الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستون - ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستون - ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

برلمانيون أوروبيون يعترفون

الإتحاد الأوروبي سقط أخلاقيا في تعامله مع الحرب في غزة

الوفاق/  يواجه الاتحاد الأوروبي انتقادات حادة من داخل وخارج الكتلة بسبب دعمه غير المشروط للكيان الصهيوني،و يقول بعض سياسيو الاتحاد الأوروبي إن هذا الموقف يضر بمصداقية الاتحاد الأوروبي كفاعل في السياسة الخارجية، ويزعزع الإستقرار ، ويثير غضب العالم النامي، كما يتهمون قادة الاتحاد الأوروبي بالفشل في إظهار قيادة رحيمة أو تطبيق نفس المعايير التي اعتمدوها عند توجيه اتهاماتهم لروسيا في سلوكها الحربي في أوكرانيا على الكيان الصهيوني.

أدى دعم الاتحاد الأوروبي لحرب الكيان الصهيوني على غزة إلى ظهور انقسامات وارتباك، فبعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر  قال أوليفر فارهيلي، المفوض الأوروبي إنه «لا يمكن أن يكون هناك عمل كالمعتاد»، متخذا دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء الأخرين على حين غرة،و أضاف فارهيلي أن حجم الهجوم الذي شنته حماس يعني أنه «نقطة تحول» وأنه سيتم تعليق 729 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين إلى أجل غير مسمى.
انتقدت العديد من الدول الأعضاء، بما في ذلك إيرلندا وإسبانيا وهولندا، القرار علناً مشيرين إلى أن الحاجة إلى المساعدات الإنسانية كانت أكثر ضرورة بالنظر إلى أن «إسرائيل» أعلنت حصارًا «كاملاً» جديدًا على غزة، قاطعةً المياه والكهرباء والغذاء عن الفلسطينين، والذين كانوا تحت حصار لمدة 16 عامًا.
وقالت إيرلندا إن «فهمنا هو أنه لا يوجد أساس قانوني لقرار أحادي الجانب من هذا القبيل من قبل مفوض فردي ولا نتوقع تعليق المساعدات».
وعارض مفوض الأزمات جانيز لينارتشيك فارهيلي وأعلن أن «المساعدات الإنسانية الأوروبية للفلسطينيين المحتاجين ستستمر طالما احتاج الأمر».
و  يبدو أن الخلاف العلني بين سياسيي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء قد كشف عن انعدام التنسيق أو وجود سياسة واضحة تجاه السلوك الحربي للكيان الصهيوني أو الوضع الإنساني المأساوي للفلسطينيين.
وفي الوقت الحالي، تجازوت أعداد ضحايا القصف الإسرائيلي الهمجي الـ 5087 فلسطينيًا منذ بدء الحرب، بما فيهم أكثر من 2000 طفل، و وفقًا لآخر إحصاء قدمته وزارة الصحة الفلسطينية. حوالي 70٪ من الضحايا هم أطفال ونساء وكبار السن.
قيادة فاشلة
 عندما قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي أصبحت بشكل متزايد الوجه الأمامي للاتحاد الأوروبي على المسرح العالمي، دعمها الكامل للكيان الصهيوني، أدان أعضاء البرلمان الأوروبي فشلها في الحصول على تفويض للتحدث في المسائل الخارجية.
وقالت غريس أوسوليفان، عضو الحزب الأخضر الأيرلندي في البرلمان الأوروبي، لـ Middle East Eye»كان نهج الرئيسة فون دير لاين منحازًا تمامًا ولم تنجح على الإطلاق في إظهار القيادة و استجابة متسقة للأزمة» ،و في إشارة لفارهيلي قالت « كان واضحا منذ البداية أن مكتب المفوضين للرئيسة لم يتواصل بشأن القضية وكان بدلاً من ذلك يصدر بيانات أحادية الجانب». و منذ ذلك الحين، دعت أوسوليفان إلى استقالة فارهيلي الفورية.
و في إظهار نادر للاحتجاج، كتب حوالي 800 موظف في الاتحاد الأوروبي رسالة إلى فون دير لاين احتجاجًا على ما وصفوه بالتحيز غير المبرر لــ «اسرائيل» والفشل حتى في ذكر الحاجة إلى دولة فلسطينية، وهي السياسة الرسمية للاتحاد الأوروبي.
كان سياسيو الاتحاد الأوروبي الآخرون أكثر صراحة بشأن مخاوفهم من أن الاتحاد الأوروبي قد فشل في استيعاب كم كان موقفه مضرًا على المسرح الدولي. و في السياق صرحت مارغريت أوكن، سياسية دنماركية في البرلمان الأوروبي، «لا يزال الاتحاد الأوروبي يهمل القضية الرئيسية المطروحة، وهي أن إسرائيل هي القوة المحتلة والفلسطينيون هم شعب محتل، حيث ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، أين الاحتجاجات من قيادتنا السياسية؟ لماذا لا يكون لدينا نفس المعيار الذي لدينا تجاه روسيا مع إسرائيل؟»، و قالت أوكن أيضاً لـ MEE «إذا أردنا تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في الجنوب العالمي و في ذات الوقت يمكنهم رؤية مدى تحيز أغلبية كبيرة من البلدان الغربية ومدى سلبيتها، فإنها مضرة للغاية.”
حرب الكيان الصهيوني على غزة لها القدرة على التأثير على أوروبا من خلال زعزعة استقرار المنطقة أكثر.حيث لدى الانهيار الاقتصادي وأزمة هجرة أخرى القدرة على الخلاف السياسي داخل الكتلة بشكل كبير، كما فعلت في الماضي، وبالتحديد في عام 2015 عندما دخل 1.3 مليون شخص، معظمهم من السوريين، أوروبا.
 و دعوة الكيان الصهيوني نصف سكان قطاع غزة إلى مغادرة منازلهم والتوجه إلى الجزء الجنوبي من القطاع أثارت أيضًا مخاوف في مصر من تدفق هائل من اللاجئين إلى سينا،و  رفضت الحكومة المصرية محاولات قبول إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين في شمال سيناء.
وفقًا للتقارير، ذهبت الحكومة المصرية إلى حد إخبار دبلوماسي أوروبي: «تريدون منا أخذ مليون شخص؟ حسنًا ، سأرسلهم إلى أوروبا. أنتم تهتمون بحقوق الإنسان كثيرًا - حسنًا، خذوهم».
تقول أوسوليفان  «بشكل عام، فشل الاتحاد الأوروبي في إظهار قيادة رحيمة وقد أحزنني عدم استعداد قادة وأحزاب الاتحاد الأوروبي للمطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء سفك الدماء في غزة» ، و بدلاً من أن نكون مشجعين لحصار غزة، يجب أن نوجه نفوذنا للضغط على «إسرائيل» و الدعوة إلى وقف إطلاق النار»، و قالت، مضيفة إن إطالة الحرب لن يفعل سوى إلحاق المزيد من الضرر بـ «المصداقية الدولية» للكتلة،و مع ذلك، قد يكون استعادة مصداقية الاتحاد الأوروبي معركة خاسرة بالفعل.
النفاق الغربي
حذر دبلوماسي كبير في مجموعة السبعة، في حديثه لصحيفة فاينانشال تايمز، من أن «لقد خسرنا بالتأكيد معركة في العالم النامي»، في إشارة إلى الدعم الكامل للغرب للإجراءات الإسرائيلية في غزة، و أضاف كل العمل الذي قمنا به مع العالم النامي [بشأن أوكرانيا] قد ضاع ... نسوا القواعد، نسوا النظام العالمي.
 لن يستمعوا إلينا مرة أخرى». وانتقدت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، في حديثها لـ MEE الأسبوع الماضي، «المعايير المزدوجة» من جانب الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بـ «إسرائيل» مقارنةً بالتصريحات السابقة التي أدلى بها الاتحاد الأوروبي دعمًا لأوكرانيا، ففي أكتوبر 2022، قالت فون دير لاين إن محاولات روسيا قطع الكهرباء و المياه عن الرجال والنساء والأطفال هي «أعمال إرهاب خالصة"، و لكن  عندما فعل الكيان الصهيوني الشيء نفسه في غزة ، قالت فون دير لاين «لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس".
و  قال مارك بوتنغا، سياسي بلجيكي في البرلمان الأوروبي، إنه حذر الممثل الأعلى جوزيب بوريل، الذي يتعامل مع سياسة الكتلة الخارجية، بشأن معاييرها المزدوجة فيما يتعلق بالنزاعين" كثيراً ما أشارت البلدان في جميع أنحاء العالم التي مارس عليها الاتحاد الأوروبي ضغوطًا لفرض عقوبات على روسيا أو تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا إلى أن الاتحاد الأوروبي دافع عن السلامة الإقليمية لأوكرانيا، لكنه لم يفعل أي شيء للدفاع عن السلامة الإقليمية للأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل إسرائيل» ،و  أضاف بوتنغا بأنه يطرح هذا السؤال على بوريل كل يوم ما مدى شعور الدول الأخرى حيال المعايير المزدوجة للسياسة الخارجية الأوروبية»، و أضاف «المعايير المزدوجة لسياستها الخارجية أصبحت واضحة جدًا".
 دعمت العديد من الدول غير الغربية تاريخيًا القضية الفلسطينية، معتبرة إياها كفاحًا ضد الاستعمار وتأكيدًا لحق تقرير المصير.
يشعر بعض كبار سياسيي الاتحاد الأوروبي سرًا بالقلق من أن الدعم غير المشروط للكيان الصهيوني لا يُبعد فحسب كثيرًا من هذه البلدان، ولكنه يقوض أيضًا فعالية سياسة الكتلة الخارجية.
حذر مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي-رفض أن يذكر اسمه- و الذي تحدث لمجتبى رحمن، وهو محلل للاتحاد الأوروبي في مجموعة يوراسيا، من أن موقف الكتلة تجاه غزة يخاطر بـ «إطلاق تدفقات هجرة» نحو الاتحاد الأوروبي "، و قال أيضاً ليس للاتحاد الأوروبي أعلى مصداقية كفاعل في السياسة الخارجية، لكن مايحصل الأن كارثة على نطاق لم نشهده من قبل».
يقول بوتنغا" عندما حضر بوريل اجتماع مجموعة العشرين الذي عُقد في الهند في سبتمبر، أخبر كثير من الشركاء الدوليين للاتحاد الأوروبي المسؤولين الأوروبيين أنهم يدافعون عن القيم «،و يضيف «عدم استعداد أوروبا لمحاسبة إسرائيل على عقود من الاحتلال غير القانوني والاستعمار، أو المطالبة بوقف فوري إطلاق النار في غزة اليوم، يرسل رسالة مفادها أنه في نظر الحكومات الأوروبية، لا تنطبق التزامات حقوق الإنسان والقانون الدولي إلا على بلدان وشعوب معينة».
و بدوره يقول جوليان بارنز داتشي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية  لـ «ميدل ايست اي» أنه « على الرغم من افتقار الاتحاد الأوروبي إلى التنسيق وعدم اتساقه في نهجه تجاه إسرائيل، إلا أن الأمر الواضح هو أن الحكومات الأوروبية اصطفت بالكامل لدعم إسرائيل»، و أضاف "في حين أشار سياسيو الاتحاد الأوروبي في الأيام الأخيرة إلى ضرورة احترام إسرائيل للقانون الدولي، كان هناك استعداد ضئيل جدًا للضغط على حكومة نتنياهو للتصرف وفقًا للمبادئ الإنسانية».
و بحسب داتشي أيضاً فإنه  على الرغم من الأصوات المعارضة في البرلمان الأوروبي، فإن الانقسامات داخل الكتلة «مبالغ فيها»، ، وهي تعكس في المقام الأول «المنافسة السياسية الداخلية مع فون دير لاين بدلاً من وجود خلاف حاد مع موقفها،و  مما لا شك فيه أن دعم الاتحاد الأوروبي لإسرائيل سيضر بعلاقات أوروبا مع العالم النامي»،و يضيف « ليس لأن الدول غير الغربية نفسها متمسكة بشدة بالمبادئ، ولكن لأن ذلك يتيح لهم بسهولة إظهار المعايير المزدوجة الأوروبية فيما يتعلق بأهمية النظام العالمي القائم على القواعد، والذي كان الحديث الرئيسي للغرب خلال الـ 20 شهرًا الماضية".

البحث
الأرشيف التاريخي