قصة صناعة المرصد الاكثر تطوراً في ايران على لسان الدكتور حبيب خسروشاهي

هنيئاً لإيران

اعداد وتحرير:
مريم سادات ايران بور
مشروع المرصد الوطني، أكبر المشاريع في التاريخ العلمي للبلاد، وأي مشروع بحجم هذا المشروع أو أكبر منه ماعدا المشاريع الدفاعية، فهو إما مستورد أو تم شراؤه. وتكمن أهمية هذا المشروع في كونه تمت صناعته في الجامعة ومراكز البحث، وأنه يمثل تطلعات الناس والجامعيين وأن الدولة قد انخرطت فعلياً في هذا المشروع. ولكن بادئ هذا المشروع لم تكن الحكومة؛ انما هو مطلب وطني للشعب. لقد أردنا، فتابعنا، وفاوضنا، وقد قدم أجدادنا والمخضرمون في علم النجوم كل مابوسعهم في هذا المجال وبالنهاية قاموا بتأمين هذه المقدمة لنتمكن من تنفيذ هذا المشروع.
هذا المشروع الدقيق للغاية والذي تم تنفيذه في مكان معقد وباستخدام الأدوات المعقدة التي أنتجها وصنعها زملاءنا في جامعاتهم ومخابرهم، وأمضوا سنوات من العمل عليه، يجب أن تتم متابعة أمواله. وهذه الأعمال صعبة للغاية. فإن تنفيذ مثل هذا المشروع بهذه الخصائص وعلى قمة يبلغ ارتفاعها 3600 متر يستغرق سنوات طويلة. لأن موسم العمل على قمة جرجش ستة أشهر فقط في السنة.
ما يعني أن أي عمل تنفيذي في ذلك المكان يجب أن ينجز خلال ستة أشهر. وعليكم أن تتخيلوا أن الحكومة لاتدفع لأحد قبل حلول شهر تشرين الاول (مهر ايراني)، وعندما يحل شهر تشرين الاول يكون الثلج قد بدأ بالتساقط ولا يعد بالامكان متابعة العمل. ولايمكن ادخار أموال العام السابق للعام التالي مما يعني أن العمل أصبح مستحيلاً فعلياً، ويجب ايجاد طريقة للقيام بهذا العمل! وقد تم ايقاف المشروع من عام 1380 / 2001 لغاية 1388 / 2009 إلى أن تم انجاز التصميم التصوري للمشروع. ولكن الأعمال التنفيذية لم تبدأ باستثناء تحديد الموقع الذي تكفل بإدارته الدكتور نصيري الرئيس الحالي
لجامعة شهيد بهشتي.
كان يتم تنفيذ هذا المشروع في جامعة زنجان للدراسات العليا في ذلك الوقت، وكان الدكتور يوسف ثبوتي أحد المخضرمين في علم النجوم الرئيس التنفيذي له، وبعد ذلك تم وضعه في عهدة مركز الابحاث المعرفية. وقد تعلقت بذلك المشروع منذ ذلك الوقت. وبالرغم من أنه لم يتم اطلاق المشروع في ذلك الوقت، إلا أن عملي قد بدأ منذ عام 1387 / 2008 وقد كنت طالباً لدى الدكتور ثبوتي. وكانت لدينا ثلاثة مراحل أساسية: التصميم التصوري، التصميم المفصل، والبناء، وقد بدأنا المشروع من الصفر ولم يكن لدينا أي نموذج لنستلهم منه التصميم.
ولذلك (وكأننا سنقوم بإنجاز عمل لأول مرة) استعنا بالمستشارين الاجانب وأفضل المتخصصين في العالم وقمنا بعمل دورة قاموا خلالها بقديم المعلومات لزملائنا. لقد اخترنا الفريق المخصص لهذه المهمة من بين خمسمائة شخص قابلناهم، وكان عشرة منهم من خريجي الجامعات التكنولوجية في بلدنا مثل جامعة شريف، وأمير كبير، وغيرهما. وبعد ذلك، مررنا بمرحلتين مهمتين، مرحلة "اتمام التصميم" ومرحلة "تقييم التصميم التصوري". وقد تم اجراء التصميم المفصل في طهران. وقد كانت خطة عملي عبارة عن خمس سنوات. حيث أبلغتهم أنني يجب أن أنتهي من ذلك بحلول عام 1400 / 2021 وقد شارفنا بالفعل على إتمامه لكن بعض الحوادث الصغيرة مثل كوفيد 19 أدت إلى التأخير في إنجازه عدة أشهر.
يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي