شاهد على الحضارة والعراقة وقوة الابداع المعماري في ايران؛
قلعة «دختر» التاريخية في فيروز آباد.. عظمة تذهل العقول
تُعتبَر القلاع نوعا من الأبنية المحصنة والتي كانت تُبنى في أوروبا والشرق الأوسط خلال العصور الوسطى من قبل طبقة النبلاء.
نجدها دائماً في أماكن هامة مما يجعلها شاهدة على التأريخ، خاضت الجيوش المعارك عليها، وحيكت حولها الأساطير.
وأصبحت على مدى السنوات مصدر فخر وإلهام لشعوبها، وتمتلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية عدداً كبيراً من الحصون والقلاع الاثرية والتي تعتبر شاهداً على الحضارة والعراقة وقوة الابداع المعماري في تلك البقعة من الأرض.
قلعة دختر أي قلعة البنت في اللغة العربية، هي قلعة تاريخية تقع في إيران بمنطقة فيروز آباد في محافظة فارس وهي من البنايات والقلاع المتبقية من سهل فيروز آباد التاريخي، والتي تعود إلى الحكم الساساني، تقع القلعة في مدخل وادي «تفغ آب» وفي مكان شَكَّلَ الإنحدار الأرضي فيهِ بوابة طبيعية.
بُنيَت هذه القلعة من مجموعة أحجار ضخمة، لكن أساسات القلعة وجدرانها متشكلة أجزاؤها من الأحجار الكبيرة للنهر، وبالرغم ممّا تعرّضت له القلعة من عملية تآكل وعوارض طبيعية على مرّ العصور الخوالي، إلا أن عظمة بناء هذه القلعة ما زالت تذهل العقول وتبعث على الدهشة.
ومن جهة أخرى، وفَّر الموقع الجغرافي لهذهِ القلعة المطلة على السهل، إمكانية الإطلال على الطريق المؤدية إلى فيروز آباد أيضاً.
وربّما بُنيَت هذه القلعة الحصينة والكبيرة نسبياً والمشرفة على المنطقة برمتها، لعملية الرصد والمراقبة والدفاع عن العاصمة الأولى للساسانيين في مدينة "غور".
ويرجح علماء الآثار أنها شُيّدَت من قِبَل أردشير الساساني في أواخر العهد الأشكاني إبان حكم الملك أردوان الخامس.
هذه القلعة التي يمكن اعتبارها قصراً، هي عبارة عن إيوان كبير يعلوه طوق كبير ويبلغ عرضه 14 مترا وطوله 24 مترا وفيهِ غرفة كبيرة مسقفة بقبة وتحفها العديد من الغرف الصغيرة، وإلى جانبه إيوانان صغيران.