حرب غزة.. هل تنتهي قريباً؟
الوفاق/ خاص
علي القزويني كاتب وباحث سياسي
لقد كشفت الصواريخ التي انطلقت من غزة وأصابت تل أبيب في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة، زيف الادعاءات "الإسرائيلية" بأن "الإسرائيليين" قد "قضوا على قدرات المقاومة الفلسطينية"، أو أنهم احتلوا كامل شمال القطاع. ويبدو الاعلان عن سحب خمس ألوية "إسرائيلية" من القطاع بعد سحب قوات غولاني بسبب تكبده خسائر كبرى، أن "الإسرائيليين" باتوا في مرحلة دقيقة، حيث عليهم أن يوازنوا بين متطلبات الاقتصاد "الإسرائيلي" الذي يقول الخبراء إنه سينهار في حال استمرار الحرب أكثر من ثلاثة أشهر، وبين حاجتهم لتحقيق نتائج عسكرية ميدانية يحاولون من خلالها فرض شروطهم على طاولة المفاوضات. وبالرغم من ذلك، من المتوقع أن تستمر الحرب في غزة في الفترة القادمة، ولن تكون هناك إمكانية لتقدم المبادرات الاقليمية في المرحلة الراهنة، وذلك للأسباب التالية:
1- ما زال العدو متمسكاً بالخيار العسكري لتحقيق أهدافه، والتي بدت منذ اللحظات الاولى عالية جداً ولا يمكن تحقيقها. لذلك فهو غير مستعد إلى الآن أن يقتنع بالخروج بصورة المهزوم من غزة.
2- لم يحقق العدو أية نتائج عسكرية هامة لغاية الآن، بما فيها اغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، ليقايض عليها على طاولة المفاوضات، ولم "تنهار" البنية العسكرية لحماس بعد.
3- ما زالت حكومة العدو، بالرغم من التباين بين أعضائها، فهي لا يمكنها التعويل على الانقسامات داخل الكيان الصهيوني، لاستقالة نتنياهو أو دفعه الى الاستقالة عبر الانقلاب عليه من قبل اليمين "الإسرائيلي" أو المجتمع "الإسرائيلي" (أقلّه في المرحلة الراهنة).
4- استمرار الضوء الأخضر الأميركي للعملية العسكرية ولهدف القضاء على حماس بالرغم من التباين الشكلي بين الأميركيين و"الإسرائيليين" حول مسار العملية والكلفة البشرية المدنية، وأهدافها، لاسيما ما يختص بالمدنيين في غزة، والتي يقول نتنياهو وأعضاء حكومته إنهم يريدون ترحيلهم الى مصر أو الى دول أوروبية.
5- يختلف قادة العدو أيضاً فيما بينهم على ترتيبات ما بعد الحرب، ولا يوجد توافق على مسار الحرب وعلى مسار ما بعد الحرب، كذلك هناك اختلاف بينهم وبين الأميركيين على ذات الامور.
6- يشارك الأميركيون في الحرب سياسياً وعسكرياً ومادياً، لذا يعتبرون أن من حقهم إبداء الرأي في مسار الحرب وأهدافها، ومرحلة "اليوم التالي"، بالرغم من ادعاء نتنياهو بأنه لا يقبل بتدخلات خارجية في هذا الإطار.
7- لغاية الآن، لا تجد المبادرات التي قدمتها كل من مصر وقطر أية نتائج ملموسة، وهي توقفت بعد اغتيال القائد الشهيد الشيخ صالح العاروري.
8- كذلك لا يمكن للمبادرات أن تتقدم في ظل غياب موقف موحد للفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية حولها.
9- لا يريد العدو الاستعجال في إنهاء حرب غزة، بينما تبقى الجبهات الاخرى لم تحسم بعد – ما زال الأميركي لم يحسم أي من الجبهات اللبنانية واليمنية سواء عبر الضغوط أو التفاوض.
10- جاء اغتيال القائد الشهيد الشيخ صالح العاروري بمثابة هروب إلى الأمام من قبل العدو، وهو لن يغير من واقع الميدان بما يشكل نتيجة.
في النتيجة، يبدو أن مسار الحرب لن ينخفض قريباً، وفي كل الاحوال، عادة ما تستعر الحرب وتتصاعد وتيرتها في ظل فترة التفاوض، حيث يحاول كل طرف أن يحقق نتائج في الميدان تنعكس في مسار المفاوضات.