مقابلة مع الكاتبة والمخرجة سمية ذاكري

«اكلانتين» والآلاف من القصص الفخرية غير المصورة

أجرت المقابلة
مريم حنطه زاده
لقد كان عمرك تقريباً 31 عاماً عندما دخلت هذا المجال، فما كان رأي عائلتك والمجتمع بذلك؟ اقصد رأيهم في أنك اتجهت في ذاك السن نحو مجال الأفلام الوثائقية وباختيارك لهذه المواضيع.
في ذاك الوقت كنت متزوجة ولدي ولدان. وكنت قد بدأت كتابة الكتب قبل نحو عامين أو ثلاثة وكنت في ذلك الوقت أكتب كتاب "أصحاب الخوذ الخضراء" وكنت أخبر زوجي دائماً أنه لا يمكن شرح هذه الأشياء للناس عن طريق الكتب فقط، بل علي أن أصنع فيلماً وثائقياً. وإنني عندما كنت مراهقة، كان لدي الكثير من الحب والاهتمام بالسينما، وهو الأمر الذي لم أتمكن من متابعته. وكان يقول لي ابدأي بالمطالعة وبتعلم صناعة الأفلام الوثائقية، فكنت أقول هذا غير ممكن لي وأنا أم لولدين. فكان يقول أنا بجانبك وسأقدم لك الدعم اللازم، وتمكنت بذلك من حضور المحاضرات بصعوبة وتحت ضغط كبير. فكان ذلك صعب بما انه لدي أطفال صغار وأذهب لحضور محاضرات مع أشخاص أعمارهم بين 20 الى 25 عاماً، ولكني الان عندما أتذكر ذلك أقول لنفسي أحسنت صنعاً فبالرغم من وجود طفلين لكنني لم أقصر أبداً ولم أتذمر يوماً من متابعة أعمالي وأن زملائي أغلبهم من الشباب وكانوا أصغر مني سناً وأنني لن أستطيع اللحاق بهم. لكن الناس دائماً ماكانوا يستغربون من أنني متزوجة و أم لولدين. كانوا يقولون أن صانعي الأفلام الوثائقية عادةً ما يكونون مختلفين ويتمتعون بأسلوب حياة مختلف وإن التصور العام للسينما مختلف.
أخبرينا عن أعمالك؟
أول أعمالي كان عبارة عن فيلم وثائقي من سبع حلقات حول سبعة من شهداء جيش مدافعي الحرم. وبعد ذلك أيضاً فيلم وثائقي بعنوان "المخازن الفارغة" وكان حول أصحاب الخوذ الخضراء في الجيش. وبعد ذلك صنعت فيلماً اجتماعياً بعنوان "متل" وبعده وثائقي بعنوان "38 درجة مئوية تحت الصفر" وفيلم "الفدائيون العرب" الذي يتحدث عن تضحية الفدائيين من عرب منطقة هويزة لانقاذ أحد الطيارين الحربيين الايرانيين بعد سقوط طائرته. كما قمت بعمل فيلم وثائقي عن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بعنوان "رسالة إلى إبراهيم". وأيضاً فيلم وثائقي اجتماعي بعنوان "طوبى" والذي يدور حول قضية الإجهاض.
وبعد ذلك أنتجت فيلم "بر فراز تشهارزبر" ثم فيلم "اكلانتين" الذي فاز بجائزة الفانوس في مهرجان عمار عام  1399 / 2020 في قسم الشعب البطل "ملت قهرمان" وصاحب جائزة الفيلم الوثائقي الطويل في القسم الرئيسي للمهرجان الدولي السابع عشر للمقاومة. وبعد اكلانتين، لدي بعض الاعمال التي يجب القيام بها، لأنها لم تنته بعد وأنا أقوم الان بتحريرها، ولن أذكر التفاصيل الآن. لكن أحد هذه الأفلام هو عبارة عن مسلسل وثائقي عسكري وميداني قضيت 3-4 سنوات فيه، ويمكنني أن أقول بكل جرأة إنه لم يتم إنتاج أي فيلم مثله في إيران.
برأيك ماهي العوامل التي جعلت النساء يبتعدن عن صناعة الأفلام الوثائقية؟ ليس فقط عن المواضيع العسكرية التي ربما تكون خاصة وانما بشكل عام فحضور المرأة في هذا المجال ضعيف للغاية.
لدي أكثر من دليل لذلك، فمن خلال تجربتي اكتشفت أن النساء يفقدن الأمل بسرعة،  فأنا ومع بداية عملي في هذا المجال الجميع كانوا يقولون انني ما إن أقدم عملاً أو عملين عسكريين فسوف أتخلى عن ذلك بعدها. في أيامي الاولى للعمل كانت المساعدات والتعاون المقدم لي كبير بشكل ملحوظ ولكن عندما رأوا أنني مستمرة في عملي ولم اتخل عن ذلك فقد أصبح التعاون معي أصعب قليلاً. ولكنني في الحقيقة لم أدخل هذا المجال لتقديم عملين والانسحاب بعدها، فقد كنت أعشق هذا العمل وأحبه كثيراً ولم أستطع التخلي عنه. وإن النساء عندما يرون أنه ليس هناك دعماً أو تعاوناً معهن فإنهن سريعاً ما ينصرفن عن هذا العمل ويحبطن. إنهن يعتقدن أن كل شئ يتم عمله ضمن أصول ومبادئ ولكن الحقيقة أن عالم السينما والأفلام الوثائقية لايرحم!
يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي