أفضل رسامي الكاريكاتير في معرض «كاريكاتير أمريكا اللاتينية»
لهيب حرارة الرسوم الكاريكاتيرية لمقارعة الإستكبار والصهاينة في طهران
الوفاق/ الرسوم الكاريكاتيرية من الفنون الهامة التي يتطرق اليها الفنانون في جميع انحاء العالم وخاصة عندما تحدث قضية عالمية، كما شهدنا أخيراً ردات فعل رسامي الكاريكاتير بالنسبة للقضية الفلسطينية، وفي مقال سابق تحدثنا عن الرسومات الكاريكاتيرية في إيران، وتواصل نشاطاتها في هذا المجال، ومنها اقامة معارض دولية تتطرق الى جرائم الصهاينة.
أقيم في متحف طهران للفن المعاصر معرض "كارتون وكاريكاتير أمريكا اللاتينية" مع أعمال 400 فنان من 15 دولة من القارة الأمريكية، لتبين اضطهاد الأمم من قبل الدول الرأسمالية في إطار الفن، ويدعو الفنان إلى المطالبة بالحق في تصوير جرائم الظالمين. ويعد هذا المعرض مثالاً ساطعاً على قسوة الإمبريالية تجاه شعوب أمريكا اللاتينية، والتي خلقت جيلا من الباحثين عن الحرية بين الفنانين الذين ما زالوا لا يغضون الطرف عن جرائم الكيان الصهيوني في غزة.
قدم فنانو الكاريكاتير الدوليون في هذا المعرض انعكاساً دقيقاً لدور أمريكا والغرب في قمع شعب فلسطين المظلوم، بينما سخروا في أعمالهم من قضية حقوق الإنسان الغربية التي تتخفى دائما وراء الظالمين.
"إسرائيل" هي الإرهاب الحقيقي
وفي حفل افتتاح هذا المعرض الذي أقيم بحضور نخبة من فناني أمريكا اللاتينية والإيرانيين والمسؤولين الفنيين في البلاد وسفراء دول أمريكا اللاتينية قال ألبرتو غونزاليس كاساليس، سفير كوبا لدى إيران: رغم أنني لست مسلما، إلا أنني أقول "بسم الله الرحمن الرحيم"، لأنني أعتقد أن الله سوف يعيننا بهذه الجملة.
وأضاف: اسمحوا لي أن أقول إنني فوجئت للغاية ولم أكن أعتقد أن هذا المعرض سيقام في إيران، ولهذا السبب أهنئ جميع منظمي هذا الحدث على أن مثل هذا المعرض أصبح أكثر أهمية في هذه الفترة.
وفي معرض إدانته لجرائم الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، قال: "إن الأحداث التي تجري في فلسطين جريمة". وفي نفس الوقت الذي نحن فيه هنا، يُقتل الناس في فلسطين وليس لديهم الحد الأدنى من التسهيلات. وفي طريقي إلى هذا الحفل، كنت أقرأ خبراً مفاده أنهم قطعوا الكهرباء عن أحد مستشفيات غزة، ومن المرجح أن نرى المزيد من الوفيات في الساعات القادمة.
وأضاف السفير الكوبي في إيران: إسرائيل تصف حماس بأنها منظمة إرهابية والدول الغربية بقيادة أمريكا، تعتبر حماس منظمة إرهابية، لكنهم أنفسهم هم الإرهابيون الحقيقيون وفي الواقع لديهم إرهاب دولة.
وقال غونزاليس كاساليس: أعتقد أنه ينبغي علينا جميعاً أن نرفع أصواتنا ونظهر فننا، وهذا يجعل وجود فناني أمريكا اللاتينية في إيران أكثر أهمية. يشرفني أن أكون هنا وأتيحت لنا فرصة حضور بعض أفضل فناني أمريكا اللاتينية في المعرض.
وذكر أن "آريس" (رسام الكاريكاتير الشهير من كوبا) يكاد يكون إيرانيا، وقال: عندما يكون هؤلاء الفنانون هناك، لم أعد سفيرا لكوبا، حتى السفراء الآخرون هم نفس الشيء. في هذه اللحظة، السفراء الرئيسيون لأمريكا اللاتينية في إيران هم أصدقاؤنا الذين جعلونا، بفنهم، نعبر عن الحقائق التي لا يمكن كتابتها بالصور.
وقال السفير الكوبي مخاطبا الأشقاء الإيرانيين: كوبا معكم ونحن معا في هذه الحرب ضد الظلم وسننتصر طالما أننا متحدون.
كما قال أريستيد إستيبان ارناندس كرور، المعروف باسم "آريس"، رسام الكاريكاتير الكوبي الشهير في هذا الحفل: نحن رسامو الكاريكاتير نتحدث عادة عن عملنا وأريد ان استفيد من هذه الفرصة. وأتشرف في المشاركة في هذا الحدث.
إن صداقتي مع الإيرانيين لها تاريخ طويل، وهذه الرحلة هي امتداد لتعاوني طويل الأمد مع زملائي الإيرانيين، وأنا سعيد جدًا بوجودي هنا معكم.
انتشار مقارعة الاستكبار بين الأمم
وقال وكيل الشؤون الفنية بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي محمود سالاري في هذا الحفل: إننا نشهد أياماً صعبة أمام أعين الإنسانية، ما كنا نقرأه عن النهب والقتل في التاريخ، للأسف نشهده اليوم ونتمنى أن تكون هذه الأيام قصيرة وأن تكون لحظات كل الأمم وفلسطين خاصة ستكون حلوة وسعيدة، وينبغي للأفكار أن تقوي جبهة الحق وتدمر جبهة الباطل.
موقف الشعب الفلسطيني الغيور ضد الظلم
كما صرح المدير العام لمركز الفنون البصرية ورئيس متحف طهران للفنون المعاصرة محمد خراساني زادة: في الأيام التي يقف فيها شعب فلسطين الغيور أمام القمع الغاشم، في الأيام التي تسجل فيها جرائم وإبادة الكيان الصهيوني الغاصب المزيف القاتل للأطفال للعالم أجمع، وبسبب الصحوة الإنسانية التي حدثت في جميع أنحاء العالم، كانت هناك احتجاجات واسعة النطاق ضد ذلك، وقد شهدنا حادثة مروعة ونرى أن التعبير عن الفن أكثر فعالية من الظواهر الأخرى.
وأضاف خراساني زاده: إن مجال فن الكارتون والرسوم الكاريكاتورية كظاهرة حية وديناميكية ومتحركة، نشيطة ونشطة، هو دائما أحد الفنون الإعلامية التي تقدم فعلها ورد فعلها في الوقت الراهن.
أصوات أطفال غزة تُسمع في ارجاء العالم
ومن جهته قال مساعد رئيس حوزه هنري في الشؤون الدولية اميرناصر جاويد: لقد رأينا أحداثًا قد يصعب علينا فهمها، فمن على بعد أميال، تمر أصوات 3000 طفل في غزة عبر جميع الجدران التكنولوجية، وجدران الذكاء الاصطناعي، وجدران الرقابة الإعلامية، وتصل إلى شوارع لندن وباريس، وشمال أفريقيا، وهذا أمر مثير للدهشة للغاية.
ومن أهم أسباب انتشار هذا الصوت في العالم هو وجود فنانين رفيعي المستوى وذوي قلوب بيضاء يجتازون كل الحدود التكنولوجية بفنهم وتفكيرهم ويظهرون للناس الحقيقة. وكما هو الحال مع ملصق هذا المعرض، ينبغي على المرء أن يرفع الستائر جانبًا ويشير إلى الحقيقة وراء العالم ويواجهها.
وأضاف جاويد: فنانو أمريكا اللاتينية والفنانون التسعة الذين نستضيفهم هذه الأيام هم من أفضل رسامي الكاريكاتير في العالم، الذين استطاعوا بقلوبهم وأعينهم الرقيقة أن يقدموا لنا أكثر الأشياء مرارة على أنها حلاوة، رغم مواجهتهم وتفهمهم المرارة .
من جهته قال أمين المعرض سيدمسعود شجاعي طباطبائي: إن الصداقة الطويلة الأمد والشراكة الثقافية مع أمريكا اللاتينية من جهة، والأهمية العلمية والمكانة الثقافية والتميز الفني للرسوم الكاريكاتورية والرسوم الكاريكاتورية الإيرانية في العالم من جهة أخرى، مكّنت من عقد إحدى مسابقات الكارتون والرسوم الكاريكاتورية الإيرانية
في العالم.
وأضاف شجاعي: في هذا المعرض تعرض أعمال 15 دولة، وفي الجزء التاريخي من المعرض، لدينا نهج موجه نحو البحث، والذي يتضمن مجموعة مختارة من الأعمال من أربع شخصيات كرتونية وكاريكاتورية.
كما يتم تناول تاريخ فن الكارتون والكاريكاتير في كوبا في الكتاب الرائع الذي سيصدر قريباً والذي أضاف إلى القيمة البحثية لهذا الحدث.
تجدر الإشارة الى أنه معرض "كارتون وكاريكاتير أمريكا اللاتينية" يضم أعمال فناني "أمريكا اللاتينية" المشهورين من 15 دولة منها الأرجنتين، الإكوادور، البرازيل، هندوراس، المكسيك، كوبا، تشيلي، كوستاريكا، كولومبيا، جمهورية الدومينيكان، غواتيمالا، البيرو، ستستضيف أوروغواي وفنزويلا ونيكاراغوا المتحمسين في الفترة من 2 إلى 19 نوفمبر، باستثناء أيام الاثنين من الساعة 9:00 إلى الساعة 18:00 في متحف طهران للفنون المعاصرة.
وسيعقد اللقاء المتخصص وورشة الكاريكاتير وورشة الكرتون" مخصصة لأريستيد هيرنانديز (الملقب بآريس) من كوبا، بالتزامن مع المعرض في متحف طهران للفنون المعاصرة ويمكن مشاركة المهتمين في هذه الندوات والورش.