زعماء العشائر العربیة للوفاق:
دعم القضیة الفلسطينية من ثوابت ثورتنا الإسلامیة
الوفاق/ خاص
زهير عبياوي
منذ انتصار الثورة الاسلامیة المجیدة، صوت العشائر ومنها العشائر العربیة في محافظة خوزستان أصبح أعلی وأکثر وضوحاً، والعشائر العربیة أیضاً بدورها وقفت صامدة ودافعت عن قیم ومبادئ وثوابت الثورة الإسلامیة الإیرانیة بقیادة الإمام الخمیني الراحل(رض). وکانت إحدی ثوابت الثورة الاسلامیة هي القضیة الفلسطینیة، التي دافعت عنها العشائر العربیة في خوزستان، بصوت عالٍ وجلي، في مواقف مشرفة طیلة العقود الأربعة الماضیة.
ومنذ عملیة طوفان الأقصی، وبدایة العدوان الوحشي للإحتلال الصهيوني علی قطاع غزة، تضامنت العشائر العربیة في محافظة خوزستان مع الشعب الفلسطیني وأهالي غزة الصامدین. وحول الأحداث الأخیرة والعدوان المتواصل علی أهالي غزة، أجرینا حواراً مع ثلاثة من زعماء ووجهاء العشائر العربیة في محافظة خوزستان، الذین أکّدوا أن دعم القضیة الفلسطینة هو من ثوابت ثورتنا الإسلامیة.
الحاج سعیدي: قلوبنا معکم وأنتم منتصرون
من جهته يقول الحاج جواد سعیدي: الیوم نحن في موقف تاریخي، وهو الموضوع المؤلم والذي یدمي القلب ألا وهو حال أهلنا في فلسطین وخاصة غزة.
أنا بدوري وإصالة عن نفسي ونیابة عن أهلي في محافظة خوزستان، أشاطر وأساهم في هذا المصاب الجلل، الإجرام الذي حلّ بأهلنا في غزة وأقول لهم: قلوبنا معکم، والله یرحم أمواتکم وشهدائکم ویشفي جرحاکم. وأنتم منتصرون. أنتم نصرتوا الله یا أهل غزة، یا أهلنا في فلسطین، وإِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. ندعوا الله أن یقیکم من کل شر، ونتیجة هذا دفاعکم، لا أقول عن غزة، وإنما تدافعون عن العرب، عن الإسلام والإنسانیة، فأنتم الغالبون لاشک، والإنتصار لکم ومعکم.
فلسطین هي بلاد عربیة، وهي أرض مقدسة، وهي بلاد الأدیان، ورأت وما رأت من مصاعب وحروب، ولکن أهالي فلسطین وقفوا وصمدوا، ونتیجة هذا الصمود، هي الإنتصارات للمقاومة الفلسطینیة.
غزة تحارب عدة دول ولیس فقط "إسرائیل"
ويتابع الحاج سعيدي: حالیاً غزة، لن تحارب "إسرائیل" فقط، وإنما تحارب أمیرکا وبرطانیا وألمانیا والدول التابعة لهم،مع تواطئ بعض الأنظمة العربیة، بقيت فلسطین وحیدة، لکن الله معها ومن کان مع الله کان الله معه.
فغزة منذ عدة سنوات هي محاصرة وأسیرة، فهذا الحصار أدی الی هذه الحرکة، ألا وهي عملیة طوفان الأقصی، وسجّلوا عملیة تاریخیة خالدة، حیث بدأت آلیات عسکریة عملاقة أمیرکیة تتهدم وتتلاشی، بأبسط سلاح من المقاومة الفلسطینیة، والحمدلله علی هذا النصر.
نأمل بوعي الشعوب العربیة ومن ثم الإسلامیة ومن ثم العالمیة وأن تقف صفاً واحداً مع هذه القضیة الانسانیة وتساند وتوالي أهل غزة بطرق مختلفة، وهذا يعد دعماً للثوابت الانسانیة.
أین الدول التي تدعي بحقوق البشر؟!
ويضيف الحاج سعيدي: أین هذه الدول التي تدعي بحقوق البشر والأطفال والنساء؟کل العالم شاهد أن هذا الإدعاء هو مجرد شعار فقط.
ما نشاهد في العدوان الصهيوني المستمر علی غزة، هو خارج الأعراف الدولیة، ولا نستطیع وصف هذه المجازر التي ترتکب في غزة، من قصفٍ للمستشفیات والمساجد والمدارس والکنائس، وقطع المیاه والکهرباء، وهذا عدوان سافر بمعنی الکلمة، والساکت عن هذا العدوان شیطان أخرس.
الشیخ التمیمي: العشائر العربیة وقفت وقفة مشرفة لنصرة غزة
وفي نفس السياق قال الشیخ مکي التمیمي: العشائر العربیة وقفت وقفة مشرفة لنصرة إخوانهم في فلسطین المحتلة، وبالتحدید في هذه الأیام مع غزة. واجب علینا جمیعاً، واجب شرعي وأخلاقي وإنساني علی أن نقف مع أبنائنا وإخواننا في فلسطین وأهالي غزة الذین أعطوا العالم دروساً وفي واقع الأمر نحن نفتخر بهم، وقل نظیرهم في العالم.
إخواننا في غزة واقفون بکل صمود
وتابع الشيخ التميمي: من باب آخر أنا أبیّن وأطمئن جمیع أبناء عشائرنا علی أن إخواننا في غزة واقفون بکل صمود، وبکل شجاعة وبطولة، وکبّدوا الکیان الصهیوني خسائر فادحة، الکیان البغیض الذي کل المعطیات تدل علی زواله، لعل هناك سنوات قلیلة تفصلنا عنه، لکن أوکد أنه سنشاهد علائم هذا الزوال لهذا الکیان.
من جهة أخری المعرکة التي تدور الآن في غزة، في واقع الأمر کل المعطیات تشیر الی أن المعرکة تدور علی أیدي المجاهدین الفلسطینیین ولیس علی أیدي الصهاینة، صحیح أن هنالک الکثیر من الطائرات تقصف ویتواصل العدوان علی غزة، ولکن الواضح في میدان المعرکة، إن المعرکة تدار بأیدي المجاهدین ولیس بأیدي الصهاینة، والدلیل علی ذلک أن الکیان الصهیوني لم یصل الی أهدافه، ولکن المجاهدین الفلسطینیین وصلوا الی أهدافهم، وکبدوا العدو خسائر.
في الأیام الأخیرة کشف أبطال المقاومة الفلسطینیة عن معدات وأسلحة جدیدة، لم یستخدموها من قبل، حیث قامت بقصف منشات ومعدات حیویة للإحتلال الصهيوني.
لدينا یقین کبیر بأن النصر قادم
وأضاف الشيخ التميمي: هنالک أمل کبیر، بل هنالک یقین کبیر عندنا بأن النصر قادم عن قریب إن شاء الله، وسنشاهد هذا النصر وسنشاهد زوال هذا الکیان المجرم من علی ساحة الوجود، ویرجعون إلی دیارهم في الغرب، وتبقی هذه الأرض فلسطینیة عربیة مسلمة، وتعود الی أحضان الأمة الإسلامیة إن شاءالله.
الإعلامیون وأهل القلم، الخطباء والوجهاء، أبناء العشائر، والشارع العربي المسلم، تقع علی عاتقهم مسؤولیة کبیرة بأن یؤدوا ما علیهم من حقوق، وهي نصرة إخواننا في فلسطین.
أهل القلم لابد أن یکتبوا دعماً للقضیة الفلسطینة، الأدباء والشعراء لابد أن یستغلوا هذه المنصات التي بین أیدیهم، لدعم القضیة الفلسطینة ورفع معنویات الناس، علی أن النصر قادم إن شاء الله.
غزة المنطقة الوحیدة التي لم تحتلها "إسرائیل"، وهذا الأمر کان سبباً لتقویة العزیمة والإرادة بیننا، وأثبت أهالي غزة إن هذا الکیان زائل لا محال له إن شاء الله. إذن علی الأدباء والکُتّاب أن ینزلوا الی الساحة، و هذه أیضاً جبهة بحد ذاتها، جبهة إعلام، فعلیهم أن یوظفوا قلمهم لنصرة إخواننا في فلسطین.
هذه الأیام التي مرت علینا أثبتت لنا أن المجاهدین في غزة هم أقویاء، ونحن نقف معهم الی أن یتحقق النصر القریب.
نسینا تلک النکبات التي مرّت علی الأمة الإسلامیة وجاؤونا بفرحة جدیدة بنصر عظیم وإنتصارات تلیها حتی الفتح وهو الفتح الکبیر فتح بیت الله "بیت المقدس" المقدس تلک الأرض الطاهرة.
القبائل العربیة تشد علی أیدي أبطال المقاومة وتقبّل أیدیهم
وقال الشيخ التميمي: القبائل العربیة في الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة تشد علی أیدي الأبطال في تلک الأرض المقدسة وتقبّل أیدیهم وتقبّل جباههم علی هذه البطولات التي سطروها لنا.
نبارک للأمة الإسلامیة هذه الإنتصارات العظیمة التي حققها شبابنا في فلسطین المحتلة، ونقول لأبطال غزة: نحن هنا معکم قلباً وقالباً؛ نحن هنا معکم إلی أن ننال النصر و ننال الفتح العظیم، و تفتح تلک الأرض الطاهرة من الأیادي الصهیونیة النجسة، وتندثر هذه الجرثومة، وتحرر أرضنا ويعود الأبطال إلی هذه الأرض محررین فاتحین منتصرین.
في واقع الأمر أن من سعادتنا أننا شاهدنا أول إنتصار علی الکیان الصهیوني، هذا الکیان البغیض عند المجتمع، والذي یعتبر أبغض کیان في الوجود، وهذه النظرة لم تکن عند العرب والمسلمین فقط، بل تشمل جمیع أحرار العالم، حیث یعتبرونه نظاماً بغیضاً، لذلک من سعادتنا أن نشاهد أول هزیمة تحل بوجود الکیان الصهیوني، المتمثلة بیوم السابع من أکتوبر، وعملیة طوفان الأقصی. وهذا الیوم لا یمکن أن یُنسی، لأن مجموعة من الشباب المخلصین، المؤمنین المجاهدین، في فجر یوم السابع من أکتوبر، یشن عملیة نوعیة علی هذا الکیان البغیض، ویدمرون جمیع أرکانه، وهذا إن دل علی شيء، فیدل علی قرب زوال الکیان الصهیوني، والإنتصار القادم إن شاء الله أقوی وأعظم وأکبر.
المجاهدون الفلسطینیون يکبدون الاحتلال خسائر فادحة
وأضاف الشيخ التميمي: في واقع الأمر کبد المجاهدون الفلسطینیون الکیان الصهیوني خسائر لاتخفی علی أحد، إستطاعوا أن یدمروا الحاجز الذي وضعه الاحتلال علی غلاف غزة ودخلوا الی داخل الأراضي المحتلة، والدخول الی المستوطنات الصهيونية، وضربوا الاحتلال ضربة قویة، وأخذوا أسری ومعدات وأسلحة من الإحتلال، وتم تنفیذ الخطط المعینة لعملیة طوفان الأقصی.
من الجهة الثانية وعندما أعلن الکیان الصهیوني، الحرب علی قطاع غزة،کان للکیان عدة أهداف، ومن أهمها القضاء علی غزة بشکل عام، والهدف الثاني القضاء علی المجاهدین الفلسطينيین وبالذات حرکة حماس، وکانت الغایة هي خروج الفلسطینیین الی خارج غزة، إما الی الأردن أو مصر أو سینا، وإلی الآن یمر أکثر من شهرین علی بدایة الحرب، لم یصل الاحتلال الی حتی هدف واحد من أهدافه، و لم یستطیعوا أن یأخذوا أسراهم من المجاهدین بشکل کامل.
الاحتلال قتل الأبریاء؛ ومعظمهم الأطفال والنساء؛ دمّر المنازل السکنیة، قطعوا المیاه والکهرباء، وکل هذه الأمور لا تعتبر إنتصار. الانتصار هو الوصول الی الهدف، ولکن الاحتلال لن یصل الی ما خطط الیه.
قتل الاطفال لن یعد إنتصاراً وإنما وصمة عار
وفي متابعة كلامه قال الشيخ التميمي: قتل الاطفال لن یعد إنتصاراً، وإنما وصمة عار تضاف الی وصمات العار التي في جبین الکیان الصهیوني، قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشباب، ولکن هل هذا یعد إنتصارا؟ لا، في جمیع المعاییر لن یعد إنتصاراً.
أکبر دلیل علی ضعف الکیان الصهیوني هو هبة الدول الغربیة وعلی رأسها أمیرکا لمساعدة هذا الکیان، حیث أمدوا الاحتلال بأنواع الأسلحة الفتاکة، وهذا یدل علی ضعف وفشل الکیان الصهیوني. هذا العدوان والهجوم الهمجي والوحشي للاحتلال علی قطاع غزة، یدل علی عدم إنسانیة هذا الکیان، وهذا هو واقع الأمر.
غزة أثبتت لنا أمرین؛ الأمر الأول أن هذا الکیان الصهیوني الذي یقولون عنه أنه رابع أقوی جیش في العالم،هذه لیست إلا مجرد أوهام و مجرد إعلام کاذب، وأثبتت أن هذا الکیان أوهن من بیت العنکبوت.
والأمر الثاني هو أن غزة کشفت وجوه دول العالم للعلن، هذه الدول التي لطالما تدعي بالإنسانیة وحقوق الانسان والمرأة والطفل، حیث کل هذه الحقوق کانت حبر علی ورق، ولا أساس لها، وأهل غزة أثبتوا للعالم أن ما یدعیه الغرب علی أنه یدافع علی حقوق الانسان والمرأة والطفل، هي لیست إلا أکذوبة کبیرة؛ لأننا شاهدنا آلاف الأطفال والنساء تقتل في غزة، وأین هذه الدول المدعیة بهذه الحقوق؟!
غزة کشفت وجوه المنافقین
وأخيراً قال الشيخ التميمي: إذن غزة کشفت وجوه المنافقین من الأنظمة العربیة، الذین لم یظهر لهم موقف مشرف، ولم تظهر لهم کلمة، إلا البعض من أحرار العالم، ونحن نقف لهم إحتراماً وإجلالاً وتقدیرا، مثل الجمهوریة الاسلامیة والیمنیین الأبطال، ونقف إجلالا ًالی سماحة السید حسن نصرالله، هذا الذي وجهه یبشر بالنصر والأمل، والمجاهدین في العراق الذین دافعوا عن القضیة الفلسطینیة.
الشیخ بالدي: الحرب علی غزة تؤلم کل القلوب الحیة
من جهته قال الشیخ عیسی بالدي: مع شدید الأسف هذا الحدث (الحرب علی غزة ) یؤلم کل القلوب، قلب کل إنسان ذي شهامة وغیرة وکل إنسان یدّعي بالإنسانیة والغیرة والشرف.
یعني عندما نری أن الکیان الصهیوني یقوم بهجمات همجیة وخارجة عن الإنسانیة، أشعر بحزن شدید. إني عندما أری أن إحصائیات القتلی أکثر من 17 الف شهید، معظمهم من الأطفال والنساء، أحزن کثیراً وهذا الأمر صعب علی کل إنسان غیور في قلبه الرحمة.
إن الله سبحانه وتعالی یقول في القران الکریم: "وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡ.. الحقیقة نحن عندما نقلّب صفحات التاریخ، ویتحدث التاریخ لنا عن الصهاینة والیهود، نری في الماضي في زمن نبینا الأعظم محمد(ص)، کان الیهود في قلوبهم حقد ضد الإسلام والمسلمین وأیضاً حاولوا قتل نبینا محمد(ص) وهذا الأمر یوجد بصراحة في تأریخنا، بما أن النبي(ص) بذل جهود کبیرة لإنقاذ البشریة من الظلمات إلی النور وأصبح معلماً وقائداً کبیراً .
نبذل ما بوسعنا لدعم الشعب الفلسطیني
وعندما نتکلم عن عملیة طوفان الأقصی والحرب التي یشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، نؤکد أن علی کل إنسان شریف وذي غیرة، أن یدافع عن الإسلام. ویقول النبي(ص) من أصبح ولم یهتم بإمور المسلمین فلیس بمسلم.
ومن هذا المنطلق لابد أن یتحرک حکام العرب والشعوب العربیة ضد هذا المحتل الغاشم ولابد أن یکونوا ضده في کل الأحوال، ولابد أن تکون القضیة الفلسطینیة هي القضیة التي توحد الأمة الاسلامیة في أنحاء العالم.
ونحن أبناء العشائر العربیة في محافظة خوزستان أیضاً من الواجب علینا أن نبذل كل ما بوسعنا لدعم الشعب الفلسطیني والقضیة الفلسطینیة، لکي ینهزم الإحتلال الصهیوني ویمحی من هذا العالم.