معرض «بأيدينا سنعيد بهاء القدس».. تحية لفلسطين
نادراً ما تشهد صالات الفن التشكيلي هذا الكم الهائل من الجمهور لدرجة تتعذر عليك أحياناً مشاهدة اللوحات وتأملها كما ينبغي، فما حصل في معرض "فيروز.. بأيدينا سنعيد بهاء القدس" ضمن صالة "زوايا" بدمشق وبمشاركة 18 فناناً وفنانة تحية لفلسطين، وهو حالة استثنائية لجهة الحضور، ناجمة عن الرغبة في التضامن مع أهالينا في غزة ولو من خلال مشاهدة لوحات تتغلغل في ثناياها تفاصيل القضية الفلسطينية.
ما يقارب 30 عملاً من مدارس فنية مختلفة وبتقنيات متنوعة زيّنت جدران الصالة، وانتقلت بنا من فيروز الشخص إلى فيروز الأيقونة، جاعلةً من ذاك الصوت الفريد في الدفاع عن القضية الفلسطينية محوراً أساسياً تدور في فلكه رموز العودة كمفاتيح البيوت والكوفية وروح المكان الفلسطيني بما يحمله من عبق القداسة وتاريخ طويل من الشعر والموسيقى والعمارة والجمال.
لنا كورية، عضو مجلس أمناء مؤسسة بدايات التنموية، تقول: "انطلاقاً من إيماننا بأن سوريا الطبيعية كيان واحد، أردنا التعبير عن مشاعرنا وتضامننا مع غزة وفلسطين والقدس، أن الصوت الوحيد الذي من الممكن أن يوصل رسالتنا هو صوت السيدة فيروز وشخصها، فهي غنّت لسوريا من لبنان إلى فلسطين والقدس والشام وبغداد والقاهرة... والرحابنة معروفون كم يحبون سوريا، لذا حاولنا ألا نكون نمطيين في تضامننا بأن نقدم معرضاً يشارك فيه فنانون معروفون ومشهود لهم بجماليات تعبيرهم إلى جانب الهواة وبعض الأطفال الصغار الذين كتبوا على لوحاتهم القدس لنا، ورسموا المسجد الأقصى، لإيماننا بأن الفن أقرب إلى الناس".
وتضيف: "قدمنا ما نريده بطريقة مختلفة يمكن أن يتفاعل معها أكبر عدد ممكن من الأشخاص، لتصل رسالتنا بأننا نحب فلسطين والشام ونحب فيروز ونحب السلام، بمشاركة أصوات وموسيقى جميلة رافقتنا إلى شوارع القدس العتيقة"، مبينةً أنه تم اختيار الفنانين المشاركين كونهم أصدقاء لمؤسستنا ومؤيدين لمبادئها ويشتركون معنا بمحبتهم لسوريا وفلسطين، "لذا أحببنا أن نسمع صوت فيروز في ألوانهم".
وتضيف كورية: "أتمنى أن تصل فكرتنا، وأعد بأن هذا المعرض سينتقل إلى القدس ونحضر سوياً حفلة للسيدة فيروز هناك وتكون بداية جديدة".
من جانبه، أوضح الفنان نبيل السمان أن الموضوع "ليس مشاركة ضمن معرض، بل هو وقفة تضامنية مع أهلنا في الأرض المحتلة في ظل كل ما يحصل من كوارث إنسانية جراء العدوان الإسرائيلي عليها، وعنوان تلك الوقفة رمزية السيدة فيروز".
ويقول: "صحيح أن فيروز تحدثت عن فلسطين والقدس، لكنها أيضاً حكت عن النصر المشتهى، وقدّمت في فنها مع الرحابنة الوطن المشتهى (وطني يا جبل الغيم الأزرق)"، مؤكداً أن دور الفن هو أن يسلط الضوء على شيء مشتهى، وغير متاح، ليكون بذلك جزءاً من هذا الحلم بأن تتحرر فلسطين وأن نعود على الحمّة والقدس وغزة ونابلس وحيفا ويافا.
وبيَّن السمان أن هذا المعرض، الذي "يشبه إشعال الناس للشموع في الشوارع تضامناً مع غزة، جمع مستويات فنية مختلفة، إذ جمع بين أسماء لها مكانتها على الساحة التشكيلية وبعض الهواة"، مشدداً على ضرورة عدم تقييم الأعمال الموجودة فنياً، فالمعايير النقدية هنا ليست الهدف، وإنما القصد هو المشاركة وإبراز المحبة لكل فلسطين وأهلها وقضيتها.