منظر خلاب مفعم بالحياة؛
القرية الخشبية في نيشابور؛ فريدة من نوعها في العالم
الوفاق/ قرية صغيرة منشآتها وابنيتها كلها مصنوعة من الخشب، تحظى بنظام بيئي وشكل لافت هي قرية الملا محمد آقازاده الخشبية.
وتعتبر اجمل مكان في نيشابور لقضاء اوقات مفرحة وعطلة ملؤها الراحة.
وقد انشأت هذه القرية الخشبية على يد المهندس حميد مجتهدي، وهو من احفاد محمد كاظم خراسان، وتحتوي على مختلف المرافق بما فيها مسجد، مطعم، متحف ومكتبة، وهذه المنشآت لم تستحدث فقط لاستقطاب السائحين وانما ايضا لتجري فيها روح الحياة ولتكون ذات فائدة لعموم الناس.
يذكر ان الشخص المسؤول عن متابعة امور القرية حتى العام 2013م كان المهندس مجتهدي نفسه، وبعد ان وافاه الاجل تولت زوجته المهندسة السيدة حشت، خريجة فرع الفن (الرسم) ادارة القرية.
تجدر الاشارة الى ان الملا محمد آقازاده خراسان، الذي كانت القرية في وقت سابق تسمى باسمه، كان من الاشخاص الخيرين، واحد ابناء مرجع التقليد آخوند خراساني، وقد كان لتعليمات وتوصيات هذا الاب اثرها العميق في الابن الذي بدرت منه اعمال كثيرة تنم عن تعاطفه ومدى انسانيته ونبله، فعلاوة على نيله العلوم والمعارف الاسلامية، تابع الملا محمد القضايا السياسية والاجتماعية والرفاهية للمنطقة وأهاليها. فمثلا، لأجل توفير عناصر الامن والراحة لزائري الامام الرضا(ع)، قام ببناء مقرات اقامة في مدينتي سبزوار ونيشابور، والتي اشتهرت بأسمه. ومن بين هذه المقرات القرية الخشبية ذاتها. كما أسس ايضا لزائري الحرم الرضوي العديد من خانات المسافرين ومسجد وقناة وحمام ومرافق رفاه اخرى. وهذه المنشآت اتخذت لنفسها شيئا فشيئاً شكل قرية واشتهرت باسم قرية الملا محمد آقازاده. لكن بمرور الوقت وانشاء طرق جديدة للوصول الى مشهد بدأ بريق هذه القرية يخفت واصبحت آخر الامر مكانا خاليا من السكان.وبعد مدة عاد المهندس حميد مجتهدي، حفيد الملا محمد، من امريكا الى ايران وسكن في القرية، وكان قد تخرج حاملا شهادة الهندسة المدنية وتعلم طرق انشاء الابنية المقاومة للزلازل، واخذ يبذل الجهود الحثيثة لتعمير واحياء القرية، مستفيدا من تركة جده التي شملت 200 هكتار اراضي زراعية، و3 آبار ماء وقناة، والتي اضحت جميعها، الى جانب المسجد الآيل للانهيار والدور الخالية من السكان، بفكره الهندسي الخلاق قرية مبنية من الخشب، وحينما كانت عائلة مجتهدي تسكن القرية، لم تكن هناك سوى 12 شجرة، في حين ان المهندس حميد وبما له من استشراف ونظر بعيد، باشر بزراعة اشجار تفيد لصناعة الخشب، والتي وفرت 90 في المائة من هذه المادة لبناء القرية.علما ان انشاء هذه القرية لم يكن بالامر الهين، فقد استغرق العمل 20 عاماً من النشاط الزراعي، والسكن في غرفتين لا أكثر، مع توافر القليل من الامكانيات في السنوات الاولى للثورة، علاوة على الرياح الشديدة والاثربة المتصاعدة من الصحراء والقفار المحيطة، كلها شكلت حياة صعبة للغاية للمهندس.