مقابلة مع الكاتبة والمخرجة سمية ذاكري

«اكلانتين» والآلاف من القصص الفخرية غير المصورة

أجرت المقابلة
مريم حنطه زاده
فقد حصل لي أنني كثيراً مابكيت في منتصف العمل بسبب ماكنت أتعرض له من أذى بسبب صعوبة التنسيق وأخذ التجويزات وما إلى ذلك.. وكثيراً مافكرت في اعتزال هذا العمل! واجهت الكثير من الاهانات وتحملت ضغوطات كثيرة وعانيت من حالات العصبية والتعب المطلق ولكنني سرعان ماكنت أمسح دموعي واواصل عملي وكأن شيئاً لم يكن. فصناعة الأفلام الوثائقية تحتاج لصبر طويل وتحمل كبير وإلا فستكون عديمة الأهمية؛ وإنها لاتعرف رجالاً ونساء!
ولكي تتمكني من صناعة الأفلام الوثائقية يجب أن تخرجي من القوقعة الآمنة الخاصة بك؛ فإن بعض الرجال أحياناً كانوا يعانون أثناء التصوير فهو ليس عملاً سهلاً وعليك أن تتحملي ذلك. وان المواضيع الشاعرية والعاطفية لاتجذب الجمهور بالشكل المطلوب فعليك ايجاد مواضيع خاصة أكثر إثارة وجذابية.
ويجب أن تعملي عاماً كاملاُ وربما أكثر على موضوع ما، يجب أن تسافري من طهران إلى مدن الأطراف الصغيرة، عليك السفر في الصحاري وتحمل الجوع والعطش، يجب أن تتعرضي للمخاطر وتعتادي على عدم وجود الامكانات الطبية والاسعافات الاولية وليس هناك أي فرق سواء بالنسبة لرجل أم امراة فهذه الصعوبات سيتعرض لها الجميع. وإذا أراد إنسان ما الوصول إلى قمم أعلى، فإن الأمر صعب وعليه أن يقطع طريقاً أطول من غيره.
تحدث لنا عن فيلم "أكلانتين " الوثائقي ورواية التطور
لقد تم تنفيذ أعمال كبيرة على مستوى الجيش بعد الحرب، ولم يكن لدى القوات البحرية أية سفن سوى سفينة متبقية من فترة ماقبل الثورة ولم يكن بالامكان الاعتماد عليها في المهمات الجدية. وقد بدأت القوى البحرية منذ العقد السابع وبعد الحرب بصناعة السفن والغواصات وقد اعتمدت في ذلك على النخب الجامعية ولم تكتفِ فقط بالنخب على مستوى الجيش.  فكانوا أولاً يتقدمون من خلال التجربة والاستفادة من الخطأ، ولكن بعد ذلك يبدأون في بناء السفن والغواصات حتى يكون لإيران كلمة في العالم. وبالتأكيد فإذا رويت هذه الروايات للناس بشكل صحيح وبالتعبير المناسب، فسوف يرحبون ويهتمون بها ويتحدثون عنها لفترة طويلة؛ مثل أكلانتين الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لكننا لا نتحدث عن هذه النجاحات إطلاقاً
في الاعلام.
وقد قلت مراراً وتكراراً لصناع الافلام الوثائقية أنكم لو دخلتم فقط في روايات الجيش هذه لرأيتم أن هناك أعمالا كبيرة جداً تم انجازها على المستوى البري والبحري والجوي. فإنهم يقومون بتأمين الأجزاء التي يحتاجونها بأنفسهم وباستخدامها يقومون باصلاح المقاتلات. وإن الاشخاص الذين على اطلاع بهذا المجال يعلمون كم هو صعب انتاج مثل هذه الاجزاء.
ونحن على الرغم من العقوبات العسكرية القاسية، فإننا نجري مناورات رائعة ونقوم بأعمال عظيمة، وكل هذا لأن حماسة قواتنا المسلحة لم تسمح بتوقف تقدمنا في المجال العسكري. كل هذه التطورات لها أيضاً قصة؛ أي أنها أكثر بكثير من مجرد تقرير إخباري؛ تماماً مثل الفيلم الوثائقي "أكلانتين "، الذي أظهر أنه يمكننا القبض على قرصان معروف على مستوى العالم، بقدرة وإرادة قواتنا البحرية ومغاويرنا. وجميعنا نتساءل هل لدينا ما نقوله على الصعيد العسكري؟ نعم، لدينا أشياء كثيرة لنقولها، لكن لم يأت أحد ليرويها، وعدم قولها ألحق ضرراً كبيراً بأفكار أطفالنا وشبابنا.
عادة ما نعتبر رجال الجيش منفصلين عن القضايا الراهنة للبلاد ونعتقد أن الجيش وجد من اجل الحرب والدفاع فقط، لكن على سبيل المثال، أظهر الفيلم الوثائقي "38 درجة مئوية تحت الصفر" مدى مساعدة الجيش للشعب في القضايا والأحداث التي تمر بها البلاد. أي أنهم في الواقع جزء من الشعب ومن أجل الشعب، لكن للأسف، كما قلت، بما أن هذه الأمور لم تُروى، فلن يكون هناك شعور خاص بالفخر تجاه الجيش.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي