وشخصيات تتحدث للوفاق عن الموقف الدولي تجاه القطاع..
ايران تحشد الجهود الدولية لدعم غزة ووقف الجرائم الصهيونية
منذ بداية إنطلاقة عملية طوفان الأقصى وعملية الإبادة الجماعية للعدو الصهيوني ضد أبناء قطاع غزة التي أدّت إلى استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، قامت الجمهورية الاسلامية الايرانية حراك دبلوماسي دولي من جانب رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية وزيارات واتصالات مستمرة قام بها وزير الخارجية حسين اميرعبداللهيان، بهدف وقف الحرب الإجرامية ضد أبناء قطاع غزة الصامدين.
في هذا الإطار شهدت الجمهورية الاسلامية الايرانية عقد مؤتمر دولي حضره وزراء وشخصيات ونخب ومفكرون وعلماء من مختلف دول العالم لدعم الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
وخلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر أکد رئیس الجمهوریة آية الله"السید ابراهیم رئیسي" انه "يجب محاكمة الولايات المتحدة الامريكية والصهاينة امام المحكمة الدولية بتهمة جرائم ضد الإنسانية".
وقال السيد رئیسي: ان "فلسطين كانت ولاتزال القضية الأولى للدول الإسلامية ولكل أحرار العالم"؛ مردفا بالقول: يؤسفنا دعم الولايات المتحدة والدول الغربية السافر للمجازر الصهيونية في غزة وسط استمرار جرائم الحرب "الإسرائيلية" بحق الفلسطينيين وفي ظل صمت وتخاذل المؤسسات الدولية.
وتابع رئیس الجمهورية: ان عملية "طوفان الأقصى" جاءت ردّاً على الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني؛ مؤکّدا بان الحلّ النهائي يتمثل في طرد الاحتلال من الأراضي الفلسطينية.
سياسة التطبيع لم تفلح
واکد آية الله رئيسي: ان الاستمرار في الاحتلال لا يمنح المحتل المشروعية، ومن حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه؛ مشيرا الى ان الكيان الصهيوني إنتهك أكثر من 400 قرار دولي ونقض جميع المواثيق، ومُشدّدا علی ان "إسرائيل" لم تف بإلتزاماتها قبال معاهدات السلام والقرارات الدولية بشأن القضية الفلسطينية.
واستطرد: ان أيادي الولايات المتحدة مُلطّخة بدماء الفلسطينيين وهي طرف في العدوان عليهم، وليست طرفا في السلام، ولذلك فهي تتحمل المسؤولية عن المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين في غزة اليوم.
وصرح رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية: نحن لا نتردّد في الإعلان عن دعمنا للشعب الفلسطيني وقضيته، کما نرفض تهجير هذا الشعب، ونؤكد على وقف القتال بغزة ورفع الحصار عن القطاع.
وتابع: ينبغي لشعوب العالم ان لا تعوّل على المنظمات الدولية العاجزة عن إنهاء الحرب وإرساء السلام؛ واصفا إنهاء الحرب في غزة وفتح الممرات أمام المساعدات الإنسانية أولوية في الوقت الراهن.
حماس تمثّل خيار أهالي غزة
واكمل السيد رئیسي: ان حماس تمثل خيار أهالي غزة ومصير هذه المنطقة يحدده الفلسطينيون؛ مؤكدا بان الحل العادل يتمثل في السماح للشعب الفلسطيني ان يقرر مصيره بنفسه، ومبينا بان سياسة التطبيع لم تفلح في التغطية على جرائم "إسرائيل"، والشعب الفلسطيني سينتصر والهزيمة ستلحق بالكيان الصهيوني قطعا.
بدوره عقد وزير الخارجية حسين اميرعبداللهيان مؤتمراً صحفياً في ختام المؤتمر حيث اكد على ان اميركا والكيان الصهيوني وصلا الى طريق مسدود في قضية غزة، وان الحديث يجري اليوم عن خروج اميركا من هذه الحرب مع الحفاظ على ماء الوجه، معتبرا طريق الحل في ازمة غزة ليس في تشكيل تحالف البحر الاحمر بل في وقف نزيف الدم الفلسطيني.
وقال امير عبداللهيان: حضر اجتماع اليوم ممثلون رسميون لحكومات 40 دولة وممثلون عن القطاعات غير الحكومية، وعلماء دين ومدراء وإعلاميون من 29 دولة، وهذا يدل على أن قضية فلسطين قضية مركزية ومهمة على المستوى العالمي.
المزيد من التنسيق في المواقف
واضاف: إن الهدف الأساسي من عقد هذا الاجتماع هو خلق المزيد من التنسيق في المواقف السياسية والدولية لمساعدة الشعب الفلسطيني. إن هدفنا الرئيسي في هذه المرحلة من الإبادة الجماعية لشعب غزة هو أن نكون قادرين على اتخاذ تدابير متعددة الأطراف ويجب أن يعلم الجميع أن فلسطين ومستقبلها ملك لشعب ذلك البلد.
وقال وزير الخارجية: تم التأكيد اليوم على التركيز على ضمان حقوق الفلسطينيين من خلال حقهم في تقرير المصير. جذور ما نشهده اليوم لا تعود إلى 7 أكتوبر ؛ لقد كانت عملية طوفان الأقصى بمثابة مفخرة للمقاومة الفلسطينية وحماس، لكن جذورها تعود إلى 75 عاما.
وتابع أمير عبداللهيان: اللقاء الذي عقدته مؤخرا مع إسماعيل هنية في قطر كان عشية زيارته لمصر والتشاور بشأن بعض الخطط السياسية فيما يتعلق بوقف الحرب وكيفية تبادل الأسرى ومستقبل فلسطين. لدى قادة المقاومة الفلسطينية أفكار مهمة للمرحلة السياسية ويتبعون عدة سيناريوهات، سواء للحرب أو لمستقبلها، من أجل ضمان حقوق الفلسطينيين.
معركة سياسية كبيرة في كل أرجاء الكرة الأرضية
وفي تصريح خاص للوفاق خلال مشاركته في المؤتمر قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة ووزير الصحة الفلسطيني السابق الدكتور باسم نعيم: نعتقد أن عقد مثل هذه المؤتمرات بهذا الحضور الكثيف والمتنوع أمر مهم جداً في هذه اللحظة وتشكر عليه الجمهورية الاسلامية في ايران وكذلك وزارة الخارجية ومعالي الوزير حسين أمير عبداللهيان على ترتيب هذا المؤتمر في هذا الوقت العاجل والقصير وهذا الحضور المكثف لان معركتنا الى جانب المعركة في الميدان والمقاومة وصمود الناس هناك معركة سياسية كبيرة تدار في كل أروقة الكرة الأرضية، في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة وفي الجامعة العربية وبالتالي وجود رؤية سياسية وتحرك سياسي وكتلة بشرية تدفع باتجاه احتضان المقاومة ودعمها بالتأكيد يمثل خطوة مهمة جداً لأن في النهاية هذه الحرب ستتوقف وسيبقى الصراع السياسي والمعركة السياسية هي التي ستدور رحاها.
نحن الآن أمام اختبار تاريخي كبير
من جانبه قال المفتي العام في جمهورية البوسنة والهرسك سابقاً الشيخ مصطفى سيريتش في تصريح خاص للوفاق:نحن الان كأمة أمام اختبار تاريخي كبير، كيف نتعامل مع هذه الأزمة؟ سيُحكم علينا تاريخياً وفي يوم القيامة، لذلك مايحدث في غزة هو يؤكد مرة أن الانسانية كلها تحت الاختبار والآن ليس هناك جدال ولا حياد ولاعدم الإنحياز، إما انت مع هذا الحق أو مع الباطل،ليس هناك وسط او طريق ثالث.
مضيفاً: لذلك على كل انسان أن يتخذ موقفه من هذه الأزمة والأبادة الجماعية، وللأسف الشديد أُلغيت القوانين الأممية وإنعدمت الأخلاق البشرية في موضوع غزة.