رئيس منظمة الجهاد الزراعي في محافظة خوزستان للوفاق :
نقل الخبرات وتحسين الإنتاجية والاكتفاء الغذائي أولى اولوياتنا
الوفاق/ خاص
صادق عبیات
تُعد محافظة خوزستان من أهم المراکز الزراعية في البلاد، إذ تتميز بتربتها الخصبة وأراضيها الزراعية الواسعة ووجود ثلث الطاقة المائية للبلاد في قاع الأنهار مثل كارون وكرخه ودز وزهرة ومارون. ولذلك، وضعت الحكومة الثالثة عشرة تطوير الزراعة في محافظة خوزستان على جدول الأعمال بما يتماشى مع سياسات دعم القطاع الزراعي. ويُعد تحقيق الرقم القياسي لإنتاج القمح في البلاد والحفاظ على المرتبة الأولى لخوزستان من الأولويات الأخرى للحکومة الحالیة. وفي هذا الصدد، زاد إنتاج القمح في محافظة خوزستان بنسبة 59٪.
ماذا فعلت الحكومة الـ13 للقطاع الزراعي في خوزستان؟
وضعت الحكومة الثالثة عشرة تطوير الزراعة في محافظة خوزستان على جدول الأعمال بما يتماشى مع سياسات دعم القطاع الزراعي. والموافقة على نموذج المحاصيل الصيفية في السنوات الماضية والمستقبلية في مجمعات میاه الكرخه وإدارة التأمین والتنسيق في توزيع احتياجات مزارعي خوزستان وتحقيق الرقم القياسي لإنتاج القمح في البلاد ومواصلة المرتبة الأولى لخوزستان هي جانب من الإنجازات المهمة للحكومة الـ13 في مجال الزراعة في المحافظة.
الموافقة علی نمط الزراعة الصیفیة الحدیث
بعد فيضانات عام (2019) في منطقة مجمعات میاه الكرخة، قام المزارعون بزيادة المساحة المزروعة بالأرز، وتم اتخاذ هذا الإجراء في حين أن المنطقة لديها احتياجات مائية أخرى مثل إمدادات مياه الشرب، ومستنقعات هور العظيم، والمياه التي تحتاجها الماشية، خاصةً الجاموس منها. ولذلك، أقرت الحكومة الثالثة عشرة، بالتعاون مع محافظة خوزستان، نموذج الزراعة الصيفية القائم على الزراعة المحدودة والبديلة للأرز. وفي الوقت نفسه، تم إنشاء معسكرات ملائمة مع ظروف الجفاف في قائم مقامیات مستجمعات میاه الكرخة، وزيادة القدرات القائمة، خاصةً في إنشاء وتطوير برك المياه وأنظمة التغشية في أماكن تربية الجاموس، ومتابعة التغطية الكاملة للتأمين على الثروة الحیوانیة، وعقد اجتماعات مع نشطاء القطاع الزراعي والأمناء المحليين والمزارعين، وكانت إجراءات أخری للحكومة الثالثة عشرة باتجاه إدارة الموارد المائية في محافظة خوزستان.
يُعد توفير مياه الشرب والقضايا البيئية والتخطيط للمحاصيل الدائمة مثل البساتين ومزارع النخیل، من الأولويات الأخرى للحكومة الثالثة عشرة في محافظة خوزستان، وبهدف إدارة الموارد المائية في هذا الاتجاه، وضعت الحکومة الحالیة تدابير مثل محاسبة الخبراء للمساحة المزروعة، نوع الزراعة، تقدير كمية المياه اللازمة وإدارة توزيع المياه، علی جدول أعمالها. ولا ننسی أنه من الضروري أن تتم زراعة المحاصیل التی تعتمد بشکل أقل علی المیاه، بدلاً من تلک المحاصیل کثیرة الري وکثیرة الاستهلاک للمیاه.
الاهتمام باحتياجات مزارعي خوزستان من أولویات الحکومة الــ13
كان الاهتمام باحتياجات مزارعي محافظة خوزستان أحد التوجهات والاهتمامات الأخرى للحكومة الثالثة عشرة في المحافظة، وفي هذا السياق، تم التخطيط لتوفير الوقود اللازم للأنشطة الزراعية في المحافظة، خاصةً الوقود اللازم لـ 33 ألف جرار وأدوات زراعية أخرى مثل المحراث والحصادات الزراعیة، أیضاً تمت متابعة توريد المدخلات الزراعية مثل الأسمدة الكيمیائية المطلوبة من خلال التنسيق مع الشركات المعنیة وتوريد وتوزيع البذور والمدخلات الزراعية الأخرى بالتعاون مع مديرية محافظة خوزستان.
وفي الوقت نفسه، كانت متابعة مطالب المزارعين، بما في ذلك مزارعي اللفت والقمح، بهدف منع البيع خارج شبكة الشراء المضمون وتشجيع المزارعين على زراعة محصول القمح الاستراتيجي في السنوات الزراعية المقبلة، تعد من البرامج الأخرى للحکومة الحالیة في مجال الزراعة بمحافظة خوزستان.
خوزستان تحتل المرتبة الأولى في إنتاج القمح في البلاد
يُعد تحقيق الرقم القياسي لإنتاج القمح في البلاد والحفاظ على المرتبة الأولى لمحافظة خوزستان، أحد الأولويات الأخرى للحكومة الثالثة عشرة هذا العام، وفي هذا الصدد، تم وضع ضمان شراء القمح على جدول الأعمال من قبل الحکومة. وبلغت كمية القمح التي تم شراؤها من قبل مزارعي خوزستان،1,716,000 طن، ما يدل على تحقيق رقم قياسي جديد في إنتاج القمح في محافظات البلاد، وهو من مساحة 591 ألف هكتار مزروع، منها 421 ألف هكتار من القمح المائي، و170 ألف هكتار من القمح البعلي.
هذا وفي العام الماضي، بلغ الشراء المضمون للقمح في المحافظة 1.360.000 طن، وفي ذلك العام، احتلت محافظة خوزستان أیضاً المرتبة الأولى في إنتاج القمح في البلاد. كما وبلغت كمية إنتاج القمح في العام الزراعي 1399-1400 في محافظة خوزستان قبل بدء فعالیات الحكومة الثالثة عشرة، 1,083,000 طن، ما يشير إلى أن كمية إنتاج القمح في عام 1402 مقارنةً بـ 1400 ارتفعت بنسبة 59 بالمئة.
دور القرى في التنمية المستدامة للقطاع الزراعي
لا شك أن القرى تلعب دوراً هاماً في تعزيز البُنى الاقتصادية والتنمية المستدامة خاصة في الانتاجات الزراعية وهي ضمن أسس الاقتصاد الداخلي في أي بلد. القرى في إيران لها أهمية بالغة باعتبار أن هذه المجموعة تشكل 40 بالمائة من نسبة السكان في أرجاء إيران والاقتصاد الإيراني يعتمد على الزراعة والانتاجات الزراعية حيث القطاع الزراعي يُشكل نسبة كبيرة من الدخل القومي .وكانت القرى في إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية مهمشة إذ أن النظام الملكي كان يستورد 90 بالمائة من السلة الغذائية من الدول الغربية ولم يكن يهتم بالقطاع الزراعي. وبعد انتصار الثورة أولت الجمهورية الاسلامية اهتماماً بالغاً للقطاع الزراعي بحيث باتت تنتج ايران حالياً 90 بالمائة من سلتها الغذائية من المنتوجات الزراعية في الداخل.
خوزستان تعتمد على الجانب الزراعي بجانب القطاعین الصناعي والنفطي
وفي خضم الحديث عن دور القرى في الاقتصاد الوطني لابد من التطرق إلى القرى في محافظة خوزستان اذ ان هذه المحافظة الى جانب القطاع الصناعي والنفطي تعتمد على الجانب الزراعي خاصةً زراعة الرز والقمح والشعير والخضروات. وبما أن محافظة خوزستان تعتبر ضمن المناطق الحارة في إيران ولكن إقامة المشاريع المتعلقة بالزراعة والري هي ضمن استراتيجيات الحکومة لجعل محافظة خوزستان هي المحافظة الاولى في المجال الزراعي إضافة إلى طابعها النفطي والصناعي.
شتى صنوف الزراعة تجدها في محافظة خوزستان
في شمال خوزستان ثمة مجموعة كبيرة من المزارعين يقومون بزراعة الفواكه ذات الجودة العالية والخضروات والرز، كما في غرب المحافظة تتم زراعة القمح والشعير اذ أحرزت محافظة خوزستان المرتبة الأولى في انتاج القمح خلال العام الزراعي الماضي في ايران.
واقتصاد المحافظة يعتمد حاليا على شتى صنوف الزراعة في الأرياف والقرى بدلاً من التعويل على القطاع النفطي رغم وجود شح في المياة ولكن الزراعة في محافظة خوزستان اخذت منحى هاماً في التنمية الاقتصادية. الحكومات السابقة والحالية دأبت على تطوير القطاع الزراعي الذي يشكل نسبة كبيرة من السلة الغذائية في ايران . وكان موضوع توفير المياة يشكل هاجساً للحكومات الايرانية منذ 4 عقود حتى الآن ومن هذا المنطلق هنالك مشاريع كبيرة تتعلق بالري الارتوازي وانشاء انهار تجلب المياة الزراعية من المناطق الشمالية الى الجنوب وغرب المحافظة. تدشين سد الكرخة لتخزين مياه الامطار وتوفير المياه الزراعية لجعل مساحة واسعة من الأراضي الخصبة صالحة للزراعة في محافظة خوزستان.
هذا وأصبحت محافظة خوزستان في جنوب غرب ايران بسبب تربتها الخصبة وتنوع مناخها الجوي القطب الكبير للزراعة في ايران الى جانب طابعها الصناعي والنفطي. لقد دأبت الحكومة الحالية عبر وضع خطة واستراتيجية زراعية ناجعة ببلوغ حجم الانتاج الزراعي خلال السنوات الخمس القادمة الى 50 مليون طن وهذا يعتبر سابقة في هذه المحافظة الصناعية. ومحافظة خوزستان مع تنوعها الاقليمي والجفاف الأخير الذي حل بها الان تسعى الى دخول مرحلة جديدة من الابتعاد عن التعويل على الصناعة والدخول الى مرحلة من النهضة الزراعية.
يعتبر القمح الانتاج الزراعي الاستراتيجي في المحافظة بسبب وجود انهار مختلفة تجتاح المحافظة من الشمال الى الجنوب حيث تروي عدة مدن والاف من القرى المحتاجة الى الزراعة الارتوائية. وبمرور الوقت اتجه المسؤولون المحليون نحو تشجيع زراعة القمح خاصة في المناطق الشمالية والغربية من المحافظة وذلك بسبب تمتعها بتربة خصبة صالحها لزراعة القمح. ووفق المسح الجيولوجي فإن التقسيم الجغرافي في المحافظة يشير إلى أن المساحة الزراعية في خوزستان تتجاوز ال6 ملايين ونصف المليون هكتار يتم استخدام مليون ونصف المليون هكتار منها لزراعة القمح والشعير .
رئيس منظمة الجهاد الزراعي الجدید في محافظة خوزستان الدکتور مجید نبي بور یشرح آخر المستجدات في الزراعة الخریفیة وأهم الجوانب في تطور القطاع الزراعي بالمحافظة.
الزراعة في خوزستان وتحسين الأداء القائم على المعرفة
رئيس منظمة الجهاد الزراعي الجدید في محافظة خوزستان إن الزراعة في خوزستان تحتاج إلى الانتقال من المرحلة التقليدية إلى المرحلة القائمة على المعرفة من أجل تحسين الأداء والزيادة الإنتاجية. وقال الدکتور مجید نبي بور: "الزراعة في خوزستان تحتاج إلى الانتقال من المرحلة التقليدية إلى المرحلة القائمة على المعرفة من أجل تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، وفي جعل الزراعة في المحافظة أکثر علمیة، يعود الدور الرئيسي إلى المراكز العلمية والبحثية الزراعية، التي يجب أن تُقدم أحدث العلوم الزراعية للمزارعين.
وأضاف رئيس منظمة الجهاد الزراعي في خوزستان: "أن الاعتماد على المعرفة وعلى العلم، يمكن أن يحدث تغييراً جذرياً في المحافظة، ويجب أن نتوجه في هذا الاتجاه." كما وأشار الدکتور مجید نبي بور إلى بداية الزراعة الخريفية في محافظة خوزستان وقال إن القمح محصول استراتيجي وفعال، ولهذا السبب يعتبر القمح المحصول الرئيسي في الخطة الزراعية، وتبلغ مساحة القمح المعتمدة في خوزستان 230 ألف هكتار،و تمت زراعة أكثر من 7 آلاف و850 هكتارا منها حتى الآن. و نوه رئيس منظمة الجهاد الزراعي في خوزستان إلى تضاعف زراعة اللفت ونمو زراعة الشمندر بنسبة 86% مقارنة ًبالعام الماضي، وأضاف أن المساحة المعتمدة لزراعة بذور اللفت المائي تبلغ 61 ألف هكتار في المحافظة، کما تبلغ المساحة المعتمدة للشمندر في الخریف 17 ألفا و 850 هكتارا. وأوضح الدکتور مجید نبي بور أن الأسمدة اللازمة للزراعة الخريفية في المحافظة تتوفر حالیاً، ولا توجد مشكلة في توفير الأسمدة الخريفية المطلوبة في المحافظة.
التعليم ونقل النتائج العلمية في القطاع الزراعي أمر في غاية الأهمية
من جانبٍ آخر أكد رئيس منظمة الجهاد الزراعي في محافظة خوزستان علی أهمية التعلیم ونقل النتائج العلمیة الحدیثة في القطاع الزراعي بالمحافظة. وقال إن الزراعة ترتبط بالعديد من التخصصات، مضیفاً إن التعليم ونقل النتائج العلمية في القطاع الزراعي أمر في غاية الأهمية.
کما أكد كذلك على نقل النتائج المتخصصة الحالية من قبل الباحثين في مراكز البحوث إلى المزارعين والمدراء والخبراء في المحافظة، وأوضح أن استخدام المعرفة الحالية والنصوص العلمية في القطاع الزراعي يمكن أن يساهم بشكلٍ كبير في تنمية الإنتاج وتحسينه. وصرح رئيس منظمة الجهاد الزراعي في خوزستان أن التحقيق في قضايا ومشاكل العام الماضي يجب أن يكون على جدول الأعمال وأوضح: "التوزيع الصحيح وفي الوقت المناسب للمدخلات لزراعة محاصيل الخريف، تستطیع أن تكون خطوة فعالة للغاية نحو نمو الإنتاج في المحافظة".
تحسين الإنتاجية الزراعية على رأس قائمة برامج الجهاد الزراعي
رئيس منظمة الجهاد الزراعي في محافظة خوزستان قال إن تحسين الظروف المعيشية وتعزيز رضا موظفي الجهاد الزراعي يمثل الأولوية بالنسبة لنا.وأضاف:" كلنا عائلة واحدة ونحاول تحسين الإنتاجية وتدريب المدراء الجهاديين والثوريين باستخدام قوى وموظفي الجهاد الزراعي القادرة والفعالة"
نخطط لإنتاج زراعي يبلغ 25 مليون طن في خوزستان
قال الدکتور مجید نبي بور: الأمن الغذائي والاستقلال الغذائي من الأولويات وإذا تم توفير الغذاء للمجتمع سيتم حل العديد من المشاكل الثقافية والاجتماعية للمجتمع. وأضاف: لدينا الآن 17 مليون طن من الإنتاج في محافظة خوزستان، ونخطط لإنتاج زراعي قدره 25 مليون طن .وأضاف رئيس منظمة الجهاد الزراعي في خوزستان: النقابات الزراعية هي بيت الجهاد الأول ونحن نبحث عن تعاون وثيق مع النقابات ونحتاج إلى آرائهم. وتابع الدکتور مجید نبي بور: يجب علينا تعزيز أدبيات وثقافة الترويج والتنمية الزراعية، وحث الناس على العمل. لقد جئت لأداء واجبي وأتينا بقلبنا وأرواحنا من أجل تنمية الأمن الغذائي ونقف حتى النهاية.
وأشار رئيس منظمة الجهاد الزراعي في محافظة خوزستان إلى إعداد خارطة طريق الجهاد الزراعي، قائلاً:" سنعمل على تطوير وتعزيز المراقبة الزراعية والبحث العلمي بشکلٍ حضوري و افتراضي".