قصة صناعة المرصد الاكثر تطوراً في ايران على لسان الدكتور حبيب خسروشاهي

لقد اخترنا مكاناً تكون سماؤه أكثر وضوحاً


اعداد وتحرير:
مريم سادات ايران بور
تقع قمة جرجش على سلسلة جبال كركس. ولتحديد مكان التنفيذ قمنا بدراسة أربعين نقطة أو نحو ذلك. وقد قامت الفرق التي عملت بجد على قمة الجبل في الشتاء والصيف، برصد أربع نقاط في بلادنا بشكل متواصل لمدة عامين. حتى وصلنا أخيراً إلى قمة "جرجش" التي يبلغ ارتفاعها 3600 متر، والتي تبلغ رؤيتها الفلكية حوالي 65 جزءاً من مائة من متوسط الثانية القوسية.  ما يعني أن طبقات الغلاف الجوي أمام التلسكوب تتحرك باستمرار وهذا ما يؤدي إلى اختفاء شفافيته؛ وفي الواقع ما فعلناه هو اختيار مكان تكون فيه السماء أكثر وضوحًا.
المثير للاهتمام هنا هو أننا عندما نتحدث عن الأحداث الفلكية، فإن هناك نموذجان: أحدهما إجرامي، مثل المجرات والنجوم، التي تبقى ثابتة في أماكنها. (إنها تتحرك بعض الشئ ولكن ليس هناك حدثاً جديداً يذكر عندما نقوم برصدها كل عام، يعني أنها ثابتة، وهناك تغيرات تحدث بداخلها ولكنها تستغرق ملايين السنين لتحدث تغييراً مهماً).  لكن هناك سلسلة من الأحداث التي تعتمد بشكل كبير على الزمن وتتغير بالثواني. أي أنه خلال ثوانٍ أو بضعة أيام قد يختفي هذا الحدث كلياً.
ولكي نستطيع أن نرصد ذلك لايمكن القول أن هناك تلسكوبا مثلا في اسبانيا يمكنه رصد كل ذلك لانه من الممكن أن يحدث ذلك نهاراً . ويواجه المنجمون (علماء الفلك) الذين يعملون على الأرض دائمًا مشكلة الغيوم والسماء الصافية، ولا يمكن فعل أي شيء حيال ذلك. ويجب اختيار مكان مناسب مثلا مكان يابس (جاف/صحراوي) مثل ايران. لذلك من المهم جدًا أن يكون لدينا سلسلة من التلسكوبات حتى لا يفوتنا ما يحدث. وإن التلسكوبات عادة ما تكون مشغولة للغاية.
ليس الأمر وكأنهم يقفون مكتوفي الأيدي وينتظرون حدوث شيء ما في السماء، كلهم مشغولون، لكن الحدث الذي سيحدث قد يعني أن أحدهم سيقطع عمله الرئيسي، ويذهب للقيام بعمل آخر ويعود إلى الشيء الذي كان يرصده من قبل. الآن مجتمع علم الفلك لدينا هو مجتمع صغير ولكنه واسع جدًا من حيث الاهتمام بما يريدون القيام به في السماء. فما هي المواضيع التي يهتمون بها؟ علينا أن نعود إلى ما هو وضع مجموعاتنا الفلكية في البلاد. هل لدينا تعليم فلكي مناسب أم لا؟
احدى نقاط ضعفنا في البلاد عدم وجود تعليم قوي في علم الفلك لدرجة البكالوريوس في اختصاص الفيزياء، كما أن مجال علم الفلك، وخاصة علم الفلك الرصدي، يكاد يكون معدومًا. وكثير من الجامعات لاتدرّس هذا الاختصاص،  لكن وعلى الرغم من أن لدينا سابقة مشرقة للغاية في علم الفلك، وكان لدينا رأي في علم الفلك منذ مئات السنين، فقد فقدنا هذا المركز لفترة طويلة. ونعتقد أن مركز الرصد الوطني يجب أن يحيي هذا الأمر. وعلينا أن نعود ونجد مكاننا على الخريطة الفلكية. لدينا الأدوات الآن، ولكن يجب علينا تطوير هذه المعرفة في الجامعات نفسها.
يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي