الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر - ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر - ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

الأديبة اللبنانية الفائزة بجائزة الشهيد سليماني «نجوى الموسوي» للوفاق:

لا خير في كتابة لم ترم بسهم دفاعاً عن أطفال غزة

 

موناسادات خواسته
للأدب تأثير عميق في الروح، منذ القِدَم، خاصة الأدب المقاوم له تاريخ طويل وهو من أهم الأدوات التي يتم استخدامها في مواجهة العدو في كل موطن وعند كل إنسان حر، وهذا ما نشهده في السنوات الأخير، حيث يواجه هذا النوع من الأدب إقبالاً كبيراً، فأصبح القلم سلاحاً بيد المؤلف، والكلمات رصاصة في وجه العدو، وما أجمل الروايات التي تتطرق إلى موضوع المقاومة والشهداء وفلسطين، خاصة عندما نشهد النساء يقمن بتأليف الكتب في هذا المجال ويضفن نكهة أخرى للكتب، وهي نابعة من إحساسهم المرهف وما يلمسنه من لطافة في هذا المجال، وكأنهن يلمسن قلب وروح الإنسان، حيث يخلّدن المشاهد، وتأليفاتهن تصبح كالنور الذي يضيء الطريق للأجيال القادمة، ومن ضمن هؤلاء الأديبات التي لها أثار خالدة في هذا المجال، الكاتبة اللبنانية "نجوى الموسوي" التي لها أسلوب أدبي رائع في كتاباتها، ونشهد في مسيرتها الأدبية تأليف كتب وروايات ومسرحيات مختلفة.  الكاتبة حائزة على ماجستير في الأدب العربي البحثي، وخبرة في الأنشطة التربوية (20 سنة)، من مؤلفاتها سبع مجموعات قصصية، روايتان ومسرحيات للأطفال والناشئة.  الكاتبة "نجوى الموسوي" لها مجموعات قصصية ذات طابع أدبي مقاوم وهي: الحقائب الحمر، إلّا جميلاً، نظرٌ في النجوم.. والروايتان هما "أشجار القلعة" و "السرّ المذاع"، والمسرحيتان هما: "انتصارٌ" و "رسالة من المعتقل".
وهي حائزة على عدة جوائز أدبية أبرزها "جائزة الشهيد سليماني العالمية للأدب المقاوم" بدورتها الأولى عن رواية "أشجار القلعة"، ونحن على أعتاب ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء(س) وعيد الأم في إيران، وكذلك ذكرى استشهاد الفريق الحاج قاسم سليماني، فاغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع السيدة نجوى الموسوي كإمرأة محجبة ومقاومة، وسألناها عن الأدب المقاوم وكتابها الفائز بجائزة الشهيد سليماني، وفيما يلي نص الحوار:

أهمية التأليف في أدب المقاومة
بداية سألنا السيدة "نجوى الموسوي" عن رأيها حول أدب المقاومة والتأليف في هذا المجال، فقالت: لا يسعنا في هذا المقام الإحاطة الشاملة بالأدب المقاوم ومنه الأدب المقاوم للعدو الصهيوني منذ قيام كيانه في قلب فلسطين؛ فلهذا كرّس الأدب أهدافه ومراحل تطوره وأساليبه في إبراز الصراع والنضال ضد الكيان الغاصب، وبيان أحقية المقاومة، وحكايات الجهاد المليئة بالمواقف المشحونة عاطفياً وفكرياً، والمحفزة نحو التصدي للمحتل والظالم في كل الساحات.
وهناك مستويات في تحقق الأدب المقاوم عند الأدباء الناشطين في الشعر أو القصة أو الرواية أو السيناريو.. ولكن ما يمكن تلخيصه هو أن أدب المقاومة قد قطع شوطاً  كبيراً في التقدم ليكون أدباً عالمياً واصِلاً لكل نفسٍ إنسانية ما دام يحاكي القيم المشتركة لتحقيق طموحات كونية راقية، مثل: الوقوف بوجه الظلم والأمومة والفداء وحب الحياة الكريمة والعزة والعطاء والوفاء والصبر على الجراح وما شابه ذلك.
وقد بات غزيراً  وكثيراً وممتداً على مستوى عدة جبهات ثم ينتقل ليواكب مستويات ما يسمى "حروب الأجيال" وأشكالها (أي حروب العسكر وغيرها والحرب الناعمة). ولا شك في أن أهمية التأليف في أدب المقاومة نابعة من أهمية أهداف هذا الأدب وآثارها على الفكر والمجتمع ونموه المدني وحضارته وثقافته بما يعود بالخير على البشر.
كتابة القصص عن منظومة الفكر المقاوم
وتواصل الأديبة "نجوى الموسوي" كلامها بالحديث عن مسيرتها الأدبية والدافع الذي دفعها للتأليف في هذا المسير، وتقول: بدأت بالكتابة للأطفال، أناشيد ومسرحيات وقصص.. ثم انتقلت إلى الكتابة عبر مؤسسات عامة، فكتبت مقالات وقصص عن المقاومة، وقصص المرأة في المجتمع المقاوم والإنساني عموماً.. وبعد ذلك انطلقت في كتابة القصص التي تحكي عن منظومة الفكر المقاوم والقيم التي تؤسس لنهج الجهاد والمقاومة وتحاكي مجتمعات المقاومة والأحياء والبيوت التي نهض منها المقاومون. حتى بلغت الكتابات في هذا المجال 3 مجموعات قصصية قصيرة إضافة إلى مسرحيتين وروايتين وقصص منشورة في عدة مواقع إلكترونية ومؤسسات.
رواية "أشجار القلعة"
أما بعد ذلك يدور الحديث عن رواية "أشجار القلعة" فتقول "نجوى الموسوي": أشجار القلعة فكرتها منبثقة من تلبية واجب الكتابة الروائية التي تصور محاكاة  لحياة أسرة مقاومة بطريقة غير توثيقية بل فنية وأدبية. واجهتني صعوبات ميدانية وصحية وغيرها تجاوزتها بالعمل المدروس والتقنيات الفنية. وجدير بالذكر الشخصيات التي عملت على بلورتها توفرت فيها ميزات العنصر الروائي المتغير المتحدي للعوائق بشكل تصاعدي، الصانع المسؤول والهادف الطَّموح.. بالإضافة إلى حبكات أساسية وفرعية ومنها الثورة والتضحية من أجل
قضية كبرى.
كما جاء في مقدمة كتاب أشجار القلعة: "بين ضفافِ النهر وأشجارِ القلعة تهادت همساتُه. رنّمت الطيورُ لضحكات طفولته. سبَحَ مع الأسماك وعكْسَ التيار. غصنٌ يدعى "جودت" نما في أكناف الحنان، وما تأخر عنه "رفعت" في بيتٍ له ظلالُ قوس السماء.
سنوات وبدأت تخضرّ الثمار. تبدّلتْ ألوانُ الأعماق كلما غاصت فيها انعكاسات الغيوم، سطع طيفُ التنوع، علا لحنُ الحب، وما هدأت أمواجُ الغضب والطائرات والدماء.
عشق الشاب قرية مكلومة. سريعاً راحت أفياؤها تخبّئ أخباره. ساربٌ مع بضعة أقران، قرروا أن يصنعوا فارقاً. تحدّوا الكثير من العادات. ابتكروا الكثير من سبل التواصل. نهلوا من علوم الأرض. اندفعوا إلى صناعة السعادة، مبتسمين لعيون الحياة.
ما كان أوانُ الصدعِ قد آن، حين برَقَ الضوءُ تحت حبال المطر. غادر الأخَوان المحبوبةَ، وعندما عاشت، قلّبَت الصفحات حتى فُتحت صفحةٌ بعنوان الشمس، ولما تزل".
ميزات "أشجار القلعة"
وعندما سألنا الأديبة اللبنانية عن رأيها حول أبرز ميزة في الرواية التي حصلت على جائزة الشهيد سليماني، وهل كانت تتوقع الفوز، هكذا ردّت علينا بالجواب: في "أشجار القلعة" ميزات متعددة منها: البيت الذي دارت فيه الأحداث والعلاقات، يشبه نسيج البيت اللبناني ككل بتنوعه الفكري والثقافي. والرواية تناولت لمحات تاريخية بين 1959 و1984، ولم تقطع خيط الإستمرارية حتى 2016 م، من دون إطالة ضخمة، فبدت تشبه بشخصياتها وهمومهم كلَّ إنسان وشاب في كل زمان ومكان لديه حب للجمال والقيم وهي أمور لها أجنحة تحلّق وتجتاز الحدود والأمم. وكلا، لم أكن أتوقع الفوز بل كنت أترقب آراء الإختصاصيين وأرجو الإرشادات التي تهمني لأجل تطوير العمل.
حرب الرواية
وفي إشارة إلى كلام قائد الثورة الإسلامية حول أن "حرب اليوم هي حرب الرواية"، وخاصة نظراً للظروف التي تسود المنطقة وما يجري في غزة، هكذا أبدت عن رأيها "نجوى الموسوي":  نعم، في كل ثورات العالم والحروب نهض من يكتب تاريخها في قالب أدبي أو يستفيد من تاريخها في الروايات وهو ما نراه على سبيل المثال لا الحصر في روايات الأدب الجزائري والفيتنامي والفلسطيني ثم في أدب الجبهة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حديثاً.
وهذا حق لبيان المواقف والعبر وحفظ التاريخ، لا بل هو برأي القائد (حفظه الله) واجبٌ تبييني، وفي أداء هذا الواجب تتجلى أهمية أن يحكي أدبُ المقاومة والتوثيق عن منعطفات المقاومة والفلسفة التي ينطلق منها الثوريون ضد المستكبرين وهي الفلسفة الاسلامية، إضافة إلى بيان المواقف والبطولات الحقيقية التي دعا الإمام القائد للتركيز عليها وعدم إغفالها في غمرة إثبات مشاهد الفجائع ومجازر الاحتلال كما يحصل في غزة.
والتوثيق الأدبي بكل أشكاله هو فن مطلوب على أن يتطور كونه ثوريّاً ومجدِّداً وناقلاً للحقيقة التي تسطع وتعلو في نهاية كل صراع.
من هنا تأتي أهمية نزع فتيل القنبلة من يد راميها المحتل الذي يريد طمس الحقائق والواقع، وفي حرب الرواية تصبح الرواية الصحيحة التوثيقية منها والإبداعية هي رواية الدفاع عن النفس والممانعة والرفض للظلم ودحض الباطل وإثارة المشاعر نحو الإيجابية والإيمان بالنصر
للفئة المحقّة.
دور المؤلف في حرب الرواية
وفيما يتعلق بدور المؤلف في هذه الحرب والذي يقع على عاتقه من مسؤولية تربية الأجيال، قالت السيدة "نجوى الموسوي":
دور المؤلف في حرب الرواية هو إتقان العمل ليتجلى بأكثر مؤثرية ومتعة وعدم الإستسلام لصعوبات هذا المسار الجمة وبذل التعاون والدعم بين المؤلفين.
وأن يراكم تجربته ويتهيأ للجديد دائماً ولمخاطبة الأجيال بلغاتهم وبالفطرة الصافية فيهم. وهو ما يقع في صميم الهدف التربوي الأعظم وهنا يأتي دور المؤلفات خصوصاً إذ يُنتظر أن تبدع المؤلِّفات خصوصاً في البيان الساحر المختزن للبعد العاطفي والأسري والتربوي فيهن وهو ما يسهم بأداء مهمة مقدسة في تزكية الإنسان وتحلّيه بالصفات والأفعال الجمالية الفاعلة ثم التمييز بين القيم والخيوط الرقيقة التي تحوّل خيرها إلى الجانب الآخر.. مثل بين الشجاعة والتهور وبين العطاء والعجب بالنفس وبين التضحية الأصيلة المبنية على الفكر الواثق وما يسمى الآن "الإنجراف مع موجة القطيع".. إلخ. وكل ذلك هو مما يرجى أن يحفل به الأدب الإنساني المقاوم بأساليب فنية متقنة.
المرأة المحجبة وتأثيرها في المجتمع
وأما الحديث بعد ذلك كان عن المرأة المحجبة وتأثيرها في المجتمع، فقالت "نجوى الموسوي": على عاتق المرأة المحجبة الإسلامية مسؤولية إفادة البشرية من قدراتها وطاقاتها بالإتكال على خالقها. فالواجب أن تحضر كل أديبة ملتزمة وبكثافة وتضافر وقوة بكل أبعاد تلك الطاقات في الأسرة أولاً، ثم في المجتمع الإنساني ثانياً، وذلك علمياً وإيمانياً وجهادياً.
 وعلى كل حال فإن مسؤولية المحجبة هي عموماً مسؤولية الإنسان الذي يؤمن بالغيب ويسعى لآخرته شكلاً ومضموناً أي بمظهره وبفكره وكلّما كان هدف المرأة أكبر وأكثر صدقاً وعمقاً كلّما بات تأثيرها يتجلى في المجتمع أكثر عبر الفاعلية الجيدة مع التمسك بالهوية الأساس وهي الهوية الإسلامية.
المرأة المحجبة ينبغي أن تكون مثالاً تتجلى فيه خصال الجمال والجلال التي حباها الله بها، واختصها معها بزينة الإيمان والحياء. وهذه الصورة لا بد أن تتحول إلى ثورة في أبهى حلل الكرامة العالية والعزة البهية فتقدّم للكون والمجتمعات الإنسانية خيرَ اقتداء بأنموذج سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام وهي العابدة والمجاهدة (الإبنة والزوجة والأم) والمعلّمة والمفكرة والحاضرة في ميادين الرسالة وفي أعظم عطاء البيان والحنان والدعوة إلى المفاهيم الإلهية التي ترتقي بكل إنسان نحو الأسمى والأعلى.
رسالة لأطفال غزة
وأخيراً وجّهت الأديبة اللبنانية "نجوى الموسوي" رسالة لأطفال غزة تقول فيها: رسالتي لأطفال غزة أن ما يحصل اليوم سيكون بفضلكم ذخيرةً ومرآةً تاريخية تتبدى فيها حقائق كبرى ومنها أنكم: جيلٌ يتأسّس مرة جديدة على معرفة همجيّة العدوّ وشاهدٌ حقيقي قوي بقوة الدم. إنكم ترسخون صورة المظلومية مع البطولة في آن واحد، وبعمق لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة خلال كتابة التاريخ الحالي والقادم وبإثبات للفخر بالثمن الذي يدفعه الشرفاء نيابة عن كل الأمة لتحرير فلسطين. وستواجه مشاهدكم ما سيحاول المحتلون تزويره بعد هزيمتهم الحتمية. أنتم مدرسة ودليل عظيم على أن قوة الحرب الناعمة بكل أدواتها ما زالت عاجزة أمام قوة الإيمان. ثقوا بأن لا خير في كل كتابة إن لم ترم معكم بسهم أو تضرب بقلم.

البحث
الأرشيف التاريخي