التغلب على كافة المستجدات والتطورات
الشباب والثقافة التعبوية.. ترسيخ أساس الحياة والرُقي للأمم
إن الشباب في كلِّ زمان ومكان - وفي جميع أدوار التاريخ إلى زماننا هذا - عماد أُمة الإسلام وسِرُّ نَهضتها، ومَبعث حضارتها، وحاملُ لوائها ورايتها، وقائدُ مَسيرتها إلى المجد والنصر.
فإن الشباب في كل أمة عماد نهضتها وشرايينها التي تقوم عليها وهم رجال المستقبل المنتظر فهم العاملون بما يجب عليهم من واجبات لله رب العالمين ثم لأمتهم وبلادهم والذود عنها وعن مقدساتها والتضحية بكل غال ونفيس في سبيل رخائها وسعادتها وعزها وكرامتها ولا يكون الشباب كذلك إلا إذا تمسكوا بدينهم وأخلاقهم الإسلامية المستفادة من كتاب ربهم وسنة نبيهم محمد(ص) اللذين لن يضل من تمسك بهما ولن يشقى فإذا اتصف الشباب بهذه الصفة السامية حينئذ يحق للأمة أن تعتز وتفخر بهم.
وتركز دور شبابنا ليكون داعماً في مسيرة النضال الطويلة التي قدّمت شهداء وجرحى وأسرى وتضحيات جسام، في بناء شخصيته النموذجية بعيداً عن القولبة العصرية الغربيّة، وإدراكه الواع جداً في ضرورة كسب الصراع الوجودي مع العدو، عبر رفض كل ما هو عدو وتبنّي كل ما هو مقاوم في التركيب والبنية والعمل.
وحقيقة الأمر، أن محور المقاومة استطاع أن يحقق نقلة نوعية في هذا الإطار، تجسّدت في أن جعل من نفسه وببعض مفرداته واقعٌ متجذّرٌ في كيان الأمة ولم يقتصر على العامل العسكري بل دخل في النسيج الثقافي والاجتماعي والسياسي لدور الشباب واليافعين وتجاوز حدود المذهبية والمناطقية.
هؤلاء الشباب واليافعين من الرعيل الأوَّل هم الذين حمَلوا راية الدعوة إلى الله، ورَفَعوا لواءَ الجهاد المقدَّس، فحقَّق الله على أيديهم النصر الأكبر ودولة الإسلام الفتيَّة.
ويعرف الشاب الغاية التي من أجْلها خَلَق الله الإنسان، وهذه الغاية هي العبادة المُطلقة لله تعالى، والتي من معانيها إخلاص النيَّة لله في القول والعمل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والولاء والبَراء لله ورسوله، واتِّباع هدي النبي(ص) قولاً وعملاً، ظاهراً وباطناً، في الأمر والنهي، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد.
التعبئة إحدى المبادرات المهمة للامام الراحل(قدس)
لقد كانت التعبئة إحدى المبادرات المهمة للامام الراحل(قدس)؛ عندما أكد في عام 1979، في خطاب مهم على ضرورة تشكيل جيش قوامه 20 مليونًا في البلاد، وكانت النتيجة ان هبّ النساء والرجال والشباب واليافعون الشجعان الذين وقفوا بقوة للدفاع عن الثورة والعمل الجاد، حتى أن مؤسس الثورة وصف التعبئة بقوله: "التعبئة، مدرسة الحب هي مدرسة الشهود والشهداء المجهولين الذين أطلقوا الدعوة إلى الشهادة والشجاعة على أكاليلها الشامخة". واليوم، مرت 44 سنة على تأسيس هذا الجيش الوفي، واتسع نطاق نشاط التعبئة وتجلى في مختلف الأصعدة الثقافية والفنية والاقتصادية والصناعية والعلمية والتكنولوجية وغيرها. وفقًا لمهمتها المرسومة.
ان العشق والايمان والبصيرة والهمة هي العناصر الرئيسية للحركة الشعبية العظيمة وروح وحقيقة تعبئة جهاد البناء ان كل مجتمع يتمتع بهذا الرصيد القيّم سيرتقي وبلا ريب الى قمم العزة والعظمة وهذه المكانة الفاخرة هي المصير المحتم للشعب وخاصة الشباب واليافعين.
قوة الشباب وحيوية وامل وايمان الشباب المنضوين في تعبئة البناء والاعمار مدعاة فخر ايران والتاريخ، والشباب المؤمن والنشط والملتزم الذي انعم الله عليه بنعمة اسداء الخدمة للناس والثورة، يعرف قدر وقيمة هذه الحيوية ووجهتها الصحيحة.
وعلى مسؤولي البلاد ايضا ان يعرفوا قدر هذا الكنز الذي لا ينفد وهذه الحركة العظيمة.
ان هذه الحركة التي من شأنها التحفيز والترشيد نحو الكمال هي هدية الثورة والامام الراحل(قدس) للشعب الايراني العظيم، وديمومية هذه العناصر خلال العقود الماضية ادت الى تأصيل شجرة الثورة الاسلامية الطيبة وتوسيع ظلها واتيان اكلها في كل حين .
التمسك بقول الامام الخميني(قدس)
التمسك بقول الامام الخميني(قدس) والايمان القوي والحماس والبصيرة التي يتحلى بها شباب البلاد هي مؤشر واضح على ديمومة وحيوية الثورة وهؤلاء الاشخاص الذين لم يكونوا بالضرورة من اعداء الثورة منذ البداية سقطوا امام بريق الدنيا ووقعوا في شرك العدوان وهذا البلاء العظيم جعلهم غير قادرين على مواصلة الطريق ولذا فانهم يتصورن ان الثورة قد انتهت، ولكن هذا الادعاء مجرد وهم وخيال .
وبتواجد الشباب المؤمن والمتشرع في المناطق القروية والمحرومة هي دعوة عملية للمواطنين الى الاسلام والثورة .
وان مواهب الشباب وكسب التجربة ولمس حقائق الحياة وتحطيم الحواجز الطبقية وخلق حالة من السرور والبهجة في روح وكيان الشباب على صعيد اسداء الخدمات ويعتبر شباب تعبئة البناء والاعمار هم سفراء العمل والجهد والخدمة والجهاد في مختلف مناطق البلاد وهذه الفوائد العظيمة تؤكد ضرورة المحافظة على الحركة العظيمة لتعبئة البناء والاعمار وتعزيزها .
التعبئة ضمان ديمومة مسيرة البلاد
الثقافة التعبوية بامكانها التغلب على كافة المستجدات والتطورات وضمان ديمومة مسيرة البلاد.
وان الايمان والأمل والاندفاع والوعي تمثل الاطر الاساسية للثقافة التعبوية والجيل الجديد والشباب استطاع بثورته ومن خلال الاعتماد على هذه الثقافة التغلب على كل ألوان الاذلال واليأس.
وطبعاً، هناك نقطة مهمة أخرى هي أن البلاد اليوم لديها قابلية لإنتاج التعبئة والتعبويين وإنماء جيل جديد في التعبئة، وكذلك لدى التعبئة هذه القابلية لدفع البلاد نحو الأمام بخُطى ثابتة ووارفة. هذا يعني أن لدى البلاد الجهوزية لإنبات التعبئة وتجديدها بجهود منظمة التعبئة وعامة التعبويين من الشعب الايراني.