مذكرات الدكتور حميدرضا طيبي، الرئيس السابق لهيئة الجهاد الأكاديمي حول سنوات من النشاط في الجهاد الاكاديمي في جامعة العلم والتكنولوجيا
التطور من قلب العمليات
اجرى الحوار: بهنام باقري
بدء العمل مع شركة النفظ
أحد الأعمال الجيدة التي قمنا بها في العقد السادس كان ارتباطنا بصناعة النفظ الإيرانية. حيث بلغت الثقة والاعتماد على النفس أعلى درجاتها لدينا. قال لنا المسؤولون هناك إذا تمكنتم من انتاج جهاز مقوم الحماية الكاثودية بالمعايير البريطانية (BS)فنحن سنشتريه منكم، نظرًا لأن معيار النفط الخاص بنا كان إنجليزياً ولأن حجم أنابيب النفط والهياكل المعدنية التي يتم تركيبها تحت الأرض كبير جدًا، فإن شركة النفط بحاجة ماسة إلى هذه الآلة. وظيفة جهاز "مقوم الحماية الكاثودية" هي منع تآكل كافة الهياكل المعدنية التي تمتلكها شركة النفط في التربة. تحت التربة تتكون خلية كهروكيميائية وتسبب تآكل الهيكل المعدني والأنابيب ويجب أن نصنع هذه الأجهزة ونحقن التيار في الاتجاه المعاكس ونضع مصعد مضحى (sacrificial anode) على هذه الأنابيب ليحدث التآكل في الاتجاه المعاكس. لقد نجحنا في صنع هذا الجهاز الذي استغرق حوالي عام ونصف من الناحية التكنولوجية. وبطبيعة الحال، كان لها صعوباتها الخاصة، ولكن تم تصنيعها وفقًا للمعايير البريطانية (BS) تمامًا.
تم الحصول على بعض التكنولوجيا اللازمة لبناء هذا الجهاز من خلال الهندسة العكسية الدقيقة، وبعضها كان خاصًا بنا، لأنه على أي حال، من السهل جدًا على المهندس الجيد أن يحلل عملاً قام به شخص ما بالفعل من النظرة الأولى، ثم يقوم باعادته والعمل على تحسينه.
والمنطق هنا هو أنه لا ينبغي لنا أبداً أن نبدأ أعمالنا من الصفر. وفي جميع الأحوال، فقد قمنا بصنع وبيع حوالي 3000 جهاز منها. وكان هذا أحد أعمالنا الجيدة في الستينيات، وقد كان عملاً ذا تقنية عالية. وكان من المهم جدًا بالنسبة لنا أن يدخل هذا التسويق إلى مجال الصناعة التي كانت تشتري كل شيء من الخارج؛ من المملكة المتحدة أو من الشركات التابعة لدول أخرى.
توسيع مجال العمل
وبعد مرور بعض الوقت على إنتاج مقوم الحماية الكاثودية، رأينا أن القطاع الخاص دخل السوق وبدأ في تصنيع هذا الجهاز. مع دخول القطاع الخاص قلنا أنه يجب علينا تحسين العمل والآن لنعمل على أجهزة عالية التقنية (high-tech) تسمى UPS وأجهزة الشحن؛ الأجهزة المتصلة بالإنترنت، أي يجب أن تكون في المدار بشكل دائم. وبعد مدة من العمل مع شركة النفط، رأينا أن جميع مشاريع صناعة النفط في إيران ومشاريع محطات الطاقة الإيرانية والمشاريع الحساسة مثل النفط والغاز والبتروكيماويات والتكرير والتوزيع، يجب أن تزود أنظمتها الحساسة بنظام UPS.
من ناحية أخرى، كان هناك قلق من أنه إذا استجلبت وحدات UPS هذه من الخارج، خاصة الآن مع نمو التكنولوجيا الرقمية، فيمكن (للجهات الخارجية) التحكم بسهولة في هذه الأجهزة والسيطرة عليها وإنشاء جهاز تحكم عن بعد لها، بحيث أنه من خلال تعطيلها، يمكن بسهولة إيقاف عمل المصفاة.
يتبع...