إضافة إلى سلسلة من العقبات التي تواجه التجارة البحرية الصهيونية

ماليز‌يا تمنع السفن الصهيونية والمتجهة إلى الكيان من دخول موانئها

قررت الحكومة الماليزية، الأربعاء، منع السفن الصهيونية والسفن التي ترفع علم كيان الاحتلال من الرسو في موانئها بأثر فوري.
وأكدت الحكومة، في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الماليزية "برناما"، أنها فرضت أيضاً على أي سفينة متجهة إلى الكيان الصهيوني منع تحميل البضائع في الموانئ الماليزية. ومنعت الحكومة أيضاً، وفقاً للبيان، شركة الشحن الصهيونية من الرسو في أي ميناء ماليزي.
وقال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم: إن هذا المنع هو رد على تصرفات إسرائيل التي تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية وتنتهك القانون الدولي بالمجازر الوحشية المستمرة ضد الفلسطينيين، في إشارة إلى حربها المستمرة على قطاع غزة. وأضاف إبراهيم، وهو أيضاً وزير المالية، أن الحكومة واثقة من أن القرار لن يؤثر على الأنشطة التجارية الماليزية.
يشار إلى أن الحكومة الماليزية كانت أذنت لشركة "زيم" برسو سفنها في الموانئ الماليزية عام 2002. ولا تقيم ماليزيا -ذات الأغلبية المسلمة والواقعة جنوب شرق آسيا- علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني. وتشير هذه الخطوة الرمزية إلى حد كبير إلى الإحباط بشأن الحرب في غزة.
وتضاف الخطوة الماليزية إلى سلسلة من العقبات التي تواجه التجارة البحرية الصهيونية. فمنذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث أعلنت القوات المسلحة اليمنية منع أي سفينة صهيونية أو أخرى تحمل بضائع صهيونية بالمرور عبر مضيق باب المندب (بوابة البحر الأحمر من الجنوب).
 البحر الأحمر يفقد 36% من نشاطه
وبحسب بيانات شركة "ماري تريس" التي تراقب نشاط السفن، فقد مرت 210 سفن في البحر الأحمر حتى يوم الثلاثاء مقارنة بنحو 330 الشهر الماضي، وذلك على خلفية استهداف القوات المسلحة اليمنية السفن الصهيونية وتلك التي تبحر نحو الاحتلال، في رد على الإبادة الجماعية في غزة.
وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الجاري، إنشاء قوة عمل دولية لحماية السفن في البحر الأحمر؛ لكن في هذه الأثناء يبدو أن شركات الشحن متمسكة بقرارها بتجنب المسار.
وبحسب البيانات التي جمعتها شركة MariTrace، وهي شركة تراقب نشاط السفن، فان البحر الأحمر مر به حتى مساء الثلاثاء 210 سفن فقط، على الرغم من أن المسار الذي يبدأ أو ينتهي في قناة السويس أصبح من أكثر المسارات إزدحاماً منذ الحرب الروسية - الأوكرانية منذ عامين تقريباً؛ وللمقارنة، أبحرت 330 سفينة الشهر الماضي عبر الطريق البحري، ما يمثل تراجعاً بنسبة 36%.
على سبيل المثال، أعلنت شركة ميرسك، إحدى أكبر شركات الشحن في العالم، منذ بضعة أيام أنها أوقفت نحو 20 سفينة، نصفها ينتظر شرق خليج عدن والباقي شمال وجنوب قناة السويس.
وأعلنت شركتا ميرسك وبي.بي، الأسبوع الماضي، عن وقف الإبحار في المنطقة وتمديد الرحلة عبر رأس الرجاء الصالح في أفريقيا. ومنذ بدء العدوان على غزة، تم الإبلاغ عن أكثر من عشر هجمات على السفن في المنطقة، وأفادت البحرية الأميركية عن اعتراض حوالي عشر هجمات بطائرات بدون طيار.
وأعلنت شركة الشحن النرويجية فالينيوس فيلهلمسن، الثلاثاء، إن قرار تحويل مسار السفن إلى أفريقيا سيضيف ما بين أسبوع إلى أسبوعين إلى الرحلات. وبالمثل، قال مايكل ألدويل، نائب رئيس شركة الخدمات اللوجستية السويسرية كوهني، لصحيفة "فاينانشيال تايمز": إن الرحلة بين آسيا وأوروبا تستغرق عادة من 30 إلى 40 يوماً؛ لكن "اختيار طريق بديل من آسيا إلى أوروبا يمكن أن يطيل الرحلة بثلاثة أيام إلى أربعة أسابيع".
 المزيد من التأخير والاضطرابات
وبناء على ذلك، بدأ تجار التجزئة في التحذير من المزيد من التأخير والاضطرابات. على سبيل المثال، أعلنت شركة إيكيا أن الوضع "سيؤدي إلى تأخيرات وقد يحد من توفر بعض المنتجات".
ومن المتوقع أيضاً حدوث اضطرابات إضافية في شحنات الغاز الطبيعي المسال. ووفقاً لشركة ICIS، وهي شركة إستشارية تراقب البيانات على السفن، فان ثلاث سفن للغاز الطبيعي المسال استأجرتها شركة Gunbor وشركة الغاز الأميركية Cheniere غيرت مسارها لتجنب البحر الأحمر.
ومرت حوالي 8% من شحنات الغاز الطبيعي المسال العالمية عبر قناة السويس هذا العام. ووفقاً لشركة الأبحاث Vortexa، مر 2/8 مليون برميل يومياً من النفط والمنتجات البترولية عبر البحر الأحمر بين يناير/ كانون الثاني ونوفمبر/ تشرين الثاني.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الصهيوني حرباً مدمرة ضد قطاع غزة، خلفت حتى الثلاثاء، 19 ألفاً و667 شهيداً و52 ألفاً و586 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، بجانب دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

البحث
الأرشيف التاريخي