الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وتسعون - ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وتسعون - ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۳

یفوق ما خسرته سورية من المساكن في عامها الرابع من الحرب

الإحتلال يدمّر 60% من غزة.. حرب الأرض المحروقة

شوارع مدمرة، مبان مهدمة، وخراب في كل مكان، هذا هو المشهد في قطاع غزة الذي دمّر الاحتلال 60% من مبانيه خلال نحو شهرين من الحرب القذرة، وهي النسبة تفوق ما خسرته سورية من المساكن في عامها الرابع من الحرب، حسب الأمم المتحدة.
ويخلق الاستهداف الصهيوني الممنهج للبنية التحتية، وشبكات الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي، مجموعة من الأزمات المركبة، والتي تصعّب الحياة على الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يعيشون يومهم الثامن والخمسين تحت نيران العدوان المستعرة.
وتسبب القصف الصهيوني الشرس والإجرامي بتدمير ما يزيد عن 60% من البنايات، والأبراج السكنية والمدنية، وما حولها من شبكات كهرباء، وشبكات إنترنت، وبنية تحتية، بما فيها من شبكات مياه، وشبكات صرف صحي، حسب بيانات حكومية.
 تدمير 300 ألف وحدة سكنية
ارتكب الاحتلال مجازر أدت إلى استشهاد أكثر من 15 ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف إصابات مختلفة، ثلاثة أرباعهم من النساء والأطفال، كما دمرت غاراته الجوية ومدفعيته 300 ألف وحدة سكنية، من بينها 50 ألف وحدة بشكل كلي، وتدمير المدارس، والمساجد، والأسواق، والبلديات، والمؤسسات، والميادين الرمزية.
وإلى جانب القصف المروع، والذي يتم فيه استخدام صواريخ وقنابل للمرة الأولى، وإلقاء ما يزيد عن 40 ألف طن منها على رؤوس المدنيين، فان التدمير العام تسبب كذلك بخلق أزمات إضافية أمام حركة المواطنين، سواء في محافظتي غزة أو الشمال، اللتين وصفهما الاحتلال الصهيوني بأنهما "ساحة حرب" أو في المناطق الوسطى والجنوبية، والتي يدعي أنها "مناطق آمنة".
وتشهد مختلف الشوارع، التي تحول معظمها من معبد، إلى ترابي، حالة من الخراب الشديد، بفعل تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المفترقات العامة، والتي تتضمن عواميد شبكات الكهرباء سواء الخشبية أو الحديدية، كذلك تتضمن شبكات توزيع المياه إلى الشوارع والبيوت والمباني، التي تؤدي إليها تلك المفترقات.
 تخريب الشوارع الرئيسية
ويخلق القصف الذي يؤدي إلى تدمير الشوارع الرئيسية، وتفجير خطوط المياه، صعوبة في مرور السيارات، أو حتى الكارات (العربيات) التي تجرها الأحصنة والحمير، والتي بات يعتمد عليها الفلسطينيون في تنقلهم بفعل نفاد الوقود، ومنع الاحتلال الصهيوني دخوله منذ بداية الحرب، إلى جانب تحول الشوارع إلى وحل بسبب اختلاط المياه المتدفقة، بالرمل، والطين، ما يعيق حتى حركة المارة.
ويقول المتحدث باسم بلدية غزة حُسني مهنا: إن العدوان الإسرائيلي تسبب بمآس إنسانية، ودمار كبير، كشفت حجمه الهدنة الإنسانية، بعد تمكن طواقم البلدية خلال الأيام السبعة، من الوصول إلى العديد من المناطق التي كان يصعب الوصول إليها في ظل القصف الإسرائيلي، المتزامن مع التوغل البري في العديد من المحاور.
 سياسة الأرض المحروقة
وأشار مهنا إلى أن الاحتلال الصهيوني استخدم خلال العدوان على قطاع غزة سياسة الأرض المحروقة، من خلال استهداف الشوارع الرئيسية بالأحزمة النارية والبراميل المتفجرة، وتدمير الأحياء السكنية بشكل كامل، مثل حي الرمال، ومنطقة المخابرات، والكرامة، وحي تل الهوا، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية بشكل كامل في المناطق المستهدفة، وقد تضررت خطوط المياه، والصرف الصحي، وشبكات الكهرباء، وخطوط تصريف مياه الأمطار، علاوة على تضرر شبكات الطرقات.
ولفت مهنا إلى أن الاحتلال الصهيوني فاقم من الوضع الإنساني، من خلال استهداف كراج بلدية غزة، والذي يضم آليات البلدية، ما أدى إلى تدمير وتعطل عشرات الآليات المنهكة أساساً بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ سبعة عشر عاماً، والتي كانت تساعد على إتمام مهام البلدية، بفتح الطرقات، وتصريف مياه الأمطار، ومياه الصرف الصحي، ما أدى إلى نقص حاد في الآليات لتقديم الخدمات.
وحذر مهنا من نفاد الوقود وانتشار الأمراض والأوبئة بسبب توقف عمليات الطوارئ والخدمات الأساسية للمواطنين، وخدمات النظافة وتراكم كميات كبيرة من النفايات في المدينة في الشوارع وتسرب مياه الصرف الصحي للبحر وبرك تجميع مياه الأمطار، إلى جانب توقف خدمات إمدادات المياه، والخدمات البيئية المختلفة، خاصة بعد أن قام الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان بقطع إمدادات الكهرباء والمياه عن القطاع، مما أضطر البلدية للاعتماد بشكل كامل على الوقود لتشغيل المرافق الخدماتية وآليات البلدية.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، أكد أنه لا يوجد أي مكان آمن يمكن لسكان قطاع غزة الذهاب إليه، ويعيشون في دائرة موت ودمار ومرض. وأوضح غريفيث في بيان، الجمعة الماضي، أن الأسبوع الأخير أظهر ما يمكن حدوثه "عندما تصمت الأسلحة"، وأن الوضع في خان يونس اليوم هو تذكير صادم لما يحدث عندما لا تصمت الأسلحة.
 خسائر باهظة
من جانبه، شدد مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء، محمد ثابت، أن حجم الخسائر كبير جداً، ولا يمكن حصره في الوقت الحالي، بفعل تواصل العدوان الإسرائيلي على كافة المناطق في قطاع غزة، وانعدام إمكانية تحرك الطواقم في محافظتي غزة والجنوب، كذلك المحافظات الوسطى، والجنوبية للوقوف على رقم أو نسبة معينة للخسائر حتى اللحظة.
وبيّن ثابت أن تعمد الاحتلال استهداف البنية التحتية أدى إلى تخريب وإتلاف في الأعمدة والكوابل، ومحولات التيار، وشبكات الضغط العالي، والضغط المنخفض، وكوابل وعدادات المشتركين، ما ألحق بها خسائر بملايين الدولارات، لافتاً إلى أنه ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي توقف تدفق التيار الكهربائي عبر الخطوط العشرة من الجانب الإسرائيلي، بينما توقفت شبكات التيار الكهربائي بشكل كامل عن العمل بعد أربعة أيام بفعل نفاد الوقود الخاص بتشغيل محطة التوليد.
وبحسب مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء، فانه منذ 11 أكتوبر الماضي، لم يتم تشغيل أي مصدر من مصادر الكهرباء، وانحصر العمل في حصر الأضرار، وإزالة المخاطر من الشوارع العامة، محذراً من استمرار غياب التيار الكهربائي عن المرافق الحيوية، وعلى راسها القطاع الصحي، والمستشفيات، والقطاع الخدماتي، والاتصالات، وعلى شبكات المياه، والصرف الصحي، ومحطات معالجة وتحلية المياه، خاصة في ظل نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، وتوفير طاقة بديلة.
وتظهر الأزمة بشكل واضح في الأسواق العامة، والتي تم تدميرها، أو تأثرها من القصف، بفعل تدمير الشوارع المؤدية إليها، إذ تتزايد طبقات الوحل يوماً بعد آخر، بفعل امتزاج مياه الخطوط المتضررة، ومياه الصرف الصحي، بالطين والرمل وحطام البيوت، فيما يزيد من حدة الأزمة حالة الاكتظاظ داخل تلك الأسواق، بحثاً عن المواد الغذائية، والتي تشهد أزمة كبيرة، بفعل الإغلاق الإسرائيلي للمعابر، ومنع دخولها منذ بداية العدوان.
ويهدف الكيان الصهيوني إلى جعل قطاع غزة غير صالح للسكن، من خلال كثافة القصف، والقوة التدميرية الهائلة التي استهدفت الشوارع والمفترقات والمرافق الأساسية، والخدماتية، كذلك تدمير وتخريب البنية التحتية، وشبكات الكهرباء، والمياه، التي تساعد الفلسطينيين في حياتهم اليومية.
البحث
الأرشيف التاريخي