الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وسبعون - ١٤ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وسبعون - ١٤ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

في ظل العلاقة المعقدة التي جمعت الطرفين

ماهي المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة و حركة طالبان أفغانستان؟

الوفاق/ في السنوات الأخيرة، شهدت علاقات الولايات المتحدة مع طالبان أفغانستان تغيرات جذرية، من الحرب إلى السلام إلى التعاون. ورغم أن هذه العلاقة لا تزال معقدة ومتقلبة، فإنها تعكس المصالح والحوافز المتبادلة بين الطرفين في مجالات مثل الاقتصاد والأمن والجيوسياسة. فماهي العوامل التي تدفع الولايات المتحدة وطالبان إلى التفاعل مع بعضهما البعض، وكذلك التحديات والفرص التي تواجههما في بناء علاقة مستقرة ومنتجة، و ما هو الدور الذي تلعبه القوى الخارجية مثل الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون في تشكيل هذه العلاقة، لاسيما أن علاقات الولايات المتحدة مع طالبان أفغانستان علاقات معقدة، وقد ارتبطت على مر الزمن بفترات من المواجهة والمفاوضات والتحولات الخاصة. منذ عام 2013، تواصل الطرفان عبر المكتب السياسي لطالبان في الدوحة بقطر، وبلغت علاقاتهما ذروتها مع اتفاق السلام في الدوحة عام 2020. وستتناول هذه الورقة المصالح والحوافز الاقتصادية والاستراتيجية، وكذلك التحديات وآفاق الحوار المستدام بين الطرفين.
حوافز ومصالح طالبان الاقتصادية
تستند المصالح الأولية لطالبان في التعاون مع الولايات المتحدة إلى العامل الاقتصادي، وهو سياسة براغماتية لطالبان، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة كانت أكبر مانح مالي لأفغانستان منذ استعادة طالبان لكابول. في عام 2022، قدمت الولايات المتحدة 774 مليون دولار لأفغانستان من خلال وكالات مساعدات دولية مختلفة. واقترح 55 مليون دولار إضافية للمساعدة في المناطق الأفغانية المنكوبة بالزلازل. وبما أن أكثر من نصف سكان أفغانستان (حوالي 23 مليون نسمة) يعيشون تحت خط الفقر، فإن مثل هذا الدعم المالي خط النجاة لهذا البلد المنكوب بالأزمات. كما أن تحرير أصول البنك المركزي الأفغاني حافز آخر أبقى طالبان منخرطة مع الولايات المتحدة. في الوقت الحالي، تجمد الولايات المتحدة حوالي 7 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني. وطالبت طالبان الولايات المتحدة بتحرير جميع أصولها. أصدر الرئيس بايدن في فبراير أمرًا بتحرير نصف إجمالي الأصول (3.5 مليار دولار) لشعب أفغانستان، في حين احتفظ بالنصف المتبقي للمطالبات المتعلقة بالإرهاب في الولايات المتحدة. وطالبت طالبان في أحدث اجتماع في الدوحة بتحرير الأصول المجمدة. ولكن لم تلق هذه المطالبة من حكومة أفغانستان ردًا بعد. وهناك رغبة وأمل وحاجة في الحكومة الأفغانية المؤقتة جعلتها تواصل تفاعلها مع الولايات المتحدة لتحرير كافة الأصول المجمدة.
المصالح والحوافز الجيوسياسية والسياسية
 إحدى المصالح والاهتمامات الرئيسية لطالبان هي إطالة بقاء حكومتها في أفغانستان. وهذا ممكن فقط إذا ظلت الأصوات المعارضة الأفغانية تحت السيطرة ولا تحظى بدعم خارجي. و أدركت طالبان الأفغانية أن الدعم الخارجي للجماعات المعارضة لطالبان يمكن أن يزيد تحدياتها الأمنية. والجبهة الوطنية للمقاومة مجموعة بارزة معارضة لطالبان يمكنها تحدي سيطرة طالبان. وللجبهة الوطنية للمقاومة قاعدة في طاجيكستان، ويمكن للولايات المتحدة أو أي قوة إقليمية أخرى استخدامها لخلق تحدٍ لطالبان الأفغانية. وحال حوار أو تفاعل الولايات المتحدة وطالبان دون إسقاط حكومة طالبان أو مساعدة القوى المناهضة لطالبان في أفغانستان. ففي أفغانستان، لا تنظر الولايات المتحدة إلى خيارات أخرى مثل الجبهة الوطنية للمقاومة وغيرها بسبب تفاعل واشنطن المحدود مع طالبان. تعطل قيود السفر بموجب القرار 1267 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تفاعلات طالبان مع المجتمع الدولي. فهذه القيود تعقد سفر مسؤولي طالبان إلى العديد من البلدان ولا سيما في أوروبا للمشاركة وعرض وجهات نظرهم. ولذلك، فإن إزالة طالبان الأفغانية من قائمة العقوبات الدولية، وخاصةً عقوبات السفر، أمر يهم طالبان الأفغانية. ومع ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة كانت حذرة حتى الآن في تقديم هذا الحافز.
المصالح الأمنية
 في الوقت الحالي، يمثل التنظيم الإرهابي داعش خراسان أو IS-K) في أفغانستان أخطر تحد يواجه طالبان. ولمواجهته، اتخذت طالبان سياسة فعالة من خلال بدء عمليات عسكرية هجومية على قواعده. وبخلاف حكومتي كرزاي وغني، استخدمت طالبان الأفغانية آليات عنيفة لقتل إرهابيي داعش دون محاكمة. مما أرعب التنظيم الإرهابي وألحق ضررًا خطيرًا بنموه وطموحاته في أفغانستان. وترتبط المصالح الرئيسية لطالبان في أمن أفغانستان بالمعلومات التقنية. فحسب ما نشرته بعض وسائل الإعلام فإن الولايات المتحدة قدمت  صورًا بالأقمار الصناعية عن وجود تنظيم داعش الإرهابي في مناطق مختلفة لطالبان الأفغانية، مما عزز القدرات التشغيلية لمقاتلي طالبان ضده. وترغب طالبان في مواصلة مثل هذا التعاون مع الولايات المتحدة للعمليات العسكرية الفعالة ضد الجماعات الإرهابية في أفغانستان مثل "داعش خراسان"
مصالح الولايات المتحدة الأمنية
تريد الولايات المتحدة التأكد من عدم قيام أي جماعة في أفغانستان بتخطيط أو تنفيذ أي هجوم ضد الولايات المتحدة ومواطنيها. وللتأكد من ذلك اتخذت الولايات المتحدة نهجًا ثنائي الجانب. أولاً، استخدمت الولايات المتحدة قدرة "فوق الأفق" لاستهداف الإرهابيين في أفغانستان. ومقتل أيمن الظواهري زعيم القاعدة في غارة طائرة بدون طيار هو مثال واضح على ضربات "فوق الأفق" ونهج استهداف إرهابيين بارزين.
وبعد مقتل الظواهري، تعاونت الولايات المتحدة وطالبان أفغانستان مع بعضهما البعض. ويرجع ذلك أساسًا إلى أن طالبان أفغانستان شعرت بضغوط داخلية للرد بقوة، مما كان سيؤدي في حالة الفشل إلى صورة حكومة ضعيفة غير قادرة على حماية سيادة أفغانستان. كما أن طالبان أفغانستان لم تتمكن من ردع الولايات المتحدة من مثل هذه الهجمات في المستقبل. ولذلك، كان المشاركة في هجمات منسقة هي السياسة الوحيدة الممكنة والعملية التي اتخذتها طالبان للتخفيف من هذا التحدي. سعت الولايات المتحدة إلى التفاعل مع طالبان لمنع أي إجراءات انتقامية محتملة. منذ يناير 2023، تصاعدت شراكة الولايات المتحدة وطالبان. وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة تشكيل تحالف استراتيجي مع طالبان. بدلاً من ذلك، تعتمد هذه الشراكة على الموضوع والتكتيك. وقد حققت الولايات المتحدة مؤخرًا العديد من الأهداف بفضل علاقتها بطالبان. على سبيل المثال، أطلقت طالبان سراح رهينة أمريكية في أكتوبر 2022 مقابل بشير نورزاي. وقد تلقت طالبان دعمًا ماليًا كبيرًا من نورزاي أثناء التمرد ضد الولايات المتحدة وحلفائها بين عامي 2001 و2021.
عامل الصين
 ازدياد تأثير الصين على طالبان الأفغانية وهو عامل مهم آخر أدى إلى تفاعل الولايات المتحدة مع طالبان الأفغانية. وهناك قلق حيوي في عملية التفكير في السياسة الاستراتيجية الأمريكية مفاده أن عزل طالبان الأفغانية بالكامل سيجبرها على الدخول في مجال نفوذ الصين. وتعززت مكافحة الإرهاب بين الصين وطالبان في العامين الماضيين، إذ أثرت سياسات طالبان الأفغانية المناهضة للإرهاب. ومثال حديث هو نقل طالبان باكستان إلى شمال أفغانستان. فبناءً على طلب باكستان، وعدت طالبان الأفغانية بنقل طالبان باكستان إلى المناطق الشمالية في أفغانستان. ومع ذلك، أثرت الصين على قرار طالبان ودفعتها لإعادة النظر في ذلك القرار، لأن بكين تخشى أن يخلق نقل طالبان باكستان إلى شمال أفغانستان مشكلات أمنية للصين. وتعتبر الولايات المتحدة نفوذ الصين على طالبان الأفغانية ضارًا بمخططاتها الاستراتيجية. وعلاوة على ذلك، قدرت الولايات المتحدة أن بلدان منظمة شانغهاي للتعاون يمكن أن تقرر الاعتراف بحكومة طالبان. ومعظم البلدان المحيطة بأفغانستان هي أعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون. وطرحت ثلاث شروط للاعتراف بطالبان في قمة منظمة شانغهاي للتعاون في دوشنبه عام 2021، وهي إنشاء إدارة شاملة، ودعم حقوق الإنسان، والقضاء على الإرهاب العابر للحدود المنشأ في أفغانستان. ويمكن للاعتراف الجماعي بحكومة طالبان في إطار منظمة شانغهاي للتعاون أن يتحقق إذا ضبطت طالبان سياساتها بشكل صحيح. ويساور الولايات المتحدة القلق إزاء النفوذ الصيني المتزايد في أفغانستان وآسيا الوسطى. ويبدو أن وجود عملاء الاستخبارات الصينيين في أفغانستان وتفاعلهم مع طالبان في محاربة المتمردين من حركة تركستان الشرقية الإسلامية يثير اهتمام مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية. ولذلك، لا يمكن للولايات المتحدة أن تترك طالبان الأفغانية تمامًا واتخذت نهج التعاون القائم على الموضوع لتحقيق المصالح المتبادلة.
 مراكز استخباراتية أمريكية في أفغانستان
 أحد المواضيع الأخرى التي تهتم بها أمريكا هو الوجود العملي في أفغانستان والإشراف الدقيق على الأنشطة داخل هذا البلد. ويمكن تحقيق ذلك من خلال افتتاح سفارة في كابل. ويبدو أن واشنطن لا تميل إلى الوجود الدبلوماسي في أفغانستان. بدلاً من ذلك، ترغب أمريكا في وجود سري في أفغانستان من خلال عملائها الاستخباريين. طلبت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وجود قوات استخباراتية أمريكية في كابل وقندهار. ومع ذلك، بالنظر إلى السوابق التاريخية بين طالبان وأمريكا، فإن هذا الطلب غير قابل للتنفيذ. أقنعت قطر طالبان الأفغانية بالقيام بترتيبات سرية بما في ذلك أمن وسلامة مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين في أفغانستان. التقى محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس وزراء قطر نيابة عن الولايات المتحدة مع ملا أخوندزاده (الزعيم الأعلى لطالبان الأفغانية) في مايو 2023. طلب جاسم من أخوندزاده السماح للمسؤولين الأمريكيين بإنشاء منظمة محدودة في كابل أو قندهار مقابل تخفيض الضغط الدولي بشأن قضايا مثل تعليم الفتيات وحظر النساء العاملات. رفض أخوندزاده عرض رئيس الوزراء جاسم وقرر الاستمرار في التعاون مع أمريكا في المقام الأول بشأن القضايا الإنسانية.

البحث
الأرشيف التاريخي