قصة صناعة المرصد الاكثر تطوراً في ايران على لسان الدكتور حبيب خسروشاهي

لقد اخترنا مكاناً تكون سماؤه أكثر وضوحاً

اعداد وتحرير:
مريم سادات ايران بور
لماذا نحتاج التلسكوب
نقوم بتصميم التلسكوب لنغطي من خلاله أهدافنا العلمية، لابد أنكم تتساءلون كيف سنحقق أهدافنا العلمية من خلال التلسكوب. التلسكوب يحتوي مجموعات عديدة ومعقدة. ويمكن القول أن هناك عشرات الآلاف من القطع المستخدمة داخل التلسكوب. فوزن هذا التلسكوب يبلغ 90 طناً؛ لأنه يجب أن يكون ثابتاً ومحكماً للغاية كي لا يهتز لأنه دائماً بسبب الرياح.
يبلغ وزن المرآة الموضوعة على التلسكوب 4 طن، ويجب أن يحمل هذه ال4 طن هيكل قوي ومتين ويقوم بتغيير اتجاهها. لذلك هذا يعد عملاً معقداً بالفعل. عندما توضع المرايا أمام بعضها البعض، تكون دقتها الميكانيكية ميكرون واحد. أي عليكم أن تتخيلوا أنه يجب وضع المرايا الأربعة مقابل بعضها البعض وعلى مسافة أربعة أمتار، ولكن يتم وضعها بجانب بعضها البعض بمقدار ميكرون واحد. فلا يوجد شيء في هذه الدقة. أعلم أنكم تتساءلون عما إذا كان هذا هو أكبر مشروع علمي في البلاد أم لا؛ ولكن لا يوجد شيء مثل هذا.  لنذكر أنه يمكننا صنع شيء في المختبر يضبط هذا الميكرون الواحد. كثيرا ما يقال في إيران مثلا أن المرايا جاءت إلى إيران قبل بضع سنوات. ولكن بالواقع لم يتم ارسال مرايا إلى إيران إنما هي عبارة عن ألواح زجاج مصقولة، وإن القطعتين الأساسيتين اللتين قمنا بطلبهما من الخارج، هما عبارة عن زجاج المرآة الاولية وزجاج المرآة الثانوية وقد تم انتاجهما في ألمانيا واستغرق صقلهما سنوات.
ربما أنكم تعتقدون أن هذا العمل صعب حقاً انجازه في ايران لنقوم بشرائه من الخارج، ولكن هذا العمل هو صعب على الأجانب أيضاً فانتاجه يستغرق أربع سنوات. هذا النوع من الزجاج خاص؛ فهو سيراميك وليس زجاجا عادياً. فالزجاج العادي اذا ماتم استخدامه في المرايا، فإن دقته تفقد ميكروناً بارتفاع أو انخفاض الحرارة درجة مئوية واحدة. هذا الزجاج مقاومته أعلى بمئة ضعف من الزجاج العادي أمام تغيير الحرارة. ويبلغ سطحه الصافي نانومتراً واحداً وانتاجه مستحيلاً الآن. ليست المشكلة في أنه مكلف فحسب؛ بل أنه يستغرق وقتاً طويلاً أيضاً، فإنه يستغرق خمسين عاماً فكان لابد لنا من شرائه. والجميع يقومون بشرائه لسنا نحن فقط من نشتريه لكننا نحن قمنا بتحسين مشروعنا. فقد فكرنا في أنه كيف يمكننا أن نحقق هدفنا في وقت معقول وبأقل الميزانيات. ابتعدنا عن التعصب وقمنا بشراء كل مايلزم شراؤه، وبنينا كل مايجب بناؤه. لكن سياستنا كانت البناء لأننا علمنا أنه من الصعب جدًا أو من المستحيل حتى الحفاظ على ما نشتريه.
تكنولوجيا تصنيع المحامل الهيدروستاتيكية
لقد تم تصويب مئة مشروع إلى جانب هذا المشروع من قبل وزارة العلوم، 97 منها لم يبدأ بعد، فلماذا تم تعريفها أساساً؟
هذه الأمور ينبغي على الانسان تحليلها، فقد تم الانتهاء من قطعة تبلغ تكلفتها خمسة ملايين دولار، المشكلة ليست فقط في المال بل الوقت فقد استغرق انتاجها خمس سنوات ومن الممكن أن لا نتمكن من طلبها أبداً مجدداً. والسبب في أن نقل الخمسة ملايين دولار إلى الخارج أمر صعب ومتعب للغاية.
يعني أن أحد الأسباب التي جعلتنا نرغب في مشاركة الأجانب في هذا المشروع هو أننا بحاجة لمساعدتهم حقاً ليقدموا الضمان لتلك الشركة في أنهم يستخدمون هذا المشروع بغرض يفيد المصلحة العامة ويعود بالخير على عامة الناس ولايقومون بأي أنشطة عسكرية. لذا أحببنا دائماً أن يكون الأجانب بجانبنا لنستطيع الحصول على رخص التصدير من مختلف الدول الاوروبية ويقدمون الضمانات لها.
يتبع...
البحث
الأرشيف التاريخي