فيما يتعلق بصفقة طائرات إف 16..

تركيا تنتظر «المقابل الأمر‌يكي» بعد موافقتها على إنضمام السويد

ناقش وزيرا خارجية الولايات المتحدة وتركيا عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال محادثة هاتفية أمس الأول. وأخبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بأن تركيا تتوقع من الولايات المتحدة الآن الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بصفقة طائرات إف 16.
وكانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي أعطت الثلاثاء الماضي الضوء الأخضر للموافقة على عضوية السويد في الناتو، وتبقّى حالياً تصويت البرلمان فقط، ومن المرجح أن يتم التصويت بعد عودة البرلمان للعمل منتصف يناير.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث مع نظيره الأمريكي جو بايدن في وقت سابق عضوية السويد في الحلف. وقال أردوغان إن الطلب السويدي مشروط بالسماح لتركيا بشراء طائرات إف 16 من الولايات المتحدة. كما دعا أردوغان كندا ودول الناتو الأخرى إلى رفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا. وتحتاج السويد لتصبح عضواً كامل العضوية في الحلف إلى موافقة البرلمان الهنغاري أيضاً.
لماذا وافقت تركيا؟
وتخلت السويد وفنلندا عن حيادهما الذي استمر لعقود من الزمن، وسعتا إلى العضوية في حلف شمال الأطلسي وسط مخاوف أمنية متزايدة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وأصبحت فنلندا العضو رقم 31 في الحلف في وقت سابق من هذا العام، بعد أن صادق البرلمان التركي على طلبها.
وتنبع معارضة تركيا لعضوية السويد في حلف شمال الأطلسي من اعتقادها بأن الدولة الشمالية كانت متساهلة للغاية تجاه مؤيدي المسلحين الأكراد والجماعات الأخرى في السويد، التي تعتبرها أنقرة تهديدات أمنية.
ومن بين هؤلاء أشخاص مرتبطون بحزب العمال الكردستاني الارهابي، الذي يشن هجمات مستمرة منذ 39 عامًا في تركيا، وبعض الأشخاص الذين لهم صلات مزعومة بمحاولة انقلاب عام 2016 ضد أردوغان. والبعض الآخر معارضون لإردوغان. وتوصلت تركيا والسويد وفنلندا إلى اتفاق العام الماضي لمعالجة المخاوف الأمنية لأنقرة، واتخذت ستوكهولم بعد ذلك خطوات لتشديد قوانين مكافحة الإرهاب، مما يجعل دعم المنظمات المتطرفة يعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى ثماني سنوات.
لكن سلسلة من الاحتجاجات المناهضة لتركيا ومعادية للإسلام في ستوكهولم، والتي شمل بعضها حرق القرآن الكريم، أثارت غضب حكومة أردوغان والجمهور التركي. وبينما أدانت الحكومة السويدية المظاهرات، انتقدت تركيا السويد، التي لديها قوانين صارمة تحمي حرية التعبير، لأنها سمحت بعرض المشاعر المعادية للمسلمين.
معالجة المخاوف الأمنية لأنقرة
وبينما عززت السويد قوانينها الخاصة بمكافحة الإرهاب لمعالجة المخاوف الأمنية لأنقرة، وافق الناتو على إنشاء منسق خاص لمكافحة الإرهاب وقام بتعيين الأمين العام المساعد توم جوفوس في هذا المنصب. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في قمة الحلف في يوليو/تموز إن السويد وافقت على "الدعم النشط للجهود الرامية إلى تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي". في الاتحاد الأوروبي في عام 2018 بسبب التراجع الديمقراطي في البلاد، وسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان.
اشترطت تركيا على الولايات المتحدة الحصول على طائرات إف-16، من أجل الموافقة على طلب السويد. لكن وخلال مناقشة يوم الثلاثاء في اللجنة البرلمانية، شكك المشرع المعارض أوغوز كان ساليسي فيما إذا كانت الحكومة قد تلقت ضمانات من الولايات المتحدة بشأن بيع طائرات إف-16.
ورغم دعم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أن الكثيرين في الكونغرس الأمريكي يعارضون بشدة بيع أسلحة لتركيا، التي ترغب في شراء 40 طائرة مقاتلة جديدة من طراز إف-16 ومعدات تحديث لأسطولها الحالي.

البحث
الأرشيف التاريخي