هل أفسد دربي طهران في أول حضور له؟!

الفار .. وتأثيره على جمالية كرة القدم

اسعد الانصاري

تعتبر كرة القدم واحدة من أكثر أنواع الرياضة استقطاباً للجماهير الرياضية – وبعض الاحيان – حتى لغير الجماهير الرياضية وذلك لجمالية هذه اللعبة التي شغلت شباب العالم وشيبته، ولعل من أهم جماليتها أنه لا تستطيع معرفة نتيجتها حتى اطلاق الحكم لصافرة النهاية!
وادخل الاتحاد الدولي القوانين الواحدة تلو الاخرى خلال السنوات الاخيرة من أجل تحييد الاخطاء او تقليلها، فمن وجهة نظر الاتحاد الدولي أنه كلما قلت الاخطاء التحكيمية كلما انصف الكرة وقانونها الفرق الرياضية على اختلاف مشاربها.
وتدخل كل فترة قوانين جديدة على اللعبة الاحلى والاجمل والرياضة التي شغلت الناس منذ اختراعها من قبل دولة القهوة "البرازيل"؛ وحتى  وضع قوانينها وأمورها من قبل الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، فالاخير هو أول دولة وضع قوانين هذه اللعبة الشاغلة للملايين من المشاهدين في العالم من جميع الفئات العمرية ومن
كلا الجنسين.
تقنية الفار ودخولها على اللعبة
ويسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم ومنذ فترة الى وضع كل الوسائل العلمية والتقنية من أجل تقليص اخطاء الحكام في المباريات الدولية وخصوصاً في نهائيات البطولات ككأس العالم ودوريات الابطال للقارات "آسيا وافريقيا واوروبا"، وبذل كل جهوده من أجل جعل الاخطاء تقترب من الصفر.
هل الاخطاء التحكيمية تؤثر على جمالية الكرة
والسؤال المطروح الان هو: هل ان التكنولوجيا وتقدمها، والتي من خلالها يبحث الاتحاد الدولي لكرة القدم على تقليص الاخطاء التحكيمية؛ هل يقلل من جمالية كرة القدم وتشويقها لدى المشاهد والمتتبع؟!
هناك رأي قوي ومطروح بقوة يقول: نعم!! دعوا كرة القدم في حالها، ما لكرة القدم والتكنولوجيا؛ فأن أحد أهم أسباب شغف الجماهير بكرة القدم هو هذه الاخطاء البسيطة وربما حتى الكبيرة بها! فكلنا يتذكر ما فعله النجم الاسطورة الارجنتيني "ديغو مارادونا" من ادخال الكرة بيده في مرمى المنتخب الانجليزي ببطولة كأس العالم في عام 1986، والتي خطف فيها المنتخب الارجنتيني بعد ذلك كأس البطولة.
فلو كان الفار وقتها موجوداً، ماذا كان سيحدث؟؟! هل ستحصل الارجنتين على كأس تلك البطولة؟.. وغيرها وغيرها من أمور تحدث في عالم الكرة المستديرة والتي غالباً وقطعاً ويقيناً أنها أخطاء تحكيمية غير مقصودة – الا ما ندر ولاسباب قد تكون ضئيلة جداً – تزيد من رونق وعشق الجماهير لهذه اللعبة التي اصابت الكثيرون
بالجنون!
وهنا لابد من الاشارة الى شيئ مهم في هذا الاطار، وهو أنه على رغم وجود تقنية الفار وغيرها من وسائل التكنولوجيا المتقدمة يبقى تأثير الفرق الكبيرة "نوادي أو منتخبات" على القرارات التحكيمية؛ والادلة على ذلك كبيرة وعديدة، لعل أهمها ما حدث في لقاء المنتخب الايراني مع نظيره البرتغالي في نهائيات كاس العالم عام 2018، حيث كان يجب طرد اللاعب والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولكن الحكم وبعد قرار الفار لم يعطيه غير بطاقة صفراء وهو عكس القانون تماماً! فعندما يستدعي حكم الفار الحكم الوسط من اجل حالة خطاً للاعب على لاعب خصم فليس هناك قرار غير البطاقة الحمراء أو لاشيئ!! فليس هناك من معنى لبطاقة صفراء مع قرار الفار، وهذا دليل واضح على أن هناك تأثير كبير للاسماء الكبيرة من النجوم والمنتخبات على القرارات التحكيمية على رغم
وجود الفار.
استخدام الفار لأول مرة في الدوري الايراني
واستخدم الفار لأول مرة في الدوري الايراني وذلك في دربي طهران الذي جرى الاسبوع الماضي، وحدثت أمور كثيرة في خصوص الفار بهذه المباراة؛ ولا نريد أن نتطرق للاخطاء التحكيمية أو القرارات الصائبة للحكام في هذا الجانب، ولكن سؤالنا بهذا الخصوص فقط هو: هل أثر الفار سلبياً او ايجابياً مستوى الدربي فنياً؟
وللاجابة على هذا السؤال؛ بالطبع أنها تختلف من شخص لاخر ومن متابع لاخر، ولكن بالتأكيد أنه انصف بعض الشيئ في نتيجة المباراة ولكنه لم ينصف فيها من حيث اشياء كثيرة لعل أهمها هو توقف المباراة لأكثر من مرة وهذا مبعث للتأثير على جمالية الكرة ورونقها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي