مقابلة مع الكاتبة والمخرجة سمية ذاكري

«اكلانتين» والآلاف من القصص الفخرية غير المصورة

أجرت المقابلة
. مريم حنطه زاده
فإن الجيش يقوم بأعمال كثيرة لمساعدة الناس أثناء الفيضانات والزلازل، مثل توفير المياه في زاهدان. فعندما كان أهالي زاهدان يعانون من نقص المياه، كان الجيش ينقل الماء بطائرة عسكرية من طراز C130، أو في حالة كورونا وغيرها. وكانت هذه الخدمات كلها مرتبطة بهذه الأيام والمشاكل داخل البلاد وفي غير أيام الحرب، لكن لم يتم سردها. الآن، يقع جزءاً من اللوم على الجيش لعدم إدارته الطريقة الصحيحة لسرد هذه القصص، كما يقع الجزء الاخر من اللوم على الأشخاص مثلي وصانعي الأفلام الوثائقية الذين حادوا عن الموضوع وفقدوا حسهم تجاه هذه الأخبار والصور المليئة بالقصص.
تحدث لنا عن كيفية مشاركتك في صناعة الفيلم الوثائقي "أكلانتين " والمشاكل المرتبطة به
عندما ذهبت الى القوى البحرية من اجل البحث عن موضوع آخر، ذكر أحد الاشخاص حادثة أكلانتين ولكنه قال بعدها لقد صنعنا فيلماً وثائقياً حوله بأنفسنا، وليست هناك حاجة لتقومي أنت بصناعة فيلم آخر. لقد بحثت في الانترنت وقلت انني لم أجد الفيلم الذي تتحدث عنه فقام بوضعه لي داخل وحدة تخزين خارجية وعندما شاهدته قلت لهم أن هذا ليس وثائقياً وإنما عبارة عن فيديو بسيط وضعتم له موسيقى تصويرية رياضية وتقولون أنه فيلم وثائقي؟! فقال أن هذا كافياً. فقلت متسائلة: أحقاً هذا كافي؟ لكن الناس لايعرفون القصة نهائياً. فتوليت مهمته بنفسي وقد استغرق ايجاد الأرشيف الخاص بأكلانتين عامين.  فقد تقاعد من كانوا في تلك المهمة، وقاموا بتغيير أرقام هواتفهم، وكان بعض هؤلاء الاشخاص قد قاموا بتصوير مقاطع فيديو عن طريق هواتفهم المحمولة في تلك العملية ولم يرسلوا مقاطع الفيديو للجيش. مقاطع الفيديو التي تم تسليمها للجيش لم تكن في مكانها واستغرق مني وقت طويل للعثور عليها. وقد قال لي المدير أن المقاطع غير موجودة فقلت أعيدوا البحث عنها، يجب أن تجدوها وأنني سأصبر وأنتظر وأنتم أيضاً اصبروا.
في أي عام وقعت حادثة أكلانتين ، وأنت في أي عام بدأت بالمطالعة حوله؟
لقد وقعت الحادثة في عام 2012 / 1391 وبدأنا تحقيقاتنا حوله عام 2018 / 1397 وقد استغرق عامين حتى تمكنا من الحصول على الأرشيف، وقد انتهى ذلك عام 2020 / 1399 بحلول مهرجان عمار، لم يكن العثور على أرشيف مقاطع الفيديو المهمة الصعبة الوحيدة وانما العثور على الاشخاص واقناعهم او اقناع المؤسسات التابعة لها بالوقوف امام الكاميرا. عندما انتهينا من مسألة العثور على الاشخاص والفيديوهات، اتجهنا نحو الإنتاج، وعندما انتهت المقابلات، كان التنسيق مع مكتب أميرسياري، قائد عملية أكلانتين  عام 1391 / 2012، صعباً بعض الشيء واستغرق وقتاً طويلاً.
في الفيلم الوثائقي، تحدث أميرسياري عن تحرير السفينة المختطفة من قبل الجيش الأمريكي، والتي عادة ما يرافقها خسائر كبيرة وأضرار في السفينة، لكنهم يظهرون بطريقة مختلفة في أفلامهم، أو عند الحديث عن مهارة واحترافية قراصنتهم، فهذا يجعلنا نتحسر حقاً لأنه ليس لدينا سينما قوية والسينما التي لدينا للأسف لا تعرف قدر وقيمة هذه المواضيع الحقيقية. لدينا قصص جيدة لروايتها عن أبطالنا منذ زمن الحرب وحتى الان ولكنها لم تروى بالشكل الصحيح وبرأيي أن هذا له أسبابا مختلفة أحدها هو أن زملاءنا لم يلتفتوا إلى هذه المواضيع وبقيت على حالها.
في الحقيقة أنها لم تبق على حالها بل أن الاعداء تدخلوا بها وشوهوا الحقائق ونسبوا وقائعنا لأنفسهم؛ فالأفلام التي تم إنتاجها في هوليوود في السنوات الأخيرة، أبطالها وتصرفاتهم وحتى طريقة قتلهم، تشبه إلى حد كبير أبطال حربنا، وكان هذا خطأنا أننا لم نكن رواة جيدين. ولهذا السبب عندما يتم إنتاج فيلم وثائقي مثل أكلانتين، يتفاجأ الجميع. فمثلاً عندما ينشر الإيرانيون الذين يعيشون في بلدان أخرى أجزاء من هذا الفيلم الوثائقي على صفحاتهم، نرى مدى إثارة التعليقات تحت هذه المنشورات، ويعتقد الكثير من الناس أن هؤلاء الأبطال موجودون فقط في القوات المسلحة للدول الأخرى. وقد قال أمير سياري جملة مهمة عن أكلانتين  وهي: "نحن لانحتاج لصناعة الأبطال؛ لأننا نحن لدينا أبطال" ولكننا ومع الأسف فشلنا في ذلك أيضاً.
يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي