مقابلة مع الكاتبة والمخرجة سمية ذاكري
«اكلانتين» والآلاف من القصص الفخرية غير المصورة
أجرت المقابلة
مريم حنطه زاده
وعندما أصبح أطفالي أكبر سناً كنت أذهب للمدن الصغيرة مثل جهرم، جرجان، شيراز، أصفهان وغيرها من أجل التصوير ولم يكن مناسباً أن أصطحب أطفالي. وبما أن زوجي كان عسكرياً فكان أيضاً يذهب لمهماته، وقمنا بتنظيم وقتنا على أن أبقى بالبيت عندما يكون لديه مهمة وعندما يكون هو في البيت أذهب أنا لعملي. وأصبح الاولاد مستقلين وكانت ابنتي الكبيرة ترعى أختها الأصغر وتهتم بها. وحتى عندما لم أكن في البيثت، ولأن الأطفال كانوا يدرسون، فقد كنت أقوم بتحضير طعامهم مسبقاً وأضعه في الثلاجة، وكل ماكان عليهم أن يقوموا بتسخينه، وهذا ماكان يخفف من الضغط. لقد كنت أسافر لثلاثة أو أربعة ايام أو كحد أقصى خمسة أيام، وكنت عندما أعود أخذهم بجولة للخارج، فكانوا يعلمون أن والدتهم ليست موجودة لمدة أربعة أو خمسة أيام ولكن ستكون موجودة بجانبهم بعدها وتأخذهم في رحلة خارج المنزل. وقد فهموا بالنهاية أنا والدتهم تحب عملها كثيراً لذلك هي على حق حتى وإن كانت تتغيب عن المنزل كثيراً. وفي كثير من الأحيان عندما كانوا هم أنفسهم بحاجة إلى الدعم، وكنت أنا وزوجتي نقدم لهم هذا الدعم، فكانوا يدركون لماذا نأخذهم للدروس. وكنا نسايرهم ونتحدث إليهم وكنت أقول: "ابنتي، في بعض الاحيان انت بحاجة إلى الدعم وأنا بجانبك وسأقدمه لك، وفي أحيان أخرى أنا بحاجة لذلك الدعم وأنت كونك ابنتي تقدمين الدعم لي" وكان زوجي أحياناً يذهب في مهمات طويلة مدتها شهرين أو ثلاثة أشهر وكنا نعلم أنه علينا أن ندرك ونقدر ظروف بعضنا البعض. وبالمختصر أننا عائلة تعرف مشاغل بعضها وتقدرها ونساعد بعضنا بعضاً.
هل كان أطفالك يتأثرون بمحتوى أعمالك؟ لأن عملك ثقافي ويؤثر بشكل غير مباشر على جو العائلة وخصوصاً الأطفال.
نعم وإن طفلتي الصغيرة تحب عملي كثيراً، وتحب الفن والسينما، وكلا ابنتاي تراقبان أعمالي ورغم من أن عمريهما 12 و 18 سنة فإنهما بجانب دراستهما تهتمان بالمجال الفني والإعلامي. كانتا تتابعان القضايا التي حدثت عام 1401 وتقومان بأعمال ثقافية، كنت قلقة جداً حيال ذلك، لكنهما كانتا جادتين للغاية وقد أدركت للتو مدى تأثير عملي عليهما في أخذ هذا المجال على محمل الجد والمجازفة؛ لقد أخذهما عملي إلى اتجاه لم أعتقد أنهما ستدخلانه أبداً. لم أخبرهما أبداً بشكل مباشر أنه يجب عليكما أن تسيرا في هذا الاتجاه أو أنه يمكنكما القيام بمثل هذه الأنشطة المهمة، لقد رأتا ذلك في حياتنا وقد دخل إلى عقلهما باللاوعي.
أعتقد أنه كان من المهم تناول موضوع الأسرة في أعمالك؛ لأن في كل من "اكلانتين" وحديث قبطان السفينة العاطفي عن ابتعاده عن عائلته وابنته، و"38 درجة مئوية تحت الصفر" اثناء المهمة المفاجئة خلال عطلة العيد ومخاوف الحارس الذي تزوج للتو، نرى باستمرار هذه الإشارة إلى العائلة.
لقد كنت دائماً قلقة بشأن العائلة؛ فبشكل عام لا يمكن للأفراد العسكريين الذين يشاركون في العمليات والمهمات الصعبة اجتياز المصاعب بنجاح ما لم يكن لديهم عائلة تدعمهم وتطمئنهم بأنها ستعتني بأمور بحياتهم وأطفالهم.
ولطالما أردت دائماً أن أتطرق لحياة عائلة من العسكريين في غياب الزوج، وما تعانيه من مصاعب وهموم؛ ولكن لسوء الحظ، فإن الجهات الراعية لم تبدِ رغبة بذلك. ولهذا السبب حاولت أن أشير في أعمالي إلى أن الذين يعرضون حياتهم للخطر ويحملون أرواحهم بأيديهم في هذه العمليات الصعبة لديهم أحبة قلقون عليهم وأنهم يتمنون أيضاً العودة إلى أحضان أهلهم، لكنهم ما زالوا يقدمون هذه التضحيات في سبيل وطنهم.