الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • الثقاقه و المجتمع
  • دولیات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة - ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وأربعمائة وخمسة - ٢٠ ديسمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

20 ديسمبر _ اليوم العالمي له

التضامن أحد أهم الوسائل لتفريج الكروب والهموم

د. رُلى فرحات
التضامن هو الإندماج في مجتمع ما أو بين مجموعة من الأشخاص ونوع ذلك الإندماج ودرجة قوته. وهو يشير إلى الروابط في المجتمع التي تصل بين شخص وآخر.
وهو العمل على زيادة نسب العلم والمعرفة في المجتمع لما يملكه التضامن من القدرة على التأثير بشكل إيجابي للغاية في مناقشة وتبادل الأفكار والمعارف الثقافية بين أفراد المجتمع مما يعمل على زيادتها والعمل على تصحيحها من الأخطاء أو النواقص تدريجيّاً فيكون مستوى المعرفة والعلم عند أفراد المجتمع عاليا وبنسب جيّدة مما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة .
كذلك هو العمل على توفير الجهد والتعب المبذول من جانب الأفراد نظراً لتضامنهم ولتعاونهم من أجل تحقيق هدف واحد مما يكون من ضمن نتائجه تقليل الجهد المبذول لأنه في تلك الحالة تم توزيعه على الجميع .
والتضامن هو أحد أهم الوسائل لتفريج الكروب والهموم عن أصحابها فعندما يتضامن الجميع مع بعضهم البعض تقل نسب الآثار السلبيّة للهموم والمحن عن أصحابها وذلك لتكاتف الجميع من حولهم لمواجهتها .
كذلك التضامن هو أحد الوسائل للعمل على زيادة معدلات الإنتاجية وتحقيق الأرباح في المؤسسات الإقتصادية أو الشركات، وقد ثبت أن العاملين بمؤسسة إقتصاديّة ما حينما يتوافر لديهم عامل التضامن تزيد معدلات النجاح والربحيّة بتلك المؤسسة على العكس من تلك المؤسسة أو الشركة التي لا يتوافر لدى العاملين بها عامل التضامن وبالتالي يستغرق الوصول لتحقيق الأهداف الخاصة بالإنتاجية والربحية وقتاً أطول بكثير عن الأخرى المتضامنة .
وعليه، حددت الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، في قرارها 209/60 المؤرخ في 17 آذار/مارس 2006، "التضامن" باعتباره أحد القيم الأساسيّة والعالميّة الّتي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشّعوب في القرن الحادي والعشرين، وتقرر، في هذا الصدد، أن تعلن 20 كانون الأول / ديسمبر من كل عام يوما دوليّا للتضامن الإنساني، في مؤتمر القمة العالمي للتنميّة الإجتماعيّة. التزمت الحكومات بالقضاء على الفقر بإعتبار ذلك حتميّة أخلاقيّة وإجتماعيّة وسياسيةّ وإقتصاديّة للبشريّة.
حدد مفهوم التضامن عمل الأمم المتحدة منذ إنشائها. فقد جمع إنشاء المنظمة شعوب العالم وأممه على تعزيز السلام، وحقوق الإنسان، والتنميّة الإقتصادية والإجتماعيّة. وقد تأسست المنظمة على فرضية أساسية للوحدة والانسجام بين أعضائها، كما عُبّر عن ذلك في مفهوم الأمن الجماعي الذي يستند إلى التضامن بين أعضائها للاتحاد «لصون السلم والأمن الدوليين» ويتم الاحتفال باليوم الدولي للتضامن الإنساني كوسيلة لإعادة تأكيد التزامنا بالعمل معاً من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافاً. وفقاً للأمم المتحدة، يتم الاحتفال بهذا اليوم للاحتفال بالوحدة والتنوع الموجود في جميع أنحاء العالم.
وتستند الجمعيّة على روح التضامن هذه في «تحقيق التعاون الدولي لحل المشاكل الدوليّة ذات الطابع الإجتماعي أو الإقتصادي أو الإنساني أو الثقافي».
وأنشأت الجمعيّة العامة للأمم المتحدة يوم في شباط / فبراير 2003، بموجب قرارها 265/57 صندوق التّضامن العالمي بوصفه صندوقا استئمانيا تابعا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. ويتمثل الهدف منها إلى الإحتفال بالتجديد منه في القضاء على الفقر وتعزيز التنميّة الإجتماعيّة والبشريّة في البلدان الناميّة، ولا سيما بين القطاعات الأكثر فقرا من سكانها.
وعُزز مفهوم التضامن بوصفه أمرا بالغ الأهميّة في مكافحة الفقر والقضاء عليه عبر إشراك جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة، من خلال مبادرات من قبيل إنشاء صندوق التضامن العالمي وإعلان اليوم الدولي للتضامن الإنساني.
هذا ويذكرنا اليوم الدولي للتضامن الإنساني بأهميّة التضامن لتحقيق المعاهدات المتفق عليها دوليا، بما في ذلك برامج عمل المؤتمرات الدوليّة والإتفاقات متعدّدة الأطراف!!
كذلك يُعزز فينا قيم العطاء والمشاركة، ويُنبهنا بضرورة العمل على مواجهة ظاهرة الأنانيّة وحب الفرد لنفسه والتي يكون لها العديد من الآثار السلبيّة على أي مجتمع أو دولة.
أهداف اليوم الدولي للتضامن الإنساني
يهدف لنشر الوعي بأهمية التضامن في تحقيق العدالة الاجتماعية، ويُسلط الضوء على أهميّة العمل من أجل القضيّة المشتركة نيابة عن الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. والغرض الأساسي من هذا اليوم العالمي للتضامن الإنساني هو تعزيز ثقافة التعاون والمساواة والعدالة الاجتماعية. ويهدف أيضاً إلى تذكير الناس بضرورة العمل معاً للقضاء على الفقر وتعزيز التنمية البشريّة والاجتماعيّة.
كما يهدف إلى تذكير الناس بمسؤولياتهم تجاه بعضهم البعض، لا سيما في مواجهة التحديّات العالميّة مثل الفقر وتغيّر المناخ والصراعات.وبأهميّة الإتفاقات والإلتزامات الدوليّة التي تم التعهد بها من أجل العدالة الإجتماعيّة.
يعتبر هذا اليوم بمثابة تذكير للحكومات باحترام حقوق جميع الأفراد والعمل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. ويُعزّز الحث على حقوق الإنسان والتّعليم للجميع. كما ويهدف إلى تذكيرنا بإنسانيتنا المشتركة والحاجة إلى العمل معاً لبناء عالم أفضل. (لا ندري إن كانت الأمم المتحدة تقرأ فعلاً ما تقر!!)
طرق الاحتفال بهذا اليوم
يمكن الإحتفال بيوم 20 ديسميبر / كانون الأول من خلال زيادة الوعي حول قضايا مثل الفقر والإتجار بالبشر، والمُشاركة بحملات التّضامن الدوليّة. لا تتهاون بأي نشاط توعوي، يمكننا إحداث فرق في حياة الآخرين.. ويمكن الاحتفال بهذا اليوم كل عام بتذكير أنفسنا بأهميّة العمل المُستدام والمساهمة في مساعدة وتعليم الفقراء أو المعوقين جسديّاً وعقليّاً. أو التبرع لمنظمة إغاثة تساعد في إنتشال الناس من براثن الفقر. المُساعدة في هكذا أمور تجعلك تشعر وكأنّك تُساعد في جعل العالم مكاناً أفضل للجميع. تسليط الضوء على أهمية التضامن في أوقات الأزمات من أجل الصالح العام في مجتمع اليوم، والتركيز على أولئك الأقل حظاً.
السّعي إلى التوعيّة بالآخرين والعمل على إيجاد عالم لا ينام فيه أي طفل جائعاً، عالم يحصل فيه كل فرد على تعليم جيد ورعاية صحية جيدة. وأن نعمل معاً للتأكد من أن كل شخص لديه ما يحتاجه ليعيش حياة كريمة!!!
حقيقة إنّه لأمر مضحك أن يكون المحامي «الأمم المتحدة»، الذي يفترض أن يرفع الصّوت الأول للسّلام ولدحض الفقر وللحث على التّعاون المُستدام وقد سخّرت الإمكانيات العاليّة لخدمة السّلام وبث مشاعر التّعاون والتّفهم... هو ذاته ذاك القاضي الظالم والجلّاد الفاسد، ناهب الخيرات ومُقلّب الحقائق.
أين أنتم يا سيادة أعضاء جمعية مؤسسي الأمم المتحدة؟!
أين هي شعاراتكم عن التّضامن والسّلام والسعي للقضاء على الفقر؟
أين قوانينكم البرّاقة وأبواقكم الصّاخبة في المحافل؟
أين معاهداتكم؟ أين حقوق الطّفولة؟ أين حق النّساء والشّيوخ؟ أين حق الأسرى والجرحى؟
أين حق الحصول على بيت؟ أين حق المأكل والمشرب والملبس؟
أين، أين....؟ واللائحة تطول.
أين أنتم ممّا يجري اليوم في غزة وفي جنوب لبنان منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول وحتى الّلحظة؟!
هل تسمعون وترَون ؟!!
هل تُشاهدون تلك المجازر؟ هل ترون سفك الدّماء؟!
هل تتأملون وجوه الطّفولة المصدومة؟ هل تسمعون عويل الأمهات وصراخ الآباء والعويل ...
هل ترون كيف ان مربعات سكنيّة بأكملها أصبحت كالعصف المأكول، فأندثر اثر ذلك عشرات العائلات الفلسطينية بل وانشطبت من السّجلات المدنيّة.
هل شاهدتم كيف تبحث الأمهات عن أبنائهن في أروقة المستشفيات؟ ألمْ يرف لكم جفن؟! ألنْ تصلوا إلى نقطة الصّفر حيث تنقلب الموازين والسحر على السّاحر.
هل رأيتم كيف هرم أطفال غزة وهم مازالوا على قيد الحياة...
حقيقة شكرا لأنكم ستجتمعون بعد ما يقرب من الـ 90 يوماً للتباحث والتّشاور والطلب بوقف إطلاق النّار.
لا ندري إن كُنتم ستُوفقون في عقد الإجتماع وتحقيق الأهداف المرجوة، لأنّه ببساطة لا نريد أن نُطلق الأحكام بناء على تجارب سابقة، بل سنُبقي الأمل موجودا...
سننتظر لعلّ ضمائركم وضمائر العالم تتحرك، لكن الأحرار لن يقفوا مكتوفي الأيدي.
ونحن نُطالب بتخصيص يوم عالمي للضمير، لعل كل المطامع تتوقف وتنتهي أعمال التشريد والشرذمة. ويُصبح للإنسان قيمة حقيقيّة وليس فقط محفوظة في كتب المدرسة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي