قيادي بارز في حركة حماس للوفاق:
المقاومة الفلسطينية استغلت نقاط ضعف العدو
هادي معصومي زارع
إلتقت صحيفة الوفاق مع الاستاذ اسامة حمدان القيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين-حماس حيث سألته عن آخر التطورات المتعلقة بعملية" طوفان الأقصى" والتطورات الأخيرة في هذا المجال وفيما يلي الجزء الأول من هذا الحوار:
هل كان لعملية طوفان الاقصى أي تخطيط سابق أو مخطط مشترك بين حركة حماس وباقي أطراف المقاومة أم أنها خاصة بحركة حماس وهي وحدها من كان على اطلاع بهذه العملية؟
لابد في البداية ان اشير الى ان هناك مسألة لابد من توضيحها وهی طبيعة العلاقة والعلاقات بين اطراف محور المقاومة هناك عمل مشترك يتم داخل هذا المحور وهناك اهداف متفق عليها في مواجهة الكيان الصهيوني لمواجهة التحديات التي يواجهها هذا المحور، وهناك مسارات عامة وكل فريق وكل طرف يعنى بالتفاصيل التي تليه بمعنى ان جراء العملية سواء في لبنان او في فلسطين او اي مكان هو اجراء عمليات يتم من طرف المحدد في المحور وهو الذي يباشر العمل لكن الاطار العام والرؤيا العامة هي مساراته قضايا تم الاتفاق عليها، بهذا المعنى الاتفاق على ان يكون هناك انتقال وتطور لدور المقاومة هذا شيء متفق عليه.
لكن التفاصيل العملياتیة فإن الميدان يحكمها والظروف الوضع الراهن تحكمها وانا لا استطيع ان نقول ان لا احد كان يعلم ولا يمكن ان اقول ان التفاصيل كانت غير معلومة للجميع ولهذا ياتي الحقيقة ما تفضل به السيد القائد ان هذه العملية هي من تخطیط واعداد وتنفیذ الشباب الفلسطيني المقاوم في حركة حماس والجهاد الاسلامي وکتائب القسام وسرايا القدس بهذا الاطار وفي هذا السياق.
أنتم في المكتب السياسي هل كنتم على علم بالعملية أم لا؟
دعني اکون واضحا، هناك عدد محدود في القيادة كان يعرف بساعة الصفر انما التوجه العام کان معروفاً لكن ساعة الصفر لحظة العمليات هذا بالظروف الامنية ولما تقتضيه العملية سرية حساسة حتى تحقق اهدافها في مفاجئة العدو كان هناك عدد محدود من الاشخاص الذين يعرفون ساعة الصفر بالتحدید.
وكان معروفاً ان المقاومة تعد الانتقال في فلسطين من موقع المشاغلة والاشتباك الدائم والاستنزاف للعدو الى موقع العمليات التي تقود الى مسارات التحرير.
هناك نظريات تقول بأن الاسرائيليين الصهاينة رتبوا مؤامرة لحماس في فلسطين وتمكنوا من ايقاعها في الفخ، ونعرف أن طوفان الاقصى هي عملية غير مسبوقة في تاريخ العدو الصهيوني فما هو ردكم على هذا الكلام الذي يقول أن حماس وقعت في الفخ؟
اولا دعني اقول بصراحة الذين تعودوا على الهزائم لا يستطيعون استیعاب الانتصارات والانسان الذي يفقد الثقة بنفسه وبقدرته على تحقيق الانتصار لا يستطيع ان يصدق ان هناك من يحقق الانتصارات هذه مسألة.
المسألة الثانية هي أن الذي يقرأ مسار المقاومة في المنطقة يستطيع ان يستنتج بوضوح ان هذه المقاومة تمضي في مسار متصاعد، عندما انطلقت المقاومة في لبنان عام 1982 كثيرين قالوا ماذا سيفعل حزب الله فقد هزم؛ بعد ذلك بـ18 عاما نجحت المقاومة حتى دحر الاحتلال عن لبنان حتى لحظة ما قبل الانسحاب لم يكن يصدق احد بان الكيان الصهيوني سيهرب من لبنان سمعنا ان البعض يقول ان الكيان الصهيوني يطبق القرارات الدولیة وان هناك ترتيبات ثم جاء عدوان تموز ليؤكد بأنه لم تكن هناك ترتيبات بل نعم كان هناك نجاح للمقاومة في هزيمة الاحتلال وطرده من لبنان.
وعندما بدأت الانتفاضة في فلسطين عام 1987كثير من الناس قالوا هل یمكن للحجر أن يهزم الدبابة الاسرائيلية؟! وجد الاسرائیلی نفسه في مازق؛ استثمر هذا مع الاسف البعض فلسطيني ذهب الى اتفاق اوسلو، الذي فشل بان يحقق للفلسطينیین ما يريدون، انفجر الشعب الفلسطيني عام 2000 الانتفاضة ادت الی طرد الاسرائيليین من غزة عام 2004 البعض ايضا تكلم عن نظرية المؤامرة لانه لم يستطيع ان يتقبل فکرة ان المقاومة يمكنها ان تحقق الانجازات نجحت 2006 ، 2008 في 2014 اسرائيل لم تنجح وفي عملية سيف القدي كثيرون تفاجأوا وكثيرون قالوا ان لا هذا الاسرائيلي يريد ان یرسم صورة جديدة انه هو يتعرض للعدوان لکن الحقیقة کانت خلاف ذلک لا يمكن ان تقرأ هذه العملية بمعزل عن تطور المقاومة سواء في فلسطين او المقاومة في المنطقة هذه مقاومة صاعدة تحقق انجازات وانتصارات جزئية ولكن تصنع منها الاستعداد للانتصار الكبير.
المسئلة الثالثة اذا كانت" اسرائيل" تريد ان تستدرج حماس والمقاومة في غزة لماذا تستدرجها الى معسكرات مليئة بالجنود يقتل بها الجنود هل "اسرائيل" تقبل بان يقتل مئات الجنود في ساعة أو ساعات محددة هل لدى" اسرائيل" الاستعداد ان يخرج من الخدمة العسكرية حسب اعتراف قیادة الجیش الصهیوني حيث خرج 1280 جندي وضابط من الخدمة لاصاباتهم باعاقات دائمة تعيقهم حتى عن الاعمال الادارية في المؤسسة العسكرية.
الذين تكلموا بلغة المؤامرة علیهم أن یدرکوا أن هناك 2000 بين قتيل وجريح واسير هل اسرائيل مستعدة ان تهدم صورة الجيش بهذه الطريقة؟
المسئلة الرابعة اسرائيل اليوم تهاجم قطاع غزة بالعملية البرية الاضخم في تاريخ الاحتلال بأكثر من 1000 دبابة وعربة مدرعة ويقتل الجنود الاسرائيليون هل هذا ایضا جزء من المؤامرة انا اعتقد ان هناك من لا يستطيع ان يصدق اننا قادرون على الانتصار .
حجم الانتصار غير مسبوق لان عدونا كان يستخف بامكاناتنا وقدراتنا واستعدادنا ولهذا هزم هزیمة کبیرة . هذا العدو اليوم يحذره ضباط جيشه "لنتنیاهو" اياك ان تغامر مغامرة كبيرة لان هذا قد يؤدي الى هزيمة اخرى.
النقطة الخامسة في موضوع الاستخبارات ، المقاومة علی مدی 30سنة درست سلوك العدو وفهمت عقل الامن وعملت منطلقة من هذا الفهم فنجحت في تضليل هذا العدو ولذلك هذا ايضا نجاح يسجل المقاومة وانا اريد هنا ان اقول ان هذا الكيان بقوته العسكرية والامنية ليس كيانا خارق للعادة هو كيان اذا نجحت في أن تفهمه جيداً تستطيع ان تهزمه خاصة ان هذا الكيان هو كيان غير اصيل في المنطقة ولذلك نعم حقق انتصار وانا اعتقد انه ستأتي انتصارات جديدة ولو ان هذا الكيان لا يمكن ان يهزم لما عبر قادته عن خوف من المقاومة في لبنان حتى قبل عملية طوفان الاقصی وهذا الخوف يتصاعدالان بعدعملية طوفان الاقصى لو كان هذا الكيان لا يهزم لماذا يخاف.
كيف استغلت حماس كل هذه النقاط السلبية ميدانياً؟
هذا عمل متواصل، هذا عمل لم يحدث في يوم واحد، وهو ناشئ عن ادراك وقراءة الطبيعة الصراع مع العدو وايضا كانت المقاومة تجري اراجعة لنتائج العمليات بعد كل مواجهة مع الاحتلال، بمعنی هذا العدوان في عام 2008 - 2009جرت طبيعة العدوان في عام 2012 في عام 2014 وفی عملیة سیف القدس كل هذه كانت محطات المقاومة تراكم فیها قراءة العدو وفهم العدو المقاومة كانت تدرس العدو دراسة حقيقية لم تكن تكتفي فقط بالقضايا الظاهرية من العدو . وبدراسة العدو تمكنت من معرفة نقاط ضعفه وهي كثيرة.
المسئلة الثانية تبدأ تدرس كيف تتعامل مع نقاط الضعف هذه وهذا ايضا يحتاج الى جهد وتفكير في الاعداد على سبيل المثال حتى الدبابة "الميركافا" التي يعتبرها الاسرائيلي قلعة متحركة ويعتبرها العالم افضل دبابة من حيث التسليح والتدريع نجح المجاهدون من خلال دراستها في معرفة نقاط محددة ادت الى اصابات كبيرة في المدرعات في الايام الماضية.
طبعا هذا الجهد لم نبذله وحدنا بل بعمل مشترك مع اخواننا في هذا الجهاد الذي درس العدو درس كيف يمكن ان نتعامل مع نقاط الضعف واعد العدة لها وحدد اهداف واضحة بني على اساسها كل البرنامج ثم جرى بعد ذلك الاعداد والتمويه والتضليل للعدو حتى اصحبت جميع الامور مهيئة .
هناك أسئلة حول مقتل مدنيين في عملية طوفان الاقصى البعض يقول أن حماس قتلت النساء والاطفال والمدنيين في قطاع غزة فما ردكم على هذه الاسئلة وخاصة أنه في بعض الاحيان يقومون بمقارنات ويشبهون حماس لداعش؟
اولا يجب ان يفهم الجميع التوجيه الذي اصدره الاخ ابو خالد الضيف قائد القسام في لحظة العمليات كان فيه نص واضح يطلب من المقاتلين ان لا يتعرضوا للنساء وللاطفال ولا الشيوخ وبالتالي التعليمات الموجودة عند المقاومة كانت واضحة في هذا الاتجاه المسألة الثانية التي يجب ان يعرفها الجميع ان المعسكرات الاسرائيلية الاساسي منها هو يقع ملاصقاً او جزءا من المستوطنات الصهيونية لان هذه المستوطنات تمثل نقطة ارتكاز للجيش الاحتلال وتمثل ايضا حماية للمستوطنات وهذا اظهر كانه هناك استهداف للمدنيين عندما تهاجم الموقع العسكري الان هناك ناجون من هذا الذي يقع بدأو يعطون افادات معلنة ان الذي قصف الموقع الفلاني هو جيش الاحتلال لان كان في مجموعة من المقاومين ادى هذا الى استشهادهم والى قتل اسرائيليين من المستوطنين هناك اثیرت ضجة كبيرة حول الحفل الذي كان يقام والقتل الذي تم فيه عدد معتبر من الذين كانوا في الحفل قالوا ان المقاومة لم تطلق النار عليهم وانما اطلق الجيش الاسرائيلي النار عليهم خلال اشتباكه مع المقاومة وقتلوا برصاص جيش الاحتلال، في تاريخ المقاومة عندنا عمليات عديدة حصلت، اوقفت العمليات لوجود اطفال او نساء في هذه العمليات، على سبيل المثال قبلثلاثة اشهر في عملية الحوارة المقاومون اوقفوا سيارتين للمستوطنين واحدة فيها كان مستوطنون مسلحين قتلوا والثانية التي تقود السيارة امراة ومسلحة ولكن الاخوة انتبهوا ان هناك 3 اطفال في المقعد الخلفي وسمحوا لها بالذهاب وابتعدت ثم اطلقت النار عليهم واصابت احدهم بجراح ولاحقا استشهد الاخ بمعنى ان احترموا ان هناك اطفال رغم ان الام كانت مسلحة لم ينتبهوا الى وجود السلاح ولكن ان هناك اطفال في السيارة لم يطلقوا النار عليها. في تاريخ المقاومة لم تجري مهاجمة مسرح ولا ملعب ولا مدرسة وهي اماكن تجمعات ضخمة للمدنيين، ويمكن اذا حصلت حالة ذعر فيها يمكن ان يقتل المئات دوسا بالاقدام ليس بالضرورة ان يقتلوا بالرصاص ولكن المقاومة لم تفعل ذلك طوال تاريخ المقاومة وهي اهداف سهلة اسهل من ان تستهدف موقعا عسكريا هذا لم يحدث، لكن الاسرائيلي اشاع هذا وصدقه الاعلام الغربي دون اي دليل وبينة لانه كان يريد ان ينتقم من المدنيين في فلسطين بسبب قتل الجيش وهذا الذي جرى الان مجزرة اكثر من عشرة الاف شهيد والان العالم يراقب ذلك بصمت لانه تشكلت لديهم صورة ان هناك مدنيين قتلوا، آخر لقطة في موضوع المدنيين عندما جرى اخلاء سبیل مواطنيتين امريكيتتن بنفس العرض ايضا ان يحدث معهما مواطنين او مستوطنتين اسرائيليتين الاسرائيليين رفضوا فغادرت الامريكيتان وهنا ثارت الثائرة على نتنياهو وايضا تسائل الناس لماذا يفرج عن الامريكيين فقلنا عندما اخرج عنهم تكلمت احداهما في الاعلام عن الحسن المعاملة وكيف انها اكلت من طعام المقاومين.
فالذي الذي يقتل النساء لا يمكن ان يعامل هذه النساء بهذه الطريقة الان تبقى صورة مهمة لابد من ادراكها ان محاورة تشبيه حماس في داعش هناك 3 فوارق جوهرية لا يمكن ان تنطبق عليهما؛ الاولى ان حماس انطلقت من الشعب الفلسطيني وداعش هي تصنيع مخابرات لامريكا ثانيا ان حماس تقاو الاحتلال وداعش قتلت الشعوب والابرياء.
المسألة الثالثة ان حماس لها تاريخ طويل في النضال بينما داعش ظهر فجاة وبعد ذلك انتهی لکن الاسرائيلي يحاول ان يرسم صورة وبالمناسبة هم لايقولون عن حماس داعش بل یقولون نازیین لذلك انا اعتقد ان هذا التضليل الذي ظهر فشل في ان يقدم اي دليل على ذلك و فشل ان يثبت ما يقول فعندما قصف المستشىفى المعمداني قتل 500 مدني معظمهم من النساء والاطفال لم يقل احد كلمة عن هذا الموضوع بل بالعكس حاول الاسرائيليون ان يقولوا ان هذا الصاروخ من صواریخ الاخوة في حركة الاسلام ونحن قلنا لهم نحن لم انكم تكذبون وان لم تكونوا تكذبون ارونا صورة شبيهة لذلك.
سمعنا انه بعد نجاح العملیة دخل قسم من المستوطنین وصارت في بعض الاحيان حالات شخصية غير مرتبطة بالمقاومة فما تعليقكم على هذا؟
في الواقع مع الاسف حصل نحن كان لدينا احتمال ان العمليةكانت تحتاج الى 24 ساعة للسيطرة على كل المواقع العسكرية الاسرائيلية الان الذي حصل ان غزة استيقظت على صوت القصف الكل بدأ يترقب القصف التمهيدي للعمليةو ما الذي سيحصل؛ بعد 4 ساعات بدات المقاومة تعود وهي تحمل الاسرى من جنود الاحتلال ولم نتوقع هذه السرعة.
بعض المواقع وقعت في يد المجاهدين خلال نصف ساعة بعض المواقع خلال ساعتين قيادة الفرقة الرابعة وقعت خلال 4 ساعات حتى تمت السيطرة عليها بشكل كامل هذا ادى الى اندفاعة هائلة ليس فقط من الفصائل وانما من عموم الشعب الفلسطيني وهنا يجب ان يعرف الناس ان الاراضي المحيطة في غزة هي اراضي يملكها الفلسطينيون في غزة وهي اخذت منهم في عام 48 وجزء عام 56 هذه الاراضي ينظر الفلسطيني لها كل يوم هذه الاراضي التي يزرعها المستوطن ويعيش على خيراتها وهو يعيش لاجئ محروما منها الان، فاندفع الناس بالالاف فالبعض احضر كل شيء البعض احضر حتى عمال من جنسيات اجنبية ليس اسرائيلية وغير ذلك ونحن قلنا بوضوح نحن لا نعرف هؤلاء رغم ظروف الحرب بدأنا نبحث عن هؤلاء وقلنا انه بعد انتهاء المعركة يمكن ان نوسع دائرة البحث و حصل هذا لكن يجب ان يكون واضح ان اوادث القتل لم تكن بالاتساع الذي يحاول الاعلام او يصوره يعني الاسرائيلين يقولون قتل 1500 شخص حتى الان كشفوا اسماء 700 شخص لم يكشفوا اسماء 800 شخص الاخرين نحن نعرف لماذا لانهم من الجنود حتى 700 الذين تحدثوا عنهم منهم 300 جندي وضابط منهم 100 عنصر امن سواء شاباك او حراس مستوطنات فانت تتكلم عن60 بالمائة منهم عسكريين مسلحون يحملون السلاح، الان الذين تحدث الاسرائيلي عنهم انهم مدنيين فان جزء منهم احتياط منهم جنود سابقون في الجيش وكبار في السن شخصين فقط؛ هو كشف 700 اسم شخصين منهم كبار في السن ثم يأتي ويصرخ ويقول هناك مدنيون قتلوا؛ لذلك توقفوا عن ذلك. الان تكلم عن 1200 معاق في الجیش لكنه لم يتكلم عن السبب في ان المستشفيات في بئر السبع لا تزال مغلقة ويمنع الدخول اليها لان هناك ايضا جنود مصابين ستأتي الايام وتنكشف تفاصيل اعداد وارقام واسماء الذين قتلوا في هذه العملية وسيكتشف العالم ان الحقيقة هي ان العملية كانت موجهة للجيش بشكل خاص.