مصنع الألياف الزجاجية في محافظة خراسان الجنوبية نموذجاً

إيران تتيح إستثمارات أجنبية مر‌بحة على أراضيها

 إتخذت الحكومة الإيرانية خطوات عديدة وسنت قوانين كثيرة لتسهيل دخول استثمارات الشركات الأجنبية إلى السوق الإيرانية وتوفير كافة مستلزمات نشاطها وعملها ليكون مربحاً وهناك نماذج عديدة لمثل هذا النشاط، والتقرير التالي يشرح ما حدث لشركة صينية استثمرت في بناء مصنع للألياف الزجاجية في محافظة خراسان الجنوبية (شرق إيران).
والألياف الزجاجية (وتدعى الزجاج الليفي) هي مادة مصنوعة من ألياف رفيعة جداً من الزجاج وهي مادة قوية للغاية لا تحترق أو تتمدد أو تصدأ أو تبهت وخفيفة الوزن وتستخدم في صناعة السجاد، والعزل للصوت والحرارة، وكثيرة الاستعمال أيضاً في صناعة الستائر الخارجية وبناء البيوت الزجاجية.
هذه الشركة الصينية المستثمرة في ايران شحنت هنغارات المصنع وماكيناته ومعداته من الصين الى ميناء بندرعباس في جنوب ايران ومن ثم الى مدينة خضري الصناعية في منطقة دشت بياض في محافظة خراسان الجنوبية، ومن المقرر بدء الإنتاج في هذا المصنع قبل نهاية العام الإيراني الجاري (ينتهي في 19 مارس القادم).
لكن ما فرش السجادة الحمراء أمام أقدام هذا المستثمر الأجنبي في هذه المنطقة في محافظة خراسان الجنوبية هو المواكبة الحثيثة من المسؤولين المعنيين الإيرانيين لتسهيل شؤون عمل هذا المستثمر الأجنبي والتزامهم بالوعد الذي قطعوه لتوفير البنية التحتية التي يحتاجها، حيث لم يستغرق تخصيص قطعة أرض لهذا المصنع سوى 15 يوماً من تاريخ تقديم طلب الاستثمار من قبل هذا المستثمر الصيني.
 وضع الحجر الأساس للمصنع
في تاريخ 13 مايو الماضي، حضر محافظ خراسان الجنوبية الى منطقة دشت بياض وشارك في مراسم وضع الحجر الأساس للمصنع، وفي اليوم التالي بدأت آليات وكوادر الإنشاء عملها، حيث من المقرر بدء الإنتاج قبل نهاية السنة الإيرانية الحالية، وهذا يعني إنجاز جميع المراحل منذ التقدم بالطلب ببناء المصنع الى بدء الإنتاج فيه خلال العام الإيراني الجاري.
وهذا التدشين لخطوط الإنتاج هو للمرحلة الأولى من هذا المصنع، وقد وعد مسؤولو شركتي الكهرباء والغاز الإيرانيتين هذا المستثمر الأجنبي بتوفير الطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي للمصنع، من أجل بدء المرحلة الثانية لمصنعه أيضاً خلال العام الإيراني القادم، وسيوفر هذا المصنع 800 فرصة عمل للأيدي العاملة الإيرانية في تلك المنطقة.
 إستثمار 30 مليون دولار
يقول محمد محمدي حاكم مدينة قائنات (يقع المصنع في منطقة مهامه): إن هذا المستثمر الصيني استثمر 1500 مليار تومان (حوالي 30 مليون دولار) لإنشاء هذا المصنع.. أما المستثمر الصيني وهو السيد تشن، فقد قال بأن تركيب الماكينات والمعدات يجري بحضور المهندسين والكوادر الصينيين، وأن المرحلة الأولى من هذا المصنع ستبدأ الإنتاج قبل نهاية العام الإيراني الحالي، وسيبدأ 300 من الأيدي العاملة الإيرانية عملهم فيه الى جانب 20 من الكوادر الصينيين، وأن المرحلة الأولى للمصنع شهدت إنشاء 5 هنغارات وأن المراحل التالية للمصنع سيشهد إنشاء 22 هنغاراً آخر وجذب 500 آخرين من الأيدي العاملة.
وأشار صاحب المصنع بأن مصنعه سينتج في المرحلة الأولى 30 ألف طن من الألياف الزجاجية يومياً، وأن هذه الكمية ستغذي الاستهلاك الداخلي في ايران، وإذا كان هناك فائض فسيصدر الى الصين.
وأخبر هذا المستثمر الصيني مراسل وكالة أنباء فارس بأنه من المقرر أن يقوم مستثمران صينيان إثنان آخران بالاستثمار بالقرب من مصنعه، وأعرب عن ارتياحه من دعم المسؤولين الإيرانيين له طوال هذه الفترة.
أما حاكم قائنات، فقد صرح بأنه لما قدم السيد تشن الى مدينة قائن رحبنا به بحفاوة، وقلنا له بأن قطع الأراضي متوفرة في المدينة الصناعية في قائن، وكذلك في المدينة الصناعية في دشت بياض؛ لكن المدينة الصناعية في قائن فيها حجم كبير من الاستثمارات وقطع الأراضي فيها محدودة.. أما في منطقة خضري وتحديداً في مدينة دشت بياض الصناعية، فان الأرض التي يحتاجها متوفرة.. وبعد أن تفقد المستثمر الصيني المكان، رتبت له على الفور اجتماع مع مساعد تنسيق الشؤون الاقتصادية لمحافظ خراسان الجنوبية وتم رفع تقرير عن محضر الاجتماع الى المحافظ الذي أمر بتوفير الغاز والكهرباء لهذه الشركة الصينية، ثم تم عقد اجتماع شارك فيه مساعد تنسيق الشؤون الاقتصادي للمحافظ ومديرا شركتي الغاز والكهرباء في محافظة خراسان الجنوبية، حيث وعدا بتوفير الكهرباء والغاز الذي يحتاجه المستثمر الصيني.
وأوضح محمدي أن قطعة الأرض التي كانت موجودة في المدينة الصناعية في قائنات كانت قريبة من مصنع الطحين ولا يمكن إقامة مصنع للألياف الزجاجية بالقرب منه، لذلك تم اقتراح قطعة الأرض الحالية على المستثمر، كما أوضح بأن كافة البنى التحتية متوفرة في مدينة قائنات للمستثمرين الأجانب، وأن هناك مستثمراً صينياً آخر سيأتي قريباً لإقامة مصنع لإنتاج الورق ومصنع للمواد غير قابلة للاشتعال.
 95% من المواد الأولية متوفرة
من جهته، صرح محمد مهدي مرادي، وهو ممثل عن المستثمرين في محافظة خراسان الجنوبية لوكالة أنباء فارس، إن 95 بالمئة من المواد الأولية التي يحتاجها مصنع الألياف الزجاجية هذا، متوفرة في محافظتي خراسان الرضوية وخراسان الجنوبية، وهي تأتي تحديداً من مدينتي غناباد وقائنات.
البحث
الأرشيف التاريخي