الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعة - ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وتسعة - ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

كاتب السيناريو والمخرج الفلسطيني «عائد نبعة» للوفاق:

السينما الوثائقية أمام ما يجري في غزة فعل مقاومة

 

موناسادات خواسته
الفن السابع هو الفن الذي يجتذب الجميع ويُقام له في كل سنة مهرجانات خاصة بمختلف أنواعها في الدول المختلفة ومنها إيران الإسلامية التي تشهد كل عام مهرجانات مختلفة في هذا المجال، وأخيرها مهرجان سينما الحقيقة للأفلام الوثائقية الذي إختتم أعماله بنسخته السابعة عشرة يوم السبت 24 ديسمبر الجاري، في قاعة الوحدة بالعاصمة طهران، وكان ذلك بحضور محمد مهدي إسماعيلي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، ومحمد خزاعي رئيس منظمة السينما، وعلي دهكردي رئيس بيت السينما والفنانين، وضيوف وشخصيات ثقافية وفنية. ومن ميزات هذه الدورة من المهرجان كان تخصيص قسم خاص لـ "غزة"، وحضور كاتب السيناريو والمنتج السينمائي الفلسطيني "عائد نبعة" الذي أقام ورشة في المهرجان، تحت عنوان ورشة "غزة" متحدثاً عن الأحداث الأخيرة في غزة وعن تجارب صناعة الوثائقيات هناك. "عائد نبعة" كاتب سيناريو ومخرج ومنتج أفلام فلسطيني مقيم حالياً في فرنسا. منذ عام 2003 يعمل عائد بشكل أساسي كمخرج أفلام مستقل، كتب وأخرج عشرات الأفلام القصيرة والوثائقية والمسلسلات التلفزيونية، وحاز على جوائز في عدة مهرجانات مختلفة خلال حياته المهنية، فاغتنما الفرصة وأجرينا حواراً مع المخرج الفلسطيني "عائد نبعة" الذي أجاب أولاً على أسئلة "الوفاق" في حوار خاص ومفصل، وفيما يلي نص الحوار:

الفيلم الوثائقي مزيج من السحر والتخيل
بداية طلبنا من الأستاذ "عائد نبعة" لكي يبدي لنا رأيه عن السينما والأفلام الوثائقية، فقال: الفيلم الوثائقي هو أقدم وسيط سمعي بصري، فقد نشأت السينما عالمياً عبر الفيلم الوثائقي، وتوجّه الناس لدور السينما لأول مرّة في التاريخ من أجل رؤية الواقع أو رؤية الحقيقة معكوسة لأول مرة على شاشة السينما، وكان وما زال الفيلم الوثائقي يروي قصص الإنسان، فالفيلم الوثائقي يحتوي على مزيج من السحر الواقعي والتخيلي فهو يحتمل دخول الفنون الأخرى مثل الرسومات واللقطات التجريبية والشعر والموسيقى.
وبات الفيلم الوثائقي يجلب لنا القصص البعيدة، وبتنا نعرف الشعوب وعاداتهم ولغاتهم عبر الفيلم الوثائقي الذي كسر الحواجز وبات ينقلنا في أمكنة وأزمنة بعيدة، فكل فرد منّا لديه قصة يمكن أن تكون في فيلم وثائقي يوماً ما، والقصة بانتظار مخرج يعثر عليها، وما أن يعثر المخرج عليها حتى يبدأ الخيال بالتجلي في كيفية رواية القصة من خلال الأدوات البصرية اللازمة لتثبيتها ونقلها للمشاهد، فالفيلم الوثائقي هو رحلة إبداعية مشتركة بين المخرج وصاحب القصة قد تستمر الرحلة لسنوات، وفي نقطة معينة يستغني صاحب القصة عنها للمخرج في مرحلة المونتاج، ليقرر المخرج طريقة روايتها من خلال الأدوات السينمائية ومن اللقطات الأرشيفية واللقطات الحيّة وتظل تجربة الفيلم مفتوحة حتى لحظة الوصول إلى النسخة النهائية التي ستخرج لصالة العرض.
أرشيف عن تاريخ السينما الفلسطينية
أما أحد الأعمال التي قام بها عائد نبعة منذ فترة، هي أرشيف عن تاريخ السينما الفلسطينية، حيث يتحدث لنا عن هذا الموضوع ويقول: العمل على الأرشيف الفلسطيني هو مشروع متجدد ومستمر منذ سنوات، وقد بدأنا تجربة مشتركة أنا وزميلي المنتج والمخرج مهند صلاحات من أجل البحث عن الأرشيف الفلسطيني لسينما ما قبل النكبة، وقد حرصنا على تتبع المخرجين الأوائل أمثال إبراهيم حسن سرحان ومحمد صالح الكيالي وأحمد الكيلاني وغيرهم. وفتح لنا هذا المشروع مشروعا آخر مع المخرج العراقي "قاسم حَوَل" الذي إنضم إلى سينما الثورة في بداية السبعينات،  وكانت أفلام قاسم حول وكتابه "السينما الفلسطينية" من أهم المراجع التي بحثنا من خلالها عن آثار السينمائيين الفلسطينيين الأوائل، حيث احتوى الكتاب على الحوار الوحيد الذي أجراه المخرج قاسم حول مع رائد السينما الفلسطينية إبراهيم حسن سرحان وصوراً نادرة له وهو يعمل خلف الكاميرا في مدينة يافا في الثلاثينات.
 ومن هنا بدأت فكرة الفيلم الوثائقي الثاني لماذا زرعنا الورد؟ الذي يخوض في تجربة المخرج العراقي قاسم حول وهو فيلم ذو ضرورة ملحة لإكمال بعض الحلقات المفقودة في صيرورة بحثنا عن السينما الفلسطينية قبل النكبة. ويأخذ فيلم لماذا زرعنا الورد؟ شكل الرحلة، فالكاميرا تعبر مع قاسم الكثير من البلدان والمدن، كأنها أشبه برحلة بحث عن أماكن وزوايا، ربما لم تعد موجودة في يومنا هذا، فتلك البناية التي عرض عليها قاسم فيلمه في بيروت يوما ما ربما قد تكون قصفت في حرب لبنان، وبالتأكيد أن الأهوار تحولت بعد الحرب إلى شكل آخر، فالفيلم يعتمد على الاكتشاف، سواء في أرشيف قاسم السينمائي أو من خلال الصور. وحتما واجهنا تحديات كبيرة في العثور على أرشيف لسينمائيي ما قبل النكبة ولكننا ربما نتمكن في المستقبل القريب في العثور عن ما نبحث عنه. ويمكنني القول أن هذين المشروعين مختلفان ولكنهما في نفس الوقت يسيران في خطوط متوازية ولنفس الهدف هو البحث عن الذاكرة الجمعية الفلسطينية من خلال الأرشيف السينمائي. الذاكرة البصرية التي لا تخص الفلسطينيين فحسب بل العالم أجمع.
غزة تحتل مساحة كبيرة بمهرجان سينما الحقيقة
وعندما سألناه عن رأيه حول مهرجان سينما الحقيقة قال نبعة: مهرجان سينما الحقيقة وضعنا جميعاً أمام تحديات كبيرة، فهذا الكم الكبير من الحضور للجمهور المتعطش للفيلم الوثائقي يضعنا أمام ضرورة ملحة للإستمرار في العمل على أفلامنا الوثائقية.
فالمهرجان يفي بوعده للجمهور، ويفي بوعده أيضاً لصناع الأفلام الذي يجدون في المهرجان فرصة للقاء ونقاش المشاريع، وخاصة بين صانعي الأفلام في إيران من جهة وصانعي الأفلام حول العالم من جهة أخرى. فهذا التواصل المستمر هو بمثابة خطوة مهمة نحو توحيد صوت صانعي الأفلام لتسليط الضوء على قضايا الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي.
ولقد نظّم المهرجان ندوات متعددة تحت عنوان غزة، ولقد لاحظت أن موضوع غزة يحتل مساحة كبيرة في المهرجان وخاصة من خلال الندوات التي ركّزت على تاريخ غزة، وما يجري فيها اليوم، وكانت في الحقيقة دعوتي من أجل تقديم ندوة أتحدث فيها عن تجربتي الوثائقية في فلسطين للجمهور في غاية الأهمية الآن.
لذلك ما يجرى من تسليط الضوء على غزة اليوم في مهرجان سينما الحقيقة هو خطوة نحو تحمل المسؤولية الإنسانية والأممية والعمل بجهد على تسليط الضوء على عدالة هذه القضية.
جمهور كبير محب ومخلص للسينما الوثائقية في ايران
وحول حضوره في إيران والورشة التي أقامها يقول المخرج الفلسطيني: في الحقيقة كانت هذه هي المرة الأولى لي لحضور مهرجان سينما الحقيقة في إيران، بالرغم من أن الفيلم الوثائقي حملني إلى بلدان عدّة جارة مثل العراق وتركيا وباكستان إلّا أنني وللأسف لم تحملني الفرصة إلى إيران، كانت تجربتي في العمل على فيلم أسرار النفس عن العلّامه محمد إقبال قد مكّنتني من دراسة أشعار إقبال بالفارسية، والتعرف على العلاقة الروحية التي جمعت إقبال بجلال الدين الرومي، كانت هذه إكتشافات عن بعد ولكنني اليوم هنا في سينما الحقيقة، وكانت هذه التجربة بمثابة الإكتشاف، اكتشاف جمهور كبير محب ومخلص للسينما الوثائقية، وقد أتاح لي المهرجان تقديم ورشة عن ما يجري في غزة من إبادة جماعية، وعن ما يجري في فلسطين عامة من خلال تجربتي في صناعة الفيلم الوثائقي، وقد قدّمت شهادتي من خلال مسيرتي في العمل الوثائقي عن فلسطين التي تمتد إلى عشرين عاما.
ومن ثم عرضت بعض المقاطع من الأفلام الوثائقية التي أنجزتها على مرّ السنين، وقمت برواية التجربة من خلال بعض الصور وقد تفاعل الجمهور مع القصص الحيّة التي تم عرضها. ولم تكن الورشة هي النهاية، ولكن ومنذ اليوم الأول للمهرجان نخوض نقاشات ولقاءات بيننا، من المخرجين والأكاديميين من إيران ومن خارجها من أجل الحديث عن الرواية الفلسطينية، وكيف يمكن لنا حماية هذه الرواية.
دور المثقف المقاوم
وفيما يتعلق بدور المثقف المقاوم لإنتاج أفلام وثائقية خاصة بموضوع غزة، يقول عائد نبعة: دور المثقف اليوم وخاصة مخرج الفيلم الوثائقي هو دور كبير، فلطالما وقف صانعو الفيلم الوثائقي الحقيقيون إلى جانب الضحايا، وقد شهدنا ذلك في فيتنام، وشهدناه في العراق وأفغانستان، عندما توجه أصحاب الصوت الحرّ من المخرجين من أجل رواية الحقيقة. وقد أصبحت السينما الوثائقية أمام ما يجري في غزة فعل مقاومة، ويجب وضع المثقفين وصنّاع الأفلام أمام مسؤوليتهم التاريخية والإنسانية، ودعونا نتذكر عندما وقف المثقفون والكتّاب في العالم ضد الحرب التي شنتها أمريكا على فيتنام، ونتذكر عندما وقف المثقف أيضاً ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وبدأ الفنانون بالمقاومة والمقاطعة الثقافية التي كانت سلاحاً مؤثرا جدا.
ولهذا يجب على الفنانين والمثقفين وصناع الأفلام الوقوف مع قضية فلسطين، لأنها قضية عادلة. ولقد شهدنا ما يجري حول العالم من حركات تضامن مع الشعب الفلسطيني، وخاصة في الشوارع الأمريكية عندما أدرك الناشطون أن غزة هي فيتنام أخرى، وأدركت السلطة الحاكمة في أمريكا أن حراك الشارع وخاصة الطلابي يذكّرها بالحراك الشعبي ضد حرب فيتنام الذي كان يسبب لها كابوسا. فقد كانت الصور المتدفقة من فيتنام تعرّي الصورة الأمريكية وتكشفها، وها هي صور غزة تتدفق لتكشف صورة الوهم وإدعاءات حقوق الإنسان التي يدّعي بها الغرب.
وستتمكن غزة من إستعادة الصورة الفيتنامية في نضالها ومقاومتها. مقاومة فيتنام التوّاقة للحرية التي ضربت بأسطورة الجيش، وهنا نتذكر جيدا دور الفيلم الوثائقي في الرواية والسردية.
 ونتذكر فيلم "بعيداً عن فيتنام" للمخرج السويسري جان لوك غودار الذي طالما وقف بجانب القضايا الإنسانية ومنها قضية فلسطين عندما أنجز فيلمه"هنا وهناك" والذي كان يقول على كلّ منا أن يحمل فيتنام صغيره في قلبه، وأقول اليوم على كل فنان ومثقف أن يحمل غزة صغيرة في قلبه.
إنتاج أفلام وثائقية في فلسطين
وحول ظروف إنتاج وإخراج أفلام وثائقية عن فلسطين في داخل الأراضي المحتلة، يقول المخرج الفلسطيني: ظروف الإنتاج في فلسطين صعبة جداً، وهذا أمر يعلمه كافة المخرجين الذين يعملون في فلسطين، فالمشكلة تبدأ منذ لحظة إجتياز الحدود والتفتيش، ومن ثم تصبح عملية الإنتقال بين القرى والبلدات الفلسطينية عملية معقدة وصعبة، لأننا نواجه حواجز عسكرية للإحتلال، وعلى الحواجز يمارس الجنود سلطتهم الزائفة على صنّاع الأفلام، حيث يفتشون المعدات ويحجزونها، وهم يفعلون ذلك من أجل إيصال رسالة رعب واضحة لصنّاع الأفلام مفادها أننا لم ندعكم تعملون بحرية. ومن ثم يأتي التعقيد الأكبر عندما نريد التصوير في قطاع غزة، وعلى العالم أن يعرف بأن هذا القطاع محاصر بشكل كامل منذ عام 2006، فلا نستطيع الدخول أو الخروج إلّا بمعجزة، ولكننا نجد اليوم صنّاع الأفلام في غزة يمتلكون مهارات كبيرة في العمل الوثائقي، فهذه التجربة المستمرة من الحصار ومن الحروب الوحشية أكسبت صنّاع الأفلام مهارات كبيرة. وقد بتنا جميعاً نعتمد على هؤلاء من أجل صناعة أفلامنا في غزة. نرسل لهم تفاصيل ما نريد من تصوير ولقطات ومقابلات ومن ثم يرسلونها لنا. وهذا ساعدنا كثيرا على التغلب على صعوبة الدخول إلى قطاع غزة الذي حطّم صناع الأفلام الغزيين خطة الاحتلال الاسرائيلي في حصار الصورة والقصة، وباتت الوثائقيات تتدفق من غزة إلى جميع
أنحاء العالم.
الرواية الفلسطينية تجد طريقها نحو العالم
وحول مواجهة ماكينة الإعلام الغربي الصهيوني المزيف، يعتقد عائد نبعة: لا يمكن لأي ماكينة إعلام أو بروباغندا مواجهة الرواية الفلسطينية، لقد أصبحت الرواية الفلسطينية تجد طريقها نحو العالم، وما يترتب علينا الآن من أجل مواجهة هذه الماكينة الإعلامية هو نشر المحتوى الفلسطيني، ونشر الأفلام التي صنعها الأجانب عن فلسطين مثل الفيلم التحريكي "البرج" للمخرج النرويجي ماتس جروود الذي يروي قصة النكبة من خلال قصة عائلة من مخيم برج البراجنة في لبنان، أو فيلم "هنا وهناك" للمخرج جان لوك غودار وفيلم "يلا غزة" للمخرج الفرنسي رولاند نورييه، وغيرها الكثير من الأفلام. فهذه الأفلام التي صنعها أجانب يؤمنون بعدالة فلسطين ويحملون الرواية الفلسطينية، والعالم يشهد أيضاً إنضمام الكثير من الفنانين والمخرجين لحركة المقاطعة الثقافية أمثال المخرج البريطاني كين لوتش والموسيقى روجر وترز الذين يحملون على عاتقهم الرواية الفلسطينية لمواجهة آلة القمع والتهميش الإعلامية الصهيونية. ونرى أيضا مخرجين فلسطينيين وعرب نجحوا في الوصول إلى العالمية من خلال أفلام روائية أو وثائقية نقلت ما يجري في فلسطين لذلك أصبح العالم يدرك ما هي القضية الفلسطينية، وإن ما تقوم به الآلة الإعلامية الغربية سينكشف قريبا، وسيشهد التاريخ أن هذه القنوات الإعلامية دعمت الإبادة الجماعية.
الفيلم الوثائقي وثيقة تاريخية
وحول تبيان الحقائق عن طريق السينما والأفلام الوثائقية، يقول المخرج الفلسطيني: إن كل فيلم وثائقي هو وثيقة تاريخية، وثيقة تعود لها الشعوب يوماً ما، لأن الفيلم الوثائقي مبني على الحقائق، وهو رواية الحقيقة، رواية تستند إلى شهادات حيّة من أصحاب القصة، وتسند إلى وثائق وتنسد إلى لقطات أرشيفية، لذلك مجموع كل هذه الحقائق هو حقيقة كبيرة يقدّمها ويعرضها الفيلم الوثائقي، وهنا أذكر فيلم "النكبة" للمصوّر الفوتوغرافي الياباني ريوتشي هيروكاوا، الذي يحتوي على صور القرى الفلسطينية المهجرّة مع شهادات من سكانها حينما عثر عليهم هيروكاوا وعاد لتصويرهم أمام الحجارة التي تبقت من بيوتهم. فهذا الفيلم بيّن الحقيقة للعالم، وكشف ما تعرّض له مئات الآلاف من الفلسطينين من التطهير العرقي، بينما بحث هيروكاوا من خلال الصور والشهادات الحيّة عن بقايا الحجارة والخرائط ليثبت وجود هذه القرى ومساحاتها ومواقعها الجغرافية وأعداد البيوت. وحينما عملت فيلم "صور بلا ظل" عن المصور الياباني استعرضت الكثير من صوره النادرة التي التقطها منذ العام 1967 وقمنا بتصوير بعض القرى المهجرّة للتأكيد على الحقيقة التي نقلها في فيلمه النكبة. فالفيلم الوثائقي يحتمل أكثر من حقيقة، ويحتمل حقائق مؤكدة. فهو عملية بحث مكثفة لا تنتهي حتى بعد انتهاء التصوير بلّ تستمر حتى في المونتاج لايضاح وتبيان الحقيقة على أكمل وجه.
وجوب التضامن مع غزة
وأخيراً هكذا يختتم كلامه المخرج الفلسطيني عائد نبعة: رسالتي إلى العالم هو أننا يجب أن نتحدث عن فلسطين، والتضامن اليوم مع غزة التي تتعرض للإبادة الجماعية هو واجب أخلاقي، إن صور الشهداء الفلسطينيين من الأطفال والنساء والرجال التي تصلنا تحثنا نحو الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ والوقوف بجانب الفلسطينيين الذين يدفعون أرواحهم من أجل نيل الحرية والكرامة للعالم أجمع. رسالتي هو أن يستمر العالم بصنع المحتوى عن فلسطين ونشره إلى أوسع مدى لتصل الرسالة بأن حرية العالم ستكون ناقصة دون حرية الشعب الفلسطيني.

 

البحث
الأرشيف التاريخي