الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة وثمانون - ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة وثمانون - ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

مؤلفة كتب صمود الأطفال «زينب إيمان طلب» للوفاق:

على الكتّاب رواية حياة أطفال المقاومة

موناسادات خواسته
كتب المقاومة كثيرة، ولكن الحركة التي نشهدها أخيراً هي تأليف الكتب لأطفال مقاومون يواجهون الحرب والظلم، ومنها كتاب "النشأة في سبيدان"؛ الذي قصته مستوحاة من رسومات أطفال سوريا المحاصرين في "الفوعة وكفريا"، من تأليف زينب إيمان طلب، صدرت عن دار نشر "راه يار". "الفوعة وكفريا" بلدتان شيعيتان في محافظة إدلب السورية، ناضل أهاليهما بشكل متواصل منذ ثلاث سنوات، في حصار كامل، ضد هجمات وتسللات وقصف وإطلاق نار متواصل من قبل الجماعات الإرهابية، وخاصة جبهة النصرة وأحرار الشام. والتي استشهد فيها حوالى 1923 شخصاً، وكان عدد الجرحى والمصابين 3868 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، لكنهم
ما زالوا لم يستسلموا.
وأخيراً، وبعد إبرام الاتفاقات، في تموز/يوليو 2018، تم إجلاء سكان الفوعة وكفريا بواسطة 121 حافلة إلى مركز التوطين المؤقت في "جبرين" بسوريا، وغادروا أرضهم فيما تخلد ذكرى ثلاث سنوات من الصمود والمقاومة ضد قوات الاحتلال، والجماعات الإرهابية التكفيرية في أصعب الظروف الاقتصادية والإنسانية والتهديدات المتكررة لن تنسى أبدا. زينب إيمان طلب، كاتبة إيرانية، أعمالها في مجال الأطفال والناشئين، وهي مؤلفة كتاب "النشأة في سبيدان"، كما كان للراوية مجموعة قصص للأطفال والناشئين بعنوان "رواية كربلاء"، وبما أن في هذه الأيام نشهد الجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قتل الأبرياء والأطفال إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً معها، حيث دار الحديث حول الأطفال الذين يواجهون الحرب، ورواية "النشأة في سبيدان" وفيما يلي نص الحوار:

رواية عن صمود أطفال المقاومة
بداية طلبنا من السيدة ايمان طلب لكي تتحدث لنا عن الدافع الذي دفعها لكتابة رواية "النشأة في سبيدان"، فقالت:  فكرة تأليف الكتاب جاءت من دار نشر "راه يار" في الوقت الذي كانت سوريا لا تزال في أتون الحرب وكان لدينا سلسلة من اللوحات لأطفال "الفوعة وكفريا" الشيعية في سوريا.
إنهم كانوا يعيشون في مخيمات اللاجئين وغيرها، وهذه اللوحات وصلت إلينا، وأراد الناشر الذي يهتم بقيم الثورة الإسلامية أن نكتب قصة بناءً على هذه اللوحات عن حياة الأطفال الذين كانوا تحت الحصار لمدة 3 سنوات ولم يكن العالم على علم أيضاً بهذه الحادثة، أي في الحقيقة لم يخبروا العالم بذلك، لقد سمعنا عنه بأنفسنا، ولم يغطّه سوى وسائل الإعلام المحلية الإيرانية، لكن وسائل الإعلام الكبرى في العالم ووكالات الأنباء الكبرى في العالم اتخذت الصمت التام أمام
هذه القضية.
كلما قرأت أكثر وتعرّفت أكثر على الأحداث التي تجري في سوريا، شعرت أكثر بواجب إيصال صوت هؤلاء الأطفال للآخرين وإعلام الآخرين بحياتهم الصعبة.
لقد تمكنوا من الصمود لمدة 3 سنوات، ورغم أنهما مدينتان في سوريا تم الاستيلاء عليهما بسرعة من قبل قوات المعارضة وداعش، إلا أن مقاومة اهالي هاتين المدينتين الشيعيتين لمدة 3 سنوات كانت نقطة تحول في تاريخ سوريا وتاريخ المقاومة في المنطقة، وأردنا أن نروي قصة هذه المقاومة المجيدة.
الأطفال ومفاهيم العدوان والمقاومة
عندما طلبنا من كاتبة الرواية لكي تبدي لنا رأيها حول تعريف الأطفال بمفاهيم العدوان والمقاومة، قالت: لا أعتقد أنه من الصواب أن يتعرف الطفل على مفهوم الحرب، ولا نود أن يسمع أي طفل مفهوم هذه الكلمة على الإطلاق.
ولكن عندما نرى أن كياناً مستبداً يأتي في منطقة ليست تابعة له، مع سلسلة من المناقشات العرقية والعنصرية، فإنه بكل وقاحة وقوة يطرد أهل أرض من منازلهم وحياتهم ويقتلهم.
خلال هذه السنوات الـ 75، تم استغلالهم واستعمارهم وقتلهم وتدميرهم، والعالم ومؤسسات حقوق الإنسان يتفرجون، وقبل ذلك ما هي الجرائم التي ترتكبها القوى العظمى الأخرى في العالم، ومرة أخرى هذه المؤسسات الدولية، ليسوا فقط ينظرون إلى الموضوع ويتخذون الصمت، بل كانوا أذرعهم.
وللأسف فإن هذا يتطلب أن نعرّف أطفالنا مفهوم الحرب، ومن ذلك إلى مفهوم المقاومة الجميل، وهو ما يعني أننا محتمون ومجبرون، وإلا فلن يحبنا أحد أن نعلم الأطفال سلسلة من المفاهيم القاسية.
وإذا أظهرنا جمال العيش في سلام وطمأنينة وعدالة ومساواة، وأن كل شخص في مكانه، وأن كل شخص لا يريد أكثر مما يستحق، إذا أظهرنا جمال هذه الأشياء للأطفال، فإن فالأطفال أنفسهم سيأخذون منهم هذه الحياة بأي عامل خارجي يريد ذلك، فهم يقاومون ويحبون المقاومة.
لدينا سلسلة من المفاهيم مثل أنه كلما فشل الشخص أمام المتنمرين، كلما تغلبوا عليه أكثر، أو أن تجهيز أنفسنا يمكن أن يكون نموذجيا وتطورنا أحد العوامل التي تجعل المتنمرين لا يجرؤون على مهاجمتنا، ربما تكون هذه مفاهيم من الأفضل أن يتعرف عليها الأطفال.
التحديات لكتابة الرواية
فيما يتعلق بتأليف الرواية والتحديات التي واجهتها تقول السيدة ايمان طلب: أهم مسألة كانت صعبة هي أنني اضطررت للتعرف على إحداثيات وجغرافيا وميزات سورية، وبطبيعة الحال، كان الجزء الأكثر صعوبة هو أنه كان عليّ أن أتعامل ليس فقط مع التاريخ والجغرافيا، ولكن أيضاً مع مناقشة كيفية بدء الحرب.
كنا نسمع هذه الأشياء من وسائل الإعلام الخاصة بنا، لكن لكي أحصل على نظرة أكثر دقة ووضوحاً، ذهبت للتعرف على جغرافيّة سوريا، وعلى العرقيات الموجودة، وحتى على الصناعات اليدوية الخاصة بهم، بحثت وحصلت على معلومات.لأنه لا بد أن تكون هناك بعض الاستخدامات، فهناك مستوطنات شيعية في بلد فيه مذاهب متعددة، لكننا نريد التعرف على إحداثيات وثقافة هذه الاعراق، لفهمها في ذلك الفضاء والأجواء، وكان ذلك صعباً للغاية، لأننا كنّا من ثقافة أخرى، وكان علينا دراسة موضوع ثقافة أخرى، ومن جهة أخرى، إذا أردنا أن نضع أنفسنا مكان هؤلاء الأطفال والعائلات، كانت المعلومات قليلة جداً وكان الأمر صعباً للغاية.
يعني المعلومات كانت قليلة جداً عن الفوعة وكفريا والأحداث التي حصلت هناك في تلك السنوات الـ 3، أي ربما تمكنت من العثور على وثيقة أو اثنتين، وكان ذلك من لحظة تبادل هؤلاء الأشخاص الذين عاشوا في التسوية التي كانت لديهم، وأخيرا بعد 3 سنوات تم تبادلهم.
ومن جهة أخرى أنني وجدت سلسلة من الصور ولكن للأسف لم يكن هناك الكثير من المعلومات وكان عليّ أن أتواصل مع سلسلة من الأشخاص السوريين، وأسألهم هل هذا الإسم أو الطعام موجود في سوريا؟
إذا كان لأهل الفوعة وكفريا حدائق، فما نوع الفاكهة الموجودة في حديقتهم؟، وقد تمكنا من الحصول على معلومات عن أولئك الذين كانوا يسافرون الى سوريا.
مساعدة أطفال الحرب
بعد ذلك سألنا من مؤلفة رواية "النشأة في سبيدان" أنه نظراً لما نشهده من الجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق أطفال غزة، فكيف يمكن مساعدة هؤلاء الأطفال؟، فقالت: حاولت أن أكتب هذه القصة بطريقة عابرة للدين، أي نقول أن الفوعة وكفريا شيعة وتم محاصرتهم لمدة 3 سنوات وقاوموا، رغم أنه كان هناك قصف كل يوم، وكانت الحياة صعبة والكهرباء مقطوعة كل يوم، ولم يكن لديهم طعام وكان عليهم أن يأكلوا كل ما يحصلوا عليه، لكنني حاولت الرجوع خطوة إلى الوراء في هذا الكتاب والكتابة عن كل المظلومين في العالم الذين ظلمتهم قوة الاحتلال، وهناك عناصر في هذا الكتاب ربَطتّها بإسرائيل والصهيونية.
في هذه الرواية يتعرّف أطفال الفوعة وكفريا على الأطفال الذين يتعرضون لظلم الصهاينة، وأحضرت أيضاً بعض العناصر التي يمكن للجمهور، إذا كان لديه فضول، أن يبحث عنها ويعرف مَن هؤلاء الهرتسليون الموجودون في الرواية؟ مَن هم الأشخاص المرتبطون بهرتسل والشخصيات التي أسست هذا النظام غير الشرعي؟
بصراحة، إذا أردنا مساعدة هؤلاء الأطفال المظلومين، فيجب على الجميع أن يعملوا بكل ما يستطيعون؛ من كان كاتباً عليه أن يكتب قصة تروي حياة هؤلاء الأطفال المجيدة والحزينة، الأطفال الذين بعضهم لا يخرج من المستشفى بعد الولادة ويموت، وفي رأيي أن الموجة التي بدأت في غزة بعد هذه الأحداث هي أن هناك صحوة بين الأمم.
وفي رأيي أن هذه العلاقة بين الأمم والشعوب، ومنه شعب إيران وشعب بنغلاديش وغينيا وفي أي مكان آخر، باستطاعتهم استخدام الإنسانية كأساس لهذه العلاقة ودعوتهم لرؤية هؤلاء الأشخاص والضغط على حكوماتهم لكي يقوموا بمساعدة هؤلاء الأطفال.
برأيي الطريق إلى الخلاص هو تواصل الأمم مع بعضها البعض، حتى نتمكن من أن نكون صوت هؤلاء الأطفال ونخلق موجة جماعية وعالمية بين الناس للوقوف ضد هذا التنمر.
تعزيز روح المقاومة عند أطفال الحرب
وحول مستقبل أطفال الحرب، وتعزيز روح مقاومة الظلم عندهم قالت ايمان طلب: الأطفال هم ضد الظلم، أي إذا تنظرون إلى طفل، حتى لو تشاجرون معه على قضايا صغيرة، فإنه يتفاعل لأنه يتمتع بشخصية واحترام لنفسه؛ ولا يستطيع أن يتقبل أن هناك قوة خارجية تريد السيطرة عليه، فقط روح الحرية والاحترام والشرف، إذا وجدت في الأطفال، فإنهم بطبيعة الحال لا يستطيعون تحمل الضغط والقوة والقسوة والقمع.إذا نشأ الأطفال بحرية لأنهم أحرار، وعلينا أن نتعلم من الأطفال الفلسطينيين، لأنهم يعيشون في تلك البيئة، يمكنهم الحفاظ على روح المقاومة لديهم، ويمكنهم القتال، ويمكنهم إعطاء الروح المعنوية للآخرين.
إلى حد ما، أعتقد أن العيش في صعوبة ومعرفة أن هذه الحياة قد تنتهي في أي لحظة، تحاول أن تعيش حياة مجيدة وكريمة.
مسؤولية الكتّاب
وفيما يتعلق بمسؤولية الأدباء والفنانين في هذا الوقت، قالت الأديبة الإيرانية: في رأيي، يجب على الكتّاب أن يعبروا عن أنفسهم ويروا واقع المجتمع، ويروا واقع العالم، ويتخيلوا حقاً العيش بدون وجود قوى خارجية ظالمة وقمعية، وأن يكونوا قادرين على العمل معاً لبناء عالم أفضل وأكثر سعادة.
وهذه هي المواضيع التي يمكنهم الكتابة عنها، وأعتقد أننا يجب أن نمنح الأطفال إحساساً بأهميتهم ونشاطهم في كتاباتنا؛ الآن نكتب عن أي موضوع، وهذا يجعلهم قادرين على المشي والعيش بطريقة أفضل.
كتب المقاومة لأطفال العالم
وأخيراً حول تأليف كتب أخرى بموضوع المقاومة وترجمتها بالعربية قالت السيدة إيمان طلب: الحقيقة أن بين يدي عدة قصص أخرى، بعضها في مرحلة التخطيط، وبعضها تم تأليفها، وبعضها تدور حول قضايا دولية، وهي بالضبط نفس الفظائع والقمع لقد حدث ذلك للأطفال، لكني لن أقول الآن أن الأحداث تنتمي لأي بلد.
ولكن إن شاء الله سنوصله إلى أطفال العالم قريباً، وأرحب بترجمة هذا الكتاب إلى لغات مختلفة، وخاصة العربية، ولكن مع مجموعة من الاعتبارات التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار البلد المقصد في الترجمة، و مع الاهتمام بالترجمة إلى ثقافتهم وأدبهم، وفي النهاية، آملين أن يعم العدل والسلام في كل مكان.

 

البحث
الأرشيف التاريخي