على لسان نخب الجهاد الأكاديمي في جامعة صنعتي شريف

المشروع السري للغاية الذي غيّر معادلات الحرب

إن كشف المعلومات السرية للجيش العراقي خلال فترة الدفاع المقدس كان من أكبر النعم الإلهية التي كان لها الأثر الكبير في هزيمة نظام الاستكبار العالمي في الحملة الضخمة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ظلت هذه الظاهرة الفريدة في التاريخ المعاصر للحروب الواسعة والطويلة مخفية لضرورة عدم الإفصاح عنها إلا بعد عقدين من انتهاء الحرب المفروضة. وإن حقيقة أن إيران تمكنت من الوصول إلى المعلومات السرية للجيش العراقي حتى بعد انتهاء الحرب هي معجزة أخرى بحد ذاتها.
أخيراً، وبعد 26 عاماً، تم رفع السرية عن هذا المشروع، وكشف قائد الحرب الإلكترونية في الحرس الثوري الإيراني خلال مقابلة تلفزيونية، عن هذه القدرة الاستخباراتية للجمهورية الاسلامية الإيرانية. فقد تم تصميم وصناعة هذا المشروع الدقيق الذي أُطلق عليه اسم "رحمت" في الجهاد الأكاديمي في جامعة شريف التكنولوجية، وتم بعدها نقله بشكل سري تماماً إلى وحدة الحرب الإلكترونية التابعة للحرس الثوري. حيث تمت هناك إعادة انتاجه واستخدامه على نطاق واسع ولكن أيضاً بشكل سري حتى نهاية الحرب وحتى في عمليات مرصاد.
كانت سرية المشروع عاملاً أدى إلى عدم معرفة أي من مسؤولي الدولة الذين لم يكن لديهم علاقة مباشرة بتنفيذ مشروع "رحمت" بوجود وأبعاد هذا المشروع، بما في ذلك رؤساء الجهاد الأكاديمي. وتم التخلص من جميع الوثائق المتعلقة بهذا المشروع في الجهاد الأكاديمي في جامعة شريف التكنولوجية بعد نقله إلى الحرس الثوري.
لذلك بقيت مصادر الحصول على هذه التكنولوجيا سرية تماماً، وبقي الاعتقاد سائداً في بعض الأحيان بأن المعدات المتعلقة بهذا المشروع يتم الحصول عليها من دولة أجنبية أخرى.
وجدير بالذكر أيضاً أن المرحوم الدكتور وفاء غفاريان رئيس وحدة الحرب الإلكترونية في الحرس الثوري الإيراني آنذاك، ومن بعده المرحوم الدكتور علي أصغر زارعي، لعبا دوراً أساسياً في تنفيذ الخطة في المعركة. وبالطبع، فإن قدرات بلادنا الحربية الإلكترونية في الدفاع المقدس لم تقتصر على هذه الحالة. خلال سنوات الدفاع المقدس، ومع الاعتراف بالتأثير الكبير للحرب الإلكترونية، تم استثمار الكثير في المعدات والقوى العاملة، وتم إضفاء الطابع المؤسسي على القدرة على اكتشاف المكالمات اللاسلكية والاستماع إليها وفك شيفرتها. وفيما يلي سنقرأ قصة الدكتور كوروس حمزة الرئيس السابق لمنظمة الجهاد الأكاديمي في جامعة شريف التكنولوجية، وهي جزء من قصة علمية مفصلة.
عفوية سرية
على عكس جميع المشاريع التي كان يتلقى فيها الجهاد الأكاديمي تعليماته من العميل لتنفيذها، فإن هذا المشروع تم تنفيذه بشكل سري وعفوي من بابه إلى محرابه من قبل عدد من أعضاء الجهاد الأكاديمي، وبعد التأكد من فعاليته، تم إدخاله سراً وتسليمه إلى وحدة الحرب الإلكترونية التابعة للحرس الثوري الإيراني من دون أية توقعات. كان هذا المشروع أحد نعم وأفضال الله على مقاتلي جبهة الحق المخلصين خلال الحرب المفروضة.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي