تأكيد ثنائي على ضرورة وضع خارطة طريق للتعاون؛ واستخدام العملات الوطنية بدلاً من الدولار
إيران وعُمان.. علاقات تجارية مبنية على أسس متينة
دعا النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إعداد خارطة طريق حول التعاون بين طهران ومسقط في أقرب وقت ممكن؛ قائلاً لدى استقباله وزير التجارة والصناعة والتنمية العماني: إن ميزة العلاقات الايرانية - العمانية تكمن في أنها لم تتأثر بأي من التطورات السياسية طوال السنوات الماضية.
ولفت محمد مخبر، الخميس، إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية، لم ترق بعد الى مستوى الأواصر السياسية الرصينة والوثيقة القائمة بين ايران وعمان.
وفي إشارة الى اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة، أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية على ضرورة أن يهيئ هذا الاجتماع أرضية مناسبة لرفع حجم التبادل الثنائي في المجالات المالية والاقتصادية والتجارية بين البلدين. واعتبر إن التعاون الصناعي والمنجمي، لاسيما إنشاء مجمعات صناعية مشتركة، بأنه مقوّم أساسي لتطوير العلاقات بين طهران ومسقط؛ كما لفت الى أهمية حل القضايا البنكية والمالية لأجل تسهيل الزيارات التجارية والتعامل بين أصحاب القطاع الخاص والاستثمارات والصادرات والاستيراد في ايران وعمان.
من جانبه، تحدث وزير التجارة العماني عن اللقاء الذي جرى بين سماحة قائد الثورة الإسلامية وسلطان عمان، مؤكداً بأنه جسد مدى عراقة العلاقات بين البلدين.
وأكد قيس بن محمد اليوسف على رغبة عمان المستديمة في توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك على غرار العلاقات السياسية الواسعة التي تربط بين البلدين.
جذب الإستثمارات وتنفيذ مشاريع صناعية
وفي الاجتماع العشرين للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان التي انعقدت مساء الأربعاء، أعلن وزير الصناعة والتعدين والتجارة عن استعداد إيران مع سلطنة عمان لجذب المستثمرين وتنفيذ مشاريع صناعية مهمة بالشراكة بين البلدين.
وقال عباس علي آبادي: إن إيران وعمان تتمتعان بعلاقة جيدة مع بعضهما البعض منذ سنوات طويلة، وهذا الاجتماع فرصة جيدة لتبادل المعلومات وتطوير الاتصالات.. نحن على استعداد للاستثمار في عمان.. هناك أنشطة صناعية بين البلدين منذ أكثر من 15 عاماً. وأضاف: لدينا قدرات جيدة في قطاع الطاقة، ونحن مستعدون لبناء محطة لتوليد الكهرباء في عمان، ليس فقط في هذا البلد؛ ولكن أيضاً في بلدان أخرى.
وصرح علي آبادي: إننا مستعدون لإنشاء مدينة صناعية كبيرة في عمان. وقال: لدينا القدرة المالية والتخصصية وبمشاركة عمان يمكننا متابعة مشاريع صناعية مهمة. وأضاف: يمكننا استقطاب المستثمرين العمانيين في إيران للاستثمار في قطاعات التعدين والصناعات؛ وفي هذا الصدد تحدثنا أيضاً مع محافظ البنك المركزي الذي رحب بذلك لأنه لا يوجد ما يدعو للقلق.
وأكد وزير الصناعة إن مجالات التعاون والشراكة الاقتصادية والصناعية في إيران وعمان متاحة؛ وبالتعاون مع منظمة المعايير، يمكننا تقريب معاييرنا من بعضنا البعض. ودعا العمانيين لتفقد الصناعات الإيرانية، وقال: يمكنكم تفقد الصناعات الإيرانية، منها شركة "ذوب آهن" للحديد في إصفهان والمصانع المختلفة في طهران، كما أن الإتحاد الإيراني للأجهزة المنزلية مستعد أيضاً للتصدير.
وقال وزير الصناعة: في مجال النقل، يمكننا بالتعاون مع وزارة الطرق والتنمية الحضرية، توفير النقل البحري، كما أن المستثمرين الإيرانيين مستعدون أيضاً. وأشار إلى أنه تم اتخاذ إجراءات جيدة في مجال الكهرباء في إيران وعمان، وقال: يمكننا العمل معاً في صناعة السيارات والمركبات الكهربائية.
من جانبه، أكد وزير التجارة والصناعة وتنمية الاستثمار العماني على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وتم خلال هذا الاجتماع التوقيع على إتفاقية لدعم الاستثمارات المشتركة بين وزارة الصناعة الإيرانية ووزارة الاقتصاد العمانية. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات التقنية والتكنولوجيا بين وزارة الصناعة الإيرانية وغرفة تجارة عمان.
تجارة قائمة على دعائم متينة
كما قال وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العماني: إن العلاقات التجارية والاقتصادية بين ايران وسلطنة عمان مبنية على أسس متينة وقوية. وأشار الى إقامة الدورة العشرين للجنة المشتركة بين ايران وسلطنة عمان، يوم الأربعاء الماضي في طهران، وقال: إن الاجتماع ساعد على تطوير العلاقات الثنائية في المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارات ومؤشر على الجهود الصادقة والأخوية لتوسيع العلاقات. وأضاف: إن جميع الجهود منصبة على رفد القطاع الخاص الذي يتولى العمل لتدعيم العلاقات.
العملات الوطنية بدلاً من "الدولار"
وخلال لقائه مع وزير التجارة والصناعة وتنمية الاستثمار العماني، أكد محافظ البنك المركزي الايراني على استخدام العملات الوطنية للبلدين بدلاً من الدولار في المعاملات التجارية والاقتصادية.
وقال محمدرضا فرزين، الأربعاء، في إشارة إلى تاريخ العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين: نرحب بأي إجراء يؤدي إلى تطوير التعاون النقدي والمصرفي بين إيران وعمان.
وأوضح فرزين أنه من الضروري زيادة العلاقات النقدية والمصرفية بين إيران وعمان بما يتوافق مع العلاقات الأخرى بين البلدين، وقال: إن عقد اجتماعات تخصصية وفنية للوفود المصرفية والاقتصادية للجانبين ينبغي أن يوفر الأرضية لزيادة حجم التبادلات المالية والاقتصادية لأن أفقاً جديداً قد انفتح في العلاقات الثنائية في السنوات القليلة الماضية، ويمكن الاستفادة من هذه الطاقات في تطوير العلاقات الثنائية المصرفية.
إختلاف الطاقات الاقتصادية
بدوره، أشار وزير التجارة والصناعة وتنمية الاستثمارات العماني إلى اختلاف الطاقات الاقتصادية بين عمان وإيران، وأكد على زيادة العلاقات النقدية والمصرفية من أجل تسهيل التبادلات التجارية بين البلدين.
وأشار قيس بن محمد اليوسف إلى نمو حجم التبادلات بنسبة 41% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، واعتبر استخدام العملة الوطنية للبلدين في التعاون الاقتصادي والتجاري بأنه أمر في غاية الأهمية، وقال: إن إنشاء البنية التحتية المتعلقة بالتحويلات النقدية والمصرفية لعمان في إيران، وتصميم وتشغيل المشاريع التجارية المشتركة، والاستثمارات الصناعية والمعدنية، وحضور مستثمرين عمانيين في مشاريع إيرانية مختلفة، بما في ذلك في قطاع الطاقة وحقول الغاز الإيراني هي من أهم القدرات التي تريد عمان أن يكون لها حضور جاد فيها.
وقال: إن سلطنة عمان عازمة على تحسين حجم التعاون التجاري والاقتصادي مع ايران باستخدام أساليب مختلفة وتطوير العلاقات النقدية والمصرفية؛ وبغية تحقيق هذه الأمور والتقدم بالاستثمارات، فمن الضروري تسهيل الانتقالات المالية بين البلدين قدر الإمكان.
يذكر أن الاجتماع العشرين للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان انعقد يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع الماضي لمدة يومين في طهران.