الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • مقالات و المقابلات
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وعشرون - ١٠ يناير ٢٠٢٤
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وثلاثة وعشرون - ١٠ يناير ٢٠٢٤ - الصفحة ٥

مع تصاعد المنافسة على النفوذ فيها

هل ستقوم اميركا بخلق فتنة بين الصين وروسيا في آسيا الوسطى؟

الوفاق/ مع اشتداد المنافسة عالمياً بين القوى الكبرى كالحرب الروسية الأوكرانية، و حرب غزة في الشرق الأوسط ، و التوترات بين الصين و تايوان ، يتزايد العجز في ميزانية الحكومة الاتحادية الأمريكية، وكذلك المخاوف الأمنية الخطيرة على طول الحدود الجنوبية، و تضع الولايات المتحدة تحت ضغط لتقليص الإنفاق. كما ساهم تعديل المسار الذي اتبعته إدارات سابقة في السياسة الخارجية الأمريكية في زيادة عدم الاستقرار،و في هذا السياق نشر موقع "ناشيونال اينتريست" مقالاً طالب فيه بالتعويض عن ذلك من  خلال دعم أوكرانيا و الكيان الصهيوني وتايوان،  وفي الوقت نفسه، دعا إلى البحث عن فرص لزرع بذور الانقسام بين موسكو وبكين، و أشار إلى أنه يمكن لجمهوريات آسيا الوسطى السوفييتية السابقة، الواقعة بين الصين وروسيا، أن توفر مثل هذه الفرصة للولايات المتحدة.
صراع قديم
تاريخيا، كان هناك دائما تعارض في المصالح بين القوى الكبرى في آسيا الوسطى. في القرن التاسع عشر، تنافست بريطانيا وروسيا القيصرية على الخانات المختلفة في المنطقة (المعروفة باسم "اللعبة الكبرى"). وفي الستينيات من القرن الماضي، أظهر الصراع بين الجيش الأحمر السوفييتي وجيش التحرير الشعبي الصيني على طول الحدود التي تمر الآن عبر آسيا الوسطى انقسامًا بين الصين والاتحاد السوفييتي لأول مرة إلى الغرب.
ترى الصين المتنامية الجمهوريات الخمس في آسيا الوسطى - أوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزستان - مفتاحًا لإحياء طريق الحرير القديم من خلال مبادرة الحزام والطريق الخاصة بها. إن الربط البري للصين بالأسواق الأوروبية يخفف من مخاوف بكين بشأن انسداد طرق الملاحة البحرية والضغط المحتمل من أسطول المحيط الهادئ الأمريكي. من ناحية أخرى، دفعت موسكو التي لم تقبل أبدًا بدور أصغر أمام واشنطن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، نحو بكين. ويجب ملاحظة أن النفوذ الصيني المتزايد قد يكون أمرًا لا مفر منه بالنسبة للكرملين، لكنه يعتبره غير مقبول في آسيا الوسطى.
آسيا الوسطى في عين موسكو وبكين
ترى موسكو وبكين تطوير المنطقة من اتجاهين مختلفين تمامًا. تعزز الصين منظمة شنغهاي للتعاون، ومبادرة الحزام والطريق، فضلاً عن الاستثمارات الوطنية في الطاقة والتعدين في دول المنطقة. ترى بكين آسيا الوسطى كمصدر للمعادن والهيدروكربونات والمنتجات الزراعية، وكممر للاتصال بالأسواق الغربية. بالنسبة للصين، يأتي الاستقرار في آسيا الوسطى، كجارة ذات أغلبية مسلمة غربي شينجيانغ حيث يشترك سكانها في أوجه تشابه دينية وعرقية مع الأويغور، في مقدمة الأولويات.لكن موسكو ترى المنطقة كمجال بارز وخاص لنفوذها. تستخدم روسيا اتحاد اوراسيا الاقتصادي، لربط أسواقها مع كازاخستان وقيرغيزستان وبيلاروسيا وأرمينيا كأعضاء في الاتحاد ومكّن غياب الرقابة داخل اتحاد أوراسيا الاقتصادي، إلى جانب الحدود الروسية الطويلة مع كازاخستان، موسكو من التحايل على العقوبات الأمريكية والأوروبية. ونتيجة لذلك، شهدت التجارة بين روسيا وأعضاء الاتحاد نموًا كبيرًا، يتألف جزء كبير منه من السلع المرسلة إلى روسيا.
كما تتولى موسكو قيادة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم أعضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بالإضافة إلى طاجيكستان. وكما هو الحال مع معاهدة وارسو لحلف الاتحاد السوفياتي، التي أرسلت قواتها فقط إلى بودابست عام 1956 وبراغ عام 1968، اقتصرت منظمة معاهدة الأمن الجماعي أيضًا على نشر قواتها في الدول الأعضاء فقط، كما فعلت في يناير 2022 (قبل الحرب الروسية الاوكرانية) عندما نشرت قواتها في كازاخستان. كان هذا "مقلقاً" بعض الشيء بالنسبة لشي جين بينغ، رئيس الصين، إلى درجة أن أول زيارة قام بها بعد فترة كوفيد كانت إلى العاصمة الكازاخستانية. وقال شي خلال الزيارة: "بغض النظر عن التطورات الدولية، سنواصل دعم كازاخستان بحزم في الدفاع عن استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها، والإصلاحات التي تتخذونها لضمان الاستقرار والتنمية، ونعارض بشدة تدخل أي قوة في شؤونكم الداخلية". ثم سافر شي إلى سمرقند، حيث استضافت قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
إن المنظور الإقليمي للمستقبل ينظر إلى بكين، في حين أن موسكو لديها علاقات تاريخية وشخصية مع دول المنطقة. ومع ذلك، فإن السعي لاحتواء نفوذ واشنطن أدى إلى تغطية موسكو وبكين على اختلافاتهما ومواءمة مصالحهما في آسيا الوسطى.
و بحسب  "ناشيونال اينتريست" فإنه في حال عدم وجود عامل واشنطن على طاولة المفاوضات، ستصبح الاختلافات السياسية بين موسكو وبكين أكثر وضوحًا و يدعي الموقع بأنه يمكن زرع بذور الانقسام بين موسكو وبكين في آسيا الوسطى.
على الرغم من وجود احتياطيات طاقة كبيرة على المستوى العالمي في حوض بحر قزوين وتركمانستان وكازاخستان، إلا أنها لا تمتلك خطوط أنابيب مثل جمهورية أذربيجان يمكن أن تنقل بسهولة موارد الطاقة إلى الأسواق الأوروبية. وهكذا، وبعد سنوات من الضغوط من جانب حكومات غربية مختلفة، ما زال غاز تركمنستان يتدفق شرقاً إلى الصين. كما يتدفق نفط كازاخستان شمالاً عبر روسيا بدلاً من عبور بحر قزوين إلى الأسواق الأوروبية. وهذا يعني أنه من غير المرجح أن تجد هذه الاحتياطيات أبدًا السوق ورأس المال والداعمين السياسيين اللازمين لبناء خط أنابيب عبر بحر قزوين من الساحل الشرقي إلى باكو في الغرب. ومع نمو الطلب على الهيدروكربونات في الصين، وانتقال أوروبا نحو الطاقة المتجددة، لا يبدو أن هذه الاحتياطيات ستجد أبدًا السوق ورأس المال والدعم السياسي اللازمين لإنشاء خط أنابيب عبر بحر قزوين.
أميركا تدخل على خط المنافسة
وفي الآونة الأخيرة، بذلت إدارة بايدن جهودًا كبيرة للتأثير على دول آسيا الوسطى، بما في ذلك اجتماع الرئيس بايدن مع رؤساء الدول الخمس في آسيا الوسطى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول، وزيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للمنطقة في فبراير/ شباط 2023، وزيارة مديرة وكالة التنمية الدولية الأمريكية إلى أوزبكستان وكازاخستان في أكتوبر/ تشرين الأول 2022. و بحسب ادعاء الإدارة الأمريكية فإن بلدان المنطقة لديها مخاوف مشتركة حيال جارها الشمالي (روسيا)، وأن التركيز الروسي الحالي على أوكرانيا قد يوفر فرصًا للنفوذ الأمريكي،و لكن حتى لو خلق التركيز الروسي على أوكرانيا فراغًا، فمن المرجح أن يملأه الجار الشرقي لآسيا الوسطى، الصين.
في حين أن اجتماع بايدن مع رؤساء دول آسيا الوسطى كان الأول من نوعه، يلتقي بوتين مع قادة المنطقة بشكل فردي أو جماعي كل شهر تقريبًا. كما عقد شي جين بينغ مؤخرًا اجتماعًا مع رؤساء الدول الخمس في آسيا الوسطى بمشاركة وفود حكومية وتجارية كبيرة من هذه البلدان في بكين، وهو عرض كبير مصمم لإرضاء زعماء المنطقة. كما حضر رؤساء الدول في آسيا الوسطى والصين اجتماعات مبادرة الحزام والطريق ومنظمة شنغهاي للتعاون مؤخرًا. من ناحية أخرى، عندما سئل مسؤولون في المنطقة عن اجتماعهم مع بايدن في نيويورك، لم يبدوا متحمسين للغاية. على أي حال، كان لمشهد الانسحاب غير الاعتيادي للولايات المتحدة من أفغانستان في عهد بايدن تأثيرًا عميقًا على شعوب وقادة المنطقة - تأثير لن يزول بسهولة.
البحث
الأرشيف التاريخي