المقاومه امام نصر تاريخي سينعكس على الوضع في المنطقة
الوفاق / خاص
علي القزويني
كما حسمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته في الرابع من الجاري أن "إسرائيل لم يعد أمامها إلا صفقة تبادل أسرى؛ مثلما حدث في 2006"، أي بالتفاوض غير المباشر ليس إلا، وهذا ما حدث فعلًا، فلم تسطع آلة القتل الصهيونية في حرب الإبادة على الغزيين، على مدى خمسٍ وأربعين يومًا، من تحرير أسير واحد لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، التي أجبرت العدو الصهيوني على الذهاب إلى المفاوضات غير المباشرة معها، ثم إبرام صفقة تبادل للأسرى، وفرضت عليه القبول بهدنة إنسانية، لإدخال المساعدات الطبية والمحروقات وسواها إلى "القطاع"، وأنجزت المرحلة الأولى من هذه "الصفقة"، على أن تليها المرحلة الثانية. وقد تتبع الهدنة المذكورة هدن متتالية أيضًا، وبذلك حققت المقاومة ثلاثة إنجازاتٍ في آنٍ معًا، أولًا: نجاحها في تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، ثانيًا: إفشال العدو في تحقيق أي من أهدافه في الحرب على غزة، كالقضاء على "حماس"، أو حتى منعها من استهداف عمق الكيان الغاصب، أو اغتيال أحدٍ من كوادرها، وثالثًا: نجاح المقاومة في دفع العدو إلى الموافقة على إبرام "صفقة التبادل" والهدنة الإنسانية.
إذًا لا تزال المبادرة في الميدان، وفي السياسة، أي المفاوضات في يد المقاومة حتى الساعة، كونها هي من تفرض شروطها، نتيجة حفاظها على قدراتها القتالية في الميدان، ولم يحقق العدو ومن خلفه أي من أهادفه أو أي تقدم يذكر، سوى التموضع العسكري شمال غزة.
وفي السياق، يرجّح مرجع استراتيجي وخبير في الشؤون الصهيونية أن تتبع صفقة التبادل المذكورة صفقات متتالية بين المقاومة والعدو، ثم موافقته على هدنٍ متتاليةٍ، تمهيداً للوصول إلى وقفٍ كاملٍ للحرب على غزة، من دون أن يلغي المرجع فرضية لجوء العدو إلى التصعيد واستكمال حرب الإبادة على الغزيين مجددًا، بعد انتهاء المهلة الزمنية للهدنة الراهنة التي حددت بخمسة أيامٍ بدءًا من فجر الجمعة الفائت، نتيجة الانقسام في الرأي في شأن الحرب على غزة، بين قادة "الكيان"، الذي يشهد تظاهراتٍ شعبيةٍ كبيرة تطالب بوقف هذه الحرب، واستكمال صفقات تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، ويختم بالقول: "لكن ليس بمقدور أحدٍ منا أن يسكن في العقل الصهيوني، كي يتمكن من تحديد توجهاته لاحقًا".
كما في غزة كذلك في جنوب لبنان، نجحت المقاومة في إشغال مئة ألف جندي "إسرائيليٍ" مع عتادهم الكامل، ناهيك بسلاح الجو والبحر، بالإضافة إلى تهجير المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة، بحسب تأكيد بعض وسائل الإعلام الغربية.
كما ان دور اليمن في هذه الجولة من المعارك كان حاسما في دفع اسرائيل وأميركا للتراجع، حيث ادخل اليمنيون سلاح طرق التجارة البحرية الإستراتيجي بامتياز.
وهنا تؤكد مصادر واسعة الاطلاع على مجريات الواقعين الميداني والسياسي، أن "في حال نجح محور المقاومة في الحفاظ على إنجازاته الميدانية في لبنان وفلسطين والمنطقة ككل، سيكون أمام نصرٍ تاريخيٍ جديدٍ، سينعكس على الأوضاع السياسية فيها، خصوصاً في لبنان وفلسطين، لا محال.