قصة رويان

التاريخ الشفوي للدكتور سعيد كاظمي أشتياني في معهدأبحاث رويان للجهادالأكاديمي

ليلة لا تنسى
تعود بداية جهود سعيد وأصدقائه إلى ما قبل الافتتاح الرسمي لرويان ببضعة أشهر؛ ليلة لا تنسى في شتاء بارد ومثلج في منطقة الزعفرانية؛ كان ذلك فبراير/ 2000م. وفي شتاء ذلك العام بدأ معهد رويان نشاطه بشكل غير رسمي.
في أحد أيام شهر فبراير، عندما كان من المقرر إجراء أول عملية إباضة في معهد رويان بحضور الدكتور الحسني، بسبب الثلوج الكثيفة التي تساقطت في منطقة زعفرانية، لم تتمكن شاحنات الوقود من الوصول إلى مبنى رويان، وبسبب عدم وجود المازوت في غرف التأسيسات، كان المبنى باردا. وفي الليلة التي سبقت العملية، قام الدكتور كاظمي، الذي كان رئيس معهد رويان، مع زملائه، من على بعد حوالي كيلومتر واحد من المعهد، حيث توقفت شاحنات المازوت، بحمل المازوت في دلاء سعة 20 لتراً وتعبئتها في الخزان لتدفئة المبنى وتجهيزه ليوم غد، واستمر العمل حتى الصباح تقريباً. وبالرغم من صعوبة الأمر، تم الاستعداد شيئاً فشيئاً لعلاج أول مريض كان يعاني من العقم.
لم يمضِ وقتًا طويلاً، فبعد مرور عام على التكوين الرسمي للجنين، أعطى علاج العقم بتقنية التلقيح الاصطناعي (ivf) نتائجه وولد الطفل الأول. وفي الوقت نفسه ازدهر الأمل أيضًا في عائلة رويان. أول طفل تم إخصابه في المختبر كان اسمه سيمين؛ يحمل نفس اسم الزقاق الذي يقع فيه مبنى رويان الصغير. يومها، لم يكن سكان الزقاق وحدهم من سمعوا صوت صرخات سيمين، بل وصلت الأصداء إلى حد أن المسؤولين وقال: ابقوا في الزعفرانية (الدكتور علي صديقي، أحد أصدقاء سعيد من الستينيات على الجبهة والجهاد الاكاديمي).
مركز رويان لعلاج العقم
في ذلك الوقت، لم تكن أي من الأجهزة والمعدات المتقدمة اللازمة لهذا العمل موجودة في البلاد وكان لا بد من شراؤها من الخارج. وكانت التكاليف باهظة للغاية ولم يتمكن الجهاد الأكاديمي من تحمل مثل هذه الميزانية وكانت شجاعة سعيد وقدراته مفيدة هنا. ومن خلال متابعته، خصص مسؤولو الجهاد ما بين 15-20% من الميزانية اللازمة لإنشاء هذا المركز، إلا أن هذا المبلغ لم يكن كافيا؛ فبادر سعيد إلى العمل والتجأ إلى المحسنين والتجار الذين أوضاعهم المادية جيدة، وشرح لهم خطة إنشاء مركز لعلاج العقم وابلغهم "بضرورة" إنشاء هذا المركز وقد أثمرت جهوده؛ فقد رحب المحسنون بالمشروع وتم في النهاية جمع مبلغ كبير نسبيًا، وتواصل سعيد مع العديد من الأشخاص الذين يمكنهم تقديم المعدات كما ساعدت قائمة طويلة من المتبرعين في إطلاق المركز. وكان للدكتور الكاظمي دور مباشر في استقطاب العديد من هؤلاء المحسنين وكان يذهب ليحصل على هذه المساعدة بنفسه وكانت لديه هذه الروح الطيبة ولم يتردد في اللجوء إلى المحسنين. وكان أغلبهم من المحسنين التجار وبعضهم لم يكن. وكان هناك أصحاب مصانع لم نعلن عن أسمائهم لفترة طويلة فشرح لهم فكرته بلغة واضحة وحاول الحصول على التمويل منهم. وقد نجح في هذا الامر واستطاع الحصول على تسهيلات كثيرة بمساعدة هؤلاء المحسنين. وقد ساعده المرحوم الحاج آغا لباف (والد زوجته) كثيراً في التعرف على المحسنين وكسب ثقتهم. (الدكتور حامد جرابي).
يتبع...

البحث
الأرشيف التاريخي