المفاوض اليمني للوفاق مشيراً للتهديدات الأميركية:
واشنطن ستدفع ثمنا باهظا في اليمن ... ولانخاف من تحالفات العدوان
الوفاق/ خاص
علي عز الدين
في ظل الظروف التي تمر بها امتنا العربية والإسلامية منذ عقود وفي ظل العربدة والغطرسة، التي تمارسها دول الإستكبار العالمي وخاصة الشيطان الأكبر أمريكا ومهندسة سياسات الغرب بريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب وفي ظل الإعتداءات التي تمارس ضد أمتنا في أغلب الأقطار، سواء في العراق او في سورية او ليبيا او اليمن او لبنان او الصومال أو فلسطين، وكذا التآمر الغربي على الثورة الإسلامية في إيران ومحاولة إنهاء محور المقاومة وفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب على الأنظمة العربية والإسلامية الخانعة لدول الاستكبار.
وفي ظل تنامي محور المقاومة وإشتداد عوده، والإعداد للمعارك المصيرية بين دول الإستكبار ومحور المقاومة إعداداً عسكرياً، أمنياً، إستخباراتياً، ثقافياً واجتماعياً، بين صفوف محور المقاومة وتحصين الأمة من الثقافات المنحرفة التي لاتؤدي إلاّ الى إستمرار تمزيق الأمة ومواقفها تجاه قضاياها المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية والتي نرى كيف يتآمر الغرب على هذه القضية منذ أكثر من مئة عام من وعد بلفور مروراً بتجميع عصابات بني صهيون ثم حرب ١٩٤٨ والحروب التي تلتها في ٦٧ و٧٣ و٨٢ و٢٠٠٦ و٢٠١٤ وصولاً الى المعركة التي يشنها العدو الصهيوني ومعه دول عديدة على ابناء الشعب العربي المسلم في فلسطين منذ ٧ أكتوبر حتى اليوم والإبادة التي يتعرض لها أبناء غزة وخاصة الأطفال والنساء، ومقاومة المجاهدين لهذا العدوان وتكبيده خسائر فادحة وهزيمته عسكرياً وسياسياً ومعنوياً، أجرت صحيفة الوفاق لقاء خاص مع عضو الوفد الوطني اليمني، وكيل أول محافظة صنعاء وعضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري في اليمن، محمد عاصم. فيما يلي نص الحوار:
بعد تنفيذ التهديدات من قبل أنصار الله، والإستيلاء على بعض السفن الإسرائيلية وضرب بعضها الآخر بأسلحة مناسبة، حبذا لو تحدثنا اكثر عن أسرار هذه العمليات؟
الجميع يعلم بأن السيد عبد الملك الحوثي أعلن قبل عام بأن اليمن سيكون جزءا من أي معركة قادمة الى جانب الشعب الفلسطيني نصرة للأقصى الشريف ولإخواننا في الأراضي العربية المحتلة وأعدّت قواتنا المسلحة لهذا الوعد مايجب الإعداد له من الصواريخ البالستية والطيران المسيّر وكذا من القوات البحرية وعند بدء العدوان الصهيوني على غزة في ٧ أكتوبر، اعلن قائد الثورة اليمنية والقيادة السياسية في صنعاء وقيادة القوات المسلحة أن اليمن وما يمتلكه من قوة لن يقف مكتوف الأيدي وأننا سنقف الى جانب الشعب الفلسطيني بكل ما نملك الى جانب محور المقاومة حينها خرج الشعب اليمني في مظاهرات مليونية في محافظات الجمهورية وفوّض قائد الثورة بإتخاذ القرارات المناسبة لنصرة إخواننا في فلسطين ، وبدأ الجيش اليمني بتنفيذ قرارات قائد الثورة وأرسل الصواريخ والطائرات المسيرة الى الأراضي المحتلة من الايام الاولى للعدوان ومازال مستمراً في ذلك، ثم اعلن اليمن انه سيمنع السفن الصهيونية من المرور في مياهنا البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ونفذ ذلك الوعد بإختطاف سفينة إسرائيلية عملاقة وإقتادها الى سواحل البحر الأحمر، ثم استهدف سفناً أخرى إسرائيلية بالسلاح المناسب، مما أدى الى هروب السفن الأخرى الى ممرات بحرية بعيدة وكل هذا في ظل تحذيرات الجانب الأمريكي ووصول بارجات حربية الى البحر ظناً منها انها ستمنع القوات المسلحة اليمنية من تنفيذ واجبها في الوقوف الى جانب أبناء فلسطين ومحور المقاومة.
والهدف من كل تلك التحركات هو إيقاف عدوان الكيان الصهيوني على غزة ونصرةً لأهلنا ومحاصرة الكيان عسكرياً واقتصادياً، لأن الجانب الإقتصادي يؤثر تأثيراً مباشراً في سياسات العدو وكذا هدف آخر وهو أن الأمة العربية والإسلامية واحدة، وأن الوقوف الى جانب أبناء فلسطين فرضُ عينٍ على كل مسلم، وأن تحرير كل شبر من الأراضي المحتلة، واجب وجوباً شرعياً، وهناك هدف ثالث وهو كسر شوكة الأعداء (امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني والمانيا وكندا ووووو)وتلقينهم الهزائم النكراء بإذن الله.
بعدما كان الشعب اليمني محاصَراً من كل جهات سبل الحياة لسنين طوال، أصبح اليمن يحاصر أعتى دول العالم وأكثرهم إجراماً، ما هي الرسائل التي أرادت أن توصلها حركة أنصار الله والجيش اليمني؟
الجميع يعرف أن هناك عدواناً شنته أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات وعشرات الدول على الشعب اليمني في ( ٢٦مارس ٢٠١٥ م ) ومازال مستمراً، وتم فرض الحصار الشامل على اليمن براً وبحراً وجواً، ومنع دخول الغذاء والدواء والمعدات ومئات السلع وحرم الشعب اليمني من مرتبات موظفيه سنين طوال حتى هذه اللحظة وكانت دول العدوان تعلن دائما انها ستتمكن من الإستيلاء على الاراضي اليمنية وستدخل العاصمة صنعاء وانها دمّرت قدرات اليمن العسكرية ودعمت المرتزقة بكل وسائل الدعم وخاض الجيش واللجان الشعبية معارك ضارية في اكثر من اربعين جبهة شمالاً وشرقاً وجنوباً، وقاتل كل القوات التي إستجلبها الأعداء من الجنجويد وبلاك ووتر وشركات حربية أخرى وإستخدم العدو كل الأسلحة بما فيها المحرّمة دولياً، وتم تدمير البنية التحتية لليمن العامة منها والخاصة وإستشهد اكثر من سبعين ألفاً من أبناء اليمن وجرح عشرات الآلاف بالإضافة إلى نزوح الملايين من مناطق الحرب وكان العدو يعتقد بأنه بذلك سيُنهي اليمن وجيشه وقيادته، وأن الحصار سيُنهك كاهل الشعب وان الشعب سيخرج منتفضاً ضدّ قيادته ولكن الشعب اليمني كان واعياً ومدركاً، لأهداف الأعداء ووقف بكل مايملك من إمكانات الى جانب جيشه ولجانه وقاوم الحصار وصبر ومازال صابراً على الحصار ودعم القوة الصاروخية التي إستطاعت أن تصنع الأسلحة التي ضربت بها الاغراض السعودية والاماراتية وأوجعت الأعداء وكذلك الطيران المسيّر كما إستطاعت أن تعدّ العدة وتصنع السلاح البحري الذي لم يكن يمتلك الجيش اليمني شيئاً منه.
وتفاجأ الأعداء بما أعدّه الجيش اليمني وبدأ يحسب الف حساب لليمن جيشاً وقواتاً مسلحة، وإستمرت القوات المسلحة في تطوير قدراتها العسكرية في شتّى المجالات ووصلت الى الإكتفاء الذاتي للدفاع عن أمنها وسيادة اراضيها بل وإستطاعت ان تطور قدراتها الصاروخية حتى اصبحت تمتلك صواريخ متقدمة وبعيدة المدى تصل الى مسافة ٢٠٠٠ كيلومترا وطيران مسير قوي وقوات بحرية مختلفة الابعاد تستطيع من خلالها ضرب اي أهداف عسكرية في مياهنا الإقليمية التي تمتد الى حوالي ٢٣٠٠ كيلومترا وقد رأينا نحن وأنتم والعالم تلك القدرات في هذه المعركة المقدسة التي اعلن اليمن دخوله فيها رسمياً، نصرة لفلسطين ووصول صواريخنا وطيارننا المُسير الى الأراضي المحتلة، وكذا القدرة على حماية مياهنا الإقليمية وإستهداف السفن الاسرائيلية بطرق عسكرية متطورة جداً، أذهلت الأعداء وأصبح اليمن بقواته يحاصر الكيان الصهيوني ومرور سفنه في البحار وكذلك ضربه للعمق في الأراضي المحتلة وقد رأينا جميعاً، ردود الأفعال لدى الكيان الصهيوني ولدى الإدارة الأمريكية ولدى كل دول العالم وخاصة الأنظمة العميلة الخانعة، ورأينا معنويات الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة المرتفعة بسبب دعم اليمن لإخوانه في فلسطين ووقوفه الى جانبهم مع محور المقاومة في لبنان والعراق وإيران وسورية، واصبح اليمن مُحاصِراً لأعدائه بعد ان كان مُحاصَراً من أعدائه والفضل هو لله سبحانه وتعالى.
هدد الجانب الأميركي بأنه سوف يقوم بإجراءات ميدانية و ردود عسكرية ضد أنصار الله والجيش اليمني، لكنه لم يقم بأي عملية ولو بسيطة.برأيكم ما سبب الإنكفاء الأميركي؟
بالنسبة للجانب الأمريكي وتهديداته المستمرة بإتخاذ اجراءات ميدانية وردود عسكرية ضد أنصار الله والجيش اليمني وعدم قيامه بذلك وسبب الإنكفاء الامريكي، نستطيع القول إن اليمن جيشاً وشعباً وقواتاً مسلحة خاضوا معركة طوال ثمان سنوات، ومازال يخوض هذه المعركة ولم يأبه بتهديدات دول العدوان ومنها أمريكا لأنه يؤمن بالله ويؤمن بأن الأعداء لن يضرّوه شيئا. وأن إرادته صلبة وقوية وأنه أعدّ العدة التي يجب إعدادها لمقارعة الطغاة امتثالاً لأوامر الله وإيمانه بأن النصر هو من عند الله وإيمانه بمظلوميته ومظلومية الشعب الفلسطيني وإنطلق للدفاع عن أراضيهم ثم انطلق لدعم ونصرة إخوانه في الأراضي المحتلة وهو يعلم أن لدى الاعداء قوات كبيرة ومتطورة بشكل كبير وأن الفارق بين ما نمتلكه وما تملكه دول الإستكبار كبيرٌ جداً جداً جدا، ولكنّه يعلمُ علم اليقين أن الإرادة لدى دول العدوان ضعيفة وأنها ستدفع أثماناً باهظة في حال قامت بأي اعتداء على اليمن والإدارة الامريكية ترى جازمة أن تهديداتها لليمن غير مجدية وأن اليمن اصبح بفضل الله وبفضل قيادته الحكيمة لا يخاف الا من الله وحده كما ان امريكا تعرف ان مصالحها ستتضرر في حالة إقدامها على تنفيذ اي ردود أفعال وان توسيع نطاق الحرب ليس في مصلحتها ولافي مصلحة ربيبتها" اسرائيل" لذلك انكفأت عن توجيه اي اعتداء على اليمن.
أعلن العدو الإسرائيلي عن تشغيل جسر بري يربط ميناء حيفا - ميناء دبي، من أجل تجاوز الأخطار والتهديدات الناتجة من عمليات أنصار الله ضد سفنه. ما تفسير ذلك عربياً ؟ وهل من سبيل لإيقاف هذا الممر؟
بالنسبة لما اعلنه العدو الصهيوني عن تشغيل جسر بري يربط ميناء حيفا بميناء دبي لتجاوز التهديدات الناتجة عن عمليات الجيش اليمني ضد سفنه التفسير لذلك هو انها تضررت كثيرا من منع سفنها من المرور في بحارنا وأن إقتصادها تضرر وسيتضرر اكثر كلما إستمر في عدوانه على فلسطين خاصة وان اليمن اعلن انه لم يوقف عملياته حتى يوقف العدو عدوانه على إخواننا في فلسطين، ويأتي إعلان الكيان لذلك الإجراء في ظل التطبيع الذي اعلنته دويلة الإمارات مع العدو الصهيوني ودعمها للعدو في مجالات كثيرة ضد الفلسطينيين وإرتهان قيادة الإمارات للإملاءات الامريكية والغربية والصهيونية .
بالنسبة لإيقاف هذا الممر اعتقد أن محور المقاومة لن يقف مكتوف الأيدي وأن كلمته تجاه ذلك ستكون قادمة وفعله ايضا سيكون قادما.
يعمد الأعداء دائماً لتشغيل عملائهم، بعد عمليات أنصار الله البحرية، هل هناك توقع أن يتجدد العدوان على اليمن، خارجياً و داخلياً؟
بالنسبة للسؤال المتعلق بدول العدوان وتشغيلها لعملائها بعد عمليات الجيش ضد الصهاينة وتجدد العدوان على اليمن داخليا وخارجيا، نحن لانستبعد اي شيء تقدم عليه دول العدوان ويقدم عليه مرتزقتها، والاستعداد لذلك قويا وقواتنا جاهزة لأي اجراءات قد يتخذها الاعداء وهم يعرفون ذلك جيدا.
عبّرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العدو الصهيوني بصدد تشكيل قوة دولية للعمليات الخاصة مؤلفة من تحالف متعدد الجنسيات ( بيتها اليابان وبريطانيا ) لردع حركة أنصار الله في البحر الأحمر، ما رأيكم بذلك؟
إن ما قالته وسائل الإعلام الصهيونية بأن العدو الصهيوني بصدد تشكيل قوة دولية للعمليات الخاصة مؤلفة من تحالف متعدد الجنسيات بينها اليابان وبريطانيا لردع اليمن في البحر الاحمر، هنا نقول ان التحالف الذي شن الحرب على اليمن في ٢٠١٥ م لم يستطع كسر شوكة اليمن ولم يستطع هزيمة اليمن، والآن اي تحالف ضد اليمن سيهزم بإذن الله وسيتم إستهداف مصالح كل دولة تنضم الى هذا التحالف والبريطانيون يعرفون أبناء اليمن جيداً ولا اعتقد ان اليابان ستورط نفسها في مثل هذا الحلف لإنها تعرف مصير هذا التحالف .
رسالة للشعب اليمني إلى المقاومة في غزة، لبنان والعراق ؟
إننا نقول للمقاومة في محور المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق إنّ ما تقومون به من واجب في مقاومة ومقارعة الإحتلال وداعميه هو واجبٌ مقدس، وإنكم تقومون بما يجب ان تقوم به الأنظمة العربية والإسلامية التي رضخت للتوجيهات الأمريكية البريطانية، تلك الأنظمة التي طبّعَت علناً او سراً مع الكيان الصهيوني الغاصب، وإمتثلت للتوجيهات الإستعمارية وتركت غزة تُباد دون ان تحرك ساكناً، وهنا لابد من الإشادة بدور جمهورية إيران الإسلامية قيادةً وشعباً، وهو الدور المحوري في دعم إخواننا في فلسطين مادياً وعسكرياً ولوجستياً، وإعلامياً وفي دعم محور المقاومة. وفي دورها منذ قيام الثورة الإسلامية، ذلك الدور الذي تبنته بتوجيهات قائد الثورة الإمام آية الله الخميني الراحل رضوان الله عليه، وما زال الامام السيد علي الخامنئي متمسكاً به وصائراً عليه ذلك الدور الذي تدفع ايران ثمنه منذ بدء الثورة مباشرة وحتى هذه اللحظة. وعلى أعتاب ذكرى الشهيد القائد فإننا نترحم على روحه، الشهيد القائد سليماني الذي إستشهد مع القادة، وهو يقود بناء المقاومة واستهدفته قوى الشر بسبب مواقفه البطولية.