الفائز في المسابقة العالمية للمخترعين لـ «الوفاق»:
دواء إيراني سيصبح مرهماً لمرضى السرطان
الوفاق/ خاص
كبرى أميري
حققت المنافسة الدولية لاتحاد مخترعي العالم (IFIA) هذا العام نجاحاً كبيراً للباحثين الإيرانيين؛ حيث فاز سيد حامد مرتضوي، الباحث الإيراني الشاب الذي يعمل في جامعة بقية الله للعلوم الطبية، بالمركز الأول والميدالية الذهبية العالمية لهذه المسابقة في مجال التقنيات الطبية. وقد قدم مرتضوي، وهو عضو في هذا الاتحاد العالمي، اختراعه بعنوان "كبسولة مستدامة للوقاية من السرطان وعلاج الخلايا المستهدفة" ولاقى استحسان لجنة التحكيم الدولية. وشارك في هذا الحدث العلمي العالمي 1500 مخترع من أكثر من 50 دولة حول العالم، وحصلت إيران وباحثها الشاب على المركز الأول والذهبية العالمية في مجال التقنيات الطبية. وفي هذا الإطار، أجرينا حواراً مع سيد حامد مرتضوي حول هذا النجاح الذي حققه الدواء المضاد للسرطان.
إن اختراعكم يهتم بعلاج السرطان، فما السبب الذي جعلكم تبدأون البحث في مجال علاج السرطان؟
منذ سنوات، تسببت أنواع السرطانات في وفيات كثيرة في أماكن مختلفة من العالم، خاصة في إيران، وكما تفيد التوقعات، فإن هذا المرض المؤلم سيزداد في السنوات المقبلة. وقد كان شكي في ابتلاء أحد أقاربي بهذا المرض هو الدافع الرئيسي لبدء البحث، وطبعاً منذ سنوات قال أحد أساتذة جامعتنا إن منظمة الصحة العالمية طلبت من الباحثين في العالم التركيز على الأبحاث المتعلقة بمجال علاج السرطان.
كان موضوع بحثنا هو إيجاد دواء له تأثير وقائي وكذلك علاجي، لذلك توصلنا أخيراً إلى دواء يمكن أن يستخدمه الأشخاص الأصحاء للوقاية من السرطان ويمكن للمرضى استخدامه كدواء ذي نتيجة، حيث ينفذ هذا الدواء إلى اليؤرة الأولى لتشكيل السرطان. وبالنظر إلى الإمكانيات المتاحة، كانت المهمة صعبة؛ لكننا استفدنا من كل الإمكانيات المتاحة ونصائح الأساتذة والباحثين ونجحنا. هذا الدواء فعال في موازنة جهاز المناعة في الجسم ويسيطر على المرض ويدمره عن طريق اختراق الخلايا السرطانية وإن المواد التي قمنا باستخدامها معتمدة من قبل علم الأدوية العالمي (فارماكولوجي).
ما المراحل التي مرّ بها اختراعكم داخل البلاد قبل طرحه في المسابقة العالمية في سويسرا؟
يجب على المخترع أن يدافع عن عمله في المسابقات الدولية ويجب أن يكون لهذا الاختراع ضوابط أو معايير دولية. ومن أجل المشاركة في هذه المسابقة، كان علينا أولاً تسجيل تصميمنا في البلاد كبراءة اختراع، وهذا بالفعل ما حدث. يجب أن يتمتع الاختراع العالمي بميزات مبتكرة وأن يكون قابلاً للتصنيع. وقبل ذلك كنت عضواً في الاتحاد العالمي للاختراعات الذي له وكالة في إيران، لأن لدي 12 براءة اختراع أخرى في مجال التقنيات الطبية. ولذلك حصل عملنا أولاً على الموافقات الداخلية وتم تسجيله كبراءة اختراع، ومن ثم حصل على إذن المشاركة في المسابقة الدولية.
تأسس الاتحاد الدولي لجمعية المخترعين (IFIA) في عام 1968 بهدف دعم المخترعين. حيث ينظم الاتحاد العالمي كل عام فعاليات بشأن براءات الاختراع في جميع أنحاء العالم، ويقام هذا الحدث في مختلف المجالات، وقد أقيمت هذا العام الدورة الثالثة في جنيف بسويسرا. ويمتلك الاتحاد وكالات في العديد من البلدان ويوجه دعوات عامة لهذه المسابقات في جميع البلدان، حيث تُرسل الاختراعات إلى المكتب المركزي في جنيف ويتم تحكيمها من قبل لجان علمية وخبراء حيث يشارك المخترعون في 13 مجموعة مختلفة، وكان هناك مشاركين من أكثر من 50 دولة.
كيف تعامل الحكّام والمنافسون مع اختراعكم؟ مع العلم أنه وبسبب الضغوط المختلفة التي تعرضت لها إيران في السنوات الماضية، ربما كان الفوز بالمركز الأول بمثابة مفاجأة بالنسبة لهم؟
لقد شارك في هذا الحدث العلمي حوالي 1500 مخترع مشهور من مختلف البلدان. وكان من دواعي سرور الحكام أن يتمكن باحث إيراني من تحقيق هذا النجاح وتقديم اختراع بهذه الأهمية يتوافق مع المعايير العلمية الدولية. لقد كان عملنا موضع اهتمام الحكام لعدة أسباب. وقالوا إن تكلفة اكتشاف كل مادة فعالة لطب السرطان تبلغ 600 مليون دولار، وعلينا أن ننفق 2000 مليار دولار على أي دواء بيولوجي نريد العمل عليه؛ لكن دواءنا يمكن إنتاجه بتكاليف أقل بكثير ومن حيث جودة العمل والمنافسة مع الحالات المماثلة، كان اختراعنا محط اهتمام. وان اختراعنا، بالإضافة إلى إمكانية تصديره، أي تصنيعه، أدى أيضاً إلى تحسين مكانة إيران في مجالات التكنولوجيا والطب في العالم.
ووفقاً لسياسات دعم العلماء والباحثين الإيرانيين، يمكن أن تصبح صناعة الأدوية في بلادنا بغير حاجة لاستيراد المواد في السنوات المقبلة. وفي مشروعنا المبتكر، أي الدواء المضاد للسرطان، جميع المواد إيرانية بالكامل، لذلك لا داعي لاستيراد المواد الأولية من الخارج، وهي في الواقع محصنة ضد الضغوط الخارجية مثل العقوبات.
هل يمكن أن تشرحوا لنا باختصار ما الذي سيحققه اختراعكم الدوائي في مجال علاج السرطان؟
من ميزات هذا الدواء المعتمد من قبل علم الأدوية العالمي هو أنه مشتق من الطبيعة وله خصائص وقائية بالإضافة إلى الخصائص العلاجية، ويمكن للأشخاص الأصحاء أيضاً استخدامه بجرعات أقل من أجل الوقاية؛ لكن عند استخدامه للعلاج فإنه يخترق موطن السرطان بطريقة فعالة وله خاصية في موازنة الجهاز المناعي في الجسم. ويعاني 80% من مرضى السرطان من سوء التغذية؛ لكن هذا الدواء يعمل كمحفز للشهية، حيث يحتوي على مركبات فعالة مضادة للأكسدة ومركبات مضادة للأورام ومضادة للسرطان.
هل المقصود أن الدواء له استخدام فعال أي ليس له آثار جانبية؟ وهل تم إثبات ذلك في الإختبارات الأولية؟
نعم، فبعد تناول الدواء يقوم بالكشف عن الورم السرطاني ويخترق موطن الخلايا السرطانية بطريقة فعالة. وهذه الخاصية مضادة للسرطان، لذا ليس له وظيفة أخرى لها آثار جانبية، خاصة أن مادته طبيعية مستخلصة من الطب الإيراني القديم. وأما الاختبارات المختبرية فلها إجراءاتها الخاصة، فقد تم إجراء الاختبارات على الحيوانات بنجاح ومن ثم اختبارها على المرضى من البشر. وفي الاختبار المجرى على الحيوانات، استخدمنا هذا الدواء إلى جانب المستحضرات الصيدلانية والأدوية العلاجية الحالية واكتشفنا أنه يعمل بشكل جيد للغاية. لذا يمكن لهذا الدواء بفضل خاصيته في الحفاظ على توازن الجهاز المناعي أن يستخدم إلى جانب العلاجات الأخرى. وكذلك ومن خلال الاختبارات التالية قمنا بترخيص هذا الدواء للمرضى الذين يستخدمون العلاجات الكيميائية والإشعاعية، وقد تفاجأ الأطباء بنتائج هذا الدواء الجيدة، وبعدما تمتع المريض بالنتائج المطلوبة بسرعة وبدون أية آثار جانبية.
كم سنة استغرق بحثكم، وفي أي المراكز تم إجراءه ؟
أنا أملك شركة أدوية وقمت بالبحث بمفردي. لقد وقعت عقوداً مع مختبرات متخصصة وقاموا بإجراء جميع أنواع الاختبارات اللازمة لي وفقاً للمعايير العلمية وبعد نجاح التجارب، تمكنت من تسجيل براءة اختراع للتركيبة. بدأت مشروعي عام 2012 واستغرق حوالي 9 سنوات حتى عام 2021 للتأكد من فعالية الدواء والمشاركة في المسابقة الدولية.
هل كان لديكم ارتباطا مع مراكز بحث أو باحثين خارج البلاد خلال فترة العمل على المشروع؟
نعم، فقد قرأت العديد من الكتب المختلفة المنشورة في أمريكا وإنجلترا والمقالات المتعلقة بهذا المجال. وكان هناك عدد كبير من المقالات العلمية والمفيدة المنشورة حول مرض ما والتي تركز على زوايا مختلفة منه؛ لكن البيانات المختلفة تصبح ناجحة عندما يتم تجميعها معاً والتوصل إلى صياغة معينة. كما قرأت العديد من المقالات واستفدت من آراء مختلف لأساتذة وباحثين داخل البلاد وخارجه. لقد عمل باحثون آخرون بجد في هذا المجال لسنوات عديدة وأجروا أبحاثاً مفيدة؛ لكن شخصاً واحداً أو فريقاً بحثياً اكتشف في النهاية طريقة ما من خلال تجميع هذه البيانات المختلفة معاً. في عام 2012، كنت متأكداً من عملي الخاص وبعد تسجيل براءة الاختراع في إيران، شاركت في المسابقة العالمية في سويسرا وحصلت على الميدالية الذهبية.
منذ الحصول على براءة الاختراع أو بعد النجاح في المسابقة العالمية في سويسرا، هل تمّ التواصل معكم من قبل شركات أو مؤسسات علمية أو استثمارية للاستثمار في الإنتاج؟
أنا أودّ أن تصل فوائد هذا الاختراع إلى الشعب الإيراني وجميع شعوب العالم. ولذلك فأنا على استعداد تام للتعاون مع المؤسسات العلمية أو جامعات العلوم الطبية في الخارج لإنتاج واستخدام هذا الدواء. لذلك، إذا أرادت المؤسسات العلمية والبحثية إجراء اختبارات مختبرية جديدة على هذا الدواء، فسوف أساعدهم بالتأكيد وقد أعرب المستثمرون أيضاً عن رغبتهم في إنتاج هذا الدواء؛ لكنني أريد أن يتم إنتاج هذا الدواء بعلامة تجارية إيرانية، بحيث تصبح فوائده الاقتصادية، إلى جانب الخدمات الطبية للعالم أجمع، ملكاً لبلدي. ومن مميزات هذا الدواء تكلفته المنخفضة مقارنة بالأدوية الحالية لأن مواده الأولية إيرانية بالكامل ومتوفرة. وقد يكون من المغري أيضاً لشركات التأمين تأمين الدواء بسهولة وجعله في متناول أيدي الناس.
ما المرحلة التي وصل إليها الدواء الآن؟ وهل يمكن أن نراه في السوق المحلية أو العالمية في المستقبل القريب؟
بفضل السياسات الحالية ودعم المحققين والباحثين المحليين، وبعد النجاح في المسابقة العالمية في سويسرا، حظي هذا الاختراع باهتمام خاص من قبل المسؤولين في البلاد في مجال العلاج. وأثار النجاح الوطني إعجاب وفرحة العديد من المسؤولين. ومع هذا الدعم ودخول المستثمرين أيضاً، فمن المؤكد أن هذا الدواء التابع لعائلة الطب الإيراني سيكون متاحاً للناس في المستقبل القريب كمنتج تسويقي في مجال الوقاية من السرطان وعلاجه.