قائد الثورة، مؤكداً أن أهالي غزة حرّكوا الضمير الإنساني:
لولا أمريكا لهزم الإحتلال في غضون أيام
الوفاق- أشار قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، إلی العدوان الصهیوني على غزة، وقال: هذه الحرب ليست حرباً بين غزة و"إسرائيل"، بل هي ساحة المواجهة بين الحق والباطل، وبین الإستکبار والإيمان، مؤكدا: لولا المساعدات الامريكية يُشلّ كيان الاحتلال ويهزم في غضون ايام قليلة.
واعتبر سماحة قائد الثورة الإسلامية لدى لقائه حشداً من التلاميذ والطلبة الجامعيين صباح أمس الاربعاء، وذلك على اعتاب ذكرى يوم مقارعة الاستكبار العالمي ( الذكرى السنوية للاستيلاء على السفارة الاميركية في طهران والتي تحولت الى وكر للتجسس، عام 1979) ويوم الطالب في ايران، سيطرة الطلبة الجامعيين في إيران على وكر التجسس الأمريكي في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979، بمثابة صفعة وجهها الشعب الإيراني للولايات المتحدة، وقال: انهارت سمعة أمريكا في ذلك اليوم.
النصر النهائي حليف الفلسطينيين
ووصف سماحته استشهاد أربعة آلاف طفل خلال ثلاثة أسابيع بجريمة غير مسبوقة في التاريخ، وأكد يقظة الأمة الإسلامية إزاء أحداث غزة التي هي في الحقيقة ساحة صراع بين "الحق والباطل" و"العقيدة". وقال: "قوة الاستكبار تأتي عبر القنابل والضغط العسكري وإرتكاب الكوارث والجرائم، لكن قوة الإيمان ستتغلب على كل ذلك بعون الله".
وأوضح إنجازات صبر وصمود أهل غزة، وقال: قلوبنا داميةٌ بسبب معاناة الشعب الفلسطيني وخاصة اهالي غزة، لكن بنظرة عميقة للمشهد يتبين أن المنتصرين وفي هذا المجال هم أهل غزة والفلسطينيين، الذين استطاعوا أن يفعلوا أشياء عظيمة.
كما اشار سماحته الى العدوان الاسرائيلي على غزة، وقال: بصبرهم استطاع سكان غزة أن يحركوا الضمير الإنساني. انظروا ماذا يحدث في العالم. وفي الدول الغربية، في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والعديد من الولايات الأمريكية، يتجمع الناس بحشود كبيرة ويرددون شعارات ضد "إسرائيل" وأمريكا نفسها. ولفت سماحته الى ان ساحة المواجهة بين غزة و"إسرائيل"، هي ساحة المواجهة بين الحق والباطل، وقال: ان النصر النهائي سيكون حليف الشعب الفلسطيني في وقت ليس ببعيد. وأكد قائد الثورة الإسلامية: انه على العالم الإسلامي ألا ينسى أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وقفت ضد الإسلام والشعب الفلسطيني المظلوم في قضية غزة الحاسمة. ولا ينبغي للعالم الإسلامي أن ينسى في معاملاته ومعادلاته وتحليلاته من وقف ضد الشعب الفلسطيني ومارس الضغوط علی هذا الشعب المظلوم ولا يقتصر الأمر على الکیان الصهيوني فقط.
وأشار سماحته إلى ضرورة إتخاذ مواقف مضاعفة من قبل العالم الإسلامي ضد جرائم كيان الاحتلال، وقال: إن الحكومات الإسلامية إذا لم تساعد فلسطين اليوم فقد عززت ومكّنت عدو فلسطين، الذي هو في الواقع عدو الإسلام والإنسانية، ونفس الخطر سوف يهددهم غدا.
إنهارت سمعة الغرب
وقال سماحته: انظروا ماذا يحدث في الدنيا؛ في الدول الغربية، بریطانیا ، فرنسا، إيطاليا، و الولايات الأمريكية، يخرج الناس إلى الشوارع بأعداد كبيرة ويرددون شعارات ضد "إسرائيل" وأمريكا. لقد إنهارت سمعة هؤلاء، معتبرا ان من وقاحة الحكومات الغربية أنها تصف المقاتلين الفلسطينيين الذين يدافعون عن وطنهم بالإرهابيين. هل المقاتلون الفرنسيون الذين دافعوا عن باريس ضد عدوان ألمانيا النازية إرهابيون أيضًا؟ وأكد الإمام الخامنئي: ما يجب على الحكومات الإسلامية أن تصر عليه هو ضرورة وقف قصف غزة فوراً وإغلاق طرق تصدير النفط والسلع للكيان الصهيوني. وأشار سماحته إلی الهزيمة المدوية التي مني بها كيان الاحتلال ولا يمكن التعويض عنها، وقال: إن الکیان الصهيوني مصدوم ومتفاجئ من الضربة التي تلقاها، ولا يمكن التعویض عنها ويكذب على شعبه بشأن أسراه .
تنظيم احتجاجات في بريطانيا من قبل إيران
ووصف قائد الثورة كلام بعض المصادر الغربية، مثل تنظيم مظاهرات دعم لفلسطين في بريطانيا من قبل إيران، بأنه نتيجة لعارهم الذي لا علاج له، وردّ ساخراً على مثل هذه التحليلات السخيفة: يجب أن تكون هذه المجموعات من عمل قوات التعبئة في لندن والتعبئة في باريس! وأشار سماحته إلى خزي المخاتلين في العالم، ووصف المقاتلين الفلسطينيين بالإرهابيين بأنه علامة على الوقاحة الحقيقية للسياسيين والإعلاميين الغربيين، وقال متسائلاً: هل من يدافع عن بيته ووطنه هو إرهابي؟ هل الفرنسيون الذين قاتلوا الألمان في باريس في الحرب العالمية الثانية إرهابيون؟ فكيف يكونون مقاتلين ومصدر فخر لفرنسا وشباب الجهاد وحماس إرهابيون؟
الکیان الصهيوني عاجز ومرتبك
وقال سماحته: الکیان الصهيوني عاجز ومرتبك ويكذب على قومه بدافع الضرورة والإعراب عن قلقه بشأن الأسرى الصهاينة في غزة، کذب لأن قیام الکیان بالقصف يتسبب في مقتل أسراه، مضيفا: أن الکیان لا يدري ماذا يفعل وكل ما يفعله هو من باب الاستعجال. ولو لم يحظ بمساعدة أمريكا، فمن المؤكد أنه سيصاب بالشلل خلال أيام قليلة. وتابع سماحته: لقد أثبت طوفان الأقصى كيف يمكن لمجموعة صغيرة، لديها القليل من الإمدادات والمرافق، ولكن بنعمة الإيمان والعزم الراسخ، أن تدمر في ساعات قليلة نتاج سنوات من جهود العدو الإجرامية، وإذلال حكومات العالم المتغطرسة والمستکبرة، لافتا: لقد أذل الفلسطينيون الکیان الغاصب وأنصاره.
وأكد قائد الثورة أن جيل الشباب يجب ألا يكتفي بالعواطف، ويحاول فهم وتحليل مختلف القضايا، وأضاف: يجب أن يكون هناك تحليل وتقييم صحيح لمبدأ الثورة والدفاع المقدس وقضايا الوطن المختلفة. خصوصا لفترات الستينيات ومرحلة السبعينيات وحوادث مختلفة في الثمانينات والتسعينات.
تدبیر الانقلاب الأمريكي
وأشار سماحته إلى عداوة أمريكا لإيران، وقال: الأمريكيون يعتقدون إن عداوتهم للشعب الإيراني تعود إلى قضية السفارة الأمريكية، ويقولون إن سبب قیام أمریکا بفرض الحظر علی ایران ومحاولتها وراء إثارة الإضطرابات وخلق المشاکل في البلاد يعود إلی استیلاء الطلاب الإیرانیین علی السفارة الأمریکیة هذا ما يقوله الأميركيون، وأنصارهم في الداخل؛ وهذه كذبة كبيرة. واوضح سماحته: تم تدبیر الانقلاب الأمريكي ضد الحكومة الوطنية الإيرانية في عام 1953، قبل 26 عاما من حادث السفارة. ولم يذهب أحد إلى السفارة في ذلك اليوم. وأن الوثائق التي تم كشفها في السفارة، والتي يبلغ عددها الآن 70-80 مجلداً من الكتب، أثبتت أن السفارة الأمريكية كانت مركزاً للتآمر والتجسس ضد إيران منذ الأيام الأولى بعد انتصار الثورة الإسلامية. وأضاف قائد الثورة الاسلامية: كانوا يخططون في السفارة الأمريكية للاطاحة بالثورة الإسلامية وإشعال حرب أهلية في المحافظات الحدودية للبلاد، وهذا یدل علی أن السفارة كانت مركزا للتآمر على البلاد والثورة منذ الأيام الأولى من إنتصار الثورة الإسلامیة.
حقائق موثقة حول العداء البريطاني الأمريكي
وأعاد قائد الثورة الاسلامية للأذهان الحقائق الموثقة لهذه الأعمال العدائية، مشيراً إلى نفوذ البريطانيين في فترة القاجار وقال: أراد البريطانيون السيطرة على المراكز الاقتصادية وموارد إيران بالنموذج الاستعماري الهندي، ومن ثم تولي زمام الأمور السياسية والسيادة. وضرب سماحة قائد الثورة "اتفاقية احتكار زراعة التبغ وشرائه وبيعه" و"اتفاقية ثقة الدولة" كمثالين على المساعي البريطانية للسيطرة على موارد إيران الاقتصادية، وأوضح: إن هاتين الخطوتين لم تصلا إلى شيء مع يقظة العلماء ودعم الشعب، ولفت سماحته الى فترة سيطرة البريطانيين على الحكومة في ايران، وبجلب جلاد قاسٍ للغاية وفظ وأمّي وكسول وغير مؤمن يُدعى رضا خان وسيطروا على إيران، وحقق رضا خان أهدافهم بقمع العلماء وإرهاب الشعب.
الموت لأمريكا ليس شعاراً
وفي معرض إشارة قائد الثورة الاسلامية إلى الآثار الشريرة للهيمنة الأمريكية في إيران، بما في ذلك تأسيس موطئ قدم للكيان الصهيوني في البلاد، وتشكيل نظام استخبارات السافاك المخيف، وإرسال عشرات الآلاف من المستشارين على حساب الشعب الإيراني للسيطرة على جميع الشؤون العسكرية ونشر الفساد المخطط لإضعاف معنويات جيل الشباب ونشر التخلف العلمي في إيران والتمييز الطبقي الرهيب، وقالوا: حتى في ذروة أيام الثورة، من خلال إرسال الجنرال هايزر، كان الأمريكيون يفكرون في إحداث انقلاب ومذبحة بحق الشعب، لكن عزيمة الإمام ومكانة الأمة أحبطت هذه المؤامرة، وأرغم الشعب الايراني الجنرال الأمريكي بعد فشله في تنفيذ المذبحة على العودة، لكن الأمريكان ما زالوا يفعلون نفس الهدف ويعملون في غزة اليوم. وأكد سماحته في تلخيصه لهذا الجزء من كلمته: الموت لأمريكا ليس شعاراً؛ إنها سياسة نشأت من المؤامرات والعداءات التي لا نهاية لها لأمريكا مع الشعب الإيراني خلال العقود السبعة الماضية.