الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وتسعون - ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وتسعون - ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

خبير العلوم الإسلامية السيد حسن آل عبدالله الحسني للوفاق:

الطفولة رمز الإنسانية وأساس المستقبل والحياة

سهامه مجلسي
يعيش الإنسان مراحل مختلفة في حياته، ولكل مرحلة ميزاتها وتفاصيلها وذكرياتها، وكلما انتقل الإنسان من مرحلة إلى أخرى استرجع ذكرياته السابقة في مرحلة عمرية سابقة، وتبسم تبسماً يوحي بحنين خفي لتلك الأيام، وفرح داخلي أنه اجتاز تلك المرحلة بسلام واطمئنان، إلا أن مرحلة من هذه المراحل يبقى لها وقع خاص وذِكْر مميز لا يُنسى، وهي مرحلة الطفولة، ولعل هذه التميز في هذه المرحلة يعود إلى كونها مملوءة بالذكريات المشتركة بين الإنسان نفسه عندما كان طفلاً وبين أهله خصوصاً وباقي الأقارب والمعارف عموماً، فكلما تذكر الأهل شيئاً من هذه الذكريات عادوا للماضي وبدأوا بسرد تفاصيل الطفولة التي عاشها ابنهم وأخبروه عن براءته وتصرفاته. كيف تُنسى أيام الطفولة وهي أكثر الأيام براءة ونقاء وصدقاً، الطفل يتصرف على فطرته وغريزته لا يعرف حقداً أو كرهاً وإساءة، والأهل يبذلون الغالي والنفيس ليروا البسمة تزين وجه طفلهم، لا يشعرون بأي ضيق من صوته أو تصرفاته لأنهم على وعي أنه يفعل ذلك ببراءة الأطفال المحبوبة، وعذوبة قلوبهم المرغوبة. فرحلة الطفولة من أهم مراحل الحياة عند الإنسان، وأكثرها خطورة، فهي تتميز عن غيرها بصفات وخصائص واستعدادات، وهي أساس لمراحل الحياة التالية، وفيها جذور لمنابت التفتح الإنساني: ففيها تتفتق مواهب الإنسان، وتبرز مؤهلاته، وتنمو مداركه، وتظهر مشاعره، وتتبين إحساساته، وتقوى استعداداته، وتتجاوب قابلياته مع الحياة، سلباً أو إيجاباً، وتتحدد ميوله واتجاهاته نحو الخير أو الشر، وفيها تأخذ شخصيته بالبناء والتكوين، لتصبح ـ فيما بعد ـ متميزة عن غيرها من الشخصيات الأخرى. وتدل دراسات كثيرة أجريت في مجالات علم النفس والتربية، على أن نسبة كبيرة من مقومات شخصية الفرد المعرفية والوجدانية والسلوكية تتشكل في السنوات الخمس أو الست الأولى من عمره، لأن الطفولة كالكتاب المفتوح الأبيض الصفحات، يسجل فيه كل ما يود صاحبه، أو يرد عليه من حوادث وأحداث تعرض عليه أو تقع في محيطه، أو انطباعات ترتسم في مخيلته وذاكرته.
والطفولة أرض صالحة للاستنبات، فكل ما يغرس فيها من مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، وكل ما يبذر فيها من بذور الشر والفساد، أو الغي والضلال يؤتي أكله في مستقبل حياة الطفل، ولذلك فهو يكتسب من بيئته العادات السارة والضارة، ويأخذ السبل المستقيمة أو المنحرفة، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حوارا مع خبير العلوم الإسلامية السيد حسن آل عبدالله الحسني وفيما يلي نص الحوار:

ما هو دور الأسرة في حماية أبنائها وإنشاء جيل متطلع إلى مستقبل باهر؟
بلا شك ان للأسرة دورا أساسيا لأبنائها بين الوراثة والتربية وتعد حماية الأبناء حماية للأسرة، والحفاظ عليه كي تستمر بطاقة عالية بالمستويات التي يختارها رب الأسرة وفق مرضاة الله تعالى والحفاظ على الأبناء بالرفد الإيجابي بما ورث وما يتماشى مع العصر واجتناب الأمور السلبية المحيطة وقد أصبح العالم قرية واحدة والسعي نحو ما يستنهض طاقات الأبناء نحو مستقبل باهر بتشجيع الأبناء على كل فضيله ودور يؤدي للنجاح.
ما هي الطريقة التي يغرس بها الآباء تحديد الهدف في نفوس الأبناء منذ مرحلة الطفولة؟
يعد دور الآباء أساسي في غرس كل مأثور في نفوس الأبناء شريطة أن يكون صاحب هذا الدور المهم قد حرر نفسه وذاته من جميع الأمور التي تعيق وتؤثر بشكل سلبي على تربية الأبناء بجعل الاجواء صافية حول الأبناء وتوثيق العلاقة بين أفراد الأسرة كي تكون صافية في تربية الأبناء ولا تنعكس معتركات الحياة على الأبناء لان الأبناء ينجذبون نحو الاباء بعوامل عدة يجب على الآباء ان يجعلوا هذه العوامل تزداد وثاق ويعتصم الأبناء بها.
دور الآباء كما في البناء الجسدي للأبناء عليهم أن يهتمون بواجبهم التربوي من حيث تعليم الأبناء بثقافة روافدها الأساسية ما أراده الله تعالى.
في هذا الدور المهم عن طريق كتاب الله تعالى والرسول الاعظم(ص) وأهل بيته عليهم السلام وأهل العلم والمعرفة بطرق ثقافية تتناسب مع أعمار الأبناء وفق مقتضيات العصر وعدم ترك الأبناء الانجرار إلى ما يبعدهم عن جو الأسرة وتعليمهم الأمور الصحيحة التي تقوي عقولهم وتبني شخصيتهم وترفع أخلاقهم وتحسن سلوكهم وتصرفاتهم لان التعلم والتربية في الصغر يكون له أثر بالغ في نفوس الأبناء وتجنى ثمراته بأروع ما يمكن اذا كان الغرس كما تفضلتم في موضعه الصحيح منذ مرحلة الطفوله.
هل اهتم الإسلام بالطفل، وهل كانت التربية الإسلامية له شرطاً أساسياً وما المقصود بها ؟
تترتب للطفولة مراتب انسانية وعند الخلائق بما أودعه الله تعالى في الطفل من فطرة وعنوان ثابت لجميع الخلق يستشعر فطرة الله تعالى في خلقه لان كل ما خلقه الله تعالى يسبح لله «يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ»، والتسبيح استجابه لامر الله تعالى وقد حرم الله تعالى لحوم الأطفال على الوحوش والهوام الا من قسى منها مخالفا لأمره كما حرم الله تعالى المراضع على موسى(ع) وهو طفل رضيع «وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ» وهذا التحريم امتناع من قبل موسى عليه السلام وهو حفظا له ولامومة امه كي ترضعه وتحافظ عليه.
وقد أعطت شرائع السماء وقوانينها والانسانية وقوانينها حق الطفل المشروع لأنه جبل على الفطرة الالهية بالبراءة وعدم تحمل المسؤولية لعامة البشر حتى الراشد منها لا يزر وزر غيره، (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)، فكيف الطفل الذي أعطت له جميع المنظمات حق الطفل المعروف بتكفله دون أهله ان لم يستطيعون على تحمل مسؤوليته تعد الطفوله رمز من رموز الإنسانية براءتها وداعتها رمزيتها وهي اساس البشرية يعشقها جميع بني الإنسان الذي يطلع على مشارفها الناجعة يقابلها بالود والحنان والانعطاف لها بالفطره تجاهها دون قيد أو شرط فهي واجب لا مناص منه
لقد حرص الإسلام على الطفولة بين الوراثة والتربية وهو حق اضف الى الحقوق التي لا تعد ولا تحصى وفي عام 1954 في 20 تشرين الأول/ نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم. واليوم نرى ما يحل في اطفال العالم في أفريقيا والشرق الأوسط ومن قبلها ما عانت الطفوله من ويلات الفقر والحروب وفي غزه اليوم ما يدمي القلوب لأطفالها ومنهم الخدج في الحاضنات لقد تعدت الصهيونية حدود الإجرام وكشفت لنا ما حل بمنطقتنا من ظلم وجور هم أساسها على أيدي عملائهم ما حل من ظلم على اطفال العراق والبنان واليمن واليوم غزه منع الصهاينة جميع الخدمات عن المستشفيات وشاهدنا الأطفال الخدج خارج الحاضنات لانقطاع التيار الكهربائي وكذلك الأطفال في غزه بتعرضهم للقتل الجماعي وقطع وسائل العيش من ماء وغذاء ودواء وهذا دليل خطر لجميع اطفال العالم لأنه تمهيد لجرائم مستقبلية سيقوم بها الصهاينة اذا ما تم ردعهم ومحاسبتهم ومعاقبتهم.
فمن الواجب الإنساني والاخلاقي حماية كل من على وجه الأرض أولهم الإنسان والطفولة خاصة والا لو سار العالم بهذا الاتجاه الخطير بقتل الاطفال الابرياء لأصبحت حياة البشرية في جحيم على يد المجرمين الذين أحاطت بهم أطر الأنظمة الظالمة فعلى شعوب العالم ان تتحد لرفع راية الحق بوجه الباطل كي يعم الامان والمساعدة.
لماذا يختلف أطفال غزة عن سائر أطفال العالم؟
ليس للطفولة حدود ولا قومية ولا دين الا لابوين يهودانه او ينصرانه او يمجسانه يتساوى جميع اطفال العالم بنفس البراءة والفطرة الالهية التي أودعها الله تعالى في الأطفال بلا لغة ولا سلوك او تصرف بل الكل واحد عدا الوضع الذي يكون به الأطفال ولاطفال فلسطين المغتصبة خصوصية فرضت عليهم بالظلم والجور من قبل عصابات صهيونية حاقده كارهة للانسانية وجميع ابناء البشر وحتى لأنفسهم وهم ابناء اولائك الذين قتلوا الأنبياء عليهم السلام لم تراع الطفولة، لأطفال غزة من ابسط الحقوق وقد شنت عليهم حرب عالمية اشتركت بها جميع دول الاستكبار العالمي باسلحتهم المدمرة واساليبهم القذرة بالقتل المتعمد بضرب المنازل واقتحام المستشفيات وقتل من فيها ومنهم الأطفال الخدج بقطع لوازم استمرار الحياة بإيقاف الأجهزة والخدمات اللازمة وهو حقد حملته هذه الدول والصهيونية معهم نصيحتي لشعوب هذه الدول اذا اقتضت الضرورة لا مانع لديهم بقتل شعوبهم وهذا ما شهدناه أيام كورونا بتعمد هذه الدول بالاهمال.
ماذا يمكنك أن تقدم للاطفال الناجين من الحرب في غزة؟
للاطفال الناجين وقفة عز واحترام واكرام وتقدير لانهم قد رضعو مواقف العز والكرامة والجهاد في سبيل الله من أجل الإنسانية عامة لانهم اسفرو الوجه الحقيقي برفع القناع عن وجه الاستكبار العالمي والصهيونية هم شذرات المستقبل التي سيظهر بها المستقبل وهم متوسمين بما يتمناه المجاهدين لمستقبل الإنسانية بالعز والكرامة والصبر والاباء لصمود قل نضيره.

 

البحث
الأرشيف التاريخي