران، في الواقع كانت لدينا مقاومة في إيران عبر التاريخ وبعد الإسلام هناك العديد من مدن البلاد شهدت تلك الاحداث ولديها إمكانيات وقدرات جيدة في هذا المجال، مثل مقاومة أهالي تبريز ضد الهجوم الروسي على إيران، مقاومة واستشهاد رئيس علي دلواري ضد الاستعمار البريطاني ومقاومة ميرزاكوجك خان في جيلان، وفي معظم مدن إيران هناك رموز لهذا النوع من المقاومة، فنظرتنا لسياحة المقاومة لا تتعلق فقط بأحداث ما بعد الثورة، ولكن أيضا لها وجهة نظر تاريخية، كل هذه تعتبر نوع من المقاومة السياحية، فإذا كانت السياحة مقاومة، على سبيل المثال فإن الجدار الذي لدينا في جرجان، والذي يشبه تقريباً الجدار الصيني يمثل مقاومة إيران ضد الأجانب، يمكن أن يكون أحد توجهات إيران.
تم تشكيل مجموعة السياحة الدولية من الناشطين الشعبيين في مجال السياحة، الذين يعملون فعلياً في مجالات تخصصية مختلفة، واعتماداً على المجال التخصصي الذي يضعه الأصدقاء أمام أنفسهم، فهي في الواقع خطة مستقبلية لتصميم قصير المدى وبرامج طويلة المدى ومتوسطة يتابعونها منذ فترة طويلة، وعلى سبيل المثال، لديهم نظرة مثالية لسياحة المقاومة، وإن شاء الله سيشارك جميع الأصدقاء في تحديد المناطق والاستمرار في تعريفها، وسيتم تحديد كل محافظة بالإضافة إلى الجولة، وهذه الجولات هي جولات موجهة نحو الهوية، مما يعني أنها أيضا مسألة سياحة داخلية، ومن وجهة نظر اخرى الهوية والمفهوم، تماشيا مع ذلك، فإن السياحة هي الحضارة والاتجاه الذي يفكر فيه الأصدقاء.
فسياحة المقاومة تعتبر فرعا لسياحة الحرب، بهدف توجه السياح الأجانب إلى مناطق الحرب، وستحقق العديد من الفوائد للبلاد. لأن إدخال السمات الفريدة لفترة الدفاع المقدس إلى جانب عوامل الجذب في الحرب الأطول في القرن العشرين بين إيران والنظام الصدامي يمكن استخدامها بمثابة قدرة عالية على جذب السياح.
كيف ساعدت «سياحة المقاومة» إلى جذب السياح الأجانب؟
يجب أن أشير إلى أننا لدينا شخصيات مقاومة معروفة دوليا، والعديد من الأحداث في إيران لها جانب دولي وليس لها جانب محلي فقط، وكان هناك العديد من الأحداث التي يشارك فيها سياح دوليون أو بعض الشخصيات العالمية مثل الشهيد الحاج قاسم سليماني أو الشهيد جمران، مكان أحداث هؤلاء النبلاء وإقامتهم عبارة عن كتاب للمعالم السياحية.
على سبيل المثال، الشهيد الحاج قاسم سليماني لديه جاذبية خاصة للسياح الاجانب، وكثير من الناس مهتمون يزورون إيران ويذهبون الى محافظة كرمان مكان ميلاده، وبذلك تكون كرمان منطقة لسياحة المقاومة تلك الرموز المشهورة تعتبر عوامل جذب سياحي للمقاومة.
بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني ودفن جثمانه الطاهر في محافظة كرمان، أصبحت هذه المدينة أحد الأقطاب المهمة لسياحة المقاومة وتم تقديمها كعاصمة لسياحة المقاومة في إيران. ومنذ ذلك الحين، تتابع سلطات السياحة في محافظة كرمان هذا المجال من سياحة المقاومة.
وبما أن العدد الأكبر من السياح الأجانب في إيران هم من الدول العراق وأذربيجان وأفغانستان وتركيا وباكستان وأرمينيا وتركمانستان وعمان والبحرين والكويت على التوالي، وأغلبهم من المسلمين، فإن قدرات إيران في مجال سياحة المقاومة وبالتالي فإن تعزيز الفروع الخاصة للسياحة، بما فيها سياحة المقاومة.
هل يوجد فرق بين سياحة المقاومة وقوافل النور؟
سياحة المقاومة هي في الواقع الرواية التاريخية لمقاومة الإيرانيين ضد الأجانب ولا تُعرف بفترة محددة، وكما قلت، لدينا تاريخ يمتد لعدة آلاف من السنين، وكلها كانت في الواقع روح المقاومة للإيرانيين، اما سياحة قوافل النور يعتبر جزءا بسيطا من سياحة المقاومة، والحقيقة أن سياحة المقاومة تشمل كل ذلك ولا تقتصر على فترة معينة.
في اي محافظة تتجسد رموز سياحة المقاومة؟
الآن تم تحديد محافظات قم المقدسة ورشت وبوشهر إلى حد ما وتم تحديد المسارات لجولة سياحة المقاومة، وإن شاء الله ستشارك جميع المحافظات في مناقشة سياحة المقاومة وسيتم العمل من قبل المقاومة. وهناك هيئة للسياحة، والآن تضم أمانتها عدة فروع فرعية، في جميع أنحاء البلاد، كانت ولا تزال هناك شخصيات مقاومة بارزة في تاريخنا كشخصيات ثقافية مقاومة، تم التعرف عليها، في محافظات كرمان، بوشهر، جيلان، اذربايجان الشرقية، خراسان الرضوية ومدينة قم المقدسة، هناك مكاتب لسياحة المقاومة وبدأت العمل بدعوة الشخصيات الوطنية، وفي المعرض السياحي العام الماضي، تم تخصيص جزء من برامجنا لهذا المجال.
ما هي تطلعاتكم في المستقبل لتطوير مشروع سياحة المقاومة
المناطق المستهدفة، الآن أعتقد أن هناك 3 أو 4 محافظات. إحدى المحافظات هي محافظة بوشهر، ومدينة مشهد المقدسة، ومحافظة خراسان الجنوبية، والتي تضم طبس. وهناك أعضاء يشاركون في اللقاءات، وإن شاء الله يخططون لتحديد جولات لسياحة المقاومة في محافظتهم، لكن إذا نظرنا بشكل عام، فإن جميع محافظات إيران لديها الكثير من رموز سياحة المقاومة، القادرة على تعريف سياحة المقاومة، ونحن الآن في بداية المرحلة، ومحطتنا الدولية الرئيسية في لبنان وسوريا.
وإن شاء الله ستصبح أرض فلسطين قريبا أحد المظاهر العالمية لسياحة المقاومة، وهي قصة ملحمة مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الصهاينة المحتلين وداعميهم الغربيين، أملاً في تحرير القدس الشريف.