الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانون - ١٦ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانون - ١٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

خبير استراتيجي وعسكري سوري للوفاق:

ايران موجودة في الصراع لكن لا يوجد مبرّر لتدخّلها المباشر

 في اليوم الـ40 للمحرقة الصهيونية في قطاع غزة، اقتحمت قوات الاحتلال مجمع الشفاء الطبي، وحولته إلى ثكنه عسكرية. وفي الوقت الذي يواصل فيه جيش العدو جرائمه بحقّ الشعب الفلسطيني وفي ضوء عجز المجتمع الدولي عن فعل أي شيء لوقف جرائم الصهاينة رغم الزلزال الشعبي الذي ضرب أنحاء العالم إحتجاجاً على جرائم الإحتلال الإسرائيلي بحقّ أهالي قطاع غزة، أجرت صحيفة الوفاق الدولية حوارا مع الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء المتقاعد محمد عباس محمد، تحدث خلاله عن أبعاد تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة.
ايران الداعم الأساسي للمقاومة
في مستهل كلامه يقول اللواء السوري المتقاعد للوفاق: ايران تشكل أحد أكبر ركائز محور المقاومة والداعم الأساسي للمقاومة الوطنية الفلسطينية، وتشكل ايران قاعدة متقدمة قوية وصلبة تستند إليها دول محور المقاومة، ولكن الظروف الآن غير متوفرة ولا تستدعي دخول ايران في الحرب الدائرة بفلسطين بشكل مباشر، خاصة وأن المقاومة الفلسطينية الوطنية ما تزال قوية وصامدة، وما تزال تمتلك زمام المبادرة في الميدان، وهي حتى الآن تؤثر في العدو الاسرائيلي وناجحة في دفاعها، ولا أعتقد ان الشروط العسكرية والسياسية والجيوسياسية في المنطقة تتطلب التدخل الايراني مباشرة في الحرب، لذلك اعتقد ان ايران موجودة في هذا الصراع، ولكن لا يوجد حتى الآن اي مبرّر أو دافع لتدخلها المباشر في الحرب. خاصة إذا ما تأكد لنا أن المقاومة الفلسطينية ما تزال قوّية وراسخة ولديها القدرة على مواصلة الصراع والتأثير على العدو الإسرائيلي.
التحركات الدبلوماسية ليس لها تأثير في الميدان
بشأن التحركات الإيرانية الدبلوماسية لوقف العدوان الصهيوني على غزة، يقول اللواء محمد عباس محمد: هذه الزيارات ضرورية وهامة بالنسبة للبحث عن وقف إطلاق النار، لكن أعتقد أنه لن يكون لها تأثير في الميدان، إذا لم يتم حشد القوى والوسائط العربية والإسلامية التي تستطيع أن تواجه وتجابه وتتصدى أو أن تضمن تهديداً للكيان الصهيوني الذي يهدف الى اقتلاع أهل غزة من أرضهم، هي الضامن الوحيد لوضع الشروط المناسبة لعودة الإطمئنان والهدوء وانهاء الحرب المستعرة في غزة.
وبشأن احتمالات اندلاع حرب إقليمية، يوضح : هذه الاحتمالات قائمة جداً في ظل التصعيد الاسرائيلي والغطرسة والتعنت الصهيوني، التي تسعى الى إعادة الإعتبار الى جيشها وقيادتها المرتبكة والمتآكلة والمتهالكة، حيث يحاول الإسرائيلي فرض حرب إقليمية على المنطقة تدخل فيها قوى إقليمية بالإضافة الى المقاومة في غزة، على أن تكون دول الناتو وأمريكا الى جانبه في هذه الحرب، بما يبرر لإسرائيل هزيمتها الكبرى في السابع من أكتوبر، وبما يضمن لها خلط الأوراق وضبط المنطقة على ايقاع الناتو وامريكا، أو توسيع دائرة الصراع لتشمل دول ايران وروسيا والصين وبالتالي الدخول في إرهاصات المواجهة العالمية على هذه الأرض.
المقاومة في غزة قادرة على المواجهة بقوّة
وأردف موضحاً: العدو الصهيوني ينفّذ عملياته البرّية بهدف ما يزعم أنه يريد القضاء على المقاومة في غزة، وبينما ما تزال المقاومة في غزة قادرة على المواجهة بقوّة، تمكّن محور المقاومة من إيصال رسائله حيث كان واضحاً في قراره بتوحيد ساحات المواجهة، وبأن مسرح الحرب واحد يمتد الى مارون الراس الى الجولان الى صنعاء وايضا في البادية العراقية وفي دير الزور، فمسرح الحرب واحد وهو المواجهة ضد الإحتلال الأمريكي والتواجد العسكري الامريكي في المنطقة. وبالتالي المواجهة مستمرة وهي مواجهة ناجحة وأثبتت قوى محور المقاومة استعدادها لخوض الصراع ضد العدو الإسرائيلي بشكل كامل.
أسباب العجز العربي
وحول عدم وجود مبادرة عربية من شأنها أن تضع حدّاً للعدو الصهيوني، يوضّح بالقول: الى حدّ الآن معظم الأقطار العربية تلتزم حالة الصمت، ولم نقل في حالة الصدمة، حيث أنها فوجئت بأن قضيتها الفلسطينية ما تزال في مقدمة القضايا الإنسانية، وقد عادت الى الواجهة رغم محاولات إنهاء القضية واختصارها بصراع على حي أو شارع أو على تسمية القيادة الفلسطينية بدولة محيطها الضفة الغربية أو غيرها، وبالتالي فشل هذه الدول في تصفية القضية، والجميع في حالة الصدمة اليوم لأنهم كانوا يعتقدون أن القضية الفلسطينية باتت طي النسيان وانتهت، إذا نحن أمام سؤال هام جداً، لماذا هذا الصمت العربي إزاء ما يحدث في فلسطين؟ في الواقع لأنهم لا يستطيعون أن يتصرفواً ولا يوجد قرار بيدهم يعطيهم المجال للتصرف والتحرك إزاء المجازر التي تحدث في فلسطين المحتلة، هذا المتغير الإستراتيجي الهام الذي أحدث زلزالاً على مستوى العالم أثبت أن القضية الفلسطينية ما تزال حيّة، وما تزال في وعي وإدراك الشعب الفلسطيني.
هدف العدو الاسرائيلي من المجازر
وبشأن تكاثر جرائم الصهاينة وإستفحالها بحق المدنيين، يوضّح الخبير الإستراتيجي والعسكري السوري: أما بشأن هدف العدو الاسرائيلي من المجازر التي يرتكبها بحق المدنيين : واضح ومعروف من هو هذا العدو، إذ يريد إغراق غزة في الدماء وتوسيع دائرة الإرهاب التي يرسمها حول الفلسطينيين، وبث الخوف والرعب في قلوب المواطنين الفلسطينيين، والتحريض ضد المقاومة الفلسطينية وتحميلها مسؤولية ما يحدث، بحيث يحرض المواطن المدني ضد المقاومة وبالتالي ليصل الى هدفه المتمثّل بتخلي الفلسطينيين عن مقاومتهم الشريفة والمجاهدة، أمام حجم الضربات وفرض حالة الاستسلام والمقاومة والشعب الفلسطيني، كما يهدف في المحصلة الى تهجير الشعب الفلسطيني الى خارج غزة وبناء مخيمات تضم 2 مليون مواطن فلسطيني في منطقة صحراوية معزولة تُسهّل السيطرة عليها وإبادتها متى ما تشاء، وبالتالي يحقّق العدو الصهويني تهجيراً جديداً ويضمن توسيع رقعة أراضيه المغتصبة على حساب اهالي غزة، كما يؤمّن طريق بايدن التجاري المُعلن الذي يمتد من الهند الى الامارات السعودية ومن ثم غزة وحيفا وصولا الى ايطاليا ومنها الى امريكا عبر الأطلسي، وبالتالي يضمن تمرير خطه ويضمن اقتلاع الشعب الفلسطيني من المحور الذي يمكن لهذا الطريق التجاري ان يعبر من خلاله.
المحكمة الدولية أداة خاضعة لمن يموّلها
وأكمل بالقول: أعتقد أن المحكمة الدولية والمجتمع الدولي لن يكونا قادرين على محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه التي يرتكبها، ذلك لأننا يمكن إختصار المجتمع الدولي بدول الغرب المنضوية تحت تكتل الناتو، والمحكمة الدولية أداة خاضعة لمن يموّلها من الدول الغربية، وبالتالي أنا أرى انه لا يمكن محاكمة الكيان الإسرائيلي لأنه فوق القانون، سيما أن القانون الدولي مطاطي يتم تفصيله حسب الأطماع الأمريكية والغربية، وبالتالي يمكن للقاتل او المجرم التملّص من المحكمة الدولية لأن القاضي في هذه المحكمة متواطئ مع القاتل ضد الضحيّة.
الرأي العام ما زال في المرحلة الجنينية
أما بشأن استعداد الرأي العام العربي واستعداد جمهور محور المقاومة لأي مواجهة شاملة مع الصهيوني في المنطقة، يقول موضحاً: يعني لكي أكون صادقاً ودقيقاً في التوصيف عندما نتحدث عن إستعداد محور المقاومة والرأي العام العربي والاسلامي لأي مواجهة او حرب شاملة مع الكيان الصهيوني، يجب علينا أن نتساءل ما هو مستوى تحصين الرأي العام العربي والاسلامي، وما هو مستوى ردّ الفعل الذي يمكن أن يبادر به هذا الرأي العام، في مقابل الحكومات العربية او الاسلامية التي ما تزال حتى الآن تتلمّس البوصلة لكي تعرف في أي مكان يمكن لها أن تقف، وبالتالي عندما نتحدث عن الرأي العام العربي والاسلامي يمكننا ان نقول أنه ما زال في المرحلة الجنينية ولم يولد بعد، لا سيما في الجانب الرسمي، فمن ناحية العاطفة والإنفعال الجميع مع المقاومة وفلسطين، قلوبهم مع المقاومة، لكن اخشى ان لا تكون هذه العواطف قابلة للترجمة على شكل إرادة صلبة نحو القتال والصمود بوجه العدو الصهيوني. خصوصاً ان مستوى الاختراق الثقافي والاجتماعي والسياسي في العالم الاسلامي كبير جداً، كمثال على هذا هو الموقف التركي، الذي لم يتجاوز بأن اردوغان سمح لشعبه بالخروج في مظاهرات صورية ووقف خطيباً واستطاع ان يحشد الأصوات لصالح تركيا، بينما هذه الأصوات لا تقدم شيئاً ولا تنتج مقاومة، فالأواني الفارغة تُصدر أصواتاً قوية. وفي ختام كلامه يقول بشأن استعداد المجتمع الصهيوني لأي حرب شاملة: بالتأكيد المجتمع الصهيوني غير مستعد لأي حرب شاملة، وهو يتجنّب وقوع مثل هذه الحرب، فلم يعاني من ويلات الحرب كما عانى منها في عام 2006 واليوم 2023، والعدو الاسرائيلي أتوقع انه سيدفع أثمان باهظة، فالحرب انتقلت الى داخل الكيان، ونرى الصواريخ تدك تل أبيب وحيفا وكامل المدن المحتلة، ولهذا فالصهيوني غير مستعد أبداً لأي حرب، وإذا ما وقعت هذه الحرب لن يكون الإسرائيلي رابحاً فيها، وستكون بداية النهاية للكيان الصهيوني.

البحث
الأرشيف التاريخي