المستشار الثقافي الإيراني في دولة قطر للوفاق:
التعاون الثقافي الإيراني - القطري يأخذ مسار التقدّم
موناسادات خواسته
العلاقات الثقافية بين دول الجوار تحظى بأهمية كبيرة لدى إيران، وفي هذا السياق، كان للمستشاريات الإيرانية الثقافية دورا هاما وتمثّل الثقافة الإيرانية في دول الجوار نافذة مهمة، قبل فترة زار وزير الثقافة الإيراني محمدمهدي إسماعيلي دولة قطر حيث أكد على استعداد البلاد لتطوير العلاقات مع قطر في كافة المجالات وخاصة في المجال الثقافي. جاء ذلك خلال لقاء الوزير اسماعيلي مع وزير الثقافة القطري الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني على هامش الاجتماع الـ12 لوزراء الثقافة للدول الإسلامية في قطر، ومن جانبه أعرب وزير الثقافة القطري عن سعادته بهذا اللقاء وأعلن استعداد بلاده لتوسيع العلاقات الثقافية مع إيران وقال: الدوحة مستعدة لإستضافة الأسبوع الثقافي الإيراني، إيران دولة ذات ثقافة وتاريخ غنيين وكان لها تأثير مهم في الحضارة الإسلامية. هذا وقبل فترة أيضاً أقيم مؤتمر المستشارين الثقافيين الإيرانيين في دول الجوار برعاية رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في طهران لبحث الطرق المختلفة لتوسيع العلاقات والنشاطات الثقافية في دول الجوار، فاغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع المستشار الثقافي الإيراني في دولة قطر الدكتور علي بختياري الذي له نشاطات واسعة ومبرمجة في المستشارية الثقافية حيث تحدث عن نشاطات المستشارية والبرامج الثقافية التي تُقام في دولة قطر، وفيما يلي نص الحوار:
التعاون الثقافي الإيراني القطري المشترك
بداية طلبنا من المستشار الثقافي الإيراني في قطر ان يتحدث لنا عن التعاون المشترك الإيراني القطري في المجالات الثقافية وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها أو المدرجة على جدول الأعمال فقال السيد بختياري: تناولنا مجالات مختلفة للتعاون المشترك، لأن قطر دولة شهدت نمواً كبيراً في مجال الأنشطة الثقافية ومناقشة الهوية القطرية أو التعريف بها للعالم، خاصة في السنوات الأخيرة وللدول الجوار في المنطقة.
كما كان لنا حضور فاعل ونشط في العديد من الأحداث الثقافية التي تقيمها دولة قطر، على سبيل المثال إقامة مونديال قطر أي كأس العالم الذي كان عملاً فريداً وممتازاً، حيث رافقته جوانب إسلامية.
في العام الماضي، كان لنا حضور فعّال في هذا الفضاء الثقافي الذي قدّمته قطر، بما في ذلك معرض الحرف اليدوية والفنية، فضلاً عن الحضور الجيّد والقوي لمجموعات الفنانين الإيرانيين، والتي شملت الموسيقى والتعريف بالثقافة والتقاليد الإيرانية.
ولدينا خطط وبرامج أخرى وإن شاء الله نتمكّن من المشاركة في فعّاليات هذا العام بنشاط ونكون قادرين على توفير منصّة لحضور الفنانين في قطر والتعريف بالثقافة الإيرانية وإيران اليوم بطريقة أفضل.
معارض الكتب والنشاطات الثقافية
فيما يتعلق بمدى مشاركة إيران في معارض الكتاب القطرية والتعاون في مجال توزيع وترجمة الكتب الإيرانية، قال المستشار الثقافي الإيراني: كان لنا حضور جيد جداً في معارض قطر مثل معرض الكتاب الأخير الذي أقيم في قطر، وقد نظّمنا جناحاً فاخراً للغاية بتصميم جميل جداً بمشاركة واسعة لبيت الكتاب الإيراني في محل المعرض، وتم عرض الكتب الإيرانية الجيدة جداً في جناح إيران بجهود الأعزاء الذين حضروا من إيران.
وقد حظي هذا الجناح باهتمام كبير من جانب القطريين، وقد أثار الكثير من الإعجاب، وبجانب هذا الجناح والمعرض، كان لدينا لقاءات جيدة جداً وناجحة مع الناشرين في قطر وإيران، والذي حضره مساعد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الشؤون الثقافية الدكتور ياسر أحمدوند، ومدير عام بيت الكتاب الإيراني السيد رمضاني، وقد تم عقد ندوات ثقافية
في جناح ايران.
أما بالنسبة للعمل المشترك في مجال الطباعة والنشر، فقد كانت هناك تحقيقات وتدقيقات نحن منشغلون بمتابعتها، وستؤتي ثمارها إن شاء الله، والمعارض الأخرى التي تقام في قطر عادة ما يحضرها فنانونا ومنتجونا ونأمل أن نتمكن من زيادة هذا الحضور.
التعاون السينمائي الإيراني القطري
السينما الإيرانية نشطة ونشهد في السنوات الأخيرة إنتاجات جيدة، فسألنا من السيد بختياري عن الإجراءات التي تم اتخاذها في مجال السينما والإنتاج السينمائي المشترك مع دولة قطر، حيث أجاب: نحن نتفاوض في مجال السينما والإنتاج السينمائي، وعلى كل حال، لدينا مكانة جيدة جداً في مجال الإنتاج السينمائي في إيران وفي المنطقة وفي العالم، والقطريون يعرفون ذلك أيضاً، علينا أن نجد سبلاً للتعاون المشترك.
طبعاً لم يكن الأمر هكذا من قبل، أي أنه لم يكن لدينا إنتاج سينمائي مشترك، ولم يكن لدينا تعاون كبير، كانت هناك شروط خاصة ومتطلبات خاصة جعلت هذا الأمر مستحيلاً؛ ولكننا الآن نحاول ومنشغلون بالتشاور، وآمل أن نصل إلى نتيجة قريباً وألا يقتصر العمل فقط على عرض الأعمال السينمائية الإيرانية هنا.
مهرجان دريشة
على أعتاب مهرجان دريشة للفنون الأدائية في قطر الذي يُعتبر حدثاً فريداً ويحتفل بالمواهب المتنوعة في مجالات مثل المسرح والموسيقى والشعر وغيرها، وفي الحقيقة هو لبناء جسور ثقافية للتواصل بين الشعوب والأمم، وحول مشاركة إيران في المهرجان الذي كان من المقرر أن يُقام خلال الأيام القادمة في ديسمبر المقبل، ولكن بسبب أحداث غزة تم تأجيله، قال المستشار الثقافي: مهرجان دريشة التابع لمؤسسة قطر كانت لنا لقاءات مع منظمي المهرجان في العام الماضي، وكان لنا لقاءات هذا العام أيضاً، وتم تبادل الآراء في هذا الشأن.
أرسلنا مقترحاتنا لمنظمي مهرجان دريشة وقد تم الإتفاق على بعض الأمور، وهناك مفاوضات في هذا المجال لحضور الفنانين الإيرانيين في المهرجان.
وكان من المقرر مشاركتنا في مهرجان دريشة بحضور مجموعة من الفنانين الذين يتم إرسالهم من إيران والذين يمكنهم تقديم أعمالهم الخاصة ومنتجاتهم وقدراتهم هنا، بما في ذلك الشركات القائمة على المعرفة والشركات الإبداعية وفناني الحرف اليدوية، وغيرهم الذين بإمكانهم مشاركة منتجاتهم في المهرجان، وكذلك استخدام طاقات الإيرانيين المقيمين في دولة قطر وهم الناشطون الثقافيون والمحبون للثقافة في مجال الحرف اليدوية والفنية، وقد تم تعريفهم لمنظمي هذا المهرجان، وسنشارك في المهرجان بعرض الأفلام الإيرانية.
المقيمون الإيرانيون في دولة قطر والنشاطات الثقافية
أما حول نشاطات المستشارية الثقافية الإيرانية للإيرانيين المقيمين في دولة قطر، قال المستشار الثقافي الإيراني: لقد كان الإيرانيون دائماً محط إهتمامنا، خاصة في هذه الحكومة، مع التأكيد الكثير من السيد الرئيس، آية الله رئيسي، وقد زاد هذا الاهتمام والتركيز، وقد أبلغت رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية جميع المستشاريات الثقافية تحديد الأنشطة الفعالة في مجال الإيرانيين وتعزيز هذه العلاقة.
لدينا أيضاً علاقات مع الإيرانيين في دولة قطر، ويتم النظر في مجالات مختلفة للأنشطة سواء بين الإيرانيين أو لتعزيز البرامج الثقافية، كما تم تشكيل جمعية الأدب الإيراني بحضور الإيرانيين المقيمين.
وكان من ثمار هذا التعاون والمشاركة والحضور الطيب للإيرانيين المقيمين والتشاور الثقافي المصاحب هو الاحتفال الناجح والجميل جداً بعيد نوروز هذا العام (1402) والذي أقيم بحضور أكثر من 500 إيراني مقيم ومشاركتهم.
وفي السنوات الأخيرة، لم يكن لدينا مثل هذا التجمع ومثل هذا الاحتفال الذي كان نتيجة للتعاون الجيد جداً بين الإيرانيين ومواطنينا الأعزاء في قطر ودعم المستشارية الثقافية، والذي أتى بثماره والحمد لله وشهدنا ذلك.
لدينا الآن تقريبا برامج أدبية وأمسيات شعرية وأنشطة مماثلة في مكان المستشارية الثقافية حيث يشارك الإيرانيون في هذه البرامج ونحاول تطوير هذه الأنشطة بين الإيرانيين المقيمين.
استخدام قدرات المحافظات الإيرانية
وعندما سألناه عن مدى استخدام قدرات محافظة فارس (شيراز) في أنشطة المستشارية الثقافية، هكذا رد علينا بالجواب:
فيما يتعلق باستخدام قدرات المحافظات، فقد عقد هذا العام اجتماع المستشارين الثقافيين في المنطقة داخل البلاد، وكان شعار الإجتماع هو استغلال قدرات المحافظات الحدودية والمحافظات الأخرى للبلاد.
تولي رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية اهتماماً خاصاً باستخدام قدرات المحافظات، والتي تتمتع محافظة فارس أيضاً بمكانة خاصة نظراً لشهرتها بين القطريين ودول الخليج الفارسي، وفي العام الماضي شارك فنانون من شيراز ومحافظة فارس في المعرض الذي أقيم في قطر خلال أيام إقامة مونديال كأس العالم، ونعتزم استخدام هذه القدرات
بشكل أكبر.
فرصة إقامة كأس أمم آسيا
ورداً على سؤالنا حول خطط المستشارية الثقافية للإستفادة من فرصة كأس أمم آسيا، قال السيد بختياري: العام الماضي ومن ضمن إقامة بطولة كأس العالم أتيحت لنا فرصة جيدة للتعاون المشترك للمستشاريات الثقافية التي تمثل القطاع الثقافي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع منظمي الفعاليات المختلفة، خاصة مثل حدث كأس العالم وحدث كأس أمم آسيا.
وهذا العام استخدمنا تلك التجربة ودخلنا في مفاوضات جدية وهادفة أكثر إن شاء الله وبتخطيط أفضل، وفي هذا الصدد أجريت المفاوضات حتى نتمكن من التواجد في مختلف الأجزاء.
الجزء الاول هو وجود الفرق الموسيقية والجزء الآخر هو وجود فناني الحرف اليدوية والمعارض السياحية في مجمّع كتارا،
ستشارك إيران في بطولة كأس أمم آسيا بصورة نشطة وفعّالة جداً من خلال إقامة معارض الصناعات اليدوية والسياحية، وكذلك المشاركة في معرض للأزياء التقليدية الإيرانية.
كل ذلك في سياق التعاون وإقامة الفعاليات الثقافية خلال بطولة كأس أمم آسيا، والتي إن شاء الله سيكون حضورنا هذا العام أكثر فعالية وإبهاراً، وسنستخدم قدرات القطاعات الثقافية والفنية المختلفة في بلادنا حتى نتمكّن من تقديم إيران العزيزة للعالم، وهو جمهور كأس أمم آسيا هذه الأيام وتشارك فيه دول مختلفة.
تقديم إيران والتعريف بقدراتها
وحول استخدام قدرات المحافظات الإيرانية قال السيد بختياري: خلال اجتماع المستشارين الثقافيين الذي عقد في إيران، تمت مناقشة مواضيع مختلفة، وبطريقة ما قامت العديد من المؤسسات المختلفة بالتعريف بقدراتها وتعرفنا عليها، وتمكنا من إجراء مفاوضات.
وعلى وجه الخصوص، يشرفني أن أكون الممثل الثقافي لبلدنا في قطر، وقد تمكنت من التفاوض مع مختلف المؤسسات، وكان بإمكاننا الاستفادة من قدراتها في قطر، وعلى وجه الخصوص، تطوير الاقتصاد الثقافي أحد اهتماماتنا المهمة، وهو ما تمت مناقشته.
وكان لدينا اجتماع أجريناه مع قطاع المناطق الحرة والتراث الثقافي واختصاصات وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي والإدارات المختلفة وتمكنا من التنسيق وعقد
الاتفاقيات.
وسنتمكن بإذن الله من توفير ميادين لحضور الفنانين والتعريف بالثقافة الإسلامية الإيرانية والتعريف بمختلف جوانب السياحة بما فيها السياحة الصحية والطبيعية في قطر، وخلال بطولة كأس أمم آسيا، ستتيح لنا القمة فرصة جيدة جداً للتعرف على قدرات البلاد، وخاصة قدرات المحافظات الحدودية، وسنرى ثمارها هذا العام
والعام المقبل.
كما أنه سيقام الأسبوع الثقافي الإيراني في دولة قطر في النصف الثاني من السنة.