الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستة وسبعون - ١٢ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وستة وسبعون - ١٢ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

الشباب صُناع التغيير الإيجابي

الشباب هو محرك الحياة في المجتمع وقلبها النابض ومجددها ومطورها، فالشباب هم طليعة المجتمع وعموده الفقري وقوّته النشطة والفعّالة والقادرة على قهر التحدّي وتذليل الصعوبات وتجاوز العقبات فدورهم الأساسي واضح في المجتمع أكثر من غيرهم ولديهم الاجتهاد بما يملكونه من قدرات بشرية ومادّية للحفاظ عليهم وتأهيلهم لتحمّل المسؤولية وتمكينهم وحمايتهم من الفراغ الأيديولوجي القاتل، لذا فإنّ أي مجتمع يجب أن يفتخر بشبابه لأنهم الرئة النقية التي يتنفس منها الوطن، الشباب المؤهل بالعلم والمعرفة، الطموح القادر على الأخذ بزمام المبادرة، المثقف الواعي الحريص على قضايا أُمّته، المحصن بتقوى الله، الجريء في قول الحقّ بلا إفراط أو تفريط، صاحب العزيمة، المحافظ على مكتسبات الوطن المادّية والمعنوية، يسهم في رسم الخطط لإحداث التغيير الإيجابي الجذري بدون كلل لأنّه يؤمن بقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد/ 11) ينظر إلى أُمّته بعين المحبّة، يخلص في أداء واجبه لأنّه عبادة يتقرّب بها إلى ربّه عزّوجلّ، لقد أودع الله في الشباب طاقات يجب أن تُستغل في العطاء الخيّر الذي يعود على أبناء الأُمّة بالسعادة والرضا والأمان المادّي والمعنوي، والشباب قادر على تخطي العقبات التي تعترض مساره بالحكمة للوصول إلى الهدف المنشود.
الشباب هم عنصر الحيوية والعطاء في المجتمع
إنّ الشباب هم عنصر الحيوية والعطاء في المجتمع، فإنّ هذه الخصائص ترشّحهم ليكونوا طليعة التغيير ورُواد كلّ جديد، ذلك أنّه "يغلب على عنصر الشباب الميل للتغيير وعدم الرضا بالقديم، والبحث عن الجديد، ومن هنا فإنّ وقود التغيير يعتمد أساساً على حماسة الشباب وصلابة إرادتهم"، ويعتبر الشباب وقوداً لحركات التغيير في كلّ المجتمعات، لما يتمتعون به من حماسة القلب، وذكاء العقل، وحبّ المغامرة والتجديد، والتطلع دائماً إلى كلّ جديد، والثورة على التبعية والتقاليد، إلّا ما كان ديناً قويماً، أو تراثاً صحيحاً.
ويجب على جميع أفراد المجتمع أن يدركوا بأنّ الشباب يتمتع بالنظرة الثاقبة في معالجته للمشاكل، ويأنف أن يكون إمّعة، إنّه صاحب قرار عنده من الشفافية والصدق والحس الإيماني والوطني ما يبعده عن الإساءة لنفسه ولغيره، لقد رسم الشباب الذي يحمل هم المجتمع معالم شخصيته، وحدّد موقعه كرقم له أهميّته في فهم قضاياه مع السعي لعلاجها بعد أن أخذ بالأسباب والتوكل على الله، وأعدّ لكلّ قضية ما يلزمها، نريد أن يمتزج رأي الشباب بالحكمة والحماس.
يمتلكون القوّة بأبعادها المختلفة
إنّهم يمتلكون القوّة بأبعادها المختلفة العقلية والجسدية والنفسية، فهم الأقدر على الإنتاج والإبداع والتغيير، فهم الذين تسير بهم العملية التعليمية والمصانع والمزارع والتكنولوجيا الحديثة.
إنّ أحد أسباب تخلف بعض البلدان هو عدم توظيف طاقات الشباب وإهمالهم، وفي بلدان أُخرى نجد عدم منح الشباب مكانتهم الحقيقية في المجتمع وإعطائهم أدواراً هامشية لا تساهم في بناء البلد، كما إنّ هناك تخلفاً يحصل لدى بلدان أُخرى تجاه الشباب وهو إعطائهم مسؤوليات كبيرة لم يؤهلوا لاستلامها، إذ لم تكن هناك برامج تمهيدية، كأن تلقى على عاتق الشباب مسؤولية كبيرة جدّاً لا يدري كيف ينجزها وذلك بسبب قصور المربين في توجيهه وتأهيله لها، لذا فالضرورة تقتضي أن يدير الشباب الكثير من المواقع الحسّاسة والمهمّة في المجتمع ويشترط بذلك عدة أُمور منها مثلاً الإحاطة بمعرفة قدراتهم وقابلياتهم الحالية منها والمستقبلية، وكذلك إعدادهم وتأهيلهم لاستلام المناصب الحسّاسة، وتوفير فرص العمل لهم، وفتح المجالات المختلفة أمامهم وتسهيلها ومحاولة تقديم المساعدة لهم من قبل الجميع.
لقد أصبح الشباب في واقعنا المعاصر يعانون من مشاكل كثيرة بسبب البطالة "مشكلة الباحثين عن عمل" وهدر طاقاتهم وعدم الاهتمام بهم بالشكل المطلوب، إضافة إلى ارتفاع مستوى المعيشة وغلاء الكثير من المواد المهمّة المستخدمة في حياتهم اليومية، وقد سبّب ذلك انطوائهم وعزوفهم عن الزواج وتهربهم من المجتمع بطُرق ملتوية وانخراطهم في تناول المخدرات.
وهنا يأتي دور الإعلام كوسيلة مهمّة لتوجيه الشباب بالوجهة الصحيحة وترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة فيه من خلال الدور المهم الذي يطلع به الإعلام.. فالإعلام هو في حقيقته قوّة حضارية أو عملية ثقافية تجري في بيئة معيّنة مؤثرة فيها ومتأثرة بها، وهناك تفاعل مستمر بين وسائل الإعلام والمجتمع، فهذه الوسائل لا تؤثر على المجتمع بنُظمه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فحسب، بل إنّ هذه النُّظم قد تؤثر فيه أيضاً.
فمن هنا نجد أنّ المنطلق الأساسي الذي يدور حول حقيقة جوهرية مؤثرة هو أنّ الإعلام يبثّ القيم والأخلاق الفاضلة في المجتمع إن كان ذلك الإعلام، إعلاماً صادقاً نابعاً من صميم الأُمّة الإسلامية والمجتمع المسلم الأصيل.
فيجب تعليم الشباب ضرورة التطلع إلى المستقبل والسعي وراء تحقيق مستوى أفضل والاستعداد للعمل من أجل تحقيق ذلك، فواجبهم كمواطنين يملي عليهم التطلع إلى التقدّم وتحقيق القوّة والعظمة لأُمّتهم وذلك من خلال التحديث ونشر الأفكار والمعلومات الجديدة التي تحفّز الشباب في تعبئة طاقاتهم ومقدرتهم على تخطيط وبرمجة المستقبل.

البحث
الأرشيف التاريخي