الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة وعشرون - ١٣ يناير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة وعشرون - ١٣ يناير ٢٠٢٤ - الصفحة ٤

ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في إيران للوفاق:

السيد محمد باقر الحكيم شهيد جهاد العراق ضد القمع والاحتلال

الوفاق/ خاص
عبير شمص
مع حلول الأول من رجب نستذكر ذكرى شهيد المحراب آية الله  السيد محمد باقر الحكيم والذي يُعد فعلاً يوماً للشهيد العراقي وهو مَن أمضى كل حياته في سبيل قضية وحمل هم شعب جاهد وناضل وبذل كل غالٍ ونفيس لأجله، إن ظروف العمل الثوري التي خاضها الشهيد الحكيم كانت مليئة بالتحديات الداخلية والخارجية وكانت تتطلب وعياً كبيراً وهمة عالية وقدرة على إستيعاب وإحتواء الآخرين، وكانت هذه الخصال والمزايا وغيرها الكثير متوفرة في شخص الشهيد وهو يحمل ثقل المرجعية وإرثها وتاريخها وزعامتها وحكمتها وثورتها. ولأجل التعرف على آية الله العظمى السيد الشهيد الحكيم والذي يُعد من أشهر الشخصيات السياسية والنضالية والدينية في العراق المعاصر، ومن رواد حركة النهضة الإسلامية ومن أبرز القادة السياسيين الإسلاميين. أجرت الوفاق حواراً مع الأستاذ ماجد غماس(أبو عارف)ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في إيران والذي استفاد في حواره من المؤلفات والكتب الخاصة بالسيد أكرم الحكيم وزير الزراعة العراقي الأسبق والعضو المؤسس في المجلس الأعلى، وكان الحوار التالي:


ما هي أبرز مفردات النهج السياسي المتميّز لشهيد المحراب؟
يعتبر الأستاذ غماس بأن أبرز مفردات النهج السياسي للسيد محمد باقر الحكيم هي :"الإنفتاح على كافة القوى الوطنية العراقية من مختلف الإنتماءات الدينية والقومية والمذهبية والحزبية، والسعي لوحدة حركتها الجهادية الميدانية ضد النظام القمعي، إذ لا مساومة ولا مهادنة مع النظام الصدامي الحاكم (بعد إنتفاضة 1991م، قام وفد عربي بإيصال عروض مغرية للمجلس الأعلى للمشاركة في الحكم مع نظام صدام، ولكن السيد الحكيم ورفاقه عرفوا طبيعة النظام الصدامي الغادرة ولم يساوموا على حساب دماء الشهداء)، والكفاح الشعبي مستمر حتى إسقاطه، والتغيير يصنعه الشعب العراقي وحده، ودور الآخرين في المنطقة والعالم هو عزل النظام سياسياً وعدم تمكينه من كل ما يساعده على البقاء، إضافةً إلى دعم نضال الشعب العراقي، الإنفتاح على شعوب وحكومات المنطقة والعالم المستعدّة لدعم مطالب الشعب العراقي المشروعة في الحرية والإستقلال والسيادة وإحترام هويته الحضارية والخلاص من نظام الحكم القمعي الشمولي، والتصدّي للتمييز العنصري والطائفي".
ويضيف بأنه:" في حال سقوط النظام الصدامي فإن رؤية شهيد المحراب في نهجه السياسي، تقول انّ الشعب العراقي هو الذي يقرر ومن خلال الإنتخابات والآليات الدستورية (طبعاً بعد إقرار دستور جديد) طبيعة نظام الحكم وهويته السياسية، وهو يختار ممثّليه في البرلمان ويختار ويحاسب ويغير حكّامه، دون أي ضغط أو تبعية للدوائر الأقليمية أو الدولية".
  ويلفت إلى أنه:" لم تكن مفردات النهج السياسي كلمات على ورق، بل تصدّى لها عملياً، ويتذكر المتابعون للشأن العراقي خاصة في حقبتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي مبادرة شهيد المحراب والمجلس الأعلى، إلى الإنفتاح على قوى الحركة الوطنية العراقية غير الإسلامية والتي إنتهت إلى تشكيل (لجنة العمل المشترك) التي تم الإعلان عنها في بيروت، دون أن ننسى حماسة أغلب الأحزاب الوطنية لإنجاح تلك المبادرة، ودور الدول الشقيقة والحليفة، وكذلك نتذكّر مبادرة كتلة السيد الحكيم لبناء علاقات سياسية على مستوى عال مع حكومات وشعوب دول مجاورة وغير مجاورة، وربما كانت قيادةآية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم هي القيادة الوطنية العراقية الوحيدة التي وبالرغم من إستقرار المقر المركزي لها في الجمهورية الإسلامية، إلاّ أنها أقامت وحافظت على علاقات إيجابية متوازنة مع أغلب دول الجوار العراقي، وفتحت مكاتب لها في النمسا ولندن وواشنطن وجنيف، ومثّلها عراقيون معتمدون في دول أخرى كثيرة، فضلاً عن نشاطها المتميّز في القسم الأوروبي من الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان الدولية، بل وساعدت قيادة المجلس شرائح عراقية أخرى على إيصال صوتها ومظلوميتها إلى تلك المحافل الدولية، كما حصل مع إخوتنا المسيحيين العراقيين عندما أصطحب السيد الحكيم أحد كبار علمائهم المنفيين في سفرته إلى جنيف ولقائه بالأمين العام للأمم المتحدة في أوائل التسعينات. ولابد أن نترحّم هنا  على الشهيد علي العضاض ونذكر بالخير الجهود الهائلة للدكتور عبد الصاحب الحكيم مقرر حقوق الإنسان وسفير السلام العالمي".
   ويلفت ممثل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في إيران :" إلى ضرورة الالتفات  بأن المفردات والمواقف أعلاه قد تكون في الوقت الراهن أو حتى في أواسط التسعينات من القرن الماضي (حيث أنفتحت دوائر إقليمية ودولية على المعارضة العراقية بعد غزو الكويت) مواقف طبيعية وبديهية لدى أغلب السياسيين العراقيين، إلاّ أنها لم تكن كذلك في حقبة الثمانينات التي لم يكن أغلب الإسلاميين يقبل حتى التفكير بها لطغيان قوانين العمل الفكري عندهم على قوانين العمل السياسي ولعدم النضج السياسي وقلّة الخبرة في مجال العمل السياسي آنذاك وعيش أجـواء إنتصار الثورة في إيران التي أعطت الإسلاميين عموماً والإسلاميين العراقيين خاصة شعوراً مبالغاً فيه بالإعتداد بالنفس، وربما لدى البعض شعوراً بعدم الحاجة إلى القوى الوطنية العراقية الأخرى، وساهمت في تأجيجها مواقف متسرعة من الحركات الإسلامية لدى بعض الفصائل اليسارية والعلمانية ودخول بعض تلك الفصائل في تحالفات وجبهات مع البعث الحاكم آنذاك، في وقت كانت فيه طاحونة القمع والقتل والإعدام الصدامية تطال المئات من الإسلاميين (أوائل وأواسط السبعينات)".
ويشير الأستاذ غماس إلى أنه:" في أواخر عام 2002م وعندما أقتنعت قيادة المجلس الأعلى المتمثّلة بالسيد الحكيم والثلّة العاملة معه (وبضمنهم كتلة الشهيد عز الدين سليم وكتلة المرحوم الشيخ جاســم الأسدي) وبعد متابعة وتحليل دقيقين ونقاشات سياسية قيادية مستفيضة، بأن الإعصار العسكري الأمريكي قادمٌ لا محالة إلى المنطقة وإلى العراق، خاصةً بعد غزو أفغانستان، وذلك ليس إستجابة لإستغاثة المظلومين في العراق، وإنما لتداعيات العمل الإرهابي الذي حصل في نيويورك وواشنطن ومحاولة لإعادة الهيبة للدولة الكبرى واستغلال الحدث لتنفيذ سيناريوهات قديمة للهيمنة على المنطقة، وعندما إقتنعت قيادة المجلس بذلك بدأت بالتحرك لإستثمار المستجدّات لصالح قضية الشعب العراقي المظلوم دون التفريط بالثوابت".
   ويوضح الأستاذ غماس بأن:" الوعي والنضج السياسي والإجتماعي والثقافي العالي لدى قيادة المجلس الأعلى هو نتيجة طبيعية لمحورية دور شهيد المحراب في تلك القيادة، وكونه أحد تلاميذ المرجع المجدد والمفكر الكبير ومفجّر الثورة في العراقآية الله العظمى  السيد محمد باقر الصدر (رض)، وأحد معتمديه المتميّزين الذي ورث الكثير من نهجه السياسي والعلمي والثقافي والحركي، ذلك النهج الذي لعب دوراً أساسياً في تصحيح مسيرة الحركة الإسلامية المعاصرة".
   كذلك يعتبر الأستاذ غماس بأن :" معايشة تجربة الثورة الإسلامية والقيادة الإسلامية الفذّة والجمهورية الإسلامية، والتي عاشها السيد الحكيم وعاشتها النخبة الحركية العاملة معه منذ بداياتها وكانوا قريبين جداً من قيادتها ومؤسّساتها، وراقبوا ودرسوا عن قرب نقاط القوة والتحدّيات الصعبة وحكمة قيادتها، وهي تجربة لا يعرف قيمتها من لم يعشها ولم يعاصر أحداثها وفصولها عن قرب، فقد كانت بحق ثورة شعبية ذات قيادة إسلامية فذّة مستقلة زاهدة وكفوءة وصادقة مع ربّها ومع نفسها وشعبها، تقول ما تؤمن به وتفعل ما تقول".
  ويتابع حديثه بالقول:" تفضل الله (سبحانه وتعالى) على قيادة السيد الحكيم بنخبة من الشباب المؤمن المطيع من ذوي التجربة الحركية الطويلة والوعي الفكري والسياسي الرصين، ومن ذوي القدرات التنفيذية الهائلة والسمعة الإجتماعية الحسنة، عملوا معه وتحت إشرافه منذ بداية الثمانينات وكانت الإجتماعات التي تجمعهم معه خير مطبخ للرؤى والمواقف والتحليلات، وهذا أيضاً من أسباب النضج السياسي العالي لدى نخبة المجلس الأعلى، خاصة عندما إلتحقت بها لاحقاً شخصيات ذات عقول سياسية كبيرة مجرّبة. يجب أن نعرف قيمة الشخصيات المتميّزة التي عملت مع السيد الحكيم سواء التي بدأت معه مبكراً أو تلك التي التحقت فيما بعد، والمكانة والدور المتميّز للرمز القيادي يجب أن لا يعني مطلقاً جحد مكانة وأدوار الآخرين، والمرء كثير بإخوانه".
كيف كانت علاقة شهيد المحراب مع الجمهورية الإسلامية؟
يوضح الأستاذ غماس بأنه كانت سمات الظرف السياسي السائد في إيران عام 1980م تتلخص بالآتـي: قيام نظام سياسي إسلامي جديد في إيران بعيدا عن التبعية للقوى الكبرى وخاصةً القوى التي تدعم النظام الصدامي، ويتعاطف أغلب قادته مع تطلّعات الشعب المسلم في العراق،حرب عدوانية شاملة مفروضة على إيران من قبل النظام الصدامي في العراق، أحزاب وقوى عراقية معارضة لنظام صدام (في غالبيتها إسلامية وكردية) تبحث عن حلفاء وعن دول وحكومات مساندة وعن دعم بالإمكانات ودعم سياسي وإعلامي، جالية عراقية تنمو أعدادها بسرعة كبيرة، وهي تمثل معيناً لا ينضب للطاقات البشرية".
 في مثل هذا الظرف  يلفت الأستاذ غماس:"دخل الشهيدآية الله العظمى السيد محمدباقر الحكيم (رض) إلى إيران في الشهر الثاني من الحرب المفروضة، بعد أن هاجر متخفياً من وطنه، بعد أن إنكشفت نيّة النظام الصدامي لقتله، حيث سافر إلى سوريا عن طريق الأردن، وبدأ تحركه بهدف تنفيذ خطته الخاصة (والتي اطّلعت عليها شخصياً في آب 1980 عندما قمت بزيارته في محل إقامته في دمشق، وكانت بعنوان / تصور عام عن مستقبل العمل في العراق)، تلك الخطة كانت تقوم على:
1ــ بناء كيان سياسي عراقي يضم كل القوى الوطنية الإسلامية المعارضة للنظام الصدامي في بغداد.
2ــ إعداد الجماهير العراقية ثقافياً وعسكرياً وتنظيمياً ليكونوا قاعدة ذلك الكيان، وذلك من خلال برنامج التعبئة الشعبية الذي إستقطب المئات من العراقيين في المهجر.
3ــ كسب واحدة أو أكثر من الدول المجاورة للعراق لتكون الحليف وتكون بمثابة القاعدة الآمنة للإعــداد والإنطلاق.
4ــ إيجاد مناطق محررة داخل العراق على غرار كردستان العراق لتكون بمثابة القاعدة الآمنة للتواجد ولإدارة التحرك داخل الوطن.
5ــ اعتماد اسلوب الكفاح الشعبي المسلح في مواجهة النظام، لأن نظام صدام الدموي والقمعي لا تنفع معه الوسائل السياسية فقط في المواجهة".
   وقد ناقش السيد الحكيم وفق كلام الأستاذ غماس في دراسته الهامة تلك، وبأسلوب علمي ووعي عال وبتفاصيل دقيقة وفنـّد أسلوب الإنقلاب العسكري وأسلوب الثورة الشعبية على الطريقة الإيرانية كطرق للتغيير، وذلك بسبب دموية النظام وملابسات الحسّاسيات والصراعات العرقية والطائفية في المجتمع العراقي، وتوظيفهما من قبل النظام الصدامي لتمزيق الشعب العراقي وقواه الوطنية، والتركيبة غير المتوازنة للمؤسّسات العسكرية والأمنية العراقية (والنابعة من المعادلة السياسية الأجتماعية الظالمة التي زرعت بريطانيا بذورها في الدولة العراقية المعاصرة منذ الاستقلال بعد فشل ثورة العشرين)، وكذلك للدعم الهائل الذي حصل عليه النظام الصدامي في العراق من دوائر سياسية وأمنية دولية وإقليمية (بما فيها الكيان الصهيوني الذي وصف التغيير في إيران بالزلزال الذي ستصل آثاره إليه بعد حين) بعد سقوط شاه إيران، ونجاح أول تجربة للإسلاميين في الوصول إلى السلطة في العالم العربي والإسلامي، وسعي الدوائر السياسية والأمنية الغربية الإستفادة من تجربتهم في إيران والسعي لعدم تكرار الأخطـاء في العراق. ومن هنا يتابع الأستاذ غماس حديثه :" رأيناآية الله العظمى  الشهيد السيد الحكيم يتحرك بجد لبناء علاقات تعارف وتعاون وكسب الثقة مع بعض رجال الصف الأول من المسؤولين في الدولة، ومن المقربين للإمام الخميني (قدس) ونجح في ذلك، خاصة مع بعض علماء الدين من معتمدي الامام الراحل وفي مقدمتهم القائد الحالي للجمهورية الإسلامية الإيرانية سماحة السيد القائد علي الخامنئي(حفظه الله)، كان السيد الحكيم (رض) يعتقد بأنّ العمل والتحرك والمواجهة والقرار هو من مسؤولية العراقيين، وإذا أراد البعض المساعدة فيمكنهم تقديم الدعم والإسناد ولا يجوز اتخاذ القرارات نيابة عن العراقيين حتى لو كانوا من أقرب الحلفاء والأصدقاء، وكان الكثير من قادة الأحزاب الإسلامية والكردية يوافقون السيد الحكيم في قناعته هذه".
 ماهو أبرز انجاز حققه السيد الشهيد على الأصعدة السياسية كافة؟   
يشير الأستاذ غماس بأن الشهيد الحكيم:"  تمكن من إحداث نقلة نوعية في التحرك السياسي والميداني باتجاه تضعيف نظام صدام وعزله عن الشعب العراقي وتعبئة أبناء الشعب واتخاذ الموقف السلبي العام ورفض ممارسات النظام، هذا الأمر بدأ واضحاً عبر عدم استعداد الشعب العراقي للدفاع عن النظام في فترة سقوطه المريع، كما كان لإهتمام شهيد المحراب بالعمل الجهادي وتحفيـز الطاقات الشبابية وتوجيهها نحو مقاومة النظام ودعم المجموعات الجهادية من مناطق مختلفة من العراق، أمّا على الصعيد السياسي الدولي، فكانت بصمات شهيد المحراب واضحة للعيان، حيث استطاع التحرك على الدوائر الإقليمية والدولية، واستفاد من فرصة إقرار المجتمع الدولي انّ النظام يعتبـر نظاماً لا يمكن الركون إليه أو إعادة تأهيله".
   ويلفت الأستاذ غماس إلى :" لقد كان تحرك شهيد المحراب قد فرض واقعاً دولياً جديداً، حيث اعتبـرته الأوساط المختلفة الإطار السياسي الأكثر قدرة وجدّية على مواجهة النظام الصدامي، لتمثيله شرائح واسعة من أبناء العراق ولقدرته على التفاهم مع الشرائح الأخرى، وإمتلاكه لإمتدادات حقيقية داخل الوطن، وبدأت دوائر كثيرة أيضاً بالنظر إلى شخصيةآية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم بوصفها القيادة الوطنية المؤهّلة لتوحيد قوى المعارضة العراقية، وطرح وادارة مشروع وطني للتغيير في العراق، للكفاءة السياسية والإدارية والعلمية التي كان يتمتّع بها، وللمكانة الأجتماعية والسياسية والدينية التي كان يشغلها لدى الشعب العراقي وقواه الوطنية (لخصائصه الشخصية وأيضاً لإنتسابه العائلي لأحد أشهر المراجع الدينيين المعاصرين في العالم الإسلامي، فهو نجل الإمام آية الله العظمى السيد محسن الحكيم( رض))، فضلاً عن تفرّغه الكامل للقضية السياسية، وهو ما لم يفعله أي فقيه عراقي آخر، خاصة في حقبة الثمانينات من القرن الماضي".
لماذا استُهدف السيد الشهيد بعملية الاغتيال في العراق، وكيث أثـر استشهاده في الساحة العراقية والإسلامية؟
يشير الأستاذ غماس إلى أنه :" لقد أدت عملية اغتيال شهيد المحراب إلى صدمة كبيرة في كافة الأوساط السياسية والاجتماعية وغيرها، ليس فقط في العراق، وإنما في العالم الإسلامي، ومثلت هذه العملية الإجرامية استهدافاً دقيقاً لرجل عرف القاصي والداني تأثيـره ودوره الكبيرين في العراق وخاصةً في دفاعه عن الشعب العراقي ومقارعته للطغيان، ولا شك انّ الاستكبار العالمي وذراعه الإرهابي في العراق هم وراء هذا الاستهداف، خاصة وانّ العراق كان على أعتاب عملية سياسية لفرض آراء الشعب العراقي وبناء المؤسسات الدستورية، وكذلك المناداة بخروج المحتل وإرهاصات حالات الرفض لبقائه في العراق وخاصة لدى شهيد المحراب".
ويختم حديثه بالقول:" أمّا على صعيد الساحة العراقية، فإنّ العراق تعرّض كما تعلمون إلى أزمات كبرى، كان الكثير من القادة السياسيين يشيدون خلالها إلى الفراغ الذي تركه رحيل الشهيد الحكيم، وأنه لو كان لما حصلت هذه الأزمة أو تلك".

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي